البث المباشر

شرح فقرة: من أرادني بسوء أو مكروه من شيطان مريد

السبت 14 سبتمبر 2019 - 08:08 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " من أرادني بسوء أو مكروه من شيطان مريد " من دعاء عالي المضامين.

 

نتابع حديثنا عن الادعية المباركة ومنها الدعاء الخاص بقراءته بعد الزيارة الجامعة للأئمة عليهم السلام وقد حدثناك عن مقاطع متسلسلة من الدعاء المذكور، ونواصل ذلك بتقديم مقطع جديد هو التوجه الى الله تعالى بهذا التوسل (من ارادني بسوء او مكروه من شيطان مريد او سلطان عنيد، او مخالف في دين او منازع في دنيا او حاسد على نعمة او ظالم او باغ فاقبض عني يده).
هذا المقطع من الدعاء كما تلاحظ يتناول نمطاً آخر من حاجات القارئ للدعاء هو دفع او ازاحة ما يتوقعه العبد من اذى الاخرين من ظالم او باغ او مخالف او سلطان او شيطان.
ويعنينا من ذلك هو هذا التصنيف لنمط الاعداء الذين يحاولون الحاق الاذى بالقارئ للدعاء المذكور.
ونقف عند كل نمط من الاعداء المشار اليهم حتى نتبين نمط اعدائنا وما يترتب على ذلك من الآثار الدنيوية والاخروية.
ان اول نمط من الاعداء الذين ذكرهم الدعاء هو الشيطان ونحسبك تدرك جيداً ان الشيطان هو العدو الاكبر، وان الاعداء الاخرين هم جنوده، ولذلك استهل الدعاءالاشارة الى الشيطان قبل غيره، والسؤال اولاً هو ان مقطع الدعاء يقول (من ارادني بسوء او مكروه، من شيطان مريد)، أي ان هذه الفقرة من الدعاء المحت الى مصطلحين هما السوء والمكروه كما المحت الى صفة الشيطان وهي مريد، لذلك نتساءل قائلين ما الفرق اولاً بين المكروه وبين السوء؟ ثم ما المقصود بعبارة مريد، بالنسبة الى صفة الشيطان؟ واليك تفصيل ذلك ...
بالنسبة الى السوء فان العبارة المذكورة تعني كل آفة وصفة تنتسب الى الفساد والى ما هو قبيح والى ما هو شر، بينما عبارةالمكروه تعني ما كرهه الانسان من الاشياء او الحالات ونحوها، وهذا يعني ان السوء هو اعم مما هو مكروه حيث ان المكروه يختص بما يتحسس الشخص من ظاهرة لا يرتاح اليها فتكون نسبية بالقياس الى السوء الذي يعني مطلق الشر وليس النسبي من الظواهر.
وهذا فيما يتصل بمعنى المكروه وبمعنى السوء حيث توسل مقطع الدعاء بالله تعالى ان يقبض يد كل من يريد المكروه او السوء بقارئ الدعاء.
وكما قلنا فان الشيطان يظل هو العدو الاول الذي يستهدف الحاق ما هو من المكروه ومن السوء بقارئ الدعاء ولكن ـ كما قلنا ايضاً ـ ان الدعاء المذكور وسم الشيطان بسمة المريد، فماذا تعني هذه الصفة للشيطان؟
المريد هو من عتا ومن عصى ومن تمرد على الاوامر او مطلق الاشياء والسؤال المهم جداً هو ان اوصاف الشيطان متنوعة مثل اللعين الرجيم، فلماذا نجد هنا ان صفة المريد هي التي انتخبها الدعاء؟
في تصورنا الفردي او الذوقي الخاص او احتمالنا الفني هو ان صفة مريد ما دامت تعني التمرد على ما هو خير حينئذ فان العداء الصادر من الشيطان يعني العداء للخير والتمرد على كل ما هو راحة للانسان وهذا هو العداء بمعناه الحقيقي أي ارادة الشر او كما عبر الدعاء السوء والمكروه بالانسان.
اذن اتضح لنا واحد من اسرار انتخاب سمة المريد للشيطان من حيث صلة ذلك بعداوته للانسان كما لاحظنا.
ختاماً نسأله تعالى ان يقبض عنا يد الشيطان المريد كما عبر الدعاء عن ذلك، وان يوفقنا الى ممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة