البث المباشر

شرح فقرة: "اللهم صل علي محمد وآله واجعلني بهم فائزاً عندك،..."

السبت 3 أغسطس 2019 - 11:51 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " اللهم صل علي محمد وآله واجعلني بهم فائزاً عندك " من أدعية الإمام المهدي عليه السلام.

 

والْحَمْدُ لِلَّهِ والصلاة والسلام علي أبواب رحمة الله المصطفي محمد رسول الله وآله الهداة إلي الله.
السلام عليكم مستمعينا الأفاضل ورحمة الله وبركاته، معكم في حلقة أخري من هذا البرنامج وهي الأخيرة في حلقاته التي تناولت شرح دعاء المعرفة، أو دعاء عصر الغيبة وهو من غرر أدعية أهل البيت (عليهم السلام) وقد ذكر العلماء الأخيار والفقهاء خصائص كثيرة له أهمها النجاة من فتن عصر الغيبة وتسويلات الشيطان والأئمة المضلين، وكذلك ترسيخ وتقوية الإيمان الصادق والعقائد الحقة في القلوب.
وقد أمر الإمام المهدي (عجل الله فرجه) مؤمني عصر الغيبة بالإهتمام بتلاوة هذا الدعاء خاصة بعد صلاة العصر من يوم الجمعة إلا أن ذلك لا يعني حصر تلاوته بهذا الوقت بل صرح العلماء بأنه أيضاً من الأدعية العامة التي يحسن بالمؤمن تلاوتها في أي وقت وجد في قلبه توجهاً خالصاً لله عزوجل وأحب الدعاء لإمام العصر (عجل الله فرجه) أو اشتد شوقه لرؤية طلعته الرشيدة وغرته الحميدة صلوات الله عليه وعلي آبائه الطاهرين.
أيها الإخوة والأخوات، وقد اشتمل الدعاء علي بيان وترسيخ كثير من الحقائق الأساسية المرتبطة بإمام العصر (أرواحنا فداه)، وفيه إشارات كثيرة لأسرار غيبته (عليه السلام) وشروط ظهوره (عجل الله فرجه). فهذا الدعاء يقدم للمؤمنين درجة سامية من درجات معرفة إمام العصر بالصورة المطلوبة التي تنجي الإنسان من ميتة الجاهلية وتجعله مقاوماً للفتن لا تؤثر علي إيمانه الشبهات والتلبيسات ولا يتأثر لطول غيبة الإمام أو تأخر ظهوره لأنه آمن به (عجل الله فرجه الشريف).
إستناداً إلي حقائق إيمانية أصيلة في النظام العقائدي التوحيدي الذي انطلق منه هذا الدعاء مقطعه الأول واستمر يقويه في قلب الداعي في مختلف مراحل ومقاطع الدعاء.
مستمعينا الأفاضل، كما أن انفتاح قلب المؤمن علي مضامين الدعاء وعلي الحقائق المعرفية التي يشتمل عليها، يعطيه حصانة من التأثر بدعوات الأئمة المضلين أو أدعياء المهدوية بمختلف اتجاهاتهم؛ والسر في ذلك يكمن في أن هذا الدعاء الشريف مثلما يعطي للمؤمن معرفة عقلية متكاملة بصفات المهدي الحقيقي بحيث يستطيع بعقله أن يكشف زيف أدعياء المهدوية والأئمة المضلين، كذلك يعطي في الوقت نفسه للمؤمن معرفة نورانية قلبية بصاحب الزمان وإمام العصر (أرواحنا فداه) تجعله يميز قلبياً وبالنورانية القلبية إمامه المهدي الحقيقي عن أدعياء المهدوية الضالين والمضلين.
مستمعينا الأفاضل، كما أن هذا الدعاء يشتمل علي تحديدات واضحة وجلية لتكاليف المؤمنين في عصر غيبة الإمام المهدي (أرواحنا فداه) وكيف يساهمون في التمهيد لظهوره.
كما أن الدعاء يعرفهم وجدانياً - عقلياً وقلبياً - بصفات وخصوصيات الأنصار الحقيقيين له (عليه السلام) فيبعث بذلك الشوق والإندفاع في قلب من يواضب علي تلاوة هذا الدعاء لكي يجتهد في السعي للتحلي بهذه الصفات والخصال لكي يفوز بذلك برضا الله عزوجل ورضا مولاه صاحب الزمان؛ وفي الوقت نفسه فإن هذا الدعاء الشريف يرسخ العلاقة بين المؤمن وإمام زمانه (أرواحنا فداه) ويرفعها إلي علاقة مودة وحب إلهي صادق يجعل المؤمن يتقرب إلي الله عزوجل بالإندفاع الطوعي وبكل وجوده لاتباع مولاه المهدي (عليه السلام) وفي ذلك اتباع لآبائه الأئمة المعصومين (عليهم السلام) وجده سيد المرسلين (صلي الله عليه وآله)، وفي اتباعه الفوز بحب الله عزوجل وفي ذلك الفوز المبين.
من هنا مستمعينا الأفاضل نجد مولانا الإمام المهدي (عجل الله فرجه) يعلمنا أن نختم دعاء المعرفة ودعاء عصر الغيبة بالمقطع التالي: (اللهم صل علي محمد وآل محمد واجعلني بهم فائزاً عندك في الدنيا والآخرة ومن المقربين آمين يا رب العالمين).
فالتمسك بولاية محمد وآله الطاهرين تثمر ليس الفوز بالحياة الطيبة في الدنيا والآخرة بل بأكرم من ذلك رضوان اللَّهِ أَكْبَرُالمتمثل بالدخول في مقامات المقريبن منه عزوجل، رزقنا الله وإياكم - مستمعينا الأفاضل - ذلك ببركة الإكثار من الصلاة علي محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
وبهذا انتهي أحبائنا لقاء اليوم من برنامجكم (ينابيع الرحمة) شكراً لكم وفي أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة