البث المباشر

كمال الإيمان والولاء/الثأر الحسيني بين المختارالثقفي والمهدي المنتظر/مال قلبي إليه

الثلاثاء 9 إبريل 2019 - 11:45 بتوقيت طهران

(الحلقة : 322)

موضوع البرنامج:
كمال الإيمان والولاء
الثأر الحسيني بين المختارالثقفي والمهدي المنتظر
مال قلبي إليه

يا حبيب القلوب رحماك انا

أغرقتنا في ذكرك الآماق

وبأكواخنا الصغيرة نارٌ

يختشى من لهيبها الاحراق

يابن طاها قد أتيت وإني

منذ عام أقصاني الإخفاق

أشتكي روحاً في الغياهب غرقى

أنهكتها الحبال والأطواق

آمل ان أعيش فجرك يوماً

فأرى حقاً ما هو الاشراق

مرتج بين راحتيك مكانا

يا الذي مهد راحتيه براق

فأطلعن قرة العين ودفء الحب

يا قلباً ملؤه الاشفاق

وأمددن من ضيا جمالك خيطاً

يولد الحسن في الدنى وإئتلاق

بسم الله وله خالص الحمد وأزكى الثناء إذ جعلنا من أهل المودة والولاء لسيد الأنبياء وآله المعصومين الأوصياء صلوات الله عليهم آناء الليل وأطراف النهار.
السلام عليكم أيها الأطائب... تحية من الله مباركة طيبة نهديها لكم ونحن نلتقيكم بتوفيق الله في حلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) ما قرأناه لكم في مطلع هذا اللقاء أيها الأكارم هو بعض أبيات في التشوق لظهور مولانا المهدي الموعود –عجل الله فرجه- من قصيدة للشاعر الولاني المعاصر الأخ زكريا بركات.
أما الفقرة العقائدية في هذا اللقاء فهي مستلهمة من حديث للإمام الحسن الزكي العسكري سلام الله عليه وعنوانها هو: كمال الإيمان والولاء تليها الفقرة الخاصة بالإجابة عن أسئلتكم الكريمة للبرنامج وفيها إجابة عن سؤال بشأن الثأر الحسيني بين المختارالثقفي والمهدي المنتظر وفي الفقرة الأخيرة من البرنامج ننقلكم الى أجواء الحكايات الموثقة للفائزين برؤية الطلعة المهدوية الرشيدة، عنوان الحكاية هو: مال قلبي إليه
أطيب الأوقات وأنفعها نتمناها لكم مع فقرات البرنامج، كونوا معنا
معكم ايها الأخوة والأخوات في الفقرة العقائدية وعنوانها هو:

كمال الايمان والولاء

روى الشيخ الجليل الحافظ الخزاز القمي في كتابه القيم (كفاية الأثر في الأئمة الأثني عشر) بسنده عن موسي بن جعفر بن وهب البغدادي، قال سمعت أبا محمد الحسن بن علي العسكري عليهما السلام يقول: كأني بكم وقد اختلفتم بعدي في الخلف مني، ألا إن المقر بالائمة بعد رسول الله المنكر لولدي كمن أقر بجميع الأنبياء ورسله، ثم أنكر نبوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأن طاعة آخرنا كطاعة أولنا والمنكر لآخرنا كالمنكر لأولنا، أما إن لولدي غيبة يرتاب فيها الناس إلا من عصمه الله.
مستمعينا الأفاضل، يأتي الحديث المتقدم ضمن الجهود التي بذلها مولانا الامام الحادي عشر من خلفاء النبي الإثني عشر لحفظ أمة جده المصطفى –صلى الله عليه وآله- من مضلات الفتن؛ رأفة بالعباد وإتماماً للحجة الإلهية البالغة.
ففي الحديث الشريف المتقدم أخبر الإمام الزكي الحسن العسكري –عليه السلام- بأختلاف أصحابه بعد إستشهاده فيما يرتبط بوجود وإمامة الخلف من بعده أي خليفة الله المهدي خاتم أوصياء الرسول الأعظم وأوصيائه –صلى الله عليه وآله-.
وقد صدقت الحوادث التي تلت إستشهاد الإمام الزكي العسكري ما أخبر به –عليه السلام- فمثلاً ذكر المؤرخ الثقة النوبختي في كتابه (فرق الشيعة) أن الشيعة تقسمت بعد وفاة الامام الحسن العسكري الى أكثر من عشرة فرق...
وكان سبب الاختلاف هو الاوضاع الامنية الصعبة التي أحاطت بولادة الامام المهدي –عليه السلام- بسبب تربص طغاة بني العباس به لقتله –أرواحنا فداه-.
ولكن وببركة مثل نظائر الاجراء المتقدم الذي اتخذه الامام الحسن العسكري –عليه السلام- اتضحت بعد فترة وجيزة الحقائق واضمحلت تلك الفرق واجتمع الشيعة على الايمان بوجود الحجة بن الحسن خليفة الله المهدي –عجل الله فرجه الشريف.
أيها الاخوة والاخوات، وفي الحديث المتقدم يبين لنا مولانا الإمام الحسن الزكي العسكري –عليه السلام- حقيقة عقائدية على درجة كبيرة من الأهمية وهذه الحقيقة هي: إن اكتمال الايمان بالله ورسوله –صلى الله عليه وآله- وكذلك الولاء الحق لا يتحققان الا بالايمان بجميع ائمة العترة المحمدية –عليهم السلام- فهم وحدة واحدة وطاعة أولهم لا تكتمل مع التمرد على طاعة آخرهم وعدم الإقرار بأمامته –عليه السلام-.
وهذه الحقيقة العقائدية مستلهمة من القرآن الكريم حيث قرن طاعته بطاعة رسوله وأولي الأمر من عترته –صلى الله عليه وآله- فقال في الآية ٥۹ من سورة النساء:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً".
كما أن الرجوع الى رسول الله –صلى الله عليه وآله- في موارد الاختلاف لا يتحقق بعده إلا بالرجوع الى أولي الأمرمن عترتة –عليهم السلام- كما تصرح بذلك الاية (۸۳) من السورة نفسها حيث يقول عز من قائل:
"وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً"
وكذلك الولاء الحق لله ورسوله –صلى الله عليه وآله- لا يتحقق الا بموالاة جميع أولي الأمر من أوصيائه الإثني عشر- عليهم السلام- ولذلك نزل الوصف القرآني لهم بصيغة الجمع في آية الولاية رغم أن الذي تصدق بالخاتم في ركوعه هو أولهم أمير المؤمنين الوصي المرتضى –عليه السلام-.
قال الله تبارك وتعالى في الآيتين ٥٥ و٥٦ من سورة المائدة:
"إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ{٥٥} وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ{٥٦{"
اعزاءنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، ندعوكم الآن لمتابعة برنامجكم (شمس خلف السحاب) من خلال الإستماع للفقرة الخاصة بالاجابة عن اسئلتكم بشأن العقيدة المهدوية. كونوا معنا.
الباقري: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم أحباءنا ورحمة الله وبركاته
اهلاً بكم ومرحباً في هذه الفقرة من فقرات البرنامج، مستمعينا الأفاضل تصل للبرنامج بين الحين والآخر أسئلة ترتبط بقضية الإمام الحسين سلام عليه وحضور الملحمة الحسينية في الثورة المهدوية. نحن قمنا بتنسيق هذه الأسئلة والرسائل التي تصل في هذا المجال ضمن محاور متعددة او أسئلة رئيسية ونقوم إن شاء في هذه الفقرة بدءاً من هذه الحلقة بالإجابة عن كل سؤال في حلقة خاصة، فيما يرتبط بسؤال هذه الحلقة هو محوره الأساسي يقول: مامعنى وصف الأحاديث الشريفة للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف بأنه الآخذ يثأر الحسين عليه السلام وقد اخذ المختار الثقفي بثأر الحسين وقتل قتلته؟ أيها الأخوة والأخوات، المُستفاد من كلام العلماء الأعلام فيما يرتبط بهذا الجانب أن ثأر الحسين سلام الله عليه هو أوسع من دائرة القتلة المباشرين له صلوات الله عليه. صحيح أن المختار الثقفي رضوان الله عليه قد قام بتتبّع قتلة الحسين وقتل منهم ماقتل وأجرى القصاص الألهي على بعضهم وليس كلهم ولكن ثأر الإمام الحسين سلام الله عليه يرتبط بأصل القيام الحسيني وملحمة سيد الشهداء صلوات الله وسلامه عليه يعني سعته بسعة أهداف القيام الحسيني والنهضة الحسينية. من هنا فإن ثأر الإمام الحسين لايتحقق إلا بتحقّق الإصلاح الكامل في أمة جده المصطفى صلى الله عليه وآله، تحقق الأهداف المقدسة التي من أجلها أبى الحسين مُبايعة يزيد. بتعبير آخر الإمام الحسين رفض مُبايعة يزيد فتحقق ثأر الإمام الحسين وهو الذي قُتل رفضاً لمُبايعة الطاغية، هذا الأمر لايتحقق إلا من خلال تحقق الحاكمية الألهية بالكامل يعني إنهاء حاكمية الظلم والجور وإقامة حاكمية العدالة الإلهية في جميع أنحاء المعمورة. هذا الهدف لايتحقق كما تعلمون إلا في زمن ظهور الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، ثأر الإمام الحسين بهذا المعنى لم يتحقق بقيام المختار الثقفي وفي تعقّبه لقتلة الإمام الحسين، الحكم الأموي بقي وتلته ايضاً طاغوتيات أخرى، طواغيت بني العباس والى يومنا الحاضر فالعدل الإلهي عندما يتحقق بالكامل وتنتهي حاكمية الظلم والجور عند ذلك يتحقق الثأر الحسيني بالكامل وهذا ما لايتحقق إلا في زمن ظهور الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ومن هنا كان الإمام المهدي سلام الله عليه هو الآخذ بثأر الحسين. في ختام الجواب أود الإشارة الى قضية مهمة وهي أن الراية الحمراء التي توضع على قبة الإمام الحسين عليه السلام تُعبّر عن هذا المعنى في الواقع، تعلمون أن في عُرف الغرب الراية الحمراء توضع على القبر الذي لم يؤخذ بثأره يعني القتيل الذي لم يؤخذ بثأره يوضع علم احمر او راية حمراء على قبره، إستمرار بقاء الراية الحمراء على قباب شهداء كربلاء يُشير الى هذا المعنى. اذن خلاصة الجواب أيها الأخوة والأخوات تتضخ بأن الأخذ بثأر الحسين لايكون إلا على يد الإمام المهدي صلوات الله وسلامه عليه لأنه هو الذي يُحقق اهداف النهضة الحسينية ويُنهي حاكمية الجور بصورة كاملة. أيها الأحبة تابعوا مشكورين ماتبقى من فقرات هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب.
مع جزيل شكرنا لطيب متابعتكم لفقرات البرنامج ندعوكم أيها الأخوة والأخوات للإستماع للفقرة التالية وحكاية موثقة من حكايات الفائزين برؤية الطلعة المهدوية الرشيدة والغرة الحميدة... إخترنا لهذه الحكاية العنوان التالي:

مال قلبي إليه

أيها الأطائب الحكاية التالية نقلها العلامة المتتبع السيد مرتضى المجتهدي في كتابه القيم (الصحيفة المهدوية)
وهي قصة تحمل عبرة مهمة فيما يرتبط بالدعاء لمولانا الإمام المهدي –أرواحنا فداه-، قال السيد مرتضى المجتهدي مقدماً لهذه الحكاية: (بعدما ذكرناه من لزوم الدعاء لمولانا صاحب الزمان عجل الله فرجه نقول: مع الأسف أن في اكثر المجالس الدينية قد يغفل الناس عن الدعاء لتعجيل فرج مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه، ولو علمنا كثرة غفلتنا عن ساحته الشريفة ندرك جيداً أنه –صلوات الله عليه-: أولّ مظلوم في العالم)
وبعد هذه المقدمة نقل العالم الورع السيد مرتضى المجتهدي الحكاية التي اشتملت على وصف الامام المهدي نفسه الشريفة بأنه أول مظلوم في العالم أي سيد مظلومي عصر إمامته –أرواحنا فداه-.
والحكاية ينقلها السيد المجتهدي عن السيد الجليل إسماعيل الشرفي رضوان الله عليه وهو أحد العرفاء الأخيار من تلامذة العارف الجليل الشيخ الحاج رجب علي الخياط قدس سره الشريف.
قال السيد المجتهدي:
"قال حجة الإسلام والمسلمين السيد اسماعيل الشرفي رحمة الله عليه: سرت الى العتبات المقدسة وكنت منشغلاً بالزيارة في الحرم المطهر لسيد الشهداء –عليه السلام-.
ولما كان دعاء الزائر مستجاباً إذا دعا الله عزوجل عند جهة الرأس الشريف، لذا دعوت الله {في هذا الموضع} أن يشرفني برؤية مولاي صاحب الزمان صلوات الله عليه وأن يقرّ عيني بالنظر الى وجهه الشريف وبينما كنت مشغولاً بالزيارة فإذا شمس جماله قد أشرقت".
ويتابع العالم العارف التقي السيد الشرفي نقل حكايته ذاكراً إحدى الشواهد القلبية التي عرفته فيما بعد بمولاه ومولانا عليه الصلاة والسلام، قال قدس سره:
"إني وإن لم أكن أعرفه –صلوات الله عليه- حين التشرف بخدمته ولكن قد مال قلبي إليه ميلاً شديداً، فسلمت عليه وسألته: من أنتم؟
فقال: أنا أول مظلوم في العالم.
لكني لم أفهم ما هو المقصود من كلامه الشريف، وقلت في نفسي: لعله من العلماء الأعلام في النجف ولم يتوجه الناس اليه ولذلك يعتقد أنه أول مظلوم في العالم.
ثم غاب عنّي، فعلمت ان الله قد إستجاب دعائي وأنه مولاي صاحب الزمان وأن نعمة لقائه قد زالت عني سريعا".
تقبل الله من إخواتنا وأخوتنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، جميل المتابعة لفقرات هذا اللقاء من برنامجهم (شمس خلف السحاب)... نجدد لكم أطيب التحيات وفي أمان الله.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة