البث المباشر

مكانة المرأة في الإسلام

الإثنين 11 نوفمبر 2019 - 10:06 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- الفيمينية تحت المجهر: الحلقة 6

أحبّتنا المستمعين ، تقبّلوا تحيّاتنا الخالصة ونحن نجدّد اللقاء بكم في محطة أخري من محطّات برنامجكم الفيمينيّة ، تحت المجهر ، آملين أن نوفّر لكم المزيد من المعلومات حول هذه الحركة وأسبابها ودوافعها والأخطاء والمزالق التي وقغت فيها ، ومقارنتها مع النظرة الإسلاميّة للمرأة ومكانتها في التصوّر الإسلامي ، فأهلاً ومرحباً بكم وندعوكم لأن تكونوا برفقتنا ...
مستمعينا الأفاضل !
كنّا قد أشرنا في الحلقات الماضية إلي أن الحركة الفيمينيّة أو ما يسمّي بحركة تحرير المرأة وادعاء المساواة بينها وبين الرجل كانت في حقيقتها ردّ فعل لتقييد المرأة الغربيّة لأن المرأة كانت في هذه المجتمعات محرومة من الكثير من حقوقها الاجتماعية والثقافية مثل حق التصويت وحق حضانة الأطفال وحق التملّك وغيرها . وبعد الاعتراضات التي قامت هنا وهناك من قبل النساء من أجل الحصول علي حق التصويت كانت بريطانيا أول بلد غربي أقرّ هذا الحق للمرأة وذلك في عام ۱۹۱۸ ، وتبعتها في ذلك أميركا عام ۱۹۲۰ . ومن المناسب أن نعلم أنّ الدين الإسلامي كان قد اعترف بحق المرأة في التصويت والإدلاء بآرائها قبل ألف وأربعمائة عام حيث شاركت النساء في مبايعة النبي (ص) .
ونظراً إلي أن المغرضين سعوا دوماً لأن يتجاهلوا وجهات نظر الإسلام المنفتحة فيما يتعلّق بحقوق المرأة فقد ؤدينا أن من المناسب أن نتناول في حلقة هذا الأسبوع نظرة الدين الإسلامي الحنيف للمرأة والظروف الجديدة التي عاشتها بعد ظهور الإسلام في نفس الوقت الذي نتعرّف فيه علي حقوق المرأة في الإسلام وشخصيّتها ، ندعوكم للمتابعـة ...
إخوتنا ، أخواتنا المستمعين والمستمعات !
مع إشراقة شمس الإسلام ، حدث تغيير جذري فيما يتعلّق بمكانة المرأة أدّي إلي أن تحظي المرأة بالتكريم والاحترام . والصورة التي يرسمها الدين الإسلامي عن المرأة ، تمثّل صورة إنسان كامل يضاهي الرجل في كل الأبعاد الإنسانيّة . ولذلك ، فإنّ الكفاءات والاستعدادات التي جعلها الله للرجل في طريقه إلي الكمال والسعادة ، أودعها في وجود المرأة أيضاً . وبذلك فإن الإسلام يسبق كل المذاهب فيما يتعلّق بمنح المرأة لحقوقها .
ومن وجهة نظر الإسلام فإنّ منع المرأة من النشاطات المثمرة التي أتاحها خالق الكون لها هو ظلم لها ؛ لأن بإمكانها من خلال توظيف إمكانيّاتها الذاتيّة أن تبلغ مرتبة مهمّة وسامقة من الكمال . وقد رفع النبيّ (ص) المرأة إلي مستوي الإنسان المستقل والمتمتّع بالحقوق والشخصية المرموقة في وقت لم تكت المرأة تتمتّع فيه بالقيمة والمكانة ، وأعلن أنّ الله يكافيء الأب الذي ينكفّل بنفقات نموّ ابنته العلمي .
وفي مثل تلك البيئة كان النبي(ص) ينظر إلي ابنته باعتبارها سيّدة يمتليء وجودها بالكمال والأدب والقيم الإلهية والإنسانية والأخلاقية السامية . حيث كانت عليها السلام تنصبّ منها الفضائل والكرامات ومحاسن الأخلاق . فهي من وجهة نظر النبي (ص) أمانة الله ورسوله النفيسة وتجب المحافظة عليها علي أفضل وجه . وقد أوصي النبي(ص) الإمام عليّاً (ع) قائلاً : يا أبا الحسن هذه وديعة الله ووديعة رسوله محمد عندك فاحفظ الله واحفظني فيها، وإنك لفاعل هذا يا علي، هذه والله سيّدة نساء أهل الجنّة من الأوّلين والآخرين، هذه والله مريم الكبرى، أما والله ما بلغت نفسي هذا الموضع حتى سألت الله لها ولكم، فأعطاني ما سألته، يا علي أنفذ لما أمرتك به فاطمة، فقد أمرتها بأشياء أمر بها جبرئيل، وأمرتها أن تلقيها إليك، فانفذها، فهي الصادقة الصدوقة، واعلم يا علي أني راضٍ عمّن رضيَت عنه ابنتي فاطمة، وكذلك ربي وملائكته .
أحبّتنا المستمعين !
ويدل بيان كيفية خلق الرجل والمرأة في الكثير من آيات القرآن الكريم علي عدم وجود أي اختلاف من وجهة نظر الإسلام بينهما في الإنسانية وبلوغ الكمال وخلافة الله وأن الرجل والمرأة خلقا من طبيعة واحدة . وفضلاً عن ذلك ، فإن المرأة في الإسلام تتكامل كالرجل في اكتساب الإيمان والتقوي والعلو والمعرفة وغير ذلك استناداً إلي استعداداتها . وعلي سبيل المثال ، فإن تقوي الله لا تقتصر علي جنس معيّن في الإسلام ، بل أوصي الإسلام كلّ الرجال والنساء بتحصيل التقوي . ويري الإسلام أن من يتمتع بدرجة أعلي من التقوي سواء كان رجلاً أم امرأة ، يتفوّق علي من له درجة أدني . وقد أوصي القرآن النساء كما أوصي الرجال باكتساب تقوي الله . حيث يقول تعالي في سورة الحجرات : يا أيّها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ، إن الله عليم خبير .
إخوتنا ، أخواتنا المستمعين والمستمعات !
وللمرأة دور فائق الأهميّة في بناء المجتمع باعتبارها ثروة المجتمع . و يرتفع الإسلام بمكانة المرأة إلي حد بحيث يكون بمقدورها بلوغ مكانتها الإنسانية في المجتمع وأن لا ينظر إليها باعتبارها سلعة . ويمكن للمرأة أن تتولّي انطلاقاً من تلك الرؤية الإسلامية أن بعض المسؤوليّات في المجالات الاجتماعية المختلفة ؛ لأن الإسلام يري أنّ سلامة المجتمع وبقاءه يتوقّفان علي أداء الرجال والنساء لواجباتهم ومسؤوليّاتهم علي الوجه الصحيح . وخلافاً لما يروّج له المغرضون من أن الإسلام لم يول الأهميّة لنصف المجتمع البشري أي المرأة ، ولم يحس لها حساباً ، فإن الإسلام نظر إلي المرأة بعين الاعتبار في قضايا من مثل المبايعة .
وقد كان نبي الإسلام (ص) يبايع النساء كما يبايع الرجال في المجالين السياسي والاجتماعي وكان يُشرك النساء في المجالات السياسية . يقول تبارك وتعالي في سورة الممتحنة : يا أيّها النبيّ إذا جاءك المؤمنات يبايعنك علي أن لايشركن بالله شيئاً ولايسرقن ولا يزنين ولايقتلن أولادهنّ ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهنّ وأرجلهنّ ولا يعصينك في معروف فبايعهنّ واستغفر لهنّ الله إن الله غفور رحيم .
وقد منح الإسلام المرأة حقّ أن تختار لنفسها العمل المشروع والحياة الكريمة والنزيهة . وعمل المرأة يحظي بالقيمة والاحترام الاجتماعي في الإسلام . ويذكّر الله تعالي في القرآن بأنّ النساء والرجال مسؤولون إزاء أعمالهم وأن أحداً لا يتحمّل مسؤوليّة فعل الطرف الآخر . ومن جهة أخري فإنّ المرأة تتمتع كالرجل بحق تملّك الثروة التي اكتسبتها بعملها . وبإمكان المرأة أن تزاول النشاطات الاجتماعية والاقتصادية وأن توفّر دخلها ومواردها الماليّة . يقول عزّ من قائل في آيه ۳۲ سوره نساء مي فرمايد: للرجال نصيب ممّا اكتسبوا وللنساء نصيب ممّا اكتسبن ، وهو ما يدل علي أن المرأة تتمتع بنوع من الاستقلال . وفضلاً عن ذلك ، فإنّ للمرأة نصيباً ممّا تركه أقاربها مثل الوالدين والأخ والأخت والزوج .
ورغم أن أنصار الفيمينية في الغرب وأوروبا يدّعون أن المرأة تتمتّع بالحريّة إلّا انه لم يكن يُسمَح لها حتي العقود الخمسة الماضية أن تتصرّف بثروتها ومالها الشخصي من دون إذن الزوج والأب . في حين أن الإسلام كان قد أذن للنساء بممارسة النشاطات الاقتصادية و الملكيّة منذ ظهوره .
أعزّتنا المستمعين !
مع انتهاء الوقت المخصّص لبرنامجكم الفيمينيّة تحت المجهــر نوكل مواصلة الحديث إلي الحلقة القادمة بإذن الله ، حتي نلتقيكم نستودعكم الله ، وإلي الملتقي

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة