البث المباشر

التورع عن اتباع الشبهات

الأحد 6 أكتوبر 2019 - 09:49 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- معالي الاخلاق: الحلقة 140

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم مستمعينا الافاضل ورحمة الله وبركاته، على بركة الله نلتقيكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج، نستنير فيها بطائفة من النصوص الشريفة التي تهدينا الى بركات التحلي باحد معالي الاخلاق الفاضلة وهو خلق (التورع عن اتباع الشبهات) اي اجتناب ما فيه شبهة انه ليس مما يرضاه الله عزوجل سواءً كان في الأمور العقائدية او العملية، تابعونا على بركة الله.
ايها الاخوة والاخوات، لقد دعانا للتحلي بذلك القرآن الكريم من خلال التنبيه الى ان الذين يتبعون ما تشابه من الآيات الكريمة بتفسيرها حسب اهوائهم هم من مرضى القلوب، قال الله تبارك وتعالى في الآية السابعة من سورة آل عمران:
"هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ"
وهذا –ايها الاكارم- احد مصاديق اتباع الشبهات او المتشابهات اي الاعراض عن ارجاع الآيات التي تحتمل اكثر من معنى الى الآيات المحكمة الواضحة والى الراسخين في العلم العالمين بتأويلها من عندالله عزوجل وبدلاً عند ذلك يقومون بتاويلها واختراع مصاديق منحرفة لها طبق لما تشتهيه اهوائهم فيتبعونها.
والتحلي بخلق الورع عن الشبهات يعني التوقف عن اتباعها طبقاً لأهواء النفس والرجوع الى الله ورسوله وخلفائه لمعرفة حكمها، روي في اكافي عن مولانا الامام جعفر الصادق –عليه السلام- قال:
"انما الامور ثلاثة، امر بين رشده فيتبع، وامر بين غيه فيجتنب وأمر مشكل يرد علمه الى الله ورسوله، قال رسول الله –صلى الله عليه وآله-:
حلالٌ بين وحرام بين وشبهات بين ذلك، فمن ترك الشبهات نجا من المحرمات، ومن أخذ بالشبهات ارتكب المحرمات وهلك من حيث لا يعلم... وان الوقوف عند الشبهات خيرٌ من الاقتحام في الهلكات
"
وتبين الاحاديث الشريفة ان التحلي بهذا الخلق من اهم علائم التدين الحقيقي، فقد جاء في كتاب تحف العقول عن امامنا امير المؤمنين –عليه السلام- انه قال:
"اصل الدين الوقوف عند الشبهة".
ومظهر العمل بهذا الخلق الرجوع في موارد الشهبة الى ينابيع الوحي الالهي لرفع الاشتباه، قال امامنا الباقر –عليه السلام- في المروي عنه في امالي الطوسي:
"ما جاءكم عنا –يعني ما روي- فان وجد تموه في القرآن موافقاً فخذوا به، وإن لم تجدوه موافقاً فردوه، وان اشتبه عليكم فقفوا عنده وردوه الينا حتى نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا".
مستمعينا الاكارم وللتحلي بهذا الخلق مصاديق عملية اخرى تاتيكم باذن الله في حلقة مقبلة من برنامج معالي الاخلاق، شكراً لكم وفي امان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة