البث المباشر

قصة البطل سياوش ۲

الإثنين 1 يوليو 2019 - 12:19 بتوقيت طهران
قصة البطل سياوش ۲

بسم الله الرحمن الرحيم أحبتنا المستمعين الأكارم في كل مكان سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركات نرحب بكم أجمل ترحيب في هذا اللقاء الجديد الذي يجمعنا بكم كل أسبوع عند حكايا الشعوب وقصصها وأساطيرها والخفايا والرموز الكامنة وراءها آملين أن تقضوا معنا أطيب الأوقات وأمتعها في محطتنا لهذا الأسبوع التي سنستكمل من خلالها أسطورة البطل الايراني سياوش التي تستدعي الى الأذهان عادة المأساة والترجيديا عبر الكفاح المرير الذي خاضه الأبطال الايرانيون ضد المعتدين والمتجاوزين من الممالك المجاورة لهم وسعيهم من أجل تحقيق الاستقلال لبلادهم.
أعزتنا المستمعين بعد مقتل البطل سياوش عذراً على يد أحد قواد ملك توران أفراسياب ولدت فرنجيس الصبية المنتظر وأسمته كيخسرو كما طلب أبوه سياوش قبل مقتله وكان كوالده رسماً وقداً وفرح بيران به ولكن خشي عليه في نفس الوقت من أفراسياب الذي ما إن علم بمولده حتى امر بيران بأخذه الى الجبال ووضعه هناك ليكون بعيداً عن كل حقد وثأر لأبيه سياوش. فحمله بيران ووضعه عند الرعاة فلما شبّ أخذه بيران ورباه فلما اراده أفراسياب أخذه له بعدما نبهه بضرورة تفريغ عقله وأن يجيب على كل سؤال بعكسه فلما سأله أفراسياب عن الليل والنهار أجابه عن النهار وعن أمه وأبيه أجابه عن معلميه فرضي عنه وأوكل امره لبيران وأرسله مع والدته فرنجيس والآلاف من الهدايا والأسلحة الى مدينة والده سياوشكرد.
وفي الناحية الأخرى من الأرض كانت الجموع تبكي وتنوح وكيكاووس يهدأ مرة ويثور بعدما علم بمقتل ابنه فطالب بأخذ الثأر ولقاها رستم للأمر نفسه فجاء ناحباً آسفاً على شباب سياوش ودخل على الملك مؤنباً له ومحرضاً إياه على زوجته فما كان من كيكاووس إلا أن هجم على غرفتها وقتلها بسيفه ثم توجه بعسكر عظيم لم يكن لملوك الايرانيين مثله في القديم مصمماً على دك معاقل توران وقتل أفراسياب.
أعزائي إلتقت الجيوش وإلتحمت إلتحاماً عظيماً فتبارز الفرسان وإخترق بعضهم بعضاً فتجندلت الجثث وطارت الركب وجرح أفراسياب الذي هرب دون أن يعلم أحد بهروبه. وكان عند الملك قائد يدعى جودر رأى رؤيا تأمره بأن يرسل ولده جيو للبحث عن كيخسرو في ممالك توران والعودة به لإستلام حكم ايران، وظل يبحث ويبحث مدققاً مشككاً في أمره حتى مضت سبع سنوات وبينما كان ذات يوم يستريح ويرعى فرسه في مرج أخضر جاءه شخص كالقمر الطالع فعرف أنه كيخسرو وعرف الأخير أنه جيو إبن جودر الذي حدثته عنه والدته فتعانقا ودخلا سياوشكرد لإخبار فرنجيس. وهرب الثلاثة تحت جنح الظلام قاصدين ممالك ايران ولكن خبر الهروب قد انتشر وقام بيران بنفسه سائراً في أثرهم مع عدد كبير من جنده وعسكره وإلتقوا في واد عميق كثير المياه واستطاع أن يكبله ويلبس ثيابه وسيفه ورمحه ثم رجع الى بيران وأراد أن يقتله ولكن فرنجيس تشفعت له وفاءاً لعمله. وظلوا هاربين حتى وصلوا ضفة نهر جيحون وأرادوا أن يجتازوه فمنعهم صاحب السفن طالباً واحداً من أربع فإما الدرع وإما الفرس وإما كيخسرو وإما فرنجيس ولكن جيو رفض وقال لكيخسرو إن كنت إبن سياوش حقاً فخذ هذا الماء كما فعل أفريدون من قبلك فنزل عن حصانه وسجد لله تعالى وقطع الموج المتلاطم الى الجانب الآخر وسلم من افراسياب الذي صار وراءه بجيش عظيم العدة والعدد فأراد أن يقطع النهر لكن هومن احد قواده نهاه وظل مكانه وبينه وبين ملك ايران وتوران موج متلاطم وثأر متفاقم.
وصل كيخسرو الى خراسان من ممالك ايران وأقيمت الزينات والحفلات ونصبت الجواهر وعزفت المزاهر ومكث فيها أسبوعاً في قصر جودر ثم انتقل مع صحبه الى مدينة اصطخر لرؤية كيكاووس فلما وصل تهافت الملوك والأمراء لتقديم ولاء الطاعة لكن طوس بن نوذر تخلف عن الحضور وتهادن في إستعجال الأمور محتجاً بعدم تسليم الملك الى كيخسرو من نسل أفراسياب مادام هناك فريبرز بن كيكاووس الذي هو أحق بالسلطنة وادارة المملكة.
فغضب جودر من كلامه ونهض اليه مع اولاده السبعة والثمانين فلما إلتقيا وإستعدا للمنازلة إستدعاهما الملك كيكاووس فلما ادرك أنهما يتنازعان على من سيكون ملكاً من بعده أمرهما بالتوجه الى قلعة بهمن في أذربايجان وتخليصها من أيدي الأنس والجان ومن ينجح يولى رأس المملكة وتاج السلطنة.
وهكذا كان فلم يفلح طوس في محاصرة بهمن لأن أسلحته صارت كالحديد المذاب من شدة اللهب الذي صادفه على الباب اما كيخسرو فقد هدد اهل القلعة وتوعدهم وربط تهديده على رأس رمح وضعه جيو في حائط القلعة على أسم الله تعالى فخسف بالقلعة وطارت الجن والعفاريت كالجراد محدثة وراءها لهيباً أسود وغباراً كثيفاً. ثم رجع الى كيكاووس وتسلم العرش والتاج وعفا عن طاووس وأدخله في خدمته.
أيها الأفاضل جلس كيخسرو على عرش ممالك ايران وبسط العدل والانصاف والرحمة والاحسان حتى استراحت البلاد في عهده وفي ظل ملكه واجتمع بعد مدة من حكمه مع كل ملوك ايران فعاهدوه على الوفاء والانتقام لسياوش من أفراسياب ملك توران ثم سلم قيادة جيشه الى طوس بن نوذر وفاءاً للعهد طالباً منه الثأر وأمر بعدم سلوك طريق القلعة لأن لايعتقد صاحبها وهو اخوه من جريرة بنت بيران أنهم يقصدونه. فلما إرتحل وبلغ المكان فضل أن يسلك الطريق المذكورة لكثرة مياهها وعمرانها، فلما عرف صاحب القلعة فروذ بقدومهم نصحته والدته بالإنضمام اليهم ومعاونتهم في مقصدهم للثأر لسياوش فذهب مع تخار احد فرسان قلعته ووقف على قمة جبل عال يرقبان طوس ورجاله فما إن رآهما حتى إنتدب بهرام بن جوذر لإستطلاع أحوالهما ومعرفة نوعيهما. فلما صعد اليهما وحقق في أمرهما وإستبان مقاصدهما أدى فروض الاحترام لإبن سياوش وشقيق ملكه كيخسرو وعاهده على إبلاغ أمره الى قائده لكن طوس لم يرض بالأمر الواقع وإستعاض عنه بالحكم القاطع وبعض ذيو أشجع فرسانه ليأتيه برأس ملك الترك فصعد اليه، فلما رآه فروذ أخذ رمحه وأصابه في القلب فمات ريو ثم رمى فروذ نشابه على طوس وجيو فأصاب فرسيهما فثار إبن جيو على ما أصاب والده فصعد كالسهم الخارق والرعد البارق واستطاع أن يتبع فروذ الى القلعة ثم رجع الى معسكر جيشه فلما أصبحوا هجموا على القلعة وظلوا يتقاتلون حتى بقي فروذ وحده فضربه إبن جيو ضربة أطارت يده فرجع الى القلعة ومات متأثراً بجراحه، أما والدته جريرة فأحرقت جميع الذخائر والأسلحة وأخذت خنجراً طعنت به صدرها وسقطت ميتة الى جانب ولدها.
أيها الأفاضل إنتظرونا في حلقة الأسبوع المقبل من حكايا وخفايا لترى معاً مصير كيخسرو بن سياوش المقتول غدراً وهل سيفلح للإنتقام لأبيه وأخذ الثأر من ملك توران أفراسياب؟ هذه ما سنحيط به علماً في القسم الثاني من هذه الحكاية. تقبلوا تحيات قسم الثقافة والأدب والفن في اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران. نشكركم على طيب المتابعة والاصغاء الى اللقاء.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة