البث المباشر

تفسير موجز للآيات 76 الى 81 من سورة النمل

الثلاثاء 7 إبريل 2020 - 11:48 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 691

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم لك الحمد حمد الشاكرين وصل وسلم وبارك على النبي الخاتم وآله المطهرين.

إخوة الإيمان السلام عليكم وأهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج نهج الحيوة وتفسير آي أخر من سورة النمل المباركة نستهله بالآيات من السادسة والسبعين الى التاسعة والسبعين، نستمع معاً:

إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٧٦﴾

وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴿٧٧﴾

إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم بِحُكْمِهِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ﴿٧٨﴾

فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۖ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ ﴿٧٩﴾

 

دار الحديث في الحلقة السابقة من البرنامج حول الكافرين الجاحدين بالقيامة والساخرين بمسألة إحياء وبعث الموتى ومحاسبة كل منهم يوم الحشر على ما عمل في دنياه.

أما الآيات هذه فإنها تتحدث عن اليهود والنصارى إبان ظهور الإسلام في الجزيرة العربية ورفضهم القرآن وما جاء به محمد – صلى الله عليه وآله – واختلافهم فيما بينهم خاصة بخصوص السيد المسيح (ع) ومنجي آخر الزمان في كتاب التوراة.

وتؤكد هذه الآيات حقيقة اليهود والنصارى لو كانوا قد اعترفوا بالقرآن كتاباً سماوياً، لزال كل ما اختلفوا فيه من حديث مريم وعيسى والنبي المبشر به في التوراة، فمنهم من يقول: هو يوشع أو منتظر لم يأت بعد وأحكام أخر، وكان ذلك معجزة للنبي الخاتم – صلى الله عليه وآله – إذ أنه لم يدرس كتبهم ولم يقرؤها ثم أخبرهم بما فيها، إنهاءً لما في اليهودية والمسيحية من خرافات وبدع بعد نبي الله موسى وعيسى عليهما السلام، ليكون الدين خالصاً من الشوائب والشبهات وسقم العقائد والآراء... فالقرآن هدى ودلالة على الحق "ورحمة للمؤمنين" ونعمة لهم.

وقوله عزوجل "إن ربك يقضي بينهم" يعني بين الموحدين من أتباع الديانات الإلهية، وهذا إشارة منه سبحانه الى أن الحكم له لا سواه فيوصل الى كل ذي حق حقه وأنه وعد المظلوم بالإنتصاف من الظالم "وهو العزيز" القادر على ما يشاء و"العليم" بالمحق والمبطل فيجازي كلاً على عمله.

علمتنا هذه الآيات الكريمة:

  •  من بركات القرآن: إنهاء الإختلاف الفكرية المتجذرة بين الديانات بسبب التحريف الذي وقع فيها.
  •  الهداية هي من النعم الإلهية الكبرى التي من بها الله بلطفه ورحمته على الناس.
  •  التوكل على الله هو من أهم عوامل موفقية وفلاح الإنسان.

والآن نصغي الى الآيتين الثمانين والحادية والثمانين من سورة النمل المباركة حيث يقول عزوجل:

إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ﴿٨٠﴾

وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ ۖ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ ﴿٨١﴾

 

 

القرآن حق مبين ورحمة للعالمين، ولكن الكافرين لا ينتفعون منه لأنهم كالموتى الذين يتعذر إسماعهم نداء الدعوة الإلهية.. بمعنى أن الكافر كالميت في أنه لا يقبل الهدى وكالأصم في أنه لا يسمع الدعاء وكالأعمى الذي يتعذر عليك أن تهديه الى قصد الطريق لأنه لا يرى ألآيات الدالة عليه وقد جعل سبحانه الجهل بمنزلة العمى لأنه يمنع عن إدراك الحق كما يمنع العمى من إدراك المبصرات.

على هذا، لا ينعم بهدي القرآن وما جاء به الرسول إلا من استسلم للحق وآمن بآياته سبحانه وتعالى، ما يعني: إن المشكلة أو ما يحول دون ذلك ليست أصل الدعوة أو رسالة الأنبياء وإنما العصبية ولجاج الجاحدين، فمن كان ميت القلب ويأبى الإذعان لما هو حق، لا يؤثر فيه الكلام الحق.

ما تعلمناه من الآيتين هو:

  •  الموت والحيوة في القرآن الكريم، هما الموت والحيوة طبيعياً ومادياً ومعنوياً وإن من لا يسمع قول الحق ولا ينصاع له ميت، وإن كان كما يبدو حياً يرزق، أما من أدرك الحق وتفانى من أجله واستشهد، فهو حي ينعم بما رزق الله وإن لم يكن كما يبدو بين الأحياء.
  •  ليس المهم السمع والعين والعقل، فهي ليست كافية تفي بالمطلوب، المهم روح التسليم للحق، فلولاها ينكر الإنسان ويجحد حتى بما يسمع بأذنيه وتراه عيناه، أو أنه يفسر ذلك بشكل خاطئ لا يقبله العقل والمنطق، إن النائم، يستيقظ إثر سماعه صوتاً، أما المتناوم فلا.

إنتهت هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، على أمل اللقاء بكم إخوتنا الأعزاء نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة