البث المباشر

التعريف بمعالم الحضارة الايرانية

الثلاثاء 22 أكتوبر 2019 - 09:34 بتوقيت طهران

اذاعة طهران – مشاهير الفكر الايراني: الحلقة 5

 

حضرات المستمعين الكرام السلام عليكم، واهلاً بكم في حلقة اخري وجديدة برنامج، مشاهير الفكر الإيراني.. منار للبشرية .
اعزاءنا، كما اشرنا في الحلقات السابقة، فأن التراث الحضاري الإيراني تراث في الأتجاحين المادي والمعنوي. وان الحضارة الإيرانية قدمت علي مر التاريخ انجازات عظيمة للبشرية بواسطة مشاهير المفكرين لكن لا بد من التعريف بمعالم الحضارة الإيرانية التي انجبت هؤلاء المشاهير.
نعم ان ايران ذات تاريخ عريق، تاريخ شهد قيام دول قوية من قبل اقوام مشهورين مثل الفرس الذين كانوا قد سكنوا بداية اطراف بحيرة ارومية ثم هاجروا الي بلاد فارس في جنوب ايران الحالية.
وكانت دولة الميديين في فارس، قد اعدت الأرضية لقيام الأمبراطورية الأخمينية المعروفة.
وقد مد الفرس جسور التعامل الثقافي مع سائر الأمم مما يؤشر علي رغبتهم في اشاعة الفكر النير بين بني الأنسان.
وتشير بعض الكتابات السماوية علي الواح طينية ثم العثور عليها في تخت جمشيد وكانت عاصمة الدولة الأخمينية ان تلك المنطقة كانت من مراكز الأشعاع الحضاري والفكري في زمانها، اشعاعات سطعت علي مناطق عديدة تمتد من سوريا وبلاد الشام حتي شبه القارة الهندية.
نعم، ان من الوثائق التاريخية ما تتكلم حول امتداد فكري منشعب من الحضارة الإيرانية نحو بلدان اخري مثل بلاد الرافدين وآسيا الصغري وآسيا الوسطي والسند والهند.
وبعبارة اخري ان التمدن الإيراني القي ظلاله علي العالم بموازاة التمدن في ايثنا والحين.
ولم يسيطر الإيرانيون علي تلك المناطق بالقوة العسكرية. بل بالطاقات الفكرية اجل ان التواجد الإيراني في ذلك الزمن في العالم كان تواجداً حضارياً .
وفي عهد الدولة الأخمينية قام الإيرانيون بمد طريق بري ما بين [ شوش] في جنوب ايران وليدي في آسيا الصغري تركيا حالياً.
هذا الطريق لم يكن طريقاً تجارياً واقتصادياً فقط، بل كان ايضاً سبيل التبادل الثقافي والمعرفي بين ايران ودول اخري.
وثمة نقطة لا بد من التنويه اليها هنا وهي ان الدولة الأخمينية كانت ذات انفتاح ثقافي اذ لم تصهر في بودقة الحضارة الإيرانية سائر الحضارات بل تواصلت مع سائر الحضارات وحتي في المناطق التي كانت تحت هيمنتها فسحت المجال لساكينيها للتمتع بافياء عاداتهم وتقاليدهم وثقافاتهم.
اجل ان الأخمينيين حافظوا علي تراث سائر الشعوب التي عاشت في امبراطوريتهم. وتذوقت الشعوب التي كانت عانت ويلات الحروب في السابق تذوقت طعم الأمن والأستقرار في ظل الدولة الأخمينية.
لازال برنامج مشاهير الفكر الإيراني.. منار للبشرية آت اليكم من اذاعة طهران- صوت الجمهورية الأسلامية في ايران. من بعد فاصل عودة للحديث.
ودار الزمان وتعاقبت الأيام وفي عام ۳۳۰ قبل الميلاد سقطت الدولة الأخمينية علي يد الأسكندر المقدوني الذي اعتبرته بعض الكتابات انه فاتح العالم القديم.
بيد ان الأسكندر ادرك هذه الحقيقة وهي ان ايران لا بد ان تدار من قبل الإيرانيين لما لديهم من كفاءة واقتدار.
وهكذا سلم الأسكندر مفاتيح ادارة المناطق مدنية كانت ام عسكرية الي قادة ايرانيين
ومن بعد موت الأسكندر تغيرت معالم الجغرافيا السياسيه في العالم، حيث اصبحت فيه امبراطوريتان ها الأمبراطورية الإيرانية، والأمبراطورية الرومانية.
ومن دول التي حكمت ايران في ماضي الزمان الدولة الأشكانية والأشكانيون ينحد رون من الفصر الأري وكان موطنهم شمال شرق ايران.
وفي بدايات حكمهم تأثر الأشكانيون بالثقافة اليونانية وكانت لهم معرفة تامة باللغة اليونانية حتي انهم جعلوها لغتهم الرسمية.
الا ان الأشكانيين من بعد ان مدوا سلطانهم صوب مناطق اخري، خلعوا ثوب القافة اليونانية وارتدوا حلة الثقافة الإيرانية الأصيلة.
وتمكن الأشكانيون من بسط هيمنتهم علي وادي الرافدين واتخذوا من مدينة طيسفون عاصمة لهم.
وتخلي الأشكانيون عن اللغة اليونانية وجعلوا لغتهم الرسمية اللغة البهلوية وتدينوا بالديانة الزرادشتية.
ولعل احم تحول فكري حصل في عهد الأشكانيين هو توثيق عري الأرتباط بالثقافة الإيرانية في مناطق، كانت في زمن الأخمينيين علي هامش الثقافة الإيرانية، وهي مناطق شرق وشمال شرق ايران.
حضرات المستعين الأفاضل لقد واصلت مسيرة التقدم الحضاري في ايران تقدمها مع مرور الزمن وحلت في محطات ثقافية عدة هي بحق مراكز شعاع الحضاري وسيأتي منا تتبع لهذه المسيرة التطورية في حلقة البرنامج المقبلة علي أمل اللقاء المتجدد بكم تمني لكم اطيب الأوقات، الي اللقاء والسلام خير ختام.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة