البث المباشر

علي(ع) في آية (وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ)-۱

الأربعاء 25 سبتمبر 2019 - 14:20 بتوقيت طهران

اذاعة طهران - برنامج : علي(ع) في القرآن- الحلقة : 15

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله منتهى الحمد، وأزكى الصلاة والسلام على النبي محمد، وعلى آله أولي النهى والسؤدد. أيها الاخوة الأحبة... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. إن من كواشف ايمان المرء نوع ارتباطه، ومداه وقوته وعلاقته.. وقد كان للانبياء والاوصياء- عليهم افضل الصلاة والسلام- أقوى ارتباط وأشد علاقة بالله تبارك وتعالى وكتبه، وكذلك كان أميرالمؤمنين عليٌ عليه السلام أشد الناس علقة بالله جل وعلا ورسوله المصطفى (صلى الله عليه وآله)، وبالضرورة كان أشدّهم ارتباطاً بكتاب الله ونبوة محمد (صلى الله عليه وآله). وفي المقابل عبّر رسول الله عن وصيّه الامام علي عليهما الصلاة والسلام يوم خيبر بهذه العبارة الشريفة: "يحبّ الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله". كذلك عبّر صلى الله عليه وآله عنه بعبارات تشير الى مدى علاقة القرآن بعليّ، كما هي علاقة علي بالقرآن... حيث روى الحاكم في مستدركه على الصحيحين، والطبراني في معجمه الصغير، والخوارزمي الحنفيّ في (المناقب)، والجوينيّ الشافعي في (فرائد السمطين)، والحافظ السيوطي الشافعي في (الجامع الصغير) وكذا إبن حجر الهيثمي الشافعي في (الصواعق المحرقة)، عن أبي ثابت وعن شهر بن حوشب وأمّ سلمة، إن النبي صلى الله عليه وآله قال: عليٌ مع القرآن، والقرآن مع علي، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض. وفي رواية اخرى: هذا عليٌ مع القرآن والقرآن مع عليّ، لا يفترقان حتى يردا علي الحوض فأسألهما: ما أخلفتم فيهما؟!

*******


إخوتنا الاكارم... مع كتاب الله جلّ جلاله مرة اخرى، إذ تستوقفنا هاتان الآيتان في سورة البقرة، قوله تعالى: " وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ{٤٥} الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ{٤٦}" (سورة البقرة الاية الخامسة الاربعون والاية السادسة والاربعون) قال الشيخ الطبرسي رضوان الله عليه في (مجمع البيان): قيل في الضمير في قوله تعالى (وإنها) وجوه، أحدها أنه عائد الى الصلاة، لأنها الاغلب والأفضل وهو قول اكثر المفسّرين.. وقيل إنّ المراد به الصلاة دون غيرها، وخصّها الله تعالى بالذكر، لقربها منه، ولأنها الاهمّ والافضل، ولتأكيد حالها وتفخيم شأنها وعموم فرضها. والوجه الآخر: أن المراد من (وإنها لكبيرة) هو الاثنان: الصبر والصلاة، وإن كان اللفظ واحداً، ويشهد لذلك قوله تعالى: "وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ" (سورة التوبة: الاية الرابعة والثلاثون) ولم يقل تبارك وتعالى: لا ينفقونهما. "لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ" أي لثقيلة إلا على المتواضعين لله تعالى، وقال مجاهد: أراد الله تعالى بالخاشعين، أي المؤمنين، وقيل: اراد بالخاشعين، الخائفين. وربّ سائل يسأل: لم لم تقل الآية الكريمة: وإنها لكبيرة إلا على الخاضعين؟ وجواب ذلك- كما قال اهل البيان واللغة والتفسير: مع أن الخشوع والخضوع كليهما يحملان معنى التذلل، فإن الخضوع مختص بالجوارح والأعضاء، والخشوع مختص بالقلب.

*******


والآن- أيها الاخوة الافاضل- ما علاقة هذه الآية بالامام علي (عليه السلام)؟ كتب الحبري في تفسيره في ظل قوله تعالى "لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ": الخاشع: هو الذليل في صلاته، المقبل عليها. يعني رسول الله صلى الله عليه وآله، وعليّ عليه السلام. وفي (شواهد التنزيل) –في ظل الآية الشريفة ايضاً، روى الحافظ الحسكاني الحنفي، عن ابن عباس أنه قال: الخاشع: الذليل في صلاته، المقبل عليها- يعني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعلياً. ومثل هذا روى فرات الكوفي في تفسيره، ولكن بسندٍ مستقلٍ عن غيره، وعنه نقله المجلسي في الجزء الخامس والثلاثين من بحاره... أما في تفسير العيّاشي، فنقرأ: عن أبي الحسن عليه السلام في الآية، قال: الصبر: الصوم، إذا نزلت بالرجل الشدة او النازلة فليصم، إن الله يقول: واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين والخاشع.. الذليل في صلاته المقبل عليها، يعني رسول الله صلى الله عليه آله وأميرالمؤمنين عليه السلام. ومن هنا إعتبر العالم الفاضل السيد هاشم البحراني في كتابه (اللوامع النورانية) كلمة (الخاشع) أحد الاسماء القرآنية لرسول الله صلى الله عليه وآله ولأميرالمؤمنين علي عليه السلام. وإلى بقية الحديث حول الآيتين المباركتين في لقاء طيب آخر معكم إخوتنا الاعزة، نرجو لكم طيب الأوقات وأهنأها، وأنفعها، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة