البث المباشر

حكاية الفارس البطل سانباغانا ۲

الإثنين 1 يوليو 2019 - 11:53 بتوقيت طهران

بسم الله الرحمن الرحيم مستمعينا الأفاضل أهلاً بكم والسلام عليكم
اعزائي يسرنا أن نلتقيكم من جديد عبر محطة اخرى تجمعنا بكم في رحاب الحكايا والأساطير العالمية من خلال برنامجكم الأسبوعي المتجدد حكايا وخفايا حيث سنواصل معكم تجوالنا بين خفايا الأسطورة الأفريقية للفارس سانبا غانا وقصته مع الأميرة أماليا ورحلتها في سبيل إستعادة ملكها الذي ورثته عن أبيها الذي كان يحكم مملكة واغنا والدور الذي أداه الفارس في مساعدة الأميرة على إستعادة ملكها وما رافق ذلك من احداث ذات مغازى ودلالات انسانية. فلنتابع معاً اعزتنا المستمعين.
أحبتنا المستمعين الأفاضل بعد أن حقق الفارس سانبا غانا النصر الحاسم على الأعداء بدأت مملكة واغنا تتسع مع مرور الأيام وأضحت الأميرة أماليا ملكة على كل الأمراء والمحاربين في كل الأقطار.
في ذات يوم قال سانبا غانا لها: كل شيء تمنيتيه قد أصبح ملكاً لك.
فاجابته أماليا: لقد وفيت بوعدك وسأكون زوجتك.
فقال سانبا غانا: لكن لماذا أنت حزينة؟ إنني لن أتزوج منك إلا عندما تعود البسمة اليك وأراك تضحكين.
قالت اماليا في حزن: لقد كان عار والدي المهزوم يبعث الحزن فيّ دوماً والآن لاأقدر على الضحك لأنني لم أجد أحداً يقدر على إتمام تحقيق رغبتي.
قال سانبا غانا: أشيري عليّ بما عليّ أن أفعله.
أجابت: أقتل الأفعى التي في النهر فهي تسلبنا الخيرات لسنة كاملة فتحدث مجاعة لسنة كاملة وسأكون سعيدة لقتلها.
قال سانبا: لن يجرأ احد على ذلك لكنني سأقوم به!!
مستمعينا الأفاضل إتجه سانبا غانا مع رجاله الثلاثة نحو النهر وبحث عن الأفعى وإستمر في المسير والبحث فوصل الى مدينة دون أن يعثر على الأفعى وإستمر يمشي مع النهر ويبحث عن الأفعى فوصل الى مدينة اخرى ولم يجدها، واصل سانبا البحث الى أن عثر عليها اخيراً وبدأ يتصارع معها وفي النهاية إنهزمت الأفعى وكذلك سانبا غانا. كان تيار النهر يأخذهما من جهة الى جهة ويمر بين الجبال ويشق أراضي ويدخل فيها، إستمر الصراع ثماني سنوات بين سانبا والأفعى وفي العام الثامن هزمها. خلال هذا الوقت كسر سانبا ثمانمئة رمح وثمانين سيفاً وأخذ أحد الرماح المليئة بالدم وناوله لمرافقه قائلاً: خذها لأماليا وقل لها انني هزمت الأفعى وأنظر اليها جيداً لتراها إن كانت ستضحك.
عاد المرافق وسلم هدية سانبا غانا وعندما سمع يانبا كلام اماليا الذي نقله مرافقه أبدى إرتياحه وقال: هذا عظيم للغاية. لكن سانبا تناول السيف المضمخ بالدم وغرسه في صدره وضحك مرة ثانية قبل أن يسقط ميتاً.
أخذ المرافق السيف المدمى وإمتطى حصانه ومضى بإتجاه اماليا وعند الوصول قال لها: هذا سيف سانبا غانا والدم الذي عليه هو دم الأفعى ودم سانبا الذي ضحك لآخر مرة.
أحبتنا الأفاضل جمعت اماليا كل الأمراء والمحاربين في المدينة وإمتطت صهوة جوادها وإمتطى الجميع خيولهم وتبعوه نحو البلد الذي مات فيه سانباغانا، وصلت أماليا الى المكان الذي كانت فيه جثة سانبا غانا وقالت: لقد كان بطلاً عظيماً ليس له مثيل عند من سبقوه، أقيموا له ضريحاً وليكون الأعلى بين أضرحة الملوك والأمراء والأبطال. وبدأ العمل لذلك فحفر الأرض رجال كان عددهم ثمانية أضعاف الرقم ثمانمئة ونفس العدد من الرجال قاموا ببناء الضريح وكذلك العدد من الرجال الذين قاموا بتجميع التراب فوق الضريح حتى قام من ذلك هرم كبير.
منذ ذلك الحين كانت أناليا وأمراءها ورجالها المحاربون يصعدون الى قمة الهرم وفي كل مساء كان المرافق يغني أغنية البطل وعند كل صباح كانت أماليا تقول كلما تستيقظ: الهرم ليس عالياً بما يكفي، يجب رفعه كي ترى منه كل مملكتي واغنا. وطوال ثمانية اعوام كان الهرم يكبر ويطول ويرتفع ومع نهاية العام الثامن نظر المرافق بعينيه الدائريتين وقال: يا اناليا توباري اليوم يمكنك رؤية واغنا.
نظرت اماليا نحو الغرب وقالت: ها أنا ارى واغنا وضريح سانبا غانا هو العظمة التي يستحقها اسمه، وضحكت اماليا، نعم ضحكت كثيراً وقالت: الآن إنفصلوا أيها الأمراء، تفرقوا في انحاء الأرض وكونوا أبطالاً مثل سانباغانا. ضحكت اناليا مرة ثانية قبل أن تسقط ميتة ويدفنوها في قبو الهرم الى جانب سانبا غانا.
اخوتنا أخواتنا المستمعين وبهذا نأتي الى ختام هذه الأسطورة الأفريقية الطريفة والممتعة أسطورة سانباغانا وقصة الحب والتضحية والوفاء التي جمعت بينهما لتجسد لنا معاني البطولة والفروسية والشجاعة ولتعكس لنا الاخلاص الذي ينبغي أن يتحلى به الانسان والوفاء الذي يعد من الصفات الاخلاقية السامية التي تصنع الأبطال وتخلد ذكرى الانسان في التاريخ. إنتظرونا أيها الأحبة في حلقة الأسبوع المقبل عند حكاية اخرى من حكايات الأمم والشعوب راجين منكم أن تفيدونا بملاحظاتكم وإقتراحاتكم حول البرنامج عبر البريد الأكتروني ADABFAN۲۰۲۰@GMAIL.COM . حتى ذلك الحين تقبلوا تحيات قسم الثقافة والأدب والفن من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، الى اللقاء.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة