البث المباشر

أطلنتس ۲

الإثنين 1 يوليو 2019 - 13:02 بتوقيت طهران

بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي الأفاضل في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهلاً ومرحباً بكم، نبعث لكم أطيب الاتحايا وأجمل الأماني ونحن يغمرنا السرور بتجديد اللقاء بكم عند محطة اخرى من محطات برنامجكم الأسبوعي المتجدد حكايا وخفايا راجين أن تقضوا معنا انفع الأوقات وأطيبها مع خفايا اخرى من حكايا الشعوب فكونوا برفقتنا.
أعزائي كان حديثنا يدور في الحلقة الماضية حول القارة المفقودة أطلنتس والحضارة التي يزعم العلماء والباحثون والمؤرخون أنها كانت قائمة على هذه القارة التي يرجح العلماء أن المياه قد غمرتها منذ قرون طويلة ولم يتبق منها سوى بعض المشاهدات والمعالم التي يدعي البعض أنهم رأوها في مواقع متفرقة من المحيط الأطلسي والبحار المجاورة له. وقد ظهرت أطلنتس بحسب ماذكر أفلاطون الى الوجود قبل تسعة آلاف سنة عند واجهة دعائم هرقل والمعروفة حالياً بمنطقة جبل طارق في محاذاة مدخل البحر الأبيض المتوسط. يذكر أفلاطون أن سكان اطلنتس إمتلكوا قوة بحرية عظيمة مما جعلهم جشعين وفاسدين اخلاقياً وبعد أن قادوا هجوماً فاشلاً على أثينا وقعت كارثة طبيعية مفاجئة فغرقة الجزيرة في غضون ليلة وضحاها فأصبحت بقعة طينية ضحلة يستحيل العثور عليها.
نعم مستمعينا الكرام يسود الإعتقاد بأنها يعتقد أنها غرقت في الحادي عشر من كانون الأول عام ۱۸۲۰ قبل الميلاد ويقال إنها كانت على إتصال مع الحضارة الفرعونية لذلك يوجد على بعض المعابد المصرية القديمة بضع كلمات غريبة في الكتابة كما يوجد رسم عليها يمثل طائرة نفاثة يركبها اثنان، رجل فرعوني يقال إنه رمسيس الثاني ورجل يلبس لباساً غريباً ويقال إنه من الأطلسيين. وهكذا إمتازت هذه الحضارة كما يرجح العلماء إستناداً الى ما إستنتجوه من محاورات أفلاطون بإمتلاكها لتقنيات عالية في التحكم بالطاقة وإمتلاكها ايضاً قنابل نووية والتي بسببها دمرت الحضارة بعد الحرب بينها وبين حضارة راما التي كانت تقع في جنوب شرق آسيا بالقرب من بحر اليابان.
أعزاءنا قد تواصلت جهود العلماء والمستكشفين بهدف العثور على دليل مقنع بشأن وجود هذه الحضارة فعلاً، على سبيل المثال فقد عثر الباحثون بالقرب من سواحل فنزولا على سور طوله اكثر من مئة وعشرين كيلومتراً في اعماق المحيط وعثر الروس على عشرة أفدنة من أطلال المباني القديمة في قاع المحيط شمال كوبا وشاهدت ماسحة محيطات فرنسية درجات سلم منحوتة في القاع بالقرب من برتوريكو. وعلى الرغم من كل ذلك فإن الجدل لايزال قائماً حول حقيقة أطلنتس والنظريات بشأن تفسير تلك الحضارة في ذلك الوقت الموغل في اعماق الزمن لم تنتهي، ومن بين هذه النظريات نظرية تقول إن سكان اطلنتس قد أتوا من كوكب آخر في سفينة فضائية ضخمة استقرت على سطح المحيط الأطلسي وإنهم إنتشروا في الأرض وصنعوا كل مايثير دهشتنا في كهوف تيسلي في ليبيا وبطارية بغداد وحضارة مصر وإنهم كانوا عمالقة زرق البشرة حيث توجد اشارة الى هذا بالفعل في بعض الروايات. ثم شنّ الأثينيون حرباً عليهم فنسفوا الجيش الأثيني بقنبلة ذرية او ما يشبه ذلك من أسلحة الدمار الشامل وبعدها رحلوا وتركوا خلفهم كل هذه الاثار. وعلى الرغم من غرابة هذه النظرية مستمعينا مستمعاتنا فإنها تجد من يؤيدها بكل حماس مشيرين الى أن كل الآلهة والملوك وصفوا في كل العصور تقريباً بأنهم من أصحاب الدم الأزرق او النبيل حتى اللون الأزرق أطلقوا عليه أسم اللون الملكي.
مستمعينا الكرام هناك نظرية اخرى للبروفسور البريطاني فروست تربط بين اطلنتس وجزيرة كريت التي حملت يوماً حضارة عظيمة ومبهرة تشابهت في كثير من وجوهها مع حضارة اطلنتس فكل من الحضارتين نشأت في جزيرة وكلتاهما لقيت نهاية مفاجئة، كما أن هناك مراسم صيد الثيران والميناء العظيم والحمامات الضخمة والملاعب الرياضية وكل الأشياء الأخرى التي عثر عليها في كريت وذكرها أفلاطون في المحاورة. ويؤيد البروفسور لوتش في كتابه نهاية أطلنتس ذلك ويؤكد أن إختفاء اطلنتس مجازي وليس حقيقياً وأنها لم تغرق في قاع المحيط وإنما تعرضت لكارثة اودت بها مثل كارثة بركان كراكيتوا عندما ثار ودمر جزيرة بأكملها. ومع ذلك اعزاءنا الأفاضل فإن كل النظريات التي ظهرت تفتقر الى الدليل العلمي القوي ومازل عشرات العلماء يبحثون عن قارة أطلنتس التي أضحت قارة الغموض والخيال في عقول العلماء والأدباء فهنالك عشرات النظريات تحدثت عنها ومئات المقالات والكتب كتبت بإسمها وأعداد لاحصر لها من الروايات الخيالية تفترض وجودها والعثور عليها وينسج خيال كتابها مغامرات مثيرة داخلها عن حضارتها وتقدمها وعن شعبها الغامض، اولئك الذين أقاموا اكثر حضارات التاريخ غموضاً وإثارة، الذين تزعموا العالم يوماً والذين ذهبوا بلا عودة. وأخيراً وليس آخراً لابد من التذكير هنا بما يقوله الحكماء دوماً من أن الحضارة المادية مهما تألقت إنجازاً وإرتقت تطوراً فإنها لن تبلغ الكمال المنشود مادام انسانها لايتطور في معرفة باطن نفسه ولايكتشف مكنونات لاوعيه ولهذا السبب فإن كل حضارة تتجه نحو المادة فقط فإنها ستتقهقر مع الزمن كما حصل لقارة اطلنتس بعدما تورط انسانها في المادة لاغير.
أعزائي الأفاضل نودعكم على أمل تجديد اللقاء بكم عند حكاية اخرى من حكايا الشعوب في حلقة الأسبوع المقبل بإذن الله، تقبلوا تحيات قسم الثقافة والأدب والفن في اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران حتى ذلك الحين دمتم بكل خير والى اللقاء.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة