البث المباشر

عرض الاعمال على النبي(ص) واستغفاره لامته شرح فقرة: "وأوجبت له بكل أذى مسه" حوار مع الشيخ محمد السند حول صورة عما تحمله النبي الاكرم(ص) من إذى المنافقين

الثلاثاء 9 إبريل 2019 - 09:32 بتوقيت طهران

الحلقة 40

الحمد لله نور النور والصلاة والسلام على شموس هدايته الساطعة وابواب رحمته اليانعة محمد وآله الطاهرين. 
السلام عليكم اعزاءنا المستمعين ورحمة الله وبركاته، اهلا بكم في لقاء جديد من هذا البرنامج نستهله بهذا الحديث الشريف المروي من طرق الفريقين، فقد رواه ثلاثة من اصحاب الصحاح الستة هم ابو داود والنسائي وابن ماجه في سننهم كما رواه الشيخ الصدوق والشيخ الطوسي في الفقيه والامالي، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: 
حياتي خير لكم ومماتي خير لكم، فقال أصحابه: يا رسول الله وكيف ذلك؟ 
فقال: اما حياتي فأن الله تعالى يقول «وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ»، واما مفارقتي اياكم، فأن اعمالكم تعرض عليّ كل يوم، فما كان من حسن ٍ استزدت الله لكم، وما كان من قبيح استغفرت الله لكم. 
اما المقطع الذي انتهينا اليه من النص المروي عن مولانا الامام الصادق (عليه السلام) لزيارة جده صلى الله عليه وآله من بعيد فهو الذي يطلب فيه الزائر من الله تبارك وتعالى ان يصلي على نبيه الخاتم لجميل وفائه بالعهد الالهي وجليل تحمله الاذى في سبيل تبليغ رسالة الله، الى ان يقول الزائر: (وأوجبت له بكل أذىً مسه او كيد ٍ أحس به من الفئة التي حاولت قتله فضيلة تفوق الفضائل ويملك يها الجزيل من نوالك وقد أسرَّ الحسرة وأخفى الزفرة وتجرع الغصة ولم يتخط ّ ما مثل له وحيك). (وأوجبت له بكل أذىً مسه او كيد ٍ أحس به من الفئة التي حاولت قتله فضيلة تفوق الفضائل ويملك يها الجزيل من نوالك وقد أسرَّ الحسرة وأخفى الزفرة وتجرع الغصة ولم يتخط ّ ما مثل له وحيك). (وأوجبت له بكل أذىً مسه او كيد ٍ أحس به من الفئة التي حاولت قتله فضيلة تفوق الفضائل ويملك يها الجزيل من نوالك وقد أسرَّ الحسرة وأخفى الزفرة وتجرع الغصة ولم يتخط ّ ما مثل له وحيك).

*******

يتضمن هذا المقطع اشارة مهمة الى احد اهم اشكال الاذى الذي مس النبي الرحمة (صلى الله عليه وآله)، وقبل ان نتحدث عن الشكل الخاص من الاذى نستمع لما يقوله خبير البرنامج سماحة الشيخ باقر الصادقي عن اهم اشكال الاذى الذي تعرض له (صلى الله عليه وآله) في سبيل تبليغ رسالة الله وانقاذ عباده من الجهالة وحيرة الضلالة، نستمع معاً للاتصال الهاتفي التالي: 
المحاور: السلام عليكم احبائنا وسلام على الشيخ الكريم محمد السند، سماحة الشيخ حبذا لو تعرفونا عن صورة مجملة عما تحمله النبي الاكرم صلى الله عليه وآله من اذى المنافقين وعلاقة ذلك بافضليته صلى الله عليه وآله.
الشيخ محمد السند: بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين، في الحقيقة الامر البديهي والواضح ان صاحب المشروع الاصلاحي والتربوي للبشرية كلما كان مشروعه اضخم واعلى وابعد افقاً ونهائي، مع ما عليه البشرية في الوقوف والجمود في توسط الطريق ذلك يكلفه عناءاً وعبئاً شديداً في البرمجة وفي التدبير، يتطلب منه تدبير برنامج في الذهنية والنفسية البشرية نوع الاعداد الى النوائب والحالات العارضة والتي تنوب بالتالي المسيرة البشرية للوصول الى ذلك المشروع النهائي، مع ما عليه البشرية من امراض في العادات والاعراف والاغلال الاجتماعية والسياسية والاقتصادية النفسية والذهنية، في الحقيقة هناك جوانب عديدة وكبيرة تختلف في البرنامج والاصلاح الالهي، المشروع الالهي الذي حمل اياه سيد الانبياء عن بقية الانبياء فضلاً عن بقية المرسلين باعتبار ضخامة وقيمومية واوسعية وكونه لكائن الناس كافة، على اختلاف بئات واعراف واعراق الناس وطبائعهم وبيئات المجتمع، عبر الازمنة والبقع الجغرافية والموروث الحضاري لكل بيئة، هناك نوع من الاممية والعمومية التي يتحملها برنامج النبي من ناحية الموضوع والبيئة والغاية والهدف، فهذا مشروع متنامي الاطراف والزوايا والجهات، النضم الذي يجب ان تحكمه سواء بشكل اول باول وتحديث في تدابير البرنامج هو على صعيد الخط العام والخطوط العامة والشبكة العامة، هذا على اية حال كله بحسب العلوم الاستراتيجية والانسانية والعلوم القانونية الحقوقية والتجريبية يتطلب نظامات من العلوم، فاذن مع ما عليه البشرية من قصور وغفلة وحضيض يتطلب عناء شديد من القائد في هذا المشروع الاصلاحي الالهي الكبير النهائي، لذلك شاهدنا هناك تمردات وردود فعل وطيش في التمنع والمعاوقة من قبل التيارات والتي سماها الله تعالى بالاحزاب سواء من داخل الصف الاسلامي المنافقين وغيرهم والذين في قلوبهم مرض، او من الخارج اليهود وغيرهم من الملل او المشركين وقريش، وجرى محاولة تصفية النبي في عدة مواطن واجراء مؤامرات الاغتيال، كما في رجوعه من تبوك المروية عند المسلمين وعموا بما لم ينالوا له من قتل النبي صلى الله عليه وآله، وما تفيده صور عديدة من القرآن الكريم انه دبر وتواطؤ لاغتيال والتصفية الجسدية للنبي صلى الله عليه وآله كما في الذراع المسموع وغيره من مواطن عديدة اخرى، كما انه في آخر يوم من مكث النبي في مكة المكرمة تواطئت كل القبائل المشركة لقتل النبي صلى الله عليه وآله ومبيت علي عليه السلام في فراش النبي صلى الله عليه وآله، مؤامرات التصفية لماذا لان هذه الطبيعة البشرية عصية في التغيير عصية في التربية والتزكية، ومن ثم شاهدنا على أهل بيت النبي ما جرى انتقاماً لما لم يستطيعوا ان ينجزوه او يفرغوه من احقاد وعصبيات ضد النبي صلى الله عليه وآله فافرغوه في ابن عمه وفي ابنته فاطمة الزهراء سلام الله عليها وفي شبليه الحسن والحسين.
المحاور: سماحة الشيخ محمد السند شكراً جزيلاً، وشكراً لكم احبائنا وانتم تتابعون ما تبقى من برنامج فاتح الخير.

*******

نعود اعزاءنا المستمعين ونحن نتابع تقديم هذه الحلقة من برنامج فاتح الخير الى مقطع هذه الحلقة من زيارة المصطفى الامجد (صلى الله عليه وآله) من بعيد، وقد لاحظنا اولاً ان فيها اشارة الى نمط خاص ابرزته الزيارة من انماط الاذى الذي تحمله في سبيل انقاذ الخلق وتبليغ رسالة الخالق وهو الكيد الذي وجهته اليه فئة المنافقين خاصة في سعيها لقتله. 
وتوجد بين ايدينا نصوص تأريخية متعددة تتحدث عن المحاولات التي قام بها المنافقون لاغتيال رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخاصة بعد حجة الوداع وحديث الغدير وأعلان ولاية امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) خليفة من بعده ونجد في القرآن الكريم اشارة الى هذه المحاولات الخبيثة ومن خلال وعد الهي بأن الله سيعصمه من الناس كما في قوله عز من قائل في حجة الوداع بشأن ابلاغ الامر الالهي بأعلان ولاية الوصي بعده (عليهما السلام) حيث ورد فيه «وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ». 
وعلى اي حال فأن تأكيد نص الزيارة الشريفة على هذه المحاولات تنبيه للمؤمنين الى ضرورة ترسيخ روح البراءة من أعداء رسول الله (صلى الله عليه وآله) خاصة المنافقين الذين سعوا لقتله. 
ونجد في تتمة النص المتقدم اشارة لطيفة الى ان ما تحمله رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الاذى يفوق ما تحمله جميع الانبياء والاوصياء والاولياء عليهم سلام الله جميعاً، ولذلك فقد اوجب الله عزوجل وهو العدل الحكيم له صلى الله عليه واله فضيلة تفوق الفضائل ويملك بها الجزيل من العطاء الالهي كما ورد في النص المتقدم من زيارته (صلى الله عليه وآله) من بعيد. 
وفي ذلك ايضاً احباءنا تنبيه ان على المؤمنين الذين امرهم الله عزوجل بالتأسي برسول الله ان لا يروا في البلاء الالهي وتحمل الصعاب في سبيله تبارك وتعالى نقمة بل نعمة تُوجب لهم رفيع الدرجات وجزيل الثواب الالهي. 
كما ينبه النص المؤمنين الى لزوم ان لا تجعلهم نظائر هذه الصعوبات ومهما بلغت يتجاوزون الاوامر الالهية وهذه نقطة مهمة نسعى الى القاء المزيد من الضوء عليها في الحلقة المقبلة من البرنامج بأذن الله تعالى.
وختاماً نستودعكم الله احباءنا بكل خير على أمل ان نلتقيكم في الحلقة المقبلة من هذا البرنامج التي تأتيكم في مثل هذا الوقت من الاسبوع القادم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة