البث المباشر

شرح فقرة: "وإسلك بنا على يديه منهاج الهدى والمحجة العظمى..."

الأحد 15 سبتمبر 2019 - 15:21 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " وإسلك بنا على يديه منهاج الهدى والمحجة العظمى " من دعاء عصر الغيبة.

 

نواصل حديثنا عن الادعية المباركة وما تتضمنه من بلاغة العبارة وثراء الدلالة، ومن ذلك دعاء الغيبة وهو الدعاء الذي يتلى في زمان الغيبة غيبة الامام المهدي(ع) حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه، ونواصل مقاطع جديدة ومن ذلك مقطع يتوسل بالله تعالى بان يقوي قلوبنا على الايمان بالامام المهدي(ع)، وانتظاره وظهوره، حتى يسلك بنا الله تعالى على يده(ع) منهاج الهدى، والمحجة العظمى، والطريقة الوسطى.
وان ما نعتزم توضيحه هو هذه العبارات المتشابهة الثلاث، ونعني بها عبارة (منهاج الهدى) وعبارة (المحجة العظمى)، وعبارة(الطريقة الوسطى) ...
وان هذه العبارات تبدو وكأنها غامضة الى حد ما، وان كانت من جانب آخر واضحة في بعض عباراتها كعبارة "الهدى" و"الطريقة" و"الوسطى". 
المهم الآن هو ان نحدثك عن العبارات المذكورة، ونقف مع اولاها وهي التوسل بالله تعالى بان يسلك بنا على يد الامام(ع) منهاج الهدى ترى ما المقصود من عبارة منهاج الهدى؟
في البداية نلفت نظرك الى ان المقطع اساساً يتوسل بالله تعالى بان يجعلنا سالكين طريقاً هو المسير على هدى الامام(ع) ولكن الدعاء قد انتخب عبارة "منهاج الهدى"، للتعبير عن المعنى المذكور فماذا تعني العبارة؟
ان العبارة المذكورة أي منهاج الهدى يستوقفنا منها مصطلح المنهاج فما المقصود منه؟
المنهاج بحسب ما يقرره اللغويون هو الطريق الواضح، ولا نتأمل قليلاً الا ونصل الى المقصود من العبارة المذكورة هو ان يوفقنا الله تعالى بان نسلك مع الامام المهدي(ع) طريقاً هو واضح المعالم من حيث ايصاله ايانا الى الهدى، ومن البين ان طريق الشخصية في وصولها الى ما يريده الله تعالى ليس من السهل توفره، وذلك لان الطرق قد تكون مجهولة او ملتوية، او ملتبسة علينا او مظلمة ...الخ، بحيث يتعذر اختيار ما هو واضح منها، ولا ادلَّ على ذلك ما نلحظه بخاصة في زمان الفتنة حيث ان الافكار او العقائد التي يصدر البشر عنها بين فكرة ملحدة او مشككة، او منحرفة، او حتى لو كانت اسلامية في ظاهرها ولكنها تستمد مضمونها من فكر غير منتسب الى اهل البيت (عليهم السلام) حينئذ فان الانحراف وليس الاستقامة او الهدى يصبح قدرالانسان من هنا يتوسل الدعاء بان يكون الطريق الذي ننتخبه هو الطريق الذي يسلكه الامام المهدي(ع) وهو طريق واضح في توجيهاته الشخصية الى الهدى، او المبادئ التي رسمها الله تعالى للبشرية ... وهذا فيما يتصل بعبارة "منهاج الهدى" ... ولكن ماذا بالنسبة الى العبارة الثانية وهي "المحجة العظمى"؟
المحجة ـ كما يقول اللغويون ـ هي ايضاً بمعنى الطريق فيكون المعنى هو ان يسلك بنا الله تعالى على يد الامام المهدي(ع) الطريق الاعظم ولكن لماذا انتخب الدعاء عبارة "المحجة" بدلاً من الطريق مثلاً؟ هنا نلفت نظرك الى ان "المحجة" وان كانت هي الطريق ايضاً ولكنه طريق يختلف عن الطريق العادي الذي يسلكه الناس بل هو طريق خاص يتميز بكونه مفترق طرق او ملتقى طرق او ما يسمى بمصطلح هو الجادة الواسعة او الجادة التي تأخذ معظم وغالبية الطريق بحيث تتميز عن سواها ... ومعلوم ان الدرب اذا كان من السعة بمكان او كان الملتقى للدروب الفرعية فهذا يعني انه ليس طريقاً عادياً ... وهذا ما يتسق مع طريق الامام المهدي(ع) حيث يتسم بكونه المجسد لشريعة الله تعالى بحيث اطلق عليه الدعاء مصطلح "الطريق الاعظم" أي الطريق المتميز بخصوصية عظيمة لا تتوفر في سواها من طرق الانحراف المتنوعة التي يسلكها العلمانيون او حتى المنتسب الى الاسلام ولكنه ينتخب طريقاً لا استواء فيه لانه يعتمد غير اهل البيت (عليهم السلام) وهم الذين قرنهم النبي(ص) بالقرآن واوصى بان نتمسك بالثقلين كتاب الله تعالى وعترته، وهذا ما يحملنا نحن القراء للادعية بان نتمثله ونتصاعد بسلوكنا العبادي الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة