البث المباشر

شرح فقرة: "اللهم لا تجعلني من خصماء آل محمد..."

الثلاثاء 17 سبتمبر 2019 - 12:22 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " اللهم لا تجعلني من خصماء آل محمد. " من دعاء عصر الغيبة.

 

نحن الان مع المقطع الاخير من دعاء الغيبة (غيبة الامام المهدي (ع)) حيث ختم الدعاء بالتوسل بالله تعالى: "اللهم لا يجعلنا من خصماء آل محمد(ص) ولا من اعدائهم، ولا من اهل الحنق والغيظ عليهم"، ثم التوسل به تعالى بان يعيذنا ويجيرنا من ذلك.
ان قارئ الدعاء اياً كان وعيه العبادي هو من الموالين لمحمد(ص) واهل بيته عليهم السلام ولذلك قد يتساءل البعض اذا كان القراء للدعاء من الموالين فكيف نتصورهم من الخصوم او الاعداء او اهل الحنق او اهل الغيظ؟ هذا ما يتطلب توضيحاً ...
من المؤسف جداً ان نجد بعض المنتسبين الى خط أهل البيت عليهم السلام من الممكن ان ينحرفوا اما لقلة مخزونهم العبادي او للضعف النفسي او للجزع من شدائد الحياة الدنيا او لطمع في المنصب ونحوه نقول ثمة من الاشخاص من تسوء عاقبته والعياذ بالله تعالى لذلك فان الدعاء يتوسل بالله تعالى الا يجعلنا من هؤلاء المنحرفين بيد ان فقرات الدعاء المذكورة من الممكن ان يقف عندها الاخرون ممن لا ينتسب الى المذهب الحق او ممن يشكك في ذلك او ممن يجحد الحق نقول: ان الدعاء المذكور يتوسل بالله تعالى الا نصبح من المنحرفين من امثال النماذج المذكورة، والان اذا عرفنا ذلك يجدر بنا ان نقف عند المفردات المذكورة من السلوك المنحرف وهي الخصومة والعداوة والحنق والغيظ حيال آل محمد عليهم السلام.
فماذا تعني بخاصة انها تتماثل في دلالات مشتركة كالخصومة والعداوة وكالحنق والغيظ.
بالنسبة الى الخصومة والفارق بينها وبين العداوة هو ان العداوة هي اضمار الشر حيال الاخر اساساً اما الخصومة فهي منافرة بين طرفين تستدعي في النتيجة كراهية الآخر.
واما بالنسبة الى الفارق بين الحنق والغيظ فان الحنق هو شدة الحقد بحيث يصعب او يمتنع زواله، واما الغيظ فهو شدة الغضب.
وفي ضوء هذه الفوارق بين المفردات الثلاثة يمكننا ملاحظة المنحرفين عن خط اهل البيت عليهم السلام مندرجين ضمن واحدة او اكثر او جميع الانماط من السلوك المذكور، كيف ذلك؟
ان من المنحرفين عن اهل البيت عليهم السلام من يعاديهم كالنواصب مثلاً، ومنهم من يخاصمهم وينتهي من خصومته الى معاداتهم ومنهم من يحقد عليهم حقداً اعمى بحيث يفقد بصيرته تماماً، ومنهم من يحمل غيظاً حيالهم بنحو حاد يصل الى النهاية.
طبيعياً ثمة فوارق كما لاحظنا بين هذه الانماط ولكنها جميعاً منحرفة عن المذهب الحق بحسب التفاوت في درجة البعد او الانحراف.
لذلك توسل الدعاء بان نعوذ بالله تعالى من ان تختم حياتنا بامثلة هذا الانحراف، وان نستجير به من ذلك.
اخيراً ختم الدعاء بفقرة: (اللهم صل على محمد وآل محمد واجعلني بهم فائزاً عندك في الدنيا والآخرة ومن المقربين آمين رب العالمين).
هذه الفقرات من الدعاء تتسم بوضوح كامل ولكنها تحتاج الى بعض الانارة فنقول: التوسل بالله تعالى بان يجعلنا فائزين عنده في الدنيا والاخرة يتداعى بالذهن الى ان التمسك باهل البيت عليهم السلام والتواصل مع شخصياتهم ومنهم الامام المهدي(ع)يقتادنا الى ان نفوز برضاه تعالى في الدنيا والاخرة.
واما التوسل به تعالى بان يجعلنا من المقربين فمعناه يجعلنا في اعلى درجات رضاه والجنة حيث ان النصوص القرآنية الكريمة المشيرة الى المقربين تعني الاشخاص الاعلى درجة عند الله تعالى من حيث رضاه ومن حيث مواقعهم في الجنة.
اللهم اجعلنا كذلك ووفقنا لممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة