البث المباشر

أبيات في مدح الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام

الخميس 4 فبراير 2021 - 07:27 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 788

بسم الله وله عظيم الحمد وخالص الثناء إذ رزقنا مودة وموالاة سيد الأنبياء الهادي المختار وآله الأصفياء الأطهار صلوات الله وتحياته وبركاته عليهم آناء الليل وأطراف النهار.
السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة من الله وبركات..
بتوفيق الله نلتقيكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج فأهلاً بكم ورحمة..
أيها الأطائب، لنا في هذا اللقاء عودة أخرى الى إحدى الذخائر الأدبية الغراء بل والفريدة التي اكتنزها سجل الشعر العربي وهي: الملحمة الكبرى المسماة بالقصيدة العلوية المباركة. وهي التي أنشأها في استلهام قيم النهضة والرقي أحد رموز النهضة العربية في العصر الحديث من سيرة الوصي المرتضى الإمام علي باعتباره – عليه السلام – خير من جسد القيم النهضوية الإلهية التي جاء بها النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – إنه الأديب المسيحي عبد المسيح الإنطاكي اليوناني أصلاً والحلبي نشأة. وهو صاحب صحف (الشذور) و(الشهباء) و(العمران) وهي من الصحف التي كانت تدعو للنهضة العربية في أواخر القرن الميلادي التاسع عشر وبدايات القرن العشرين.
وفي عودة لقاء اليوم من ملحمته العلوية الكبرى نقرأ له أبياتاً في مدح الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء – عليها السلام – والتي يرى المثل الأعلى لكل إمرأة تطمح لبلوغ المعالي والرقي بأسمى مراتبه؛ تابعونا على بركة الله.
قال الأديب الأنطاكي رحمه الله:

شبت بحجر رسول الله فاطمة

كما تحب المعالي أن تلاقيها

وفي حمى ربة العليا خديجة قد

نشت كما الطهر والآداب تشهيها

ونفسها انبثقت من نفس والدها

وأمها، فهي تحكيه ويحكيها

تفردت بالذكا والعلم واتخذت

من الخلائق والآداب ساميها

والله كمل تكميلا محاسنها

الزهرا فسافرها زاه وخافيها

 

وإنها فذة بين النساء فلا

بنت لحواء تدنو من معاليها

وما القرائح تقوى أن تصور ما

فوق الطروس وإن تزكو معانيها

وحسبنا أن طه كان معطيها

عناية لم يكن للغير يعطيها

وكان منزلها تالله منزلة

علياء من نفسه باليمن تأويها

وكان ينظرها في بيته ملكاً

بادي السناما انثنت تبدي تثنيها

وكان يذكر فيها أمها وبها

يلقى خديجة في أسمى مباديها

 

وكان صلى عليه الله يبهجه

من دهره ساعة فيها يفاهيها

وقد أزاح إله العرش غمته

بها وسرى تباريحاً يعانيها

ونفسه وجدت في بر فاطمة

لدى الخطوب التي تدهى تعازيها

كانت تؤاسيه في راضي تبسمها

وكان في عطفه الأسمى يؤاسيها

ما قال فاطمة إلا وأفرحه

ذكر اسمها فهو لا ينفك يسميها

 

وكان يسعى إلى تفريحها أبداً

حتى تبيت على هاني تلهيها

ويسأل الله في سر وفي علن أن

يصطفيها من الأيام صافيها

فما دعته لحاج وهي تطلبها

إلا وكان لما ترجو ملبيها

يقوم إن أقبلت كيما يشير الى

عالي مكانتها في القوم تنويها

 

حسب النساء فخاراً أن فاطمة

من النسا ولها أن تكثر التيها

نعم فقد شرف الله النساء بها

وإن تكن جميعاً من حواشيها

وعمرك الله من كانت كفاطمة

وقد تناهى كما قلنا تعاليها

ومن غدت خير أنثى شمائلها الـ

ـحسنا التي تبهر الدنيا زواهيها

ومن تشع شعاع الشمس جبهتها

ولا تلالي إذا لاحت تلاليها

ومن تقيم المعالي والمفاخر حو

ليها إذا جلست في صدر ناديها

 

هي الجديرة بالكفء الكريم لها

منم بالمفاخر والعليا يحاكيها

فمن يليق ببنت المصطفى حسباً

ومن من العرب العرباء كافيها

ومن يناسب طه كي يصاهره

وهي المصارهة المسعود ملقيها

غير العلي ربيب المصطفى وله

سبق الهداية مذ نادى مناديها

فإنه بعد طه خير من ولدت

قريش منذ برا الباري ذراريها

وإنه بطل الإسلام تعرفه

تلك الحروب التي أمسى مجليها

وأعلم الناس بالشرع المشرف بعـ

ــد المصطفى وأجل الناس تفقيها

وأطهر الناس نيات وأطيبها

قلبا إذا ما أردنا أن نجاهيها


كانت هذه مستمعينا الأفاضل بعض الأبيات التي إخترنا في مدح الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام من المديحة العلوية الكبرى للأديب المسيحي عبدالمسيح الأنطاكي الحلبي.. وبهذا ننهي لقاء اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) إستمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، شكراً لكم وفي أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة