البث المباشر

تفسير موجز للأيات 72 حتى 76 من سورة آل عمران المباركة

الأحد 26 يناير 2020 - 13:58 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 87

بسم اله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي خير خلقه واشرف بريته سيدنا محمد وعلي اله الطيبين الطاهرين السلام عليكم مستمعينا الأكارم معكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج نستهلها بتلاوة الآية الثانية والسبعين من سورة آل عمران المباركة:

وقالت طائفة من اهل الكتاب امنوا بالذي انزل علي الذين امنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون  صددق الله العلي العظيم

في الحلقة الماضية من هذا البرنامج ذكرنا ان الكفار ومن اجل اضعاف ايمان المسلمين كانوا قد وضعوا العديد من الخطط كان اهمها خلط الحق بالباطل ليشتبه الأمر علي المسلمين .وتأتط هذه الاية لتبين مؤامرة اخري لأعداء الأسلام ضد المسلمين ، حيث امر رؤوس الكفر اتباعهم بالتظاهر بالأسلام والتغلغل في صفوف المسلمين ، ومن بعد ذلك اعلان الكفر ليقولوا للمؤمنين اننا كنا علي خطأ ان ديننا افضل من دينكم علي أمل ان يضعف معنويات المسلمين، وقد يؤول لاقدر الله الي التشكيك في صحة الدين الحنيف . وما يمكن ان نتعلمه من هذه الآية هو ان علي المسلمين الحذر من مكائد الكفار والمنافقين وان عليهم كذلك الأبتعاد عن السذاجة التي قد يستغلها الأعداء لتحقيق مآربهم في محاربة الدين وبكلمة لابد من القول هنا ان علي المسلمين ان يكونوا دوما علي استعداد لواجهة الهجمة الثقافية التي تستهدف كيانهم ودينهم ومقدساتهم .

 

ويقول تعالي في الآيتين الثالثة والسبعين والرابعة والسبعين من سورة آل عمران المباركة:

ولاتؤمنوا الا لمن تبع دينكم قل ان الهدي هدي الله ان يؤتي احدا مثلما اوتيتم او يحاجوكم عند ربكم ، قل ان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم / يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم

 الذي استفدنا من الآية ألتي سبقت الآيتين هذين ان زعماء اليهود وبغية اضعاف ايمان المسلمين وضعوا خطة علي اساسها امنوا اولا بنبي الأسلام (ص) ومن بعد ذلك كفروا به وتأتي هاتان الأيتان لتبين لنا اتفاق اليهود علي كتمان خططهم المعادية للدين . لكن كل شئ هو في علم الله تعالي حاضر ومشهود حيث فضحت هاتان الآيتان الدسائس اليهودية ضد الاسلام والمسلمين ، واخبر الله تعالي نبيه (ص) ان الهدي هو هدي الله. وان من يهديه الله فلاضال له.

ونتعلم من هذا النص الشريف ان لطف الله لايخص طائفة دون أخري، وان لطفه ورحمته تعالي تلقي بافيائها علي من هم جديرين بهذه الرحمة الربانية.

 

ويقول تعالي في الآيتين الخامسة والسبعين والسادسة والسبعين من سورة آل عمران الشريفة:

ومن اهل الكتاب من ان تأمنه بقنطار يؤده اليك ومنهم من ان تأمنه بدينار لايؤده اليك الامادمت عليه قائما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون علي الله الكذب وهم يعلمون بلي من اوفي بعهده واتقي فأن الله يحب المتقين

 في هاتين الآيتين تعليم ودرس الهي بليغ وهو ان علي المسلمين رعاية الأنصاف حيال الآخرين فأن من بين اهل الكتاب من يتصف بالنزاهة والأمانة . فأذا مااستودعته شيئا رده اليك دونما نقص او تفريط. لكن في المقابل قاد التعصب لدي اليهود الي فكرة خاطئة في ان اموال غيرهم غير محترمة واذا ما اودعت عندهم كان لهم حق الأستيلاء عليها.

 

ويتابع القرآن الكريم ان علي المسلمين ان لا يتساهلوا في استيفاء حقوقهم، بل عليهم الوقوف بوجه الغاصب واسترداد حقوقهم بكل مااوتوا من قوة ونلاحظ اليوم ان اليهود قد اغتصبوا فلسطين وعلي ارضها السليبة اقاموا دويلة اسرائيل وانهم يتجاهلون كل الاعراف والقوانين الدولية ، ويتمادون في العدوان بغية الاستيلاء والأستيطان لعنهم الله واخزاهم ، ونصر المسلمين عليهم واعلاهم انه سميع مجيب.

وبقيت نا دروس نتعلمها وهي:

 

اولاً: رعاية الأنصاف حتي فيما يتعلق بالعدو فلا نتهم الجميع بالخيانة وعدم النزاهة.

ثانياً: الأمانة امر مطلوب والخيانة امر مذموم اد الامانة الي من ائتمنك ولاتخن من خانك.

ثالثا ً: الأسوأ من المعصية ايجاد المبررات لها.

رابعاً: الأمانة والوفاء بالعهود شخصية كانت ام اجتماعية دليل التقوي والصلاح وهي سبيل التقرب الي ذات القدس الألهي.

اللهم احيي في قلوبنا روح الأنصاف والأمانة ومن علينا بالعدل والتقوي والأستقامة انك يارب خير مسؤول وخير مجيب ، والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة