البث المباشر

طريق الحرير۱

الثلاثاء 22 أكتوبر 2019 - 09:38 بتوقيت طهران

اذاعة طهران – مشاهير الفكر الايراني: الحلقة 6

 

حضرات المستمعين الكرام السلام عليكم، واهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج، مشاهير الفكر الإيراني منار للبشرية.

اعزاءنا، لقد تتبعنا حتي الآن تطور الفكر الإيراني خلال عصور الزمن في ظل حكومات متمدنة وقوية قامت في ايران وكان حديثنا وصل الي عصر الدولة الأشكانية.
ومن اهم التحولات التي ساحمت في نقل منجزات الحضارة الإيرانية في عهد الأشكانيين، افتتاح طريق الحرير الذي كانت ايران في مركزه وحلقة الوصل بين سائر اجزاءه.
والحقيقة ان ايران عرفت طرقاً مهمة وطويلة في العصور الخوالي الا ان طريق الحرير التاريخي يعد طريقاً استراتيجياً في وقته ليس بالنسبة لإيران وحسب، بل للمنطقة والعالم كذلك.
وتدلنا الوثائق التاريخية ان طريق الحرير كان يمتد من شرق الصين ويعبر ايران متوجهاً الي اوروبا وخاصة الي المراكز التجارية فيها مثل مدينة البندقية وساحم طريق الحرير التاريخي مساهمة فاعلة في نقل مكونات الثقافات في البلدان التي يعبرها وهذا الدور قام به السياح والدعاة الذين حملوا امتعة الثقافة والحضارة وروجوا لها في مراكز التمدن.
ولقد تعرف الباحثون وعلماء الأثار علي عناصر الحضارات التي واكب امتدادها امتداد طريق الحرير ويقول هؤلاء الخبراء ان اواصر متينة امتدت بين حضارات عريقة واقعة علي طريق الحرير الستراتيجي الذي كان يمتد آلاف الكيلومترات ما بين آسيا واوروبا مروراً بايران.
علي ان الحضارات التي احتضنها طريق الحرير كانت متفاوتة من حيث الأتساع الثقافي والفكري وهذا امر بديهي اذ ان لكل امة تمدنها.
نعم ان طريق الحرير بمركزته في ايران اشرف واطل علي حضارات في آسيا واوروبا حضارة في الصين في بلد الأنطلاق وثانية في ايران وثالثة في شرق اوروبا وشبه جزيرة البلقان.
وتحاورت مختلف الأديان في طريق الحرير وتعارفت ومن بين تلك الأديان الأسلام والمسيحية والزرادشية والبوذية.
ومن بين تلك الأديان النسابت اشعاعات الأسلام بعد شروق شمسه علي المعمورة في بدايات القرن السابع الميلادي وتظافرت الحضارة الإيرانية مع الحضارة الأسلامية
مصابيح العلم والمعرفة في ارجاء الأرض وتزيل بنورها الساطع ظلمات جهل كان قد استبد بالأنسان لعقود وعصور من الزمان.
ويقر الكثير من المؤرخين والباحثين في شؤون الفكر والحضارة بهذه الحقيقة وهي ان المدن الإيرانية علي طريق الحرير كانت مراكز وضاءة لفكر اصيل تبلور في بودقة التمدن وتلألا بكل شفافية في عرصات الفكر الأنساني.
وتواصل الإيرانيون مع الحضارات في المناطق القريبة مثل الحضارة السومرية والأشورية وكلاهما في بلاد الرافدين جنوباً وشمالاً وكان لهم ارتباط ثقافي مع حضارة الصين والهند هذه الأرتباطات برزت علي مستويات عديدة مثل الثقافة والآداب والأديان واللغات.
وعلي اي حال فأن حضارات الجيران في شرق ايران وغربها عرفت التمدن الإيراني واعجبت به لما كان تحويه من تقدم وابهة وازدهار.
ورغم تعدد طرق الأنتقال الحضاري فأن طريق الحرير كان له السهم الأوفر في ربط حضارة الصين وايصال معالمها الي حضارة البزينطيين وشواطىء البحر الأبيض المتوسط.
وتألقت انوار الحضارة الأسلامية والحضارة الإيرانية في مراكز عديده في طريق الحرير الستراتيجي ومن هذه المراكز [ فرغانه] و [ بدخشان] وماوراء النهر وخوارزم وسمرقند وبخارا وبلخ وخجند ومرو وهرات وهذه المدن والمناطق لا تزال شاخصة الي اليوم وهي في كل عام تستقبل وتستضيف عشرات السياح والباحثين الذين يقيمون لايام فيها وينطلقون علي اجنحة الزمان في رحلة الي دابر الأيام. انها رحلة صوب الحضارة والتمدن مكللة بازهار الفكر الإيراني ذي العطر الفواح .
حضرات المستمعين الأفاضل هكذا وصلنا الي نهاية هذه الحلقة من برنامج [ مشاهير الفكر الإيراني .. منار للبشرية] البرنامج الذي اعده قسم الثقافة والأدب في اذاعة طهران- صوت الجمهورية الأسلامية في ايران.
في الحلقة القادمة، سنحل ثانية في طريق الحرير ونتوقف في محطاته لا علي الأرض فقط بل وفي ادوار التاريخ.
نشكركم علي طيب المتابعة الي اللقاء والسلام خير ختام.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة