البث المباشر

شرح فقرة: "وذلل به الجبارين والكافرين وأبر به المنافقين، …"

الثلاثاء 30 يوليو 2019 - 14:58 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " وذلل به الجبارين والكافرين وأبر به المنافقين " من أدعية الإمام المهدي عليه السلام.

 

بسم الله وله الحمد والمجد والثناء والكبرياء وأسنى وأطيب صلواته وتحياته وبركاته على صفوته الرحماء محمد المختار وآله الأطهار.
السلام عليكم إخوة الإيمان والولاء في حلقة اليوم من برنامجكم هذا ووقفة تأملية عن أدعية أهل البيت الرحمة المحمدية (عليهم السلام).
نتابع في هذا اللقاء أعزاءنا استلهام المعارف الحقة من دعاء المعرفة الجليل أو دعاء عصر الغيبة وهو الدعاء الذي ذكر له أهل المعرفة خصائص مهمة في حفظ الإيمان الْحَقِّ والإستقامة والثبات عليه، ولذلك ورد التأكيد على المواظبة على تلاوته خاصة في عصر أيام الجمعة.
وقد بلغ بنا الحديث الى فقرة يطلب فيها المؤمن من ربه الكريم أن يعجل في تحقيق وعده بأظهار دينه الْحَقِّ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِعلى يد خليفته وبقيته في أرضه مولانا المهدي (أرواحنا فداه)، ثم يقول بعد ذلك: (وذلل به الجبارين والْكَافِرِينَ، وأبر بهالْمُنَافِقِينَ والناكثين، وجميع المخالفين والملحدين في مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا وبرها وبحرها وسهلها وجبلها حتى لا تدع منهم ديّاراً، ولا تبقى لهم آثاراً، وطهر منهم بلادك واشف منهم صدور عبادك).
نبدأ أعزاءنا بالعبارة الأولى من هذه الفقرة النورانية، وفيها نطلب من الله جلت قدرته أن يذلل بوليه المهدي وظهوره (عجل الله فرجه) الجبارين والْكَافِرِينَ، فما الذي نطلبه في الواقع من هذا الدعاء؟
قبل الإجابة عن هذا السؤال نذكر المستمع الكريم أننا طلبنا من الله عزوجل في العبارة السابقة لهذه العبارة من الدعاء أن يقتل بخليفته المهدي جبابرة الكفر ويقصم به رؤوس الضلالة، فالمطلوب هنا هو استئصال رؤوس أئمة الكفر والضلالة الذين يرفعون الناس الى الكفر والضلالة والذين لا أمل في إصلاحهم ورجوعهم عن التجبُّر والعدوان على الناس. 
أما في العبارة الثانية فالمطلوب هو تذليل الجبارين والْكَافِرِينَ وهذا أمر غير الإبادة والإستئصال كما هو حكم رؤوس الضلالةوجبابرة الكفر، فما الذي يعنيه هذا التمايز بين المطلبين؟
في الإجابة عن السؤال الثاني نقول: إنّ تذليل الجبارين والْكَافِرِينَ من غير أئمة الكفر والضلالة ومتجبريهم، يعني تليين مواقفهم المعادية للحق وجعلهم خاضعين لحكم الإمام المهدي وعدالته وهداه (عجل الله فرجه).
أي إبعادهم عن أن يكونوا عقبة في طريق تحقيق أهداف الدولة المهدوية في نشر التوحيد الخالص والهدى والعدالة الإلهية.
وهذا يعني أنّ الإمام المعصوم (عليه السلام) يعلمنا في هذه الفقرة من الدعاء أن نطلب من الله عزوجل أن يمنح غير الرؤوسوالزعماء من الجبارين والْكَافِرِينَ فرصة أخرى للإهتداء والتوبة حتى بعد ظهور الإمام المهدي (عجل الله فرجه) عسى أن يتوقفوا للهداية بفضل ما يرونه من بركات حاكمية العدالة والهدى والدين التوحيدي الْحَقِّ في الدولة المهدوية المباركة.
أعزاءنا المستمعين، وفي العبارة التالية من دعاء عصر الغيبة يقول الداعي: (وأبر به الْمُنَافِقِينَ والناكثين وجميع المخالفين والملحدين).
وهنا نطلب من الله عزوجل أن يبير أربع طوائف من أعدائه على يد وليِّه المهدي (أرواحنا فداه)، ومعنى (أبر) هو أهلك بالصورة المقرونة بالخزي واتـِّضاح بطلان ما كان عليه هؤلاء، فهذا الفعل مشتقٌ من البوار المفيد للهلاك مع الخزي الكاشف عن ضعتهم أي عظيم جناياتهم.
وهذا هو حكم هذه الطوائف الأربع في الدولة المهدوية، وقد اقترن الإهلاك في حكمهم بالفضيحة والتعريف بحقيقة هوياتهم لأنّ ضعتهم خفيّة، ودورهم في محاربة الهدى، والعدوان على مصالح العباد غير ظاهر، في حين أنّ أمر قتل جبابرة الكفر ظاهر لذلك لم يقترن حكمهم بالفضح.
فهؤلاء هم (المنافقون) وهم الذين يظهرون الصلاح ويبطنون الكيد والحرب على أهل الإيمان.
ثم (الناكثون) وهم الذين ينقضون العهود بعد التظاهر بتوثيقها كما كان حال أهل معركة الجمل مع أميرالمؤمنين علي (عليه السلام).
ثم (المخالفون) الذين يزرعون العقبات في طريق إجراء الأحكام الإلهية وإقرار العدالة المهدوية.
والطائفة الرابعة هم (الملحدون) الذين ينحرفون ميلاً الى الشرك والعدوان بعد أن اتـَّضح الهدى للجميع، فهم الذين يحاربون الهدى والعدل والصلاح مع معرفتهم بها، أعاذنا الله من أفعالهم جميعاً.
وها نحن نصل بتوفيق الله عزوجل الى ختام حلقة أخرى من برنامجكم (ينابيع الرحمة) إستمعتم لها مشكورين من صوت الجمهورية الاسلامية في ايران تقبل الله أعمالكم ودمتم سالمين.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة