البث المباشر

حديث: من عرض لاخيه المسلم المتكلم في حديثه فكأنما خدش وجهه

الإثنين 4 نوفمبر 2019 - 11:56 بتوقيت طهران
حديث: من عرض لاخيه المسلم المتكلم في حديثه فكأنما خدش وجهه

إذاعة طهران- نور وبلاغة: الحلقة 145

نص الحديث


قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): من عرض لاخيه المسلم المتكلم في حديثه، فكأنما خدش وجهه.

دلالة الحديث


الحديث المتقدم يجسد احد مبادئ الاجتماع الاسلامي او احد المبادئ الاجتماعية في السلوك حيث نجد ان المبادئ الاسلامية تنفرد من بين الاتجاهات الارضية بكونها تحرص علي توثيق العلاقة بين المؤمنين الي درجة تفوق التصور، انها توثق العلاقة بين الاخ واخيه وبين الفرد والمجتمع والاخر وهكذا، المبادئ تبدأ من السلام، والتحية والمصافحة، والمعانقة والتبسم والبشاشة ولين الجانب ولين الكلام، انها تدرب الشخصية علي وأد الذات (الانا)، والتوجه او الانفتاح نحو الآخر، وهذا هو احد اوضح المعايير التي يتفق الجميع علي التسليم بها من حيث كونها معياراً للشخصية السوية مقابل الشخصية العصابية. الحديث يحرص علي توثيق المحبة بين المؤمن واخيه، ويحرص علي عدم الحاق الاذي به حتي لو كان بسيطاً، كما نجده يحرص من جانب آخر علي اكتساب الشخصية المقابلة احتراماً وتقديراً يتناسب مع كرامة الشخصية الاسلامية، وهذا ما يتجسد في مطالبة المؤمن بعدم مقاطعة حديث أخيه، لان المقاطعة تقطع عليه سلسلة افكاره التي يستهدف توصيلها الي الآخر. وقد قدم الحديث تشبيها فنياً في هذا الميدان هو: تشبيه مقاطعة حديث المؤمن بمن يخدش وجهه. والسؤال هو: ما هي النكات الفنية في هذا التشبيه؟

بلاغة الحديث


من البين ان خدش الوجه - بغض النظر عن تشويه الصورة الفيزيقية للوجه - يظل رمزاً للتشويه النفسي في واقع الامر، اي: انك اذا قاطعت كلام أخيك تكون بذلك قد سببت له أذي نفسياً كبيراً هو: صدّه عن السلوك الذي يطمح الي ممارسته: كالتوجيه او التربية أو الاصلاح. ولا أشد من اللطمة علي الوجه من حيث الآثار المترتبة عليها نفسياً، فالذي يلطم علي وجهه ويخدش: معناه انه ارتكب جريمة ما، او انه طفل لا نضج لديه، وحينئذ يكون المقاطع لحديثه قد لطمه تحقيراً له، أو تأديباً له امام الناس، ولا شيء يسئ الي الشخصية من الفضيحة الاجتماعية. من هنا ورد التأكيد في النصوص الشرعية المتجهه الي رحمة الله تعالي وعطائه: ملتمسة منه تعالي بألا يفضحنا امام الملأ بذنوبنا وان يسترها علينا في الدنيا والاخرة. اذن امكننا ان نتبين جانبا من الاسرار او النكات البلاغية الكامنة وراء التشبيه المذكور، سائلين الله تعالي ان يوفقنا الي ممارسة السلوك الاجتماعي المطلوب في ضوء المبادئ الاسلامية، وان يوفقنا الي ممارسة الطاعة، انه سميع مجيب.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة