البث المباشر

في شديد الخشوع لله والاجتهاد في عبادته تبارك وتعالى

السبت 28 ديسمبر 2019 - 14:28 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- من اخلاق السبطين: الحلقة 41

السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمة الله وبركاته، أطيب تحية نهديها لكم ونحن نلتقيكم في هذه الروضة العطرة بطيب السيدين النبيلين مناري الهدي المحمدي الإمامين الحسن والحسين – عليهما السلام -.
في لقاء اليوم نستضيء بسيرتهما المعطاء في شديد الخشوع والتواضع لله والإجتهاد في عبادته تبارك وتعالى، فسيرتهما عليهما السلام تمثل أصدق مصاديق الإقتداء بجدهما صاحب الخلق العظيم، فهو – صلى الله عليه وآله – الذي إجتهد في العبادة حتى تورمت قدماه فعاتبته بعض زوجاته على ذلك فقال: (ألا أكون عبداً شكوراً).
مستمعينا الأفاضل.. الرواية الأولى نختارها من كتاب (الإرشاد) للشيخ المفيد – رضوان الله عليه – مسنداً عن الرافعي قال: رأيت الحسن والحسين (عليهما السلام) يمشيان إلى الحج، فلم يمرا براكب إلا نزل يمشي، فثقل ذلك على بعضهم، فقالوا لسعد بن أبي وقاص: قد ثقل علينا المشي، ولا نستحسن أن نركب وهذان السيدان يمشيان.. فقال سعد للحسن: يا أبا محمد! إن المشي قد ثقل على جماعة ممن معك، والناس إذ رأوكما تمشيان لم تطب أنفسهم أن يركبوا، فلو ركبتما؟ فقال الحسن (عليه السلام) لا نركب، قد جعلنا على أنفسنا المشي إلى بيت الله الحرام على أقدامنا، ولكنا نتنكب الطريق، فأخذا جانباً من الناس.
وفي الرواية المتقدمة إشارة لطيفة إلى رأفة الإمام المجتبى – سلام الله عليه – بالناس إلى جانب إجتهاده في التواضع إلى الله تبارك وتعالى، ومن السيرة الحسينية في الإجتهاد في عبادة ربه الجليل حباً له تبارك وتعالى ننقل لكم ما روي في كتاب الوسائل للحر العاملي عن الربيع بن خثيم، قال: شهدت أبا عبدالله الحسين – عليه السلام – وهو يطاف به حول الكعبة في محمل، وهو شديد المرض، فكان كلما بلغ الركن اليماني أمرهم.. فوضعوه بالأرض، فأخرج فأدخل يده من كوة المحمل حتى يجرها على الأرض، ثم يقول: ارفعوني.. فلما فعل ذلك مراراً في كل شوط قلت له: جعلت فداك، يا ابن رسول الله (ص) إن هذا يشق عليك.
فقال: إني سمعت الله عزوجل يقول: ليشهدوا منافع لهم... فقلت: منافع الدنيا، أو منافع الآخرة؟ فقال: الكل.
نشكر لكم أيها الأطائب طيب الإستماع لما رويناه لكم في لقاء اليوم في روضة (من أخلاق السبطين).. دمتم بكل خير.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة