البث المباشر

أم سلمة الوفية للنبي وآله عليهم السلام

الثلاثاء 12 نوفمبر 2019 - 10:33 بتوقيت طهران
أم سلمة الوفية للنبي وآله عليهم السلام

إذاعة طهران- من آعلام المؤمنات: الحلقة 5

السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمة الله وأهلا بكم في هذه الحلقة من برنامجكم من أعلام المؤمنات وحديثنا فيها عن أم المؤمنين الوفية والمناصرة للنبي وآله – عليه وعليهم السلام – مولاتنا أم سلمة رضوان الله عليه
أم سلمة هي أم المؤمنين هند بنت أبي أمية سهيل من بني مخزوم و زوجها الأول هو أبو سلمة عبدالله بن عبد الأسد المخزومي، أنجبت له: سلمة و عمر و درة و زينب، ثم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وآله. كانت رضي الله عنها أفضل أمهات المؤمنين بعد خديجة بنت خويلد، وهي مهاجرة جليلة ذات رأي وعقل وكمال وجمال، حالها في الجلالة والإخلاص للنبي وآله أشهر من أن يذكر قضت عمرها الشريف مهاجرة مدافعة عن عقيدتها و مبدئها.
نراها تقر في بيت زوجها الأول أبو سلمة محبة له، لا تخالف له أمرا، وبعد وفاته رحمه الله تتزوج بخير الكائنات رسول البشرية محمد صلى الله عليه وآله، فتروي عنه الحديث، وتعلم الناس ما تعلمته من أخلاقه الكريمة وطبائعه الحميدة، حاكية لهم ما رأته منه صلى الله عليه و آله، وبعد أن انتقل الرسول الأعظم إلى الرفيق الأعلى نراها تقف إلى جنب وصيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وتدافع عن سيدتها ومولاتنا سيدة نساء العالمين من الأولين و الآخرين البتول فاطمة الزهراء عليها السلام، وتصبح المؤتمنة عند ولديها الحسن والحسين سلام الله عليهما، ولا تترك نصيحة إلا وقد أبدتها لأولئك الذين جاروا على أهل بيت الرسول صلى الله عليه وآله.

 

كانت أم سلمة رضي الله عنها وقبل أن تدخل بيت رسول الله – صلى الله عليه وآله – كانت مشبعة بتعاليم الإسلام وبالحب لله ورسوله، فهي قرينة رجل في طليعة المسلمين السابقين، هاجرت معه إلى الحبشة، و تحملت المشاق في سبيل إعلاه كلمة الله، وقد زادها الاقتران بالرسول صلى الله عليه وآله إيمانا و بصيرة، كانت حريصة على العمل بما يرضيه وتجنب ما يسخطه، وحريصة على حب من يحب و بغض من يبغض، وكذلك حريصة على استماع حديثه الشريف، فقد إنصهرت به صلى الله عليه وآله انصهارا كليا، وهي عارفة بمكانتها و مكانة صويحباتها، وأنهن زوجات أعظم رجل خلقه الله سبحانه و تعالي.
لهذا وغيره ساءها أن يتدخل بعض الصحابة في شؤونهن المتعلقة بزوجهن العظيم، فقد روى المؤرخون من الفريقين أنه وقعت بينها و بين عمر بن الخطاب مشادة، وذلك أن عمر دخل على أم سلمة،
فقال: يا أم سلمة، وتكلمن رسول الله و تراجعنه في شئ؟
فقالت أم سلمة: وا عجباه! وما لك والدخول في أمر رسول الله ونسائه، والله إنا لنكلمه فإن حمل ذلك كان أولى به، وإن نهانا كان أطوع عندنا منك،
قال عمر: فندمت على كلامي لنساء النبي لما قالت.
ولما أراد علي (ع) أن يسال النبي (ص) في الاذن له في ادخال فاطمة عليه فدخلت أم أيمن على أم سلمة فأخبرتها وأخبرت سائر نسائه بذلك فاجتمعن عنده و قلن فديناك بآبائنا وأمهاتنا يا رسول الله انا قد اجتمعنا لأمر لو كانت خديجة في الأحياء لقرت عينها، قالت أم سلمة فلما ذكرنا خديجة بكى وقال خديجة و أين مثل خديجة؟ واخذ في الثناء عليها، فقالت أم سلمة من بينهن فديناك بآبائنا و أمهاتنا انك لم تذكر من خديجة أمرا الا وقد كانت كذلك غير أنها قد مضت إلى ربها فهنأها الله بذلك و جمع بيننا و بينها في جنته، يا رسول الله هذا أخوك وابن عمك في النسب علي بن أبي طالب يحب أن تدخل عليه زوجته قال حبا و كرامة، و التفت إلى النساء فامرهن أن يصلحن من شأن فاطمة في حجرة أم سلمة، و ابتدأتهن أم سلمة بالرجز أمام فاطمة لما زفت.

 

وكان من الطبيعي أن تكون أم سلمة من الناقمين على تصرفات الخليفة الثالث شأنها شأن كبار المهاجرين والأنصار وجمهور المسلمين، ولكنا نراها وهي ناقمة تجتمع بالخليفة محاولة توجيهه،
فتقول له وهي تعظه: يا بني! مالي أرى رعيتك عنك نافرين، وعن جناحك ناقدين، لا تعف طريقا كان رسول الله صلى الله عليه وآله يحبها.
ولم يحدثنا التاريخ عن موقف لها مع عثمان استعملت فيه التهريج والتأليب عليه. وحينما عزمت عائشة على الخروج على الإمام علي سلام الله عليه ذهبت لاستمالة أم سلمة لعلمها بمنزلتها، إلا إن أم سلمة وعظتها وأرشدتها وذكرتها بأشياء تناستها، وأقامت الحجة عليها، لذلك رجت عائشة عن قرارها بالخروج، لولا أن عبدالله بن الزبير نفث في أذنها وأرجعها إلى رأيها الأول.

 

وعن موقفها – رضوان الله عليها – في دعم الإمام الحق الذي بايعه المسلمون طواعية روى الحاكم في مستدركه على صحيحي البخاري و مسلم بسنده عن عمرة بنت عبدالرحمن قال: لما سار علي الى البصرة [لمعركة الجمل وجهاد الناكثين] دخل على أم سلمة يودّعها فقالت له: - سر في حفظ الله وفي كنفه فوالله انك لعلى الحق و الحق معك ولولا أني أكره ان اعصي الله ورسوله فإنه امرنا ان نقر في بيوتنا لسرت معك ولكن والله لأرسلن معك من هو أفضل عندي و أعز من نفسي ابني عمر.
 

وإستمرت مولاتنا ام سلمة رضي الله عنها في هداية المسلمين الى جبهة الحق في فتنة الجمل، فمثلاً روى الحاكم ايضاً في مستدركه على صحيحي البخاري ومسلم بسنده عن أبي ثابت مولى أبي ذر قال: كنت مع علي رضي الله عنه يوم الجمل فلما رأيت عائشة واقفة دخلني بعض ما يدخل الناس فكشف الله عنى ذلك عند صلاة الظهر فقاتلت مع أمير المؤمنين فلما فرغ ذهبت إلى المدينة فاتيت أم سلمة فقلت:أني والله ما جئت اسأل طعاما و لا شرابا ولكني مولى لأبي ذر
فقالت: مرحبا فقصصت عليها قصتي فقالت أين كنت حين طارت القلوب مطائرها قلت إلى حيث كشف الله ذلك عنى عند زوال الشمس،
قال: أحسنت سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول *علي مع القرآن مع و القرآن مع علي لن يتفرقا حتى يردا على الحوض*

 

كما تصدق أم المؤمنين أم سلمة المخزومية رضوان الله عليها للإنقلاب الأموي على النهج المحمدي في مواقف عدة منها تصديها لبدعة سبي الوصي – عليه السلام – فقد روي في مستدرك الحاكم بسنده عن أبي عبدالله الجدلي قال: حججت وانا غلام فمررت بالمدينة وإذا الناس عنق واحد فاتبعتهم فدخلوا على أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله فسمعتها تقول يا شبيب بن ربعي فأجابها رجل جلف جاف: لبيك يا أماة
قالت: يسب رسول الله صلى الله عليه واله في ناديكم قال: وأنى ذلك قالت فعلي بن أبي طالب قال انا لنقول أشياء نريد عرض الدنيا قالت فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله تعالى.

 

وأخيراً نشير في هذه العجالة مستمعينا الأكارم الى فضيلة مهمة من فضائل مولاتنا أم سلمة نقلها محدثو الفريقين وهي أن رسول الله – صلى الله عليه وآله – قد إئتمنها وأودعها تربة الحسين – عليه السلام – التي جاء بها جبرئيل كما في رواية احمد بن حنبل وغيره وأخبرها بأنها: متى ما فاضت دماً فأعلمي ان الحسين قد قتل، وقد وقع ما أخبر عنه – صلى الله عليه وآله -، كما أن الإمام الحسين – عليه السلام – أودعها ودائعه قبل أن يخرج الى كربلاء حيث إستشهد في واقعة الطف الدامية.
فسلام الله عليها يوم ولدت و يوم هاجرت وناصرت النبي وآله ويوم ماتت ويوم تبعث حيه.
شكراً لكم أيها الأعزاء على طيب المتابعة لهذه الحلقة من برنامج من اعلام المؤمنات استخصة لنا من إذاعة طهران.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة