البث المباشر

تفسير موجز للأيات 65 حتى 71 من سورة آل عمران المباركة

الأحد 26 يناير 2020 - 13:49 بتوقيت طهران

إذاعة طهران-نهج الحياة: الحلقة 86

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي نبينا محمد وآله الغر الميامين. مرة اخري – مستمعينا الأكارم – نلتقيكم علي مائدة القرآن حيث الثمار المباركة التي هي خير الزاد في الدارين الدنيا والاخرة وكونوا معنا بعد هذا الفاصل.

 

يقول تعالي في الآيتين الخامسة والستين والسادسة والستين من سورة آل عمران المباركة:

ياأهل الكتاب لم تحاجون في ابراهيم وما انزلت التوراة والآنجيل الامن بعد ه افلا تعقلون /ها انتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وانتم لاتعلمون 

علي مدي التاريخ نلاحظ بين اتباع الأديان الألهية خلافا ونزاعا حول أحقية دين آخر علما ان كل الآنبياء والرسل قد بعثوا من لدن اله واحد هو الله رحمة للعالمين ، وان الكتب السماوية المنزلة هي من نبراس واحد هو الهدي الألهي يصدق بعضها بعضا . بعد ان بعث الله تعالي عيس بن مريم (ع )كان علي بني اسرائيل وقد كانوا علي دين النبي موسي (ع) اتباع المسيح (ع) لكن الذي حدث ان اليهود بركوبهم الغرور والتعصب قد حادوا عن جادة الدين واكثر من هذا زعموا ان النبي ابراهيم (ع) كان علي دينهم كذلك . علي ان هذه العقيدة لم تكن صائبة علي الاطلاق. وقد اوضح القرآن الكريم من خلال النص القرآني آنف الذكر عدم جدوي اللجاج والتعصب وان يقول البعض من الناس مالا يعلمون.

والذي نستفيده هنا ان احقية دين ما لابد ان تكون علي اساس الأستدلال والمنطق وان الحوار يكون مفيدا وبناءا عندما يوصل الي الحقيقة لا ان يكون مدعاة للاختلاف والفرقة والتشتت

 

ويقول تعالي في الايتين السابعة والستين والثامنة والستين من سورة آل عمران المباركة:

ما كان ابراهيم يهوديا ولانصرانيا . ولكن كان حنيفا مسلما وماكان من المشركين / ان اولي الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي الذين آمنوا والله ولي المؤمنين

 تأتي هاتان الايتان الكريمتان لتعرفا النبي ابراهيم (ع) علي انه رجل الحق والحقيقة مبرأ من كل انواع الشرك ومنزه عن كل اشكال الوثنية مسلم لربه تعالي . وفي هاتين الايتين دعوة لليهود والنصاري الي التسليم امام الحق والتحرر من قيود والتعصبات الدينية ويبين هذا النص القرآني ان منشأ الاختلافات عبودية النفس لاعبودية الله. وعبودية النفس هي اعلي درجات الشرك بيد ان عبودية الله الواحد الاحد هي أسمي مراتب الايمان.

ابراهيم (ع) هو اسوة الموحدين وقد تجسد هذا المعني جليا في رسول الله (ص) حيث انه سار علي نهج جده الخليل. وقد ورد في الاحاديث الشريفة قوله (ص):

انا دعوة أبي ابراهيم ع 

ولابد من الاشارة هنا الي ان العلائق الفكرية والعقائدية مقدمة علي العلاقات القومية والاسرية ثم ان الايمان هو الاساس لا العرق والعنصر واللغة ونتعلم هذا الدرس السامي من رسول الهدي ونبي الرحمة محمد (ص) الذي اعتبر التقوي والايمان هما الاساس حين قال قولته المشهورة في حق سلمان الفارسي ( سلمان منا أهل البيت ).

 

ويقول تعالي في الايات التاسعة والستين والسبعين والحادية والسبعين من سورة ال عمران المباركة:

ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم وما يضلون الاأنفسهم وما يشعرون / ياأهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وانتم تشهدون / ياأهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وانتم تعلمون 

تزيح هذه الايات البينات الستار عن باطن اعداء الدين واعداء طريق الحق وتبين ان بعضا ممن يرون انفسهم اهل الكتاب يودون لو ينحرف المسلمون عن دينهم كما انحرفوا هم . ومثل هؤلاء المعاندين علي الرغم من انهم رأوا علائم نبي الاسلام (ص) في كتبهم ، حيث بشرت به (ص) الانجيل والتوراة لم يؤمنوا به وبرسالته السمحاء وفوق ذلك عملوا علي اضلال الناس كي لا يقتفوا آثار الدين الحق وفي هذه الآيات ايضا ما يحذر المسلميمن من الدسائس الخبيثة لاعداء الاسلام الذين يريدون للمسلمين الارتداد عن دينهم والعياذ بالله.

ونتعلم من هذه الايات:

اولا: ضرورة التعرف علي العدو الحقيقي وعدم الوقوع في مصائده.

ثانيا: ان من يريدون اضلال الاخرين انما يضلون انفسهم اولا ، ذلك ان الحيلة والنفاق والحقد لاتأتي علي الانسان الا بلاضلال والتيه .

ثالثا: علي المؤمن ان يكون علي الدوام حذرا يميز الحق عن الباطل فيتبع الحق وينأي عن الباطل.

نسأل الله تعالي ان ينزع عن قلوبنا الغرور والتعصب، وان ينيرها بمصابيح الحق والحقيقة وان يوفقنا لما يحب ويرضي ان خير ناصر ومعين والسلام عليكم حضرات المستمعين الافاضل ورحمة الله وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة