البث المباشر

المهدويون أهل عزة العفاف/صمية العلامات المحتومة/سجدت شكراً لله

الأحد 14 إبريل 2019 - 14:17 بتوقيت طهران

(الحلقة : 360)

موضوع البرنامج:

موضوع البرنامج:

المهدويون أهل عزة العفاف
صمية العلامات المحتومة
سجدت شكراً لله

أمل أنت ان تفاقم خطب

وهدىً للصراط ان ضل ركب

وسناً تنمحي به ظلمة الكفر

اذا أطبقت ليعبد رب

وحياً سيحيى به جادب العدل

ويغشى ثرى المظالم جدب

يا ندى العدل، يا ربيع الهدى

والخير، يا نبع عزة فيه أصبو

وكمالاً به السفالات تنهى

ومغيث الأنسان في حين يكبو

ومعز الابرار في كل فج

ومذل الاشرار والعزم صلب


بسم الله والحمدلله الذي هدانا للتوسل اليه بموالاة صفوته المنتجبين حبيبنا سيد النبيين وآله الطيبين الطاهرين- صلوات الله وبركاته وتحياته عليهم أجمعين-.
السلام عليكم اعزاءنا المستمعين وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج ايها الاحبة الابيات التي استمعتم لها آنفاً هي من قصيدة مهدوية للخطيب الحسيني الشيخ محمد حسين الفقيه –رضوان الله عليه-.
وفيما يأتي تستمعون أحباءنا الى الفقرات التالية:
في الفقرة التربوية نواصل استلهام وصايا مولانا بقية الله المهدي –عليه السلام- للمؤمنين وتحت عنوان: المهدويون أهل عزة العفاف
تليها خلاصة أجوبة العلماء والنصوص الشريفة على سؤال الأخ خليل العامري عن : صمية العلامات المحتومة
ثم حكاية تربوية في تقوية الارتباط بامام العصر –عليه السلام- تحت عنوان: سجدت شكراً لله
تابعونا مع الفقرة التالية من فقرات برنامجكم (شمس خلف السحاب) وعنوانها هو:

المهدويون اهل عزة العفاف


قال امام زماننا الحجة المهدي الموعود –عجل الله فرجه- في دعائه الجامع المعروف بدعاء (توفيق الطاعة):
"اللهم وتفضل على مشايخنا بالوقار والسكينة وعلى الشباب بالانابة والتوبة وعلى النساء بالحياء والعفة وعلى الأغنياء بالتواضع والسعة وعلى الفقراء بالصبر والقناعة".
أيها الاخوات والأخوة، انتهى بنا الحديث في استلهام الوصايا المهدوية التي تستنبطها فقرات هذا الدعاء المبارك الى وصية امام العصر –ارواحنا فداه- بالتخلق بخلق (العفة) وقد عرفنا في الحلقات السابقة أن هذه الوصية عامة تشمل الرجال ولا تنحصر بالعفة في المعاشرة وان تاكدت الحاجة اليها بالنسبة للنساء بسبب خصوصياتهن وخطورة الآثار الاجتماعية لغياب العفة بينهن.
من هنا ينبغي لنا جميعاً مؤمنين ومؤمنات السعي للعمل بهذه الوصية المهدوية، ومن أجل ذلك ينبغي ان نعرف أولاً معناها:
مستمعينا الاكارم عندما نرجع الى كتب الاخلاق نجد أن العلماء قد عدوا (العفة) أول الاخلاق الثلاثة الرئيسة التي تتفرع منها جميع الاخلاق الفاضلة المنجية للإنسان من مهلكات الهوى كما ورد في كتاب جامع السعادات للمولى النراقي وشرح الأسماء الحسنى للمولى هادي السبزواري وغيرهما، فقال الاخير مثلاً:
"ومهلكات الهوى كثيرة مشروحة في علم تهذيب الأخلاق وأمهاتها الأطراف الستة للرؤوساء الثلاثة –للأخلاق- التي هي العفة والشجاعة والحكمة ومجموعها العدالة".
ومعرفة هذه المنزلة المحورية المهمة للعفة في حياة الانسان تزيدنا ولاشك رغبة في التعرف الى معناها ومصاديقها وهذا ما نتابعه بعد قليل فأبقوا معنا مشكورين:
قال العلامة الخليل بن أحمد الفراهيدي –رضوان الله عليه- في كتاب (العين) وهو من أقدم كتب فقه اللغة العربية (العفة الكف عما لا يحل(
وقال العلامة الشيخ فخر الدين الطريحي في كتاب (مجمع البحرين): (في الحديث الشريف: أفضل العبادة العفاف، والعفاف بفتح العين والتعفف: كف النفس عن المحرمات وعن سؤال الناس ومنه [الحديث الشريف]: (رحم الله عبداً عف وتعفف وكف عن المسألة)،.. وفي الدعاء الشريف: "اللهم اني أسألك العفاف والغنى، قيل العفاف هنا قدر الكفاف، والغنى غنى النفس، وفي الخبر: من يستعفف يعفه الله، قال بعض الشارحين: الاستعفاف طلب العفاف، والتعفف هو الكف عن الحرام والسؤال من الناس"، وقيل الاستعفاف هو: الصبر والنزاهة عن القبايح) وفي كتاب مفردات الفاظ غريب القرآن قال الراغب الاصفهاني:
)العفة [تعني] حصول حالة للنفس تمتنع بها عن غلبة الشهوة، والمتعفف المتعاطي لذلك [أي المتحلي بحالة العفة] بضرب من الممارسة والقهر،... والاستعفاف طلب العفة، قال الله عزوجل: "وَمَن كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ" (۲۷۳ البقرة)
أيها الاخوة والأخوات، والذي نستفيده من النصوص المتقدمة هو أن معنى العفة حالة من حالات الكمال الانساني يكون فيها العقل حاكماً على غرائز الانسان فلا يسمح لها بتعاطي ما هو قبيح صوناً للنفس من الرذيلة، قال العلامة النراقي في كتاب جامع السعادات: "وأما فضيلة العفة فقد عرفت انها عبارة عن ملكة انقياد القوة الشهوية للعقل حتى يكون تصرفها مقصوراً على أمره ونهيه فيقدم على ما فيه المصلحة وينزجر عما يتضمن المفسدة ... وينبغي ان يكون الباعث للاتصاف بتلك الملكة كونها فضيلة وكمالاً للنفس وحصول السعادة الحقيقية بها... فالاعراض عن اللذات الدنيوية لتحصيل الأزيد من جنسها ليس عفة كما هو شأن بعض تاركي الدنيا للدنيا".
إذن، فالتحلي بالعفة هو مستمعينا الافاضل من أسمى الكمالات الانسانية، يهب الانسان الحياة الكريمة والعزة الحقيقية في الحياة الدنيا، اما اذا اقترن بنية التقرب الى الله عزوجل وابتغاء مرضاته فانه يرقى بالانسان للفوز بالسعادة الحقيقية والحياة الطيبة في الدنيا والآخرة، والى هذا المعنى يشير قوله تبارك وتعالى في الآيتين ۳۹ و٤۰ من سورة النازعات:
"وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى"
كما أن التحلي بالعفة يعني –أيها الاحبة- سير الانسان على الجادة الوسطى بين افراط الانغماس في الشهوات وهو الشره، وتفريط (الخمود) اي كبت الغرائز وحرمان النفس من احتياجاتها المشروعة.
أعزاءنا المستمعين، وبناءً على التوضيحات المتقدمة نفهم أن مولانا امام زماننا المهدي –ارواحنا فداه- يوصينا في الفقرة المتقدمة من دعائه المبارك المعروف بدعاء (توفيق الطاعة) بأن نجتهد بأن نخلص النية في ابتغاء مرضاة الله ونحن نتخلق بخلق العفة بما تعنيه من ضبط الاستجابة للغرائز في دائرة أوامره ونواهيه تبارك وتعالى، في مختلف شؤون الحياة؛ وبذلك يكون هذا السعي من أفضل مصاديق العبادة كما صرحت بذلك الاحاديث الشريفة.
اما سبل التخلق بهذا الخلق النبيل والعمل بهذه الوصية المهدوية، فهذا ما سنفصل الحديث عنه انطلاقاً مما ذكرته النصوص الشريفة في حلقة مقبلة بأذن الله تبارك وتعالى:
أيها الاحبة، نتابع تقديم برنامجكم (شمس خلف السحاب) من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران ومعكم الآن زميلنا الاخ عباس باقري وخلاصة اجوبة العلماء على سؤال هذه الحلقة، نستمع معاً:
الباقري: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم احباءنا وسلام على مستمعنا الكريم الأخ خليل العامري، أيها الأخوة والأخوات الأخ العامري بعث لنا برسالة إشتملت على أكثر من سؤال فيما يرتبط بكثرة ذكر المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف كإحدى العلامات التي ذكرتها الأحاديث الشريفة لظهوره، في حلقة سابقة تقدمت الإجابة عن أسئلة فرعية وردت في رسالته، هل أن هذا الذكر يخص المؤمنين وأنصار الامام أم حتى أعداءه فأجابنا خلاصته أن المستفاد من الأحاديث الشريفة نعم أن المؤمنون يشتاقون اليه وكذلك عموم البشرية تبحث عن منقذ فتكثر ذكر المنقذ ولو لم تشخص هويته بالامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف والقضية الثالثة حتى اعداءه يكثرون ذكره بمعنى تتبع اخباره وإن ينكرون علنياً وجوده ولكن عملياً يتعاملون على أساس السعي للقضاء على هذه الحركة الاصلاحية الكبرى الإلهية والموعودة. اما بالنسبة الى سؤال الأخ خليل العامري هل أن هذه العلامة من علامات ظهوره الحتمية؟ فيما يرتبط بهذا السؤال لم نجد في الروايات الشريفة وأقوال العلماء مايصرح بأنها من العلامات المحتومة ولكن يمكن الإستفادة من أنها من العلامات الأساسية من ملاحظة بعض القرائن يعني أمثال طبيعة الجو الموجود مثلاً في دعاء الندبة وطبيعة الجو او حالة الروحية التي تسعى زياراته عليه السلام ونصوص زياراته عليه السلام المروية عن أئمة اهل البيت وكذلك نصوص الأدعية الواردة بشأنه أنه كلما إشتد ارتباط المؤمنين وذكر المؤمنين له كلما توفر أحد الشروط الأساسية لظهوره وذلك يشكل اذا كان شرطاً أساسياً فهو من العلامات الحتمية هذا اولاً، ثانياً هنالك على الطرف الآخر هناك رويات تشير الى أن ظهوره عليه السلام يكون بغتة والبغتة قد لاتنسجم ظاهرياً مع الذكر الظاهري له عليه السلام والترقب الظاهري له عليه السلام وهذا الأمر والاشكال يمكن أن يزال بأنه مباغت من جهة للأعداء أولاً وثانياً بإعتبار أنه بغتة يوم لا تنفع توبة او بهذا المضمون ورد ذلك في الأحاديث الشريفة في رسائل الامام المهدي للشيخ المفيد كما تعلمون، لذلك يمكن أن ينتشر ذكره دون أن يؤثر ذلك على علامات ظهوره. هنالك اشارة أكدتها الأحاديث الشريفة والعلماء الأعلام، آية الله الشيخ بهجت نقلنا عنه في حلقة سابقة أن حتى العلامات المحتومة يمكن أن يحققها الله تبارك وتعالى اذا تقرر او أذن بظهور الامام المهدي سلام الله عليه في وقتها بمعنى أنه اذا لم يلاحظ المؤمنون كثرة ذكره ظاهرياً هذه العلامة حتى لو كانت محتومة يمكن أن يعجل الله تبارك وتعالى في ظهورها اذا أذن بظهور الامام لذلك هنالك تكليف عقائدي عام بحثه وفصله آية الله السيد محمد تقي الأصفهاني في كتابه القيم مكيال المكارم بوجوب توقع ظهور الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف في كل حين وأن الله تبارك وتعالى يمكن أن يجمع حتى العلامات المحتومة ويحققها في آن واحد يعني في وقت سريع ولعل ذلك هو احد الوجوه التي ذكرها العلماء لتفسير معنى الحديث النبوي الشريف "يصلح أمره في ليلة" عن الامام المهدي سلام الله عليه، أن يحقق ما لزم من لوازم وشروط ظهوره اذا قرر الله تيارك وتعالى او استجاب لدعاء المؤمنين بأن يعجل ظهوره. عجل الله تعالى فرجه وجعلنا من خيار أعوانه وأنصاره.
مستمعينا الافاضل، حان الآن موعدكم مع الفقرة الختامية في لقاء اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب)
وحكاية موثقة اخرى فيها شاهد على بركات التوسل الى الله عزوجل بخليفته ووليه امام العصر –ارواحنا فداه-، اخترنا لحكاية اليوم العنوان التالي:

سجدت شكراً لله

أيها الاطائب، تدعونا كثيرٌ من النصوص الشريفة –قرآنا وسنة- الى التوسل الى الله بمن أمر عزوجل بأتخاذهم وسيلة اليه وهم محمد وأهل بيته الطاهرين –صلوات الله عليه وعليهم أجمعين-.
فهذا التوسل اذن هو من جهة عبودية لله عزوجل لأنه استجابة عملية لما امر به، كما ان من حكمه تقوية ارتباط المؤمنين بخلفاء الله الصادقين –عليهم السلام- كهداة اليه بأمره تبارك وتعالى.
وهذا الامر يصدق على التوسل الى الله عزوجل بخليفته امام العصر بل ويتأكد بالنسبه اليه بسبب غيبته –عجل الله فرجه- فالتوسل به من وسائل تقوية الايمان به في غيبته وتقوية الارتباط والائتمام به –عليه السلام-.
ولذلك فإن الاستغاثة به هي من في واقعها استغاثة بربه الجليل تبارك وتعالى، وعلى ذلك جرت سنة العلماء الاتقياء ومنهم آية الله المولى الزاهد الشيخ الفقيه باقر البهبهاني احد اعلام الحوزة النجفية في القرن الهجري الرابع عشر، وقد سجل احدى توسلاته بامام العصر –ارواحنا فداه- في كتابه القيم (الدمعة الساكبة)، ننقل لكم ما رواه هذا العالم الجليل بعد قليل فأبقوا معنا شكورين:
قال –رضوان الله عليه- في كتابه المذكور وطبق ما نقله مترجماً الى الفارسية آية الله الشيخ النهاوندي في كتاب (العبقري الحسان):
)اصيب ولدي الوحيد (علي محمد) بمرض عضال كان يشتد كل يوم ويشتد معه غمي وحزني، حتى يأس الناس من شفائه وايقنوا من أنه ميت لا محالة، فتوجه العلماء والسادة الى الدعاء، وكانوا يطلبون شفاءه في أدعيتهم...
وفي الليلة الحادية عشر من مرضه بلغت آلامه ذروتها، فلم تبق لي وسيلة سوى الالتجاء الى مولاي قائم آل محمد –صلى الله عليه وآله-، فخرجت من عند ولدي وقد سيطر علي الاضطراب والأذى وصعدت الى سطح داري وتوسلت بمولاي بألحاح وناديته:
يا صاحب الزمان أدركني، يا صاحب الزمان أغثني.
وبعد هذا التوسل نزلت الى غرفة ولدي وجلست مقابله لآراه وقد استعادت انفاسه نظمها الطبيعي وخرج من غشيته وعاد يدرك ما حوله بصورة طبيعية وقد تعرق كثيراً وزال عنه المرض العضال... فسجدت حمداً لله وشكراً على هذه النعمة الكريمة.(
نشكركم أطيب الشكر مستمعينا الاطائب على طيب المتابعة لفقرات حلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب)... تابعونا في الحلقة المقبلة التي تأتيكم بأذن الله من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران .... دمتم في رعاية الله آمنين وببركات موالاة محمد وآله الطاهرين متنعمين والحمدلله رب العالمين.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة