البث المباشر

علي(ع) في آية (وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ)-۲

الأربعاء 25 سبتمبر 2019 - 14:20 بتوقيت طهران

اذاعة طهران - برنامج : علي(ع) في القرآن- الحلقة : 16

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله كما هو اهل الحمد، وأفضل صلواته على النبي المصطفى محمد، وعلى آله اولي العلى والمجد. إخوتنا المؤمنين الاكارم...... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم في هذا اللقاء المتجدد معكم، وعودة الى آيتين من كتاب الله تبارك وتعالى وردتا في سورة البقرة، هما قوله عز من قائل: "وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ" (سورة البقرة: الاية الخامسة والاربعون والسادسة والاربعون) وقد بينا في اللقاء السابق أن المفسرين أكّدوا ان الآية تريد بالخاشعين رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلياً (عليه السلام)، فهما اول من صلّى وركع، وخضع وخشع، كما روي ذلك عن ابن عباس ونقله الحبريّ في تفسيره والحسكاني الحنفي في (شواهد التنزيل لقواعد التفضيل) وغيرهما، عنهما وعن آخرين بسنديهما أو بغيرهما. وقد جاء في (الكافي) للكليني، عن الامام جعفر الصادق (عليه السلام) قوله: كان عليّ (عليه السلام) إذا أهاله أمر فزع قام الى الصلاة، ثم تلا هذه الآية: "وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ". اجل ايها الاخوة- هذه علاقة اميرالمؤمنين (عليه السلام) بالصلاة وبالآية الكريمة، فما هي علاقة هذه الآية بأميرالمؤمنين (عليه السلام)؟ الى ذلك بعد هذه الوقفة القصيرة.

*******


ايها الاخوة الاعزة، قد يرى البعض ان لا علاقة لآيات القرآن الكريم بأهل البيت (عليهم السلام)، ولكنّ المفسرين ردّوا على ذلك اشدّ الردّ، حتى قال عدّة منهم ومن الرواة أن سبعين آية أو ثمانين، نزلت في الثناء على أميرالمؤمنين، وقد بلغ البعض الى ثلاثمائة آية قد نزلت فيه (سلام الله عليه)، فإنكار ذلك يعني انكار ما جاءت من الآيات الكريمة في حقه، ويعني كذلك الردّ على الله جل وعلا وقد قال الامام الصادق (عليه السلام): "أكبر الكبائر إنكار ما أنزل الله فينا". والآيتان اللتان تلوناها على مسامعكم الكريمة –ايها الاحبة- هو ممّا نزل في آل الله، رسول الله، واهل بيته أولياء الله... فهم الذين يظنون، اي يعلمون –هنا- علم اليقين –كما فسّر ذلك جلّ المفسرين- أنهم ملاقو ربهم، بعد أن عرّفت بهم الآية السابقة بأنهم الخاشعون، ثم وصفتهم الآية اللاحقة أنهم متيقنون بالعودة الى الله تعالى وأنهم الى ربّهم راجعون. معتقدين بالآخرة اعتقاداً راسخاً لا شك معه، ومن هنا قيل في تناسب هذا المعنى مع حالتهم من الخشوع، أي بما حصل عندهم من اليقين بالعودة الى الله عزوجل والرجوع اليه، تملكهم الخشوع له جلّ شأنه وتبارك. فاصل والآن –ايها الاخوة الافاضل- نستقرىء الروايات الشريفة الكاشفة عن علاقة الآيتين المباركتين سالفتي الذكر، بأميرالمؤمنين علي (عليه السلام)... في تفسير البرهان للسيد هاشم البحراني، عن ابن شهر آشوب، يروي عن الامام محمد الباقر (عليه السلام) عن ابن عباس في ظل قوله تعالى span class="QURAN">" الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ"(سورة البقرة:الاية٤٦) قال: نزلت في عليّ وعثمان بن مظعون وعمار بن ياسر، وأصحاب لهم. كذلك اورد هذا القول الحسكاني الحنفيّ في (شواهد التنزيل)، وعنه وعن بعض المصادر الاخرى اورده السيد هاشم البحراني في (غاية المرام) وكذا في (اللوامع النورانية في اسماء علي واهل بيته القرآنية). ونقله الشيخ المجلسي في الجزء الثامن والثلاثين من بحار الانوار عن الفلكي من كتابه (إبانة ما في التنزيل) رواية عن الكلبيّ، عن أبي صالح عن ابن عباس. واذا عدنا الى الحبريّ، ومضينا معه في تفسيره الذي حققه فضيلة السيد محمد رضا الحسيني، وجدناه يؤكد في مواضع مثيرة من بياناته ورواياته في ظل الآيات الشريفة المادحة، أنها نازلة في الامام علي (عليه السلام)، من ذلك قوله في ظل قوله تعالى "وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " (سورة البقرة:الاية الثانية والثمانون ) نزلت في عليّ خاصة، وهو أول مؤمن، وأول مصلّ بعد النبي (صلى الله عليه وآله). وفي رواية فرات الكوفي في تفسيره: واول مصلّ مع النبي (صلى الله عليه وآله). واذا كان الكوفي هذا مشهوراً بتشيعه، والحبري مظنوناً بتشيعه، فإن الحسكاني مقطوع بحنفيته، وقد اورد العبارة السالفة بهذا النص: نزلت في عليّ خاصة، وهو اول مؤمن، واول مصلّ بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). ولم يكتف الحسكانيّ الحنفي ببيانه هذا في كتابه (شواهد التنزيل) حتى اردفه بقول ابن عباس: لعليّ اربع خصال: هو اول عربي وعجميّ صلى مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهو الذي كان لواؤه- اي لواء النبي صلى الله عليه وآله – معه في كل زحف، وهو الذي صبر معه يوم المهراس، وقد انهزم الناس كلهم غيره، وهو الذي غسله وأدخله قبره. والى لقاء طيب آخر معكم –ايها الاخوة الاحبة- نستودعكم الله تعالى، ونرجو لكم أهنا الساعات، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة