البث المباشر

دليل تعظيم القران للنهضات النبوية

الأحد 2 يونيو 2019 - 09:42 بتوقيت طهران

بسم الله وله الحمد والثناء إذ جعلنا من أهل مودة وموالاة أحب خلقه إليه محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
السلام عليكم أعزاءنا المستمعين وأهلاً بكم في ثاني حلقات هذا البرنامج نخصصها للحديث عن أحد الأصول القرآنية لتعظيم الشعائر الحسينية...
وقد تحدثنا في الحلقة السابقة عن دليل (تعظيم شعائر الله) وفصلنا الحديث في إثبات أن الشعائر الحسينية من أسمى وأوضح مصاديق (شعائر الله) التي دعانا الله عزوجل في كتابه الكريم الى تعظيمها وإعتبرها علامة على تقوى القلوب وهي من مراتب التقوى الحقيقية والسامية.
أما الدليل الآخر مستمعينا الأفاضل فهوالمستفاد من النهج القرآني في تمجيد النهضات الإلهية وذم الطواغيت الذين علوا في الأرض وإستكبروا وحاربوا الرسالات النبوية. وهذا النهج واضح لكل متدبر في آيات الذكر الحكيم المتحدثة عن قصص الأنبياء ورسالاتهم –عليهم السلام–.
القرآن الكريم أكد أن ما يحكيه من قصص الأنبياء –سلام الله عليهم– هو بهدف أن يعتبر بها الناس فيجتنبوا مواقف الطواغيت الذين حاربوا الأنبياء عليهم السلام، فإذا اجتنبوها لم يصبهم العذاب الأليم الذي نزل بالملأ المستكبرين من الأمم السابقة.
وفي المقابل إذا استجابوا للقيم الإلهية التي دعا لها الأنبياء –عليهم السلام– وإقتدوا بهداهم حسب التعبير القرآني، كانت عاقبتهم الحسنى والنجاة والفوز والفلاح.
هذان الركنان نجدهما – أيتها الأخوات وايها الاخوة – في جميع الآيات الكريمة التي تحدثت عن قصص الأنبياء – على نبينا الأكرم واله وعليهم أفضل الصلاة والسلام –. وهما في الواقع يعبران عن ركني الولاية والبراءة أوالتولي والتبري وهما من أهم أركان الدين الحق طبق ما بينته أحاديث أهل بيت النبوة – عليهم السلام – في نصوص مدرسة الثقلين القرآن والعترة.
من هنا نفهم أن تعظيم القرآن الكريم للنهضات النبوية يشتمل على دعوة الناس للإعتبار بها وإعدادهم للعمل بركني الولاية والبراءة وهما أساسا الدين الحق الذي ارتضاه الله عزوجل لعباده من عهد آدم الى يوم القيامة.
مستمعينا الأعزاء، والنتيجة مما تقدم هي أن من سنة القرآن الكريم تعظيم وتمجيد حركات الأنبياء – عليهم السلام – لأن في ذلك أحد أهم سبل إنقاذ الناس من الوقوع في ما وقع فيه الطواغيت من محاربة الدعوات النبوية وبالتالي السقوط في مهاوي العذاب الأليم وهذا هو الهدف من البراءة والتبري منهم ومن فعالهم وعنادهم للدعوات النبوية.
كما أن في تمجيد هذه النهضات أحد أهم سبل هداية الخلائق الى العمل بواجب موالاة الأنبياء وورثة الأنبياء – عليهم السلام – وهذا هو أهم أبواب النجاة والفوز والفلاح في الدنيا والآخرة.
وهذا الدليل القرآني يصدق على النهضة الحسينية بأسمى مراتبه ففيها تجلت قيم وأهداف الأنبياء عليهم السلام بأسمى مراتبها أيضاً...
لنلاحظ ما يقوله بهذا الخصوص ضيفنا الكريم سماحة ( السيد جعفر الحيدري باحث اسلامي من قم المقدسة)، نستمع معا:
السيد جعفر الحيدري: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق والمرسلين محمد واله الطيبين الطاهرين
في الحقيقة ظهور هذه القيم يتجلى في عدة امور ونحن نستطيع ان ننظر ونجد ذلك في كثير من الامور التي تتعلق بالامام الحسين سلام الله عليه وعلى رأس هذه الامور وانا اذكر هذا الامر ومن خلاله ننتقل ونذكر القضايا الاخرى التي تتجلى فيها هذه الامور للانبياء سلام الله عليهم في الامام الحسين سلام الله عليه. الحقيقة في زيارة وارث، الزيارة المعروفة للامام الحسين سلام الله عليه وهي من اشهر زيارات الامام الحسين سلام الله عليه نجد ان الزيارة تقول في بعض فقراتها "السلام عليك ياوارث ادم صفوة الله السلام عليك ياوارث نوح نبي الله السلام عليك ياوارث ابراهيم خليل الله السلام عليك ياوارث امير المؤمنين عليه السلام ولي الله" الى اخر الزيارة الشريفة، كل هذه العبارات تدل بشكل واضح على ان الامام الحسين سلام الله عليه وراثة خاصة من الانبياء كذلك اذكر ماورد بعد مقتله بكت الارض والسماء، بكته دماً كما روى ذلك الفريقان في الحقيقة عندما ننظر الى كتاب الطبري، اخرجه الطبري من بكاء السماء على الحسين كما في جمع البيان للطبري والجامع لأحكام القرآن وكذلك في رواية عن الزهري انه لن ترفع حصاة في بيت المقدس الا ووجد تحتها دم عبيط، قال بن حجر ورواه الطبراني ورجال ثقاة ومنها ماجاء في نوح الجن فنجد مسئلة الجن مثلاُ كمثال ماجرى انه كان الجن يأمرهم، كان الجن مسخرين لنبي الله سليمان عليه السلام وكذلك ورد في الاخبار ان الجن جاءوا للامام الحسين في مسيره الى كربلاء وطلبوا منه ان يساعدوه في القضاء على اعداءه وعلى الجيش الاموي ولكنه كما ورد في بعض الاخبار قال لهم اذن من يدفن في حفرتي، على كل حال لااريد ان اخوض هذه النقطة ولكن اقول مسئلة الجن ومجيء الجن الى الامام الحسين وطلبهم نجدته كل هذه الامور وكل هذه القضايا تؤكد وراثة الامام الحسين للانبياء سلام الله عليهم ولكل منهم صفة من الصفات واخيراً اقول هذا الامر ايضاً ورد في حفيد الامام الحسين وهو المهدي المنتظر صلوات الله وسلامه عليه وعجل الله تعالى فرجه الشريف حيث ورد انه وارث لجميع الانبياء وان لكل نبي منهم صفة من الصفات كما بالنسبة الى غيبة يوسف وعمر نوح وغيرها من الصفات والامام المهدي هو اخر الاوصياء وهو الامام الخاتم لتلك السلالة الطيبة من ذرية الحسين سلام الله عليه فيتجسد وراثة الامام الحسين بوراثة حفيده الامام المهدي من الانبياء السابقين وهذا امر اخر ينبغي التركيز عليه في مقام اخر.
نشكر سماحة (السيد جعفر الحيدري باحث اسلامي من قم المقدسة) على ما بينه من قوة ظهور قيم النهضات النبوية في الملحمة الحسينية المباركة.
ونتابع أيها الأعزاء تقديم الحلقة الثانية من برنامج (الشعائر الحسينية منطلقات وبركات) تستمعون له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
مستمعينا الأفاضل، عندما نرجع الى صحاح الأحاديث الشريفة نجد كثيراً منها يتحدث عن أن الله عزوجل قد أطلع أنبياءه – عليهم السلام – على ما سيجري على سيد الشهداء أبي عبدالله الحسين – عليه السلام – في ملحمة الطف الخالدة.
وكان لذلك آثاره في النهضات النبوية، نموذج لهذا التأثير يحدثنا عنه مولانا الإمام الصادق – عليه السلام – في حديث صحيح الإسناد روته عدة من مصادرنا الحديثية المعتبرة، منها كتاب كامل الزيارات وكتاب أمالي الشيخ المفيد وكتاب أمالي الشيخ الصدوق وغيرها، ننقل لكم نص الحديث بعد قليل فكنوا معنا.
روي في المصادر المذكورة مسنداً عن بريد بن معاوية العجلي، قال: قلت لأبي عبدالله الصادق (عليه السلام): يا ابن رسول الله أخبرني عن إسماعيل الذي ذكره الله في كتابه حيث يقول: (واذكر في الكتاب إسماعيل انه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا)، أكان إسماعيل بن إبراهيم (عليه السلام) فإن الناس يزعمون أنه إسماعيل بن إبراهيم، فقال (عليه السلام): إن إسماعيل مات قبل إبراهيم، وان إبراهيم كان حجة الله صاحب شريعة، فالى من أرسل إسماعيل اذن؟ فقلت: جعلت فداك فمن كان. قال (عليه السلام): ذاك إسماعيل بن حزقيل النبي (عليه السلام)، بعثه الله إلى قومه فكذبوه فقتلوه وسلخوا وجهه، فغضب الله له عليهم فوجه إليه اسطاطائيل ملك العذاب، فقال له: يا إسماعيل انا اسطاطائيل ملك العذاب وجهني إليك رب العزة لاعذب قومك بأنواع العذاب ان شئت، فقال له إسماعيل: لا حاجة لي في ذلك. فأوحى الله إليه فما حاجتك يا إسماعيل، فقال: يا رب انك أخذت الميثاق لنفسك بالربوبية ولمحمد بالنبوة ولأوصيائه بالولاية وأخبرت خير خلقك بما تفعل أمته بالحسين بن علي (عليهما السلام) من بعد نبيها، وانك وعدت الحسين (عليه السلام) ان تكره إلى الدنيا حتى ينتقم بنفسه ممن فعل ذلك به، فحاجتي إليك يا رب ان تكرني إلى الدنيا حتى انتقم ممن فعل ذلك بي كما تكر الحسين (عليه السلام)، فوعد الله إسماعيل بن حزقيل ذلك، فهو يكر مع الحسين (عليه السلام).
وجاء في رواية ثانية أن إسماعيل صادق الوعد – عليه السلام – قال للملك عندما عرض عليه أن ينزل العذاب علي قومه: قال: لي أسوة بما يصنع بالحسين –عليه السلام–:
والى هنا ينتهي أيها الأخوة والأخوات لقاء اليوم من برنامج (الشعائر الحسينية منطلقات وبركات) إستمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، تقبل الله منكم جميعل الإصغاء والسلام عليكم.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة