البث المباشر

تطور مسيرة الفكر الإيراني وانتقال هذا الفكر الي اصقاع المعمورة

الأحد 20 أكتوبر 2019 - 13:23 بتوقيت طهران

اذاعة طهران – مشاهير الفكر الإيراني، منار للبشرية: الحلقة 2

 

حضرات المستمعين الأكارم السلام عليكم، واهلاً بكم في الحلقة الثانية من هذا البرنامج الجديد الذي يهدف الي التعريف بمشاهير الفكر الأيراني ممن دفنوا خارج حدود ايران الحالية وكانوا مناراً للبشرية حملوا مشاعل الحضارة والثقافة والمدنية للأنسانية جمعاء فخلد التاريخ اسماء حم علي صفحات ناصعة.
اعزاءنا، كما مر عليكم في الحلقة الأولي، فأن بلاد ايران هي مهد لحضارة عريقة متجذرة في عمق الزمن حضارة لطالما انسابت اشماعاتها الي انحاء العالم المختلفة فأضاءتها بنور التطور العلمي والأدبي والثقافي والفني وخلال ادوار التاريخ المختلفة تعرف غير الأيرانين علي ما لدي الأيرانيين من مدنية وامتدت جسور التواصل مع الفكر الأيراني ليس في ماضي العصور وحب بل وفي حديثها ايضاً.
وكنا قد تابعنا هذا التواصل ابان فترات مختلفة حتي وصل بنا الحديث الي العصر القاجاري والعصر القاجاري الذي ساير الزمن لأكثر من قرنين هما القرن الثامن عشر والتاسع عشر وحفنة سنين من القرن سياسية واقتصادية وثقافية مع ايران
وعرف الأوروبيون الذين وفدوا الي ايران قتذاك.
ان ايران علاوة علي جمال طبيعتها وموقعها الديني لاحتضانها عديداً من مراقد الأئمة والأولياء (ع) ذات موقع عال علي سلم الحضارة تهفو اليه القلوب الظمأي للمعرفة والفكر الأصيلين.
ولم تخلف الحضارة الأيرانية الفكر الحي والنابض فقط بل تركت من وراتها تراثاً من الفنون تجسدت العديد من معالمه في آثار تم العثور عليها في العصر القاجاري وكانت آثار نفسية منها كأس ذجي استخرج في عام ۱۹٥۸ ميلادي من تل حسن لو علي مقربة من مدينة نقدة في غرب ايران ويعود هذا الكأس الي ٦۰۰۰ عام قبل الميلاد.
ومن نفائس فنون الأيرانيين القدامي كاس ذجي آخر منحوت عليه ثوران . عثر عليه في رودبار في شمال ايران. وعمره ۳۰۰۰ عام لكن الذي يؤسف له ان منقبي الأثار الأجانب في عهد الدولة القاجارية فهبوا الآثار القيمة لحضارة رفدت الأنسان بمزيد من العطادات ومن بين كنوز الآثار النهوبة كنز شايگان الذي ععشر عليه في عصر مظفر الدين شاه خامس ملوك القاجار وكان يتضمن سبائك عديدة من الذهب والفضة بعض منها يعود الي زمن الدولة الساسانية.
صحيح ان هذه الآثار خرجت من ايران، وعرض بعضها في معارض عامة الا انها بقيت مؤشراً بارزاً علي مدنية شعب احب التمدن وعايشه ولم يبخل بفكره وثقافته وعلومه وفنونه علي اخوانه من بني الأنسان.
ومن بعد انتصار الثورة الأسلامية في عام ۱۹۷۹ ميلادي وقيام الجمهورية الأسلامية في ايران وفي جوار الأستقلال السياسي جاء الأستقلال الثقافي ليوقف النهب للتراث الأيراني من جهة وليكرس ويقوي الهوية الثقافية للشعب الأيراني من جحة اخري.
نعم ان الأجراءات السديدة التي اتخذتها حكومة الجمهورية الأسلامية عملت علي صيانة التراث الثقافي الأيراني ليبقي متألقاً في مهد حضارته لا ان يتخذ له مكاناً في صالات اللوفر وغيره من متاحف اوروبا.
حضرات المستمعين كما تم الوقوف بوجه السرقات المادية لآثار ايرانية، لا بد من الحفاظ علي التراث المعنوي في الحضارة الأيرانية
حيث يلاحظ في هذه السنين طرح ادعاءات بنسبة مشاهير في الفكر الأيراني الي غير الأيرانيين ومهما ادعيت هذه الأمور فأنها تبقي بعيدة عن الواقع. الواقع الذي يقول لنا ان هؤلاء المشاهير حم من ايران وان كانت مدافهم في خارج ايران.
ان جمعاً من العلماء والأدباء والشعراء والفلاسفة تقع قبورحم اليوم في دول غير ايران الا انهم يحملون الهوية الأيرانية ليست الهوية القومية لوحدها بل الهوية الثقافية
والتاريخ خير شاهد علي ان هؤلاء المشاهير تربوا في احضان المدنية الأيرانية. غير انهم سقوا بنير علمهم شجرة الحضارة الأنسانية وجعلوها مورقة مثمرة كثيرة الأفياد.
ان من كتب في تراث الحضارة الأسلامية وقرأ في هذا المجال يعرف مثلاً الدور الريادي للخواجه نصير الدين الطوسي في علم الفلك والدراسات الفلكية والرياضية وتأسيسه مرصد مراغة المشهور.
ومن طالع تاريخ الفلسفة تعرف علي الفيلسوف الكبير شهاب الدين السهروردي صاحب نظرية الأشراق.
ومن قرأ الأدب الفارسي تعرف علي الشاعر جلال الدين المولوي صاحب المثنوي الشهير شاعر مزج شعره بالعرفان حتي عرف بالشاعر والعارف معاً.
وهذه النجوم الثلاثة اللامعة تسطع الي جانب نجوم اخري في سماء العلم والمعرفة ترسل لنا علي اجنحة الزمان ومضاق وقبسات من حضارة ايران وحضارة الأسلام وحضارة الأنسان.
حضرات المستمعين الأفاضل هكذا وصلنا الي نهاية الحلقة الثانية من برنامج (مشاهير الفكر الأيراني.. منار للبشرية) استمعتم اليه من اذاعة طهران صوت الجمهورية الأسلامية في ايران شكراً علي حسن المتابعة. الي اللقاء والسلام خير ختام

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة