البث المباشر

قصة البطل سياوش ۱

الإثنين 1 يوليو 2019 - 12:19 بتوقيت طهران

بسم الله الرحمن الرحيم مستمعينا الأحبة الأكارم سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركات وكل المراحب بكم ونحن نجدد اللقاء بكم عبر محطة اخرى من محطات برنامجكم الأسبوعي حكايا وخفايا حيث سنكمل المشوار معكم في حلقة هذا الأسبوع عند قصة رستم وسهراب البطلين القوميين الذين كثيراً ما يتردد ذكرهما في ملحمة الشاهنامة للفردوسي ثم مأساة سياوش التي ترتبط أحداثها ارتباطاً وثيقاً بقصة رستم وسهراب والتي سنخصص بها حلقتنا لهذا الأسبوع. ندعوكم أيها الأخوة والأخوات الى متابعة هذه الحكايا التي تصور لنا جانباً من جوانب التاريخ الوطني في ايران وقصة الصراع الطويل بين مملكة ايران من جهة وتوران من جهة اخرى.
أحبتي المستمعين تقول الإسطورة إن سياوش ولد من جارية حسناء من نسل الملك فريدون، كانت هاربة من ظلم أبيها حينما لاقاها توس بن نوذر وجيو بن جوذر وهما خارجان في رحلة صيد الى نواحي توران فتنازعا عليها وإحتكما الى كيكاووس الذي ما إن رأها حتى إستأثر بها وضمها الى حريمه فحملت منه ووضعت ولداً كأنه فلذة القمر حسناً وجمالاً فسر به كيكاووس وسماه سياوش وأرسله مع رستم كي يربيه ويعلمه آداب الملوك فلما شب رحل الى والده فإستقبله بالموكب ناثراً عليه الزهور وأقعده الى جانبه على العرش ووهبه كل ما لديه من مال وجواهر وكنوز ثم أعطاه التاج في السنة الثامنة من قدومه. ثم أنه بلغ كيكاووس أمر تأهب أفراسياب للإستيلاء على ايران فجمع قواده ووزراءه ثم أول أمر جيشه الى رستم وسياوش حيث طمع الأخير بالصيت الذي سيكسبه من مقتل أفراسياب فذهب قاصداً ضيافة دستان في زابلستان فأقام عنده شهراً ثم أكمل طريقه محشداً جيوشه من كل مدينة كان يمر بها حتى وصل بلخ فباغت جيوش الترك بغتة فقضى على معظمهم وأرسل الى والده رسولاً يستأذنه في عبور جيحون فكان له ما أراد، أما أفراسياب الذي لحقته الهزيمة فقد رأى حلماً مزعجاً بعد تلقيه خبر هزيمة جيشه فقد رأى نفسه في خيمة يحرسها مئات الجنود وفجأة هبت ريح عاصفة إقتلعت الخيمة وشتت الحاشية فأصبح وحيداً بين جموع الايرانيين الضخمة الذين ظهروا له وفي يد ورمح كل واحد منهم رأس جندي مقتول من جنوده ومن ثم أمسكوا به وكبلوه وقادوه الى كيكاووس حيث أمر بقتله وإستولى على سرير ملكه فإرتعد مرتجفاً وأرسل في طلب مفسري الأحلام والمنجمين ففسروا رؤياه بأن سياوش سيجر الويلات على مملكة توران فسعى الى الصلح وأرسل أخاه جرسيوز رسولاً الى سياوش.
مستمعينا الأفاضل وصل جرسيوز وأفضى بما معه لسياوش الذي إستمهله للتشاور فإجتمع برستم ورأيا أن يطلبا من أفراسياب مئة رهينة والتخلي عن بعض أراضي توران لمملكة ايران فإضطر كيكاووس الى تنفيذ الرغبات وأما سياوش فقد أرسل رستم رسولاً الى كيكاووس مشيراً عليه بوقف الحرب لكن كيكاووس ثار وتوعد وهدد رستم وإتهمه بأنه حرض ولده على وقف الحرب وقبول صلح أفراسياب لما في نفسه من حب للمهادنة فأمره بالبقاء عنده وأرسل طوساً لقيادة جنده فلما وصل الأخير الى سياوش علم بغضب أبيه وبتصميمه الى محاربة أفراسياب فإهتم وإغتم حيث لم يكن يريد نقض وعده مع أفراسياب فإختار احد قواده المقربين اليه رسولاً الى أفراسياب يعلمه بتصميم أبيه على محاربته ومعيداً له الرهائن سائلاً إياه السماح له بالمرور ببلاده ليسكن طرفاً من الأرض معتزلاً التاج والعرش، متخلصاً من كيكاووس ومن سوء خلقه وفساد طبعه فرحب الأخير بقدومه وبالغ في إظهار مودته ورغبته في تزويجه احدى بناته فيصير اليه عرش ايران بعد وفاة كيكاووس وسياوش عنده بين يديه فيصبح ملك الجانبين وصاحب الدولتين. عبر سياوش نهر جيحون وهو حزين القلب فلقد ترك وطنه مملكة ايران واتجه الى بلاد توران فلما وصل استقبله بيران قائد جيش توران فرحب به اعظم ترحيب ونزل عند كل طلباته فإستأمنه سياوش وسأله قائلاً هل يمكنني أن أثق بأفراسياب وأقيم عنده أم ألجأ الى حصن آخر فإستوثقه بيران مؤكداً أن كل شيء في توران تحت إمرته وبعد مدة صارا كالصديقين بل صار بيران بمنزلة الوالد لسياوش ثم إرتحلا الى أفراسياب الذي ما إن رآه حتى بهت لجماله وحسن كماله وأنزله في نفسه أحسن منزلة وخلع عليه الهدايا والجواهر ونفائس الكنوز والذخائر ومضت سنة على هذه الحال حتى انزله أفراسياب منزلة ولده ووافق على تزويجه ابنته فرنجيس بطلب من بيران بعد أن زوجه هذا الأخير ابنته الكبرى جريرة. تم زواج فرنجيس من سياوش فإجتمع الشمس بالقمر على حد قول زوجة بيران التي حملت بالعروس من خزائن قصور عزها أغلى اليواقيت والجواهر محملة على اطباق من الزبرجد والذهب مضمخة بالمسك والعود. إنتقل سياوش مع زوجته الى موضع آخر بنى فيه مدينة دعاها سياوشكرد فكانت كالروضات منظراً وكالقصور بنياناً وعزة.
نحيكم من جديد من طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران وأنتم تستمعون لبرنامج حكايا وخفايا. مستمعينا الأفاضل طلب أفراسياب من أخيه جرسيوز زيارة سياوش للإطلاع على أحواله في مدينته الجديدة فإرتحل ولما وصل إستقبله سياوش بالدرر المنثورة وأنزله مع حاشيته في قصوره وأجلسه سياوش قرب عرشه وهما مبسوطان فرحان لكن فرح جرسيوز كان في الظاهر اما في الباطن فقد دخل قلبه الحسد وقرر أن يوغر قلب الملك أفراسياب على سياوش ولما عاد جرسيوز الى أفراسياب تفوه بالأباطيل ولفق الأكاذيب عن سياوش وإتصاله سراً بأبيه كيكاووس وإعداده الجيوش لخلع أفراسياب عن عرش توران فذعر لما سمع وبعث جرسيوز ثانية الى سياوش طالباً منه القدوم ووصل جرسيوز الى سياوش وهو يتظاهر بالحزن فلما سأله عن أحواله أجابه قائلاً: يامولاي ما انا إلا نذير شؤم لك فالملك أفراسياب غير رأيه فيك وهو يريدك أن تمثل بين يديه لكني أنصحك لأن تكتب له كتاباً تعتذر فيه اليه وتستمهله في الحضور علني أغير رأيه بينما تكون خلال هذه المدة قد خرجت الى مكان تكون فيه بمأمن على نفسك وأهلك. ثم أن جرسيوز حمل الرسالة بنفسه وعاد مسرعاً الى أفراسياب فلما دخل عليه سأله أفراسياب عما فعل فأجابه مشوهاً الحقائق محرضاً إياه على سياوش الذي تفاقم شره وإستفحل امره كما زعم جرسيوز. فما كان من أفراسياب إلا أن أعد جيوشه فلما علم سياوش بالأمر ودع زوجته فرنجيس موصياً إياها بالحفاظ على ولدهما الذي كان في بطنها وخرج، وبينما هو خارج مع حرسه لاقاها أفراسياب بجنده فإقتتلا قتالاً عظيماً وقبض على سياوش الذي كبل وسيق الى أفراسياب فلما مثل سياوش بين يديه تردد أفراسياب في رأيه بين أن يستعجل في قتله او يستمهله في سجنه ولكنه وبتحريض من جرسيوز وقواده سلمه الى احد قواده الذي إقتاده الى جانب في الصحراء وذبحه بخنجر جرسيوز وقدم رأسه في طست من ذهب فنبت مكان الدم نبات عرف بإسم خونسيوشان تو دم سياوش وعلمت فرنجيس بمقتل زوجها فلطمت خدها ونتفت شعرها ولعنت أباها الذي رباها. وما إن سمع أفراسياب صراخها حتى امر بقتلها وإسقاط الوليد الذي في بطنها لكن توسلات بيران شفعت لها فأخذها ووضعها في قصره طالباً من زوجته أن تنزلها منزلة إبنتها.
مستمعينا مستمعاتنا إنتظرونا في حلقة الأسبوع المقبل بإذن الله لنواصل معاً تطوافنا بين جنبات حكاية سياوش المثيرة والدور الذي ينتظر إبنه الذي شاءت الأقدار أن يشب ويترعرع في قصر قاتل أبيه. حتى ذلك الحين تقبلوا منا اجمل التحايا عبر برنامج حكايا وخفايا الذي استمعتم اليه من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران. تقبلوا ايضاً خالص شكرنا لحسن متابعتكم والى الملتقى.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة