البث المباشر

حكاية الرجل المحتال

الإثنين 1 يوليو 2019 - 09:44 بتوقيت طهران

بسم الله الرحمن الرحيم مستمعينا الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نرحب بكم كل الترحيب في هذا اللقاء الجديد الذي يجمعنا بكم عبر محطة اخرى من محطاتنا الأسبوعية بين ربوع الحكايا والأساطير العالمية من خلال برنامجكم حكايا وخفايا، راجين أن تقضوا معنا أطيب الأوقات عند ما أعددناه لكم في هذا الأسبوع.
مستمعينا الأحبة تصور أساطير الزنوج دائماً ألواناً من المكر والدهاء والبراعة في التخلص من المآزق والتي جبلتهم عليها مجاهل الغابات والأحراش التي تدفعهم الى إبتكار السبل لإجتياز ما يواجههم خلال حياتهم من صعاب وعقبات ومع ذلك لاتكاد أسطورة واحدة تخلو من القيم الأخلاقية التي تميز أسلوب الحياة الذي يراه سكان القارة السمراء ومنها أسطورتنا او بتعبير أدق حكايتنا لهذا الأسبوع نظراً الى الملامح الواقعية التي تزدحم بها وإمكانية وقوعها على أرض الواقع وخلوها من العناصر الأسطورية والخرافية حيث تطرح لنا شخصية يمكن أن تتكرر في كل زمان ومكان وهي شخصية الانسان الدجال الذي يستطيع بفضل ذكاءه ودهاءه ومكره خدع السذج والبسطاء من الناس والاستيلاء على مقدراتهم في نهاية المطاف كما تحدثنا بذلك حكايتنا لهذا الأسبوع. فلنتابع بعد الفاصل
إخوتنا أخواتنا تفيد الحكاية بأن رجلاً محتالاً وزوجته قد أرادا يوماً الدخول الى مدينة كانت قد أعجبتهما ليمارسا أعمال النصب والاحتيال على اهلها، في اليوم الأول من دخولهما اشترى المحتال حماراً وملأ فمه بليرات من الذهب رغماً عنه وأخذه الى حيث تزدحم الأقدام في السوق فنهق الحمار فتساقطت الليرات الذهبية من فمه فتجمع الناس حول المحتال الذي أخبرهم أن الحمار كلما نهق تتساقط النقود من فمه وهنا بدأت المساومات حول بيع الحمار. وأخيراً اشتراه كبير التجار بمبلغ ضخم لكنه اكتشف بعد ساعات بأنه وقع ضحية عملية نصب واحتيال فإنطلق مع اهل المدينة فوراً الى بيت المحتال وطرقوا الباب فأجابتهم زوجته بأنه غير موجود لكنها سترسل الكلب ويحضره فوراً. وفعلاً أطلقت الكلب الذي كان محبوساً فهرب لاينوي على شيء، لكن زوجها عاد بعد قليل وبرفقته كلب يشبه تماماً الكلب الذي هرب وبالطبع فقد نسي الناس لماذا جاؤوا بل أنهم فاوضوه على شراء الكلب حتى اشتراه احدهم بمبلغ كبير ثم ذهب الى البيت وأوصى زوجته أن تطلقه ليحضره كلما غاب عن البيت وإحتاجوا اليه فأطلقت الزوجة الكلب لكنهم لم يروه بعد ذلك.
مستمعينا الأفاضل وهكذا أدرك التجار أنهم تعرضوا للنصب مرة أخرى فإنطلقوا الى بيت المحتال ودخلوا البيت عنوة فلم يجدوا سوى زوجته فجلسوا ينتظرونه ولما جاء نظر اليهم ثم الى زوجته وقال لها: لماذا لم تقومي بواجيات الضيافة لهؤلاء الأكارم؟
فقالت الزوجة: إنهم ضيوفك فقم بواجبهم أنت!
فتظاهر الرجل بالغضب الشديد وأخرج من جيبه سكيناً مزيفاً من ذلك النوع الذي يدخل فيه النصل بالمقبض وطعنها في الصدر حيث كان هناك بالون مليء بالسائل الأحمر فتظاهرت الزوجة بالموت وصار الرجال يلومونه على هذا التهور. فقال لهم: لاتقلقوا فقد قتلتها اكثر من مرة وأستطيع إعادتها للحياة مرة أخرى!
وفوراً أخرج مزماراً من جيبه وبدأ يعزف فقامت الزوجة على الفور أكثر حيوية ونشاطاً وإنطلقت لتصنع القهوة للرجال المدهوشين ونسي الرجال مرة اخرى لماذا جاؤوا وصاروا يفاوضون هذا الدجال على شراء المزمار، حتى اشتروه منه بمبلغ كبير للغاية، وعاد الذي فاز به وطعن زوجته وصار يعزف فوقها لساعات فلم تصحو!!
أعزتنا المستمعين وفي الصباح سأله التجار عما حصل معه فخاف أن يقول لهم إنه قتل زوجته فإدعى إن المزمار يعمل وإنه تمكن من إعادة إحياء زوجته فإستعاره التجار منه وقتل كل منهم زوجته وبعد أن طفح الكيل بالتجار سارعوا الى بيت المحتال ووضعوه في كيس وأخذوه ليلقوه في البحر، فساروا حتى تعبوا فجلسوا للراحة وأخلدوا للنوم. بدأ المحتال يصرخ من داخل الكيس فجاءه راعي غنم وسأله عن سبب وجوده داخل الكيس وهؤلاء النيام حوله، فقال له: رحماك أنقذني! إنهم يريدون تزويجي من بنت كبير التجار في الامارة لكني أعشق إبنة عمي ولاأريد بنت الرجل الثري.
هكذا أقنع الرجل الدجال صاحبنا الراعي بأن يحل مكانه في الكيس طمعاً في الزواج من إبنة كبير التجار فدخل مكانه بينما أخذ المحتال أغنامه وعاد للمدينة، وعندما نهض التجار وألقوا الكيس بالبحر وعادوا للمدينة مرتاحوا البال ولكن سرعان ما وجدوا المحتال امامهم ومعه ثلاثمئة رأس من الغنم. فسألوه فاخبرهم لما ألقوه في البحر خرجت حورية تلقته وأعطته ذهباً وغنماً وأوصلته الى الشاطئ وأخبرته لو كانوا رموه في مكان أبعد عن الشاطئ لأنقذتها اختها الأكثر ثراءاً والتي كانت ستنقذه وتعطيه آلاف الرؤوس من الغنم وهي تفعل ذلك مع الجميع.
كان المحتال يحدثهم وأهل المدينة يستمعون فإنطلق الجميع الى البحر وألقوا بأنفسهم فيه وهكذا صارت المدينة بأكملها ملكاً للمحتال.
وبذلك تنتهي إخوتنا المستمعين حكايتنا الطريفة لهذا الأسبوع والتي تحكي لنا كيف يقع الناس السذج ضحية النصب والاحتيال اذا مالم يكونوا متسلحين بالوعي والحذر واليقظة والدقة في النظر الى الأمور، وكيف أن هناك دوماً بين أفراد المجتمع أناساً يبلغون الغاية في المهارة في خدع الآخرين بطرق ملتوية لايفطن اليها سوى النابهين والأذكياء واليقظين من الناس وهي حكاية أشبه بالقصص الواقعية حيث يمكن أن تتكرر دوماً في كل زمان ومكان.
نرجو أيها الأحبة أن تكونوا قد قضيتم معنا احلى الأوقات وأطيبها مع حكايتنا لهذا الأسبوع عبر برنامج حكايا وخفايا الذي استمعتم اليه من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، شكراً لحسن متابعتكم حتى الملتقى تقبلوا منا أجمل التحيات ودمتم في أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة