البث المباشر

جلال الدين محمد -۱۲

الإثنين 17 يونيو 2019 - 12:28 بتوقيت طهران
جلال الدين محمد -۱۲

في قصة حياة الشاعر والعارف جلال الدين الرومي البلخي المولوي محطات عديدة، لقد توقفنا في بعض منها، وها نحن نواصل الرحلة مع حياة هذا النجم الساطع في سماء الأدب الفارسي. النجم الذي يبقي وضاءا رغم انقضاء العصور والقرون ينير دنيا الشعر والعرفان بضياء السيروالسلوك والادب الذي تميّز علي الدوام بحيوتيه وجذابيته. وسنتوقف في قونية.
الي قونية عاد جلال الدين محمد بعد ان اقام في قيصرية المأتم علي استاذه برهان الدين الترمذي، إلا انه بعد موت الاستاذ احس بالوحدة، وكان ان صرف وقته في تربيه ابنائه وفي الوعظ والتدريس والعبادة. في تلك الاثناء بلغ ولدا جلال الدين مبلغ الشباب (سلطان ولد) الابن الاكبر جلال الدين كان في السابعة عشر من عمره، وكان يرافق ابيه في مجالسه وكان الاب والابن يبدو ان وكانهما اخوين كبير وصغير
اما الابن الثاني لجلال الدين او علاء الدين فكان في المرحلة التي دلفنا ايها عبرنافذة التاريخ في هذا الاسبوع في الخامسة عشرة من عمره.
لقد كان هم مولانا جلال الدين ان يتزود ولداه من مناهل العلم ما امكنهما الي ذلك سبيلا ومن هنا قررارسالها الي بلاد الشام من اجل اكمال الدراسة والتحصيل فيها.
وغادر الولدان سلطان ولد وعلاء الدين قونية الي بلاد الشام وكان لفراقهما اثر كبير في قلب امهما جوهر خاتون التي كانت تستانس بهما وبوجود هما في غيية زوجها جلال الدين.
وخلال فترة الاقامة في بلاد الشام كان جلال الدين يرسل لولديه الرسائل تلو الرسائل التي تحظهما علي ان يكونا يدا واحدة واصبح البيت بخلوه من الولدين غير قابل للتحمل للام وللاب جلال الدين، الامرالذي جعله ينشغل في خارجه بالوعظ والتدريس والافتاء.
مريدو جلال الدين كانوا يضفون علي مجلس وعظه رونقا، وطلاب العلم الذين ثنوا ركبهم عند منبر درسه قد شدوا الرحال الي استاذهم من اكناف الدنيا واطرافها يحدوهم الشوق للعلم المولوي وعرفانه.
مدرسة بهاء ولد في قونية اصبحت مدرسة جلال الدين، هذه المدرسة لبست حلة جديدة بعد ان حل بها مولانا جلال الدين، واضافة الي‌ مدرسته كان جلال الدين محمد يلقي دروسا اخري في مدارس اخري في قونية. اما مجالس حديثة فكانت في ارجاء المدينة تبدو مزدحمة بالحاضرين، مجالس درس جلال الدين في الفقه والتفسير كانت للخواص اما مجالس الوعظ والخطابة فكانت للعوام.
وكان لجلال الدين قريحة في بيان القصص والحكايات وفي الشعر كان جلال الدين ذا ذوق جميل، صوته الجهوري كان يزيد من رونق مجالس وعظه وارشاده.
وبصدقه وصفائه كان جلال الدين يجتذب سامعيه اليه، وكثيرا ما تاب علي يديه عدد من العاصين اخذوا يتضرعون الي الله لكي يقبل توبتهم ويصفح عنهم.
اما مجالس درس مولانا فكانت لها جذابيتها الخاصة وعندما كان هذا الاستاذ يتوجه الي محفل درسه كان يتبعه الكثيرون من المريدين والمحبين شأنه في ذلك شأن ابيه بهاء ولد.
كان جلال الدين محمد ملجأ المحتاجين والمظلومين ياوون الي افياء ظلاله حيث تستريح فيها نفوسهم.
وبرز من بين مريدي جلال الدين محمد شاب هو حسام الدين الجلبي كان يحضر مجلس وعظ مولانا اما الشيخ صلاح الدين زركوب القونوي فلم يكن من طلاب العلم وان كان يكن الحب الشديد لمولانا وللسيد برهان الدين الترمذي.
وصلاح الدين زركوب القونوي كان قرويا إلا إنه كان عارفا ولهانا في العرفان، كان يشارك في مجالس الوعظ التي يقيمها مولانا جلال الدين وترك هذا العارف العامي كبير اثر في نفس جلال الدين.
في تلك الايام وقع حدث في حياة جلال الدين حيث توفيت زوجته وشريكة حياته جوهر خاتون وتركت مولانا وحيدا في حياته الاسرية، ولكي يتخلص جلال الدين من هذه الوحدة كان يغرق في اكثر ساعات يومه في المطالعة والتدريس والوعظ.
اما سلطان ولد وعلاء الدين فقد عادا الي قونية من بلاد الشام بعد ان مكثا فيها فترة من الزمن للمدراسة.
و اختار مولانا زوجة جديدة له هي كرا خاتون قونوي وكانت من اصل ايراني وتعرف اللغة الفارسية، وتمكنت هذه الزوجة التي كانت قد انجبت من زوجها الاول ولدا وبنتا وخلال مدة قصيرة ان تهب بيت جلال الدين دفنا وانسا ومحبة، وسنتابع معكم في حلقات اخري من هذا البرنامج جوانب آخري من حياة جلال الدين محمد، شاعر العرفان.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة