البث المباشر

حكاية الفارس البطل سامباغانا ۱

الإثنين 1 يوليو 2019 - 11:53 بتوقيت طهران

بسم الله الرحمن الرحيم مستمعينا الأكارم أينما كنتم سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركات. اعزائي من دواعي سرورنا وإبتهاجنا أن نجدد اللقاء بكم بين رياض الجكايا والأساطير العالمية التي تجمع بين المتعة والفائدة عبر برنامجكم الأسبوعي حكايا وخفايا والأمل يحدونا أن نوفر لكم هذه المتعة والفائدة من خلال حكايتنا لهذا الأسبوع بإذن الله، رافقونا مشكورين.
أعزتنا المستمعين في شمال غربي أفريقيا وبين حدود الصحراء وغابات النيجر وفي قرى من الأكواخ المدورة التي تتميز بها هذه المناطق يعيش فلاحو الفلوبيس الذين يتقاسمون السهل الكبير مع قبائل رحل من طوارق وعرب وأفارقة. وقد تم في كل المنطقة تلك إكتشاف آثار مدن وأنقاض وأسوار وقلاع تدل على حضارة قديمة ومزدهرة تقوضت وإختفت في أعماق التاريخ شيدها شعب الفلوبيس المكون من رجال ونساء لهم سحنة قمحية وذكاء حاد سخروه في الرعي وزراعة الحقول وأعمال اخرى. ويمثل شعب الفلوبيس واحداً من الشعوب الأفريقية التي صنعت حضارة تعد من اهم الحضارات الأفريقية المثيرة للإنتباه والتي غدت محط أنظار الكثير من الباحثين وعلماء الاثار والمهتمين بعلم الشعوب والانسان ولكن الى جانب الآثار والأنقاض تم إكتشاف وإلتقاط أساطير وحكايات قيمة عن الحب والفروسية ومنها الحكاية التي خصصناها لحلقة هذا الأسبوع وهي تحت عنوان حكاية البطل الفارس سانباغانا مع الملكة آماليا التي ورثت حكم مدينة واغنا من أبيها، لكن هذا الارث كان ناقصاً بسبب الهزيمة التي مني بها والدها وموته بعد ذلك وسيطرت الأعداء على أجزاء كبيرة من مملكته. وهنا يبرز دور سانباغانا الذي يسارع الى نجدة آماليا ويصاف خلال ذلك الكثير من الأحداث والمغامرات كما تروي لنا ذلك الحكاية التي ندعوكم لمتابعة تفاصيلها بعد الفاصل.
مستمعينا الأحبة في مدينة واغنا من بلاد النيجر كانت الملكة آماليا توباري وكان والدها أمير واغنا وسيد قرى كثيرة وحدث في ذات يوم أنه خاض حرباً مع احد الأعداء هزم فيها والد آماليا فجرد من ممتلكاته وكان عليه أن يسلم احدى قراه لكن كبرياءه لن تسمح له بتحمل ذلك فمات غماً وورثت آماليا كل المملكة عن أبيها. وبعد فترة حضرت أعداد كبيرة من الفرسان الى مدينة واغنا يطلبون يدها للزواج لكن آماليا كانت تشترط على من يتقدم اليها أن يسترد القرية الضائعة بل وثمانين مدينة اخرى، ولكن ما من احد من الفرسان تجرأ على دفع هذا المهر الخطير. ومرت السنوات وفقدت آماليا كل سعادتها ومع أنها كانت تزداد جمالاً في كل يوم إلا أنها كانت تزداد حزناً في نفس الوقت. وفي بلد مجاور كان يحكمه ملك له ولد يدعى سانباغانا وعندما كبر هجر مدينة أبيه حسب عادات البلد وخرج ليحتل أراضي ومدناً أخرى كي يقيم عليها مملكته. كان سانباغانا مبتهجاً ومرحاً على الدوام وقد خرج سعيداً من مدينة والده يرافقه اثنان من الفرسان المدرعين وأعلن سامبا الحرب على أمير مدينة وتحداه في أن ينازله فتصارع الاثنان والمدينة كلها تشاهدهما، وأخيراً انتصر سامباغانا فطلب الأمير المهزوم منه أن يعفو عن حياته مقابل أن يقدم له مدينته، فأخذ سامبا يضحك ويقول: إبق مع مدينتك فهي لاتهمني!!
أحبتي الأفاضل تابع سامبا طريقه وهزم الأمراء واحداً تلو الآخر وكان دائماً يعيد كل ماحصل عليه بفوزه الى كل أمير مهزوم قائلاً له: إبق مع مدينتك فمدينتك لاتهمني. وهكذا تمكن سامباغانا من هزيمة كل امراء البلاد ومع ذلك فإنه لم يكن يملك أرضاً ولامدينة لأنه كان يعيد كل شيء بعد كل انتصاراته ويمضي ضاحكاً مبتهجاً وحالماً.
ذات يوم كان سامبا يستجم فيه مع مرافقه عند ضفاف نهر النيجر وفي هذه الأثناء أنشد المرافق الأغنية الرائعة لآماليا توباري المليئة بالحزن والموحية بعزلة الأميرة وحينما بلغ المرافق المقطع الذي يقول: الرجل الذي سينال بآماليا ويجعلها تضحك هو الفارس الوحيد الذي سيسترد ثمانين مدينة.. وثب سامبا بوثبة سريعة وصاح: هيا ياأصحاب العضلات أسرجوا الخيول، هيا بنا الى بلاد آماليا توباري.
إنطلق سامباغانا مع المرافقين المدرعين وواصلوا الطريق أياماً وليالي وهم على صهوات الجياد حتى بلغوا مدينة آماليا توباري فرأى سامباغانا امرأة رائعة الجمال وشديدة الحزن فخاطبها قائلاً: آماليا أنا سأسترد المدن الثمانين!!
أعزائي الكرام وهكذا قرر سامباغانا أن ينطلق ويواصل طريقه مع فرسانه موصياً مرافقه بالقول: إبق هنا مع آماليا وقم بتسليتها وحاول أن تجعلها تضحك دوماً. بقي المرافق في مدينة آماليا توباري وصار يغني لآماليا كل يوم أغنيات عن أبطال بلادها وعن مدنها وعن أفاعي النهر التي تجعل مستوى المياه يرتفع فتجعل الناس يخزنون الأرز لسنوات ويبقون جائعين لسنين اخرى.
كانت آماليا تستمع له بينما كان سامباغانا يقطع الأمصار ويحارب الأمراء الواحد تلو الآخر حتى اخضع ثمانين أميراً وكان يقول لكل مهزوم منهم: عليك الحضور امام آماليا توباري وأن تقول لها إن مدينتك صارت ملكاً لها.
إنطلق الأمراء الثمانون يرافقهم أعداد كبيرة من المحاربين الى مدينة واغانا وسكنوا هناك واخذت مدينة آماليا تتسع يوماً بعد آخر حتى أصبحت ملكة على الأمراء والمحاربين في كل الأمصار.
إخوتنا أخواتنا للحكاية احداث وتفاصيل اخرى سوف نستكمل إستعراضها لكم في حلقة الأسبوع المقبلة بإذن الله فكونوا بإنتظارنا شاكرين لكم حسن متابعتكم وراجين أن تتحفونا بملاحظاتكم وإقتراحاتكم عبر بريد البرنامج الألكتروني ۲۰۲۰@gmail.com ادب فن، الى اللقاء.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة