البث المباشر

تفسير موجز للآيات 87 الى 92 من سورة يونس

الأربعاء 19 فبراير 2020 - 11:55 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 335

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد واله الطاهرين.

السلام عليكم مستمعينا الاكارم واهلاً بكم في لقاء قرآني جديد وتفسير سهل ويسير لآيات الذكر الحكيم، وفي تفسيرنا لسورة يونس انهينا تفسير 86 آية من هذه السورة المباركة.

اما الآن فالى الآية السابعة والثمانين من هذه السورة حيث يقول تعالى:

وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٨٧﴾

بعد ان نجح النبي موسى (ع) في تحرير بني اسرائيل من سلطة آل فرعون كان عليه ان يبني المجتمع الجديد في ظل الديانه الجديده وهي التي تقوم على اساس التوحيد.

ومن الأعمال التي قام بها موسى في هذا المجال بناء بيوت لقوم بني اسرائيل في مكان واحد. وكان المفروض ان تكون هذه البيوت متقابلة لا متناثرة. ولعل في هذا الأمر فائدة اجتماعية حيث يكون التواصل فيما بين الناس اقوى والأوامر اشد وامتن.

وفي مثل هذه الخطة الربانية ما يحول دون تحقق مؤامرات الأعداء وفرعون.

وحسب رأي بعض المفسرين فأن الأمر الألهي الذي اوحي الى موسى (ع) واخيه هارون (ع) كما هو منطوق الآية يتضمن لزوم بناء البيوت باتجاه القبلة واداء الصلاة وبعبارة اخرى كي يتمكن بند اسرائيل من اداء الفرائض الدينية وهم في بيوتهم ولعل من يقول ان هذا المعنى هو معنى اصطلاحي وان القبلة تعني التقابل.

والذي نتعلمه من هذه الآية المباركة :

  •  ان الأنبياء حريصون على مصالح الناس وهم يعملون من اجل سعادتهم.
  • لا ينبغي ان تحول الأمور الرفاهية في الحياة دون اداء العبادات والتوجه الى الله العزيز الحكيم، ذلك ان التوجه الى العبادة من شأنه ان يفيض الرحمة واللطف الألهي على الناس.

ويقول تعالى في الآيتين الثامنة والثمانين والتاسعة والثمانين من سورة يونس المباركة:

وَقَالَ مُوسَىٰ رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَن سَبِيلِكَ ۖ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴿٨٨﴾

قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٨٩﴾

ان النبي موسى (ع) وفي طريق جهاده ضد فرعون طلب من الله تعالى ان يقضي على ثروة فرعون التي كانت تستغل من اجل الكفر والفساد والطغيان في الأرض.

واذا ما كان موسى (ع) قد دعا على فرعون وملأه، فأنه انما فعل ذلك حينما ايقن ان فرعون ماض في غيه ولا يتخذ للحق سبيلاً.

ان فرعون ما كان ليقبل الحق وحتى لو اراد ان يؤمن وهو لم يؤمن فأن ذلك الأيمان كان قد يتحقق بعد نزول العذاب ومثل هذا الأيمان لا قيمة له ولا وزن في المعايير الالهية واستجاب الله تعالى لدعاء موسى وافيه وامرحما بالثبات على المبادىء والقيم الالهية الرفيعة. على ان من شروط استجابة الدعاء هو الاستقامة على النهج الصحيح.

يستفاد من بعض الروايات ان غضب الله على فرعون بعد ان دعا موسى (ع) عليه نزل بعد اربعين عاماً حيث غرق فرعون ومات وولى الى حيث الجحيم

والذي نتعلمه هنا :

  •  ان المال والثروة ليسا من علائم العبد على الله ذلك انه تعالى يهب المال حتى للكافر.
  •  الدعاء من اجل سقوط الظالمين دعاء مقبول ومستجاب في ذات الوقت.
  • في جهاد الأعداء لابد من اطاعة القادة الربانيين والنأي عن العقائد الجاهلية.

ونستمع الآن الى تلاوة الآيات التسعين والحادية والتسعين والثانية والتسعين من سورة يونس:

 وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٩٠﴾

 آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴿٩١﴾

 فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ﴿٩٢﴾

توضح هذه الآيات الشريفة كيفية استجابة دعاء النبي موسى (ع) وفي قصة موسى (ع) جاء ان جيش فرعون اخذ يتعقب موسى (ع) وقومه فشق الله تعالى للمؤمنين طريقاً في النيل حيث عبر المؤمنون وفي هذا النهر غرق فرعون والكافرون.

وبقدرة الله تعالى اخرج جسد فرعون من الماء كي يكون عبرة لمن يعتبر

ان ما كان يتوقعه موسى (ع) قد حدث، ففي اللحظات الأخيرة وحيث قد داحم الموت فرعون من كل جانب قال آمنت برب موسى. لكن انى لهذا الأيمان ان يكون له فائدة اذ مضى حرقت التوبة

اما ما نستفيده من هذا النص فهو الآتي:

  •  في طريق الجهاد في سبيل الله لابد من التوكل على الله تعالى انه تعالى لن ينسى عباده وهو الناصر لهم في احلك الظروف ومن استعان بغير الله ذل ومن توكل عليه كانت له العزة اذ العزة لله ورسوله والمؤمنين 
  •  اما الثبات على المبادىء والقيم الآلهية يركع الطغاة والظالمون 
  • لابد من الحفاظ على آثار وبركات قدرة الله تعالى التي تجلت في الأمم السالفة اذنها من الدروس والعبر الشيء الكثير وتلك الأيام ندادلها بين الناس.

غفر الله لناد لكم والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة