البث المباشر

مرثية الأديب صالح الكواز (القرن الثالث عشر)

الأحد 22 سبتمبر 2019 - 15:08 بتوقيت طهران
مرثية الأديب صالح الكواز (القرن الثالث عشر)

إذاعة طهران- يوم الحسين: نقدم لكم الحلقة 40

تتلهف القلوب لزيارة الحسين صلوات الله عليه.. على مدى الليالي والايام.
وفي اوقات معينة تتأكد هذه الزيارة القدسية وتنفرد بشان خاص. منها يوم العشرين من صفر ذكرى اربعينية سيد الشهداء عليه السلام.
وعن زيارة الاربعين علمنا الامام الصادق(ع) كيف نزور... ونجتزئ هنا مقاطع من هذه الزيارة.
قال(ع): تزور عند ارتفاع النهار، وتقول: السلام على ولي الله وحبيبه، السلام على خليل الله ونجيه، السلام على صفي الله وابن صفيه، السلام على الحسين المظلوم الشهيد. السلام على اسير الكربات وقتيل العبرات.
اللهم، اني اشهد انه وليك وابن وليك، وصفيك وابن صفيك.. الفائز بكرامتك. اكرمته بالشهادة، وحبوته بالسعادة واجتبيته بطيب الولاة، وجعلته سيد من السادة، وقائدا من القادة، وذائدا من الذادة.
واعطيته مواريث الانياء وجعلته حجة على خلقك من الاوصياء... فاعذر في الدعاء، ومنح النصح، وبذل مهجته فيك، ليستنقذ عبادك من الجهاله وحيرة الضلاله. وقد توازر عليه من غرته الدنيا، وباع حظه بالارذل الاذى...

الى ان يقول عليه السلام: فجاهدهم فيك صابراً محتسباً... حتى سفك في طاعتك دمه، واستبيح حريمه.
مرثية متأسفة تنبع من حمية الا يمان والتفجع لمصاب ال محمد الاطهار صلوات الله عليهم. نفث بما صدر الشاعر صالح الكواز في القرن الثالث عشر "همزية" مكسورة تحكي انكسار القلب:

باسم الحسين دعاء: نعاء نعاء

فنعي الحياة لسائر الاحياء

لم انسى اذ ترك المدينة واردا

ـ لا مدين ـ بل نجيع دماء

قد كان موسى... والمنية اذ دنت

جاءته ماشية على استحياء

وله تجلى الله جل جلاله

في طوروادي الطف... لا سيناء

وهناك خر... وكل عضو قد غداً

منه الكليم، مكلم الاحشاء

ملقى على وجه الصعيد مجردا

في فتية بيض الوجوه وضاء

تلك الوجوه المشرقات، كانها

الاقمار... تسبح في غدير دماء!

رقدوا وما مرت... بهم سنة الكرى

وغفت جفونهم ... بلا اغفاء

متوسدين من الصعيد صخوره

متمهدين حرارة الرمضاء

خضبوا... وما شابوا، وكان خضابهم

بدم من الاوداج... لا الحناء

ومغسلين... ولا مياه لهم سوى

عبرات ثكلى حرة الاحشاء

 

ومغسلين... ولا مياه لهم سوى

عبرات ثكلى حرة الاحشاء

اصواتها بحت... وهن نوائح

يندبن قتلاهن بالا يمان!

انى التفتن راين ما يدمي الحشا

من نهب ابيات... وسلب رداء

تشكو الهوان لندبها، وكأنه

مغض... وما فيه من الاغضاء

وتقول عاتبة عليه، وما عسى

يجدي عتاب موزع الاشلاء؟!:

قد كنت للبعداء اقرب منجد

واليوم ابعدهم عن القرباء!

اسبى... ومثلك من يحوط سرادقي

هذا ـ لعمري ـ اعظم البرجاء

ماذا اقول اذا التقيت بشامت:

اني سبيت... واخواني بازائي؟!

حكم المنون عليكم ان تعرضوا

عني، وان طرق الهوان قنائي

هذي يتاماكم تلوذ ببعضها

ولكم نساء تلتجي بنساء

عجباً لقلبي، وهو يألف حبكم

لم لا يذوب بحرقة الارزاء؟!

وعجبت من عيني وقد نظرت الى

ماء الفرات، ولم تسل في الماء!

ما عذر من ذكر الطفوف فلم يمت

حزنا، بذكر الطاء قبل الفاء!

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة