البث المباشر

ذكر وعبادة اهل البيت عليهم السلام

الثلاثاء 22 أكتوبر 2019 - 13:17 بتوقيت طهران
ذكر وعبادة اهل البيت عليهم السلام

إذاعة طهران- مصابيح الهدى: الحلقة 25

معكم في هذا اللقاء وأربع حكايات قصيرة لكل منها هداية بليغة تعرفنا بأخلاق أولياء الله وتزيده في حبنا لهم والتقرب الى الله عزَّ وجلَّ بمودّتهم. لنبدأ بالحكاية الأولى:
فقد روي عن أنس بن مالك أنه قال: كنت مع النبي (صلى الله عليه وآله) وعليه برد غليظ الحاشية، فجذبه أعرابي بردائه جذبة شديدة حتى أثرت حاشية البرد في صفحة عاتقه (صلى الله عليه وآله)، ثم قال: يا محمد إحمل لي على بعيري هذين من مال الله الذي عندك، فإنك لا تحمل لي من مالك ولا مال أبيك.
فسكت النبي (صلى الله عليه وآله)، ثم قال: المال مال الله، وأنا عبده.
ثم قال: ويقاد منك يا أعرابي ما فعلت بي يعني القصاص منه بمثل ما أحدثه على عاتقه (صلى الله عليه وآله) أجابه الإعرابي: لا.
قال (صلى الله عليه وآله): ولم؟
قال: لأنك لا تكافيء بالسيئة السيئة. فضحك النبي (صلى الله عليه وآله) ثم أمر أن يحمل له على بعير شعير، وعلى الآخر تمر.

 

وننقل لكم من كتاب عيون أخبار الرضا (عليه السَّلام) الحكاية التالية وفيها هداية الى العلامات المميزة لأئمة الحق وخلفاء رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقد حكى العبد الصالح الريان بن الصلت قال: لمّا اردت الخروج إلى العراق وعزمت على توديع الرضا (عليه السَّلام) قلت في نفسي: إذا ودعته سألته قميصاً من ثياب جسده لأكفن به، ودراهم من ماله أصوغ بها لبناتي خواتيم فلما ودعته شغلني البكاء والأسف على فراقه عن مسألة ذلك فلما خرجت من بين يديه صاح بي ياريان إرجع فرجعت فقال لي: أما تحب أن أدفع إليك قميصاً من ثياب جسدي تكفن فيه إذا فنى أجلك؟ أو ما تحبّ أن أدفع إليك دراهم تصوغ بها لبناتك خواتيم؟
فقلت: يا سيدي قد كان في نفسي أن أسألك ذلك فمنعني الغمّ بفراقك فرفع (عليه السَّلام) الوسادة وأخرج قميصاً فدفعه إليّ ورفع جانب المصلى فأخرج دراهم فدفعها إليّ وعدّدتها فكانت ثلاثين درهماً.

 

الحكاية الثالثة في هذا اللقاء فهي مستقاة من سيرة أحد خريجي مدرسة أهل بيت النبوة (عليهم السَّلام) فقد حكي أن مالك الأشتر (رحمه الله) كان مجتازاً بسوق وعليه قميص خام، وعمامة منه، فرآه بعض السوقة فأزرى بزيّه، فرماه ببندقة تهاوناً به، فمضى ولم يلتفت. فقيل له: ويلك أتعرف لمن رميت؟!
فقال: لا.
فقيل له: هذا مالك صاحب أمير المؤمنين (عليه السَّلام). فارتعد الرجل، ومضى إليه ليعتذر إليه، وقد دخل مسجداً وهو قائم يصلّي فلمّا انفتل إنكبّ الرجل على قدميه يقبلّهما.
فقال: ما هذا الأمر؟
فقال: أعتذر إليك بما صنعت.
فقال: لا بأس عليك، والله ما دخلت المسجد إلا لأستغفر لك.

 

وأخيراً ننقل لكم هذه الحكاية القصيرة التي تحمل عبرة كبيرة، فقد روي أنه لمّا اجتمع يعقوب مع يوسف (عليهما السَّلام) قال: يا بنيّ حدثني بخبرك؟
فقال له: يا أبت لا تسألني عمّا فعل بي إخوتي، واسألني عمّا فعل الله بي.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة