البث المباشر

تفسير موجز للآيات 87 الى 89 من سورة يوسف

الإثنين 24 فبراير 2020 - 15:28 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 391

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ثم الصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين واله الطاهرين والسلام عليكم حضرات المستمعين الأكارم ورحمة الله وبركاته. واهلاً بكم في حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة وتفسير آيات اخرى من سورة يوسف عليه السلام ونبدأ من الآية السابعة والثمانين من هذه السورة حيث يقول تعالى:

يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّـهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّـهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴿٨٧﴾

علمنا ان اخوة يوسف عليه السلام لما عادوا الى ابيهم من دون بنيامين، هاجت الأحزان والاشجان من جديد في نفس يعقوب اسى ولوعة على فراق يوسف عليه السلام.

هنا سلم سيدنا يعقوب امره الى الله تعالى ودعاه ان يتخضل عليه برحمته يفك عنه رباط محنته.

وحيث ان سيدنا يعقوب عليه السلام كان يعلم من رؤيا يوسف عليه السلام التي كان قد قصها على ابيه انه على قيد الحياة طلب من ابنانه ان ييمموا وجههم صوب مصر للعثور على يوسف والعودة ببنيامين ان سيدنا يعقوب ومن اجل ان يحث اولاده على البحث عن يوسف عليه السلام، يخاطب ابنانه بالقوه ان الأنسان المؤمن لا ييأس من رحمة الله في اي حال من الأحوال. ذلك ان اليأس من رحمة الله تعالى وما اوسع رحمته علامة على الكفر وعدم الأيمان. اعاذنا الله من ذلك واياكم ووفقنا لمرضاته انه السميع المتعال.

وفي النص الشريف وردت كلمة روح وهي اما تقرأ بفتح الراء او بضمها فاذا كانت روح فهي مأخوذه من الريح اذان هنا تشبيه لرحمة الله تعالى بالنسيم الذي يجلب للأنسان الراحة والهدود.

لكن ثمة عدد من المفسرين من يقرأ الكلمة بضم الراد اي روح، وكان الأنسان يكتسب روحاً جديدة وطرية فيما لو حلت مشاكله وازيلت الصعاب عن حياته بلطف الله ورحمة.

ونتعلم من هذا النص:

 

  • لابد من السعي من اجل الحصول على الرحمة الالهية
  •  ان اولياء الله تعالى يبعثون على الدوام الأمل في النفوس ويقدمون لنا دروساً في التوكل على الله والتفيىء بظلال رحمة الوارفة.

وفي المقابل فأن من يقنطون الناس من رحمة الله تعالى فهم على الدوام في بعد عن الدين وذات القدس الربوبي.

والى الآية الثامنة والثمانين من سورة يوسف عليه السلام:

فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّ اللَّـهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ ﴿٨٨﴾ 

في وحلتهم الثالثة الى مصر، التقى ابناء يعقوب عليه السلام بيوسف عليه السلام وكانوا يتوقعون حصة كاملة من الغلة لقد ارادوا من يوسف عليه السلام ان يمن عليهم بكرمه.

اما ما يستفاد من هذه الآية الشريفة فهو:

 

  •  ان الفقر والفاقة يكسران اطواق الغرور التي تلتف حول نفس الأنسان بالامس كان اخوة يوسف عليه السلام يقولون نحن عصبة في اشارة الى قوتهم وان اباحم على الخطا وحم على الصواب اما اليوم فان اخوة يوسف عليه السلام وبكل تذلل يطلبون الغلة
  •  ان الثواب والعطاء الرباني يوجدان في النفس دوافع قوية لخدمة الأخرين وفعل الخيرات.

والآن نستمع الى تلاوة الآية التاسعة والثمانين من سورة يوسف عليه السلام، حيث يقول جلت قدرته:

قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ ﴿٨٩﴾

ان نفس سيدنا يوسف عليه السلام مفعمة بالأحاسيس والعواطف الجياشة وكيف لا يكون ذلك وانبياء الله عليهم السلام حم رحمة للعالمين

لما رأى يوسف عليه السلام من اخوته الألتماس واظهار العجز اخصح عن الحقيقة واخبرحمم انه اخوحم الذي كانوا قد القوه في غيابة الجب يوم كان صغيراً.

لكن كيف يا ترى افصح يوسف عليه السلام عن امره، وكيف ازاح الستار عن حقيقة لم يكن يعرفها اخوته؟

اجل لقد طرح عليهم سؤالاً ذا معنى جعلهم يعرفونه وذلك من اجل ايقاظهم من نومة الغرور والحسد قال لهم هل تتذكرون عندما كنتم في سن الشباب ماذا فعلتم باخيكم يوسف وكان صغيراً؟

وفي هذا السؤال ما يكفي لآن يفطن الأخوة الى ما حصل بينهم وبين اخيهم الصغير.

في تعامل سيدنا يوسف عليه السلام هذه المرة مع اخوته ما يومىء الى نقطة مهمة وهي ان على الأخوة التوبة والأنابة الى الله تعالى عما بدر منهم في ماضي الزمن من فعل السوء وطلب الصفح والغفران من الباري الكريم المنان.

اليس ذلك افضل من طلب التصدق من عبد من عباده؟

اجل والله ان الذي يعطي ولا يمنن هو الباري تباركت اسماؤه، كيف لا والناس عياله وحم الفقراء اليه وهو الغني الحميد.

ان احم نقطة في تعامل يوسف مع اخوته، هو انه عليه السلام افههم ان ما فعلوا كان عن غرور وجهل لاعن عمد وعلم ولعل من يتأمل الأمر يرى ان يوسف عليه السلام قد كان في صدد مواساة اخوته وانه اراد انها مهم ان ما صدر عنهم من فعل السوء كان من وسوسة الشيطان وان الشيطان للأنسان عدد مبين، وكيفما كان فقد كان تعامله عليه السلام من كريم اخلاقه ونبل شخصيته المتعالية.

وسيأتي علينا لا حقاً بيان هذا الأمر في الآية المائة من سورة يوسف ان شاء الله.

والى الدروس من الآية فهي:

 

  •  ان الظلم لا ينسى وانه لابد من يوم يلتقي فيه الظالم مع المظلوم وسعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين
  • ان سمو الأخلاق وعلو الهمة يمليان على النفس المزينة بهما العفو والسماح حين القدرة على ايقاع العقاب

وقد جسد هذا المعنى الشريف المبارك الأنبياء والرسل والأئمة المعصومون عليهم السلام وليكن لنا في كل هذا اسوة حسنة.

غفر الله لنا ولكم والسلام خير ختام.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة