البث المباشر

تفسير موجز للآيات 49 الى 52 من سورة الاعراف

الثلاثاء 4 فبراير 2020 - 11:29 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 237

بسم الله الرحمن الرحيم: اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة نبدؤها بتلاوة عطرة للآية 49 من سورة الاعراف، فلننصت اليها خاشعين:

أهؤلاء الذين ............ولا انتم تحزنون

هذه الآية استمرار لخطاب اهل الاعراف لاصحاب النار فهم يشيرون الى اصحاب الجنة متسائلين هل هؤلاء إلا من كنتم تحتقرونهم في الدنيا وتقولون ان الله يحبنا نحن فاعطانا الثروة والاموال وهؤلاء لا يستحقون فضل الله ورحمته في الدنيا والآخرة. انظروا اليهم الآن وهم في هدوء وطمأنينه وراحة بال يدخلون الجنة، وانتم ايها المستكبرون يا من ظننتم انكم خير منهم تدخلون النار.

من هذه الآية نستنتج:

ان نزول الرحمة الالهية تستلزم الايمان والعمل الصالح، وليس المال والجاه، وان الفقر في الدنيا ليس دليلاً على الحرمان من نعيم الجنة.

لا تصدروا احكامكم على الناس بغير علم، فيوم القيامة سيعرف اصحاب الجنة واصحاب النار، لسنا قسيمي جنة ونار فنقول لمن تزدريهم اعيننا انهم اهل النار.

 

والآن ايها الاكارم لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 50 من سورة الاعراف:

ونادى اصحاب النار......... على الكافرين

لشدة حرارة جهنم يتوجه اصحاب النار الى اصحاب الجنة يطلبون منهم الماء او اي شراب من الجنة ليطفئوا به ضمأهم بعد ان عجزوا عن الحصول عليه من ملائكة العذاب، ولكن اهل الجنة لا يسمح لهم باعطاء قطرة ماء واحدة لاصحاب النار.

من هذه الآية نتعلم:

  • ان الذين امضوا حياتهم في جمع الاموال في الدنيا فقراء يوم القيامة يمدون يد العوز الى الآخرين.
  • ان الذين لا يراعون حرمة الاحكام الالهية في الدنيا وأباحوا ما حرمه الله يحرمون في الآخرة من نعيم الجنة ومائها وطعامها.

 

والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 51 من سورة الاعراف:

الذين اتخذوا.... بأياتنا يجحدون

توضح لنا هذه الآية ان اصحاب النار الذين يستجدون الماء والطعام من اصحاب الجنة، لم يظلمهم الله، بل ان ما وصلوا اليه كان نتيجة اعمالهم في الدنيا، وكيف كانوا يستهزؤون بانبياء الله ولم يتفكروا بدعوتهم وخدعتهم الدنيا بما لها وجاهها وزينتها حتى ظنوا ان لا قيامة ولا حساب وما هذا الكلام إلا لهو ولعب، ولهذا لم يعملوا لاجل آخرتهم شيئاً ليفغهم اليوم ولذا ننساهم هذا اليوم.

من هذه الآية نستنتج:

  • ان الكافرون يستهزؤون بالدين (الذي هو امر مهم) ويهتمون بالدنيا (وما هي إلا لهو ولعب).
  • الدنيا خداعة والتعلق بها يؤدي الى الغفلة عن الآخرة، بل حتى انكارها.

 

والآن لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 52 من سورة الاعراف:

ولقد جئناهم ........ لقوم يؤمنون

ليس الدين إلا وسيلة للهداية ارسله الله بشكل كتاب وقانون للناس، كتاب يتماشى مع العقل والفطرة وبالامكان تفسيره بالمنطق والعلم، ولكن الكافرين يرفضون الايمان الذي هو رحمة وانكرون وكذبوا به دون الاستناد الى تبرير منطقي، وآمن به المؤمنون فأصابتهم رحمة من الله

من هذه الآية نتعلم:

  • ان الله قد اتم حجته على الناس بانزاله الكتب السماوية كي يتم نعتمه على الناس من جهة ولكي لا تبقى ذريعة لا حد فيقول ما كنت اعلم ما الحق.
  • ان الوحي الالهي نزل على اساس علم الله باحتياجات البشر وليكون سبيلاً لتكامل وسعادة الانسان، وبعبارة اخرى ان التشريع هو التكوين بعينه.

 

اعزائي المستمعين والى هنا نأتي الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة. على امل اللقاء بكم في حلقة قادمة نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة