البث المباشر

تفسير موجز للآيات 70 الى 75 من سورة النمل

الثلاثاء 7 إبريل 2020 - 09:47 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 690

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم لك الحمد حمد الشاكرين والصلاة والسلام على نبيه الأمين وآله الطاهرين.

إخوة الإيمان سلام من الله عليكم وأهلاً بكم في هذا اللقاء مع حلقة جديدة من برنامج نهج الحيوة، وتفسير آي أخر من سورة النمل المباركة نستهله بالآيات من السبعين الى الإثنين والسبعين:

وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ ﴿٧٠﴾

وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٧١﴾

قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ ﴿٧٢﴾

 

مرّ بنا أن الآية التاسعة والستين، دعت المعاندين المشركين الى السير في الأرض ليعتبروا بما آل إليه أمر المجرمين الكافرين والمعرضين عن طاعة الله جل وعلا.

والآية السبعون تخاطب النبي (ص) لتطييب نفسه، وقوله تعالى "ولا تكن في ضيق مما يمكرون" معطوف على ما قبله عطف التفسير، وتعني الآية: لا تحزن يا محمد تكذيب القوم لرسالتك ولا يضيق به صدرك مما يمكرون ويدبرون في أمرك فالله حافظك وناصرك عليهم.

وفي الآية الحادية والسبعين يحكي الله قول المشركين لرسول الله – صلى الله عليه وآله – وهم يسخرون من إنذاره لهم بالعذاب ثم يرد سخريتهم بقوله: "قل عسى أن يكون ردف لكم" أي: لحقكم واللام في لكم زائدة للتوكيد، فيكون المعنى: تبعكم ولحق بكم "بعض الذي تستعجلون" وقوعه وهو عذاب وقعة بدر الكبرى في العام الثاني من الهجرة النبوية العام الثاني من الهجرة النبوية المباركة، وسائر العذاب لهم فيما بعد الموت.

وما تعلمنا من هذه الآيات الثلاث الدرس التالي:

للإشفاق على الضالين والتعاطف معهم حدود يجب العمل وبذل كل الجهود الكفيلة لهدايتهم والأخذ بيدهم نحو سبيل الرشاد ما داموا يدركون الحق ويميزونه عن الباطل وإلا يجب التخلي عنهم وتركهم وشأنهم وعدم الإكتراث لهم، فإن العذاب الإلهي نازل بهم عاجلاً أم آجلاً.

والآن نبقى لبعض الوقت مع الآيات من الثالثة والسبعين الى الخامسة والسبعين من سورة النمل المباركة:

وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ ﴿٧٣﴾

وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ ﴿٧٤﴾

وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ﴿٧٥﴾

 

 

في ضوء ما تقدم، تبين هذه الآيات حقيقة أن سبب عدم الإسراع في معاقبة المشركين يكمن في لطف الله وسعة رحمته عزوجل فضله على عباده وإرسالهم لعلهم يتوبون ويعودون الى رشدهم، لكن المؤسف عدم إكتراث هؤلاء المشركين للرحمة الإلهية هذه، وتماديهم في كفرهم وغيهم وطغيانهم بدل شكرهم الخالق جل وعلا وإصلاح ما فات " وإن ربك لذو فضل على الناس" بأنواع النعم الدينية والدنيوية وإمهالهم ليتوبوا.

أما قوله عزوجل: "وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم" أي ما تخفيه وتستره "وما يعلنون" أي: يعلم ما يظهرونه أيضاً "وما من غائبة" يعني خصلة غائبة "في السماء والأرض" أي: كل ما أضفاه عن خلقه وغيبه عنهم " إلا في كتاب مبين" في اللوح المحفوظ.

فالآية تبين أن جميع أفعالهم محفوظة عنده سبحانه غير منسية ولكنه عزوجل يتفضل عليهم بالإمهال عسى أن يتوبوا وهذا من عظيم رحمته بالناس.

أفهمتنا الآيات:

  • وجوب تقدير الإمهال الإلهي واستثماره فيما يفضي الى التوبة وإصلاح ما فات من الأعمال السيئة وعدم اعتبار التقدير الإلهي هذا ما يدل على حسن أعمالنا وعدم وجوب العقاب.
  • إن الله عليم بكل شيء وما ظهر وبطن.. ويعلم غيب السموات والأرض، وما تخفيه الصدور، وأيان يوم القيامة وغير ذلك من الأسرار وخفيات الأمور، فهو الله المحيط بما في الوجود ويعلم السر وما أخفى، ما يحتم علينا إصلاح أعمالنا وسيرتنا في الحيوة، وكذلك إصلاح النوايا بدل الإساءة للآخرين وإضمار السوء لهم، ذلك أن الله عليم بكل شيء وبكل الخفايا والظواهر ورحجمته الى جانب ذلك تسع كل شيء والناس جميعاً.

 

الى هنا إنتهت هذه الحلقة، نشكركم إخوتنا الأعزاء جميعاً على حسن المتابعة نستودعكم الله على أمل اللقاء بكم في حلقة جديدة من البرنامج تقبلوا خالص تمنياتنا والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة