البث المباشر

جامعة التقـريـب بيـن المذاهب الإسلاميّة – ق۲

السبت 21 سبتمبر 2019 - 10:12 بتوقيت طهران

 

إخوتنا ، أخواتنا المستمعين والمستمعات في كلّ مكان !
تحايانا وأمانينا القلبيّة الخالصة نبعثها لحضراتكم عند لقاء آخر يتجدّد معكم عبر محطّات برنامجكم صروح حضاريّة، حيث سنواصل جولتنا في حلقتنا لهذا الأسبوع بين أروقة جامعة المذاهب الإسلاميّة والتي كنّا قد بدأناها في الحلقة الماضية ، تفضّلوا بمتابعتنا ....
أحبّتنا المستمعين !
تضم جامعة المذاهب الإسلامية في الوقت الحاضر ثلاث كليات هي كلية الفقه والقانون والمذاهب الإسلاميّة والتي تستقبل الطلّاب في مرحلة البكالوريوس ضمن التخصّصات التالية: الفقه والأحكام الإماميّة، والفقه والأحكام الشافعية، والفقه والأحكام الحنفيّة، وفي مرحلة الماجستير في فرع الفقه المقارن والقانون الإسلامي الخاص والفقه المقارن والقانون الإسلامي العام، والفقه المقارن و قانون العقوبات الإسلامي، وفي مرحلة الدكتوراه في فرعي الفقه وأسس القانون الإسلامي. وهنالك أيضاً كلية علم الكلام والفلسفة والأديان في مرحلة البكالوريوس في فرعي الفلسفة والعرفان الإسلامي ، والأديان والمذاهب الإسلاميّة وعلم الكلام .
ولجامعة المذاهب الإسلاميّة في الوقت الحاضر فروع في ثلاثة مدن هي زاهدان وبندر عباس وسنندج حيث يعيش معظم الأخوة والأخوات من أهل السنّة وينشغل بالدراسة في هذه الفروع أتباع المذهبين الشافعي والحنفي إلي جانب الشيعة . ويقع المبني الرئيس للجامعة في العاصمة طهران .
ومن أهم خصوصيّات هذه الجامعة تمتُّعها بأساتذة بارزين و متخصصين في المجالات المختلفة من داخل إيران وخارجها. وينشغل معظم أساتذة جامعات الإلهيّات في البلاد مثل جامعة طهران والإمام الصادق (ع)، بالتدريس في هذه الجامعة . ويدرّس في هذه الجامعة أو كان يدرّس فيها أساتذة مثل المرحوم السيّد محمد باقر الحكيم من العراق، والعلّامة المحطوري من اليمن، والشهيد ماموستا شيخ الإسلام من خارج إيران، والدكتور ديناني، والدكتور أحمدي رئيس مؤسسة سَمْت للنشر، والدكتور علوي وزير المخابرات، وآية الله التسخيري مستشار سماحة القائد في شؤون العالم الإسلامي وعضو المجمع الأعلي للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلاميّة . 
مستمعينا الأفاضل !
تتمثّل الخصوصيّة البارزة والمهمّة الأخري لجامعة التقريب بين المذاهب الإسلاميّة ، في التطبيق الصادق والعملي للتقريب والتضامن بين المذاهب الإسلاميّة في ظل أجواء علميّة وجامعيّة حيث يؤدّي ذلك إلي أن يسهم أتباع كلّ مذهب في نشر الأسس الفكريّة لبعضهم البعض والتعايش السلمي بين أتباع المذاهب الإسلاميّة من خلال اكتساب المعرفة الصحيحة والمنطقيّة والمستدلّة والمستنِدة إلي الأصول والأسس الفكريّة لبعضهم البعض . 
وتقوم الرسالة الرئيسة لجامعة المذاهب الإسلاميّة علي هذا الأساس كما أنها قامت بتدوين نظامها التعليمي بل وحتّي موادّها الدراسيّة في هذا النطاق . وهذه الجامعة هي الجامعة الوحيدة في العالم الإسلامي التي يدرّس فيها الأساتذة والمتخصّصون من كلّ مذهب الطلبةَ علي أساس مذاهبهم . كما أن بعض الدروس تلقي في أجواء عامة ومفتوحة يسودها النقاش والمقارنة من خلال توظيف الأساتذة الشيعة والسنّة . 
وكما ذكرنا، فإن هذه الجامعة سبّاقة في تطبيق التقريب و تنفيذه ، والوحدة والتعايش السلمي بين المذاهب الإسلاميّة في ظلّ أجواء علمية وأكاديميّة وتعليميّة وهي لا نظير لها في العالم الإسلامي .ومن خصوصيّات هذه الجامعة التواصل المستمر والمؤثّر مع جامعة الأزهر، وجامعة الزيتونة في تونس، ولبنان والتوقيع علي اتفاقيات تعاون وتفاهم مع جامعة بغداد، و لوفان في بلجيكا وعدد آخر من الجامعات بهدف التعاون العلمي وتبادل الطلّاب والأساتذة . وتعتبر جامعة المذاهب الإسلاميّة عضواً في اتحاد جامعات العالم الإسلامي .
مستمعينا الأحبّة !
يدرس في جامعة المذاهب الإسلاميّة حالياً حوالي ۱۳۰۰ طالب وطالبة في طهران وبندر عباس وزاهدان وسنندج و يتركّز معظمهم في فروع الفقه والقانون ، والتاريخ وعلوم القرآن والحديث . كما تخرّج من هذه الجامعة حتي الآن ثلاثة آلاف طالب من المذاهب الإسلاميّة المختلفة في داخل البلاد وخارجها . ونظراً إلي تواجد طلّاب المذاهب الإسلاميّة المختلفة أي المذاهب الفقهيّة لأهل السنّة مثل المذهب الحنفي والشافعي والمذهب الإمامي، فإن الإقبال علي فرعي الفقه والقانون يفوق الفروع الأخري . و تتمتّع كلّ الفروع والكليات بمستوي علمي مرموق بفضل تواجد الأساتذة المعروفين والبارزن فيها من داخل البلاد وخارجها . 
وقد اجتذبت هذه الجامعة في أطوارها المختلفة وبناء علي حاجتها ، طلبة من عدد من القارات والبلدان في العالم ، ولكن عددهم ربّما لايلفت النظر بسبب حداثة هذه الجامعة ولكنها أبدت خلال السنتين الأخيرتين اهتماماً خاصاً بهذا الموضوع و ووضعت في أولويّاتها اجتذاب عدد أكبر من الطلبة الأجانب . 
وقد درس وتخرّج من هذه الجامعة حتي اليوم أكثر من مائتي طالب أجنبي من بلدان مثل تايلندا وماليزيا و إندونيسيا و كومور وساحل العاج وبوركينافوسو ونيجيريا وغينيا و العراق وأفغانستان . 
إخوتنا أخواتنا المستمعين والمستمعات !
من بين الطلبة المنشغلين بالدراسة في جامعة المذاهب الإسلاميّة ، السيّد بوكاري درايغو من غرب أفريقيا ومن بوركينافاسو علي وجه التحديد حيث يدرس في مرحلة الماجستير في هذه الجامعة. وهو يشيد بالمستوي والمكانة العلميّة لهذه الجامعة ويصفه بأنه مرموق ويؤكّد أن الكثير من الطلبة غير الإيرانيين يرغبون في الدراسة في هذه الجامعة . 
ويقترح السيّد بوكاري علي الطلبة الراغبين في الفروع الدينية أن يواصلوا دراستهم في هذه الجامعة لأن جامعة المذاهب الإسلاميّة جامعة كبيرة تضمّ العديد من الفروع والأساتذة البارزين و المتخصّصين من ذوي التجربة ووضعت إمكانيّات جيّدة تحت تصرّف الطلبة غير الإيرانيين . كما أن الطلبة من أهل السنّة والشيعة يتبادلون الآراء ويتناقشون في الجامعة والأقسام الداخليّة من دون أيّة مشاكل. 
ويوصي الطالب درايغو بأن علينا أن نكون محبّين لبعضنا البعض ، فالهدف من هذه الجامعة هو التقريب بين أتباع المذاهب الإسلاميّة المختلفة ، وكلّنا يجمعنا دين واحد وقبلة ونبي مشترك . والوحدة والتضامن والتآلف بين كل المذاهب الإسلاميّة هو ما أكّد عليه الله تعالي ورسوله (ص) .
مستمعينا الأكارم !
أنتم علي موعد معنا في محطّتنا القادمة من برنامج صروح حضاريّة عند صرح علمي آخر ، نشكر لكم طيب المتابعة ، وحتّي ذلك الحين ، نترككم في رعاية الله .

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة