البث المباشر

شرح فقرة: "وأصلح به ما بدل من حكمك وغير من سنتك.."

الإثنين 16 سبتمبر 2019 - 11:30 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " وأصلح به ما بدل من حكمك وغير من سنتك " من دعاء عصر الغيبة.

 

لا زلنا نتحدث عن الادعية المباركة ومنها دعاء الغيبة غيبة الامام المهدي(ع) وقد حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه وانتهينا من ذلك الى فقرات تتوسل بالله تعالى بان يطهر بظهور الامام(ع) البلاد الى ان يقول: «وجدد به ما امتحى من دينك واصلح به ما بدل من حكمك وغيّر من سنتك».. هذه الفقرة تتضمن ثلاث عبارات تتوسل بالله تعالى ان يجدد ما محي من الدين، ويصلح ما بدل من حكم الله وما غير من سنته، وقد حدثناك عن العبارة الاولى وهي الاستعارة المتوسلة بالله تعالى بان يجدد على يد الامام المهدي ما محي من الدين اما العبارتان المتوسلتان بالله تعالى بان يصلح ما بدل من الحكم وما غير من السنة فنحدثك عنهما الان.
اما العبارة الاولى منهما وهي «واصلح به ما بدل من حكمك» فان الذهن ينصرف من كلمة الحكم الى ما رسمه الله تعالى من المبادئ بغض النظر عن كونها في نطاق ما هو واجب او مندوب او حرام او مكروه او مباح، واما العبارة الثانية فتقول: «ما غير من سنتك» حيث نواجه كلمة السنة والسنة بدورها اما ان يقصد بها ما هو مندوب قبال ما هو فرض او واجب او القصد بها ما يقابل الكتاب الكريم وهو قول النبي(ص) واهل بيته عليهم السلام وفعلهم وتقريرهم وفي الحالات جميعاً فان قارئ الدعاء يستطيع ان يستخلص من التوسل القائل بان يصلح الله تعالى على يد الامام(ع) ما بدل وغير من الحكم والسنة بان المقصود من ذلك هو المبادئ الاسلامية بعامة سواء ما كان منها على مستوى الاحكام او ما كان على مستوى الادلة كالكتاب والسنة. بيد ان المطلوب من قارئ الدعاء ان يلتفت الى نكات في هاتين العبارتين حتى تكون قراءته للدعاء واعية ونافعة فما هي النكات المشار اليها؟
الملاحظة الاولى هي ان الدعاء قد استخدم عبارة التبديل مرة واستخدم عبارة التغيير مرة اخرى حيث قال «ما بدل من حكمك وما غير من سنتك» فلماذا استخدم هاتين العبارتين المختلفتين مع انهما من حيث المعنى العام مشتركتان في المفهوم حيث ان التغيير والتبديل يبدوان وكأنهما بمعنى واحد؟
ونجيب انهما بمعنى واحد من حيث العموم ولكنهما من حيث التفصيلات يختلفان فالتبديل في البناء مثلاً يعني استبداله بآخر او استبدال جزء منه بجزء آخر سواه .. واما التغيير فهو احداث بناء جديد فيه او احداث جزء اخر فيه كما لو غير حائط البناء مثلاً او اضيف اليه بناء آخر وهكذا.
والآن حينما ننقل هذه المفهومات للبناء المادي الى البناء الديني حينئذ نستخلص مايلي
ان الدعاء الذي نحن بصدده قد توسل بالله تعالى بان يصلح ما بدل من حكم الله تعالى كما لو بدل ما هو حرام بما هو حلال او العكس مثلاً وهذا ما نطقت به النصوص المتحدثة عن ازمنة ما قبل الظهور، حيث يصبح الحلال حراماً وبالعكس واما التوسل بالله تعالى بان يصلح ما غير من سنة الله تعالى فيقصد به ما سنه الرسول وأهل بيته عليهم السلام من المفهومات كالتمسك مثلاً بالثقلين كتاب الله وعترتهم عليهم السلام حيث غيرت هذه السنة على يد المنحرفين وفسرت العقيدة بغير ما ورد به النص وهكذا.
اذن امكننا ان نتبين جانباً من النكات الكامنة وراء العبارات المتقدمة والمهم هو ان يوفقنا الله تعالى بان ننتصر للامام المهدي(ع)في حركته الاصلاحية المباركة وان نوفق لممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة