البث المباشر

مكانة الإيرانيين في الدولة العباسية

الثلاثاء 22 أكتوبر 2019 - 09:55 بتوقيت طهران

اذاعة طهران – فجر الإنتصار : الحلقة : 11

 

حضرات المستمعين الكرام السلام عليكم واهلاً بكم، في الحلقة اخري وجديدة من برنامج/ مشاهير الفكر الأيراني منار للبشرية.
اعزاءنا، في الحلقة السابقة من هذا البرنامج كان لنا حديث بالأشعاعات الفكرية للثقافة الأيرانية علي اجزاء واسعة من العالم، قبل اشراقة شمس الأسلام علي ايران.
علي ان الفكر والثقافة الأيرانيين وبعد ان عانقاً تعاليم الأسلام السامية انتشرا بشكل اكبر بين امم العالم.
وواضح لمن قرأ تاريخ الدول الأسلامية ان الأيرانيين اشغلوا مناصب مهمة سياسية وثقافية وعلمية في الدولة العباسية التي كانت حكمت لأكثر من خمسة قرون والتاريخ مثلاً يعرف اسم القائد الأيراني ابو مسلم الخراساني الذي ساهم في تدعيم اسس الدولة العباسية كما ان هارون الرشيد الخليفة العباسي استوزر البرامكة وهم ايرانيون.
وفي عهد المأمون آت الوزارة ايضاً الي شخصيات ايرانية. هذا ناهيك عن ظهور علماء ايرانيين مرموقين في ذلك العصر برزوا في مناهي العلوم المختلفة مثل الكيمياء والفيزياء والرياضيات والطب.
وكان الفكر الأيراني اللامع الذي تجسد في رجال مشهورين قد وصل الي مناطق في جنوب اوروبا وبلاد الأندلس في اسبانيا الحالية.
جدير ان نذكر ان المسلمين في آواخر القرن الهجري الأول سيطروا علي بلاد الأندلس واقاموا فيها دولاً وحضارات راقية لا تزال آثارها شاخصة الي يومنا هذا.
وشارك الأيرانيون مع سائر المسلمين في ادارة بلاد الأندلس بخبراتهم العلمية والثقافية والأدارية ووفد من ايران علي بلاد الأندلس ومدنها المختلفة مئات من الفقهاء والمحدثين والمفسرين والكتاب وغيرهم وكان لهم اسهامات كبيرة في الحياة الثقافية في الأندلس وعلي ما يبدو فأن الحضور الثقافي والفكري الأيراني في بلاد الأندلس استمر حتي القرن الخامس الهجري.
وتشير وثائق تاريخية ان اكثر من ۱٥۰ عالماً ايرانياً كانوا في الأندلس خلال خامس قرون الهجرة النبوية.
ونال الأيرانيون كما اشرنا في بداية البرنامج المكانة الرفيعة في الدولة العباسية واسندت اليهم مناصب حساسة منذ عهد الخليفة المهدي العباسي وتسلم الأيرانيون في ذلك الوقت مقايد الأدارة والسياسة في عدة اقاليم تابعة للدولة العباسية مثل مصر والمغرب واجزاء اخري من شمال قارة افريقيا وتركيا.
واذا كانت مصر قد عرفت الثقافة الأيرانية في عهد الدولة الأخمينية في عصور ما قبل الميلاد. فقد دخلتها الثقافة الأيرانية مرة اخري في العصر العباسي ولكن هذه المرة مزينة بحلة الثقافة الأسلامية الأصيلة.
ولم يقتصر الحضور الثقافي الأيراني علي جنوب اوروبا وشمال افريقيا بل وصل الي جنوب شرق آسيا كذلك حيث حط رحاله في دول مثل ماليزيا واندونيسيا.
وكان للأيرانيين دور بالغ في نشر الأسلام في تلك البلاد وقد نشطوا في اطار حركة فكرية واسعة في ترجمة الكثير من الكتب من اللغة الفارسية الي لغة اهل تلك بلاد.
واما في داخل ايران فقد انتشرت الحركة الفكرية- الأسلامية من الغرب الي الشرق ومن الجنوب الي الشمال وربما كان لبعض الأحداث السياسية والحروب دور في هذا الأنتشار الثقافي. لكن مهما كان السبب فأن المحصلة تكون في تبوأ ايران برمتها مركزاً ثقافياً متألقاً في العالم الأسلامي.
اعزاءنا، ان بلاد ماوراء النهر كانت منذ بدايات العهد الأسلامي ذات ثقافة ايرانية، ثقافة لا تزال شمسها مشرقة الي اليوم.
لكن ما وراء نهر سيحون كانت تسكن اقوام لم تعرف الاسلام ولا الثقافة. الأمر الذي جعلها بين فين واخري مصدر تهديد وارعاب.
غير ان الأيرانيين كما دافعوا بثقافتهم الثرة عن القيم والمبادي دافعوا عن الأسلام وحياضه قبال هجمات الأتراك الجهلة انذاك.
علي ان اولئك الأتراك استسلموا في آخر الأمر واسلموا وخرجوا من دائرة التوحش والجهل ليدخلو في رحاب الثقافة الأيرانية المترامية الأطراف وصار الأتراك بعد ان اسلامهم في خدمة الدولة الأسلامية حيث استفيد من هؤلاء جنوداً ومحاربين ولم يكن لهم اي دور يذكر في الأتجاهات الثقافية والفكرية ويذكر المؤرخون ان المعتصم الخليفة العباسي كان اول من استخدم الأتراك في جيشه. بيد ان دراسات اخري تقول ان الحكام الأيرانيين وظفوا الأتراك كذلك. علماً ان في التاريخ مؤشرات علي انصار نفوذهم في نطاق الحكم بعد ان ثبت تدخلهم في بعض الشؤون السياسية الأمر الذي ما كان يرضي الحكام.
حضرات المستمعين الأفاضل هكذا وصلنا واياكم الي حلقة اخري من برنامج/ مشاهير الفكر الأيراني منار للبشرية/ البرنامج يأتيكم من اذاعة طهران- صوت الجمهورية الأسلامية في ايران نشكركم علي حسن المتابعة والاصغاء الي اللقاء والسلام خير ختام.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة