البث المباشر

مودة ونجاة يوم العطش الاكبر حوار مع الشيخ محمد السند حول هدايا وسقاية لأهل البرزخ سقاني الامير بيده فاسلمت اومل في حبه شربة

الأحد 31 مارس 2019 - 14:17 بتوقيت طهران

الحلقة 93

الحمد لله منزل البركات والصلاة والسلام على معادن عين الحياة محمد وآله القادة الهداة.
السلام عليكم اعزائنا ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في حلقة اخرى من هذا البرنامج يسرنا ان نلتقيكم فيها مع فقرات تحمل العناوين التالية:
- مودة ونجاة يوم العطش الاكبر
- هدايا وسقاية لأهل البرزخ
- سقاني الامير بيده فاسلمت
- اومل في حبه شربة

*******

اهلاً بكم مستمعينا الافاضل مرة اخرى ونحن نبدأ جولتنا معاً في هذه الحلقة من برنامج عوالم ومنازل فكونوا معنا والفقرة الاولى وهي عقائدية روائية تحمل العنوان التالي:

مودة ونجاة يوم العطش الاكبر

نتابع في هذه الحلقة احبائنا نقل الاحاديث الشريفة التي تهدينا الى سبل الفوز بالارتواء من حوض الكوثر المحمدي يوم القيامة وهو يوم العطش الاكبر، ونبدأ بالحديث الذي روته مصادر المسلمين بمختلف فرقهم ان رسول الله(ص) قال للصديقة الزهراء سلام الله عليها يافاطمة انت اول من يرد علي الحوض تلقيني عند الحوض وانا اسقي شيعتك ومحبيك واطرد اعداءك ومبغضيك وروى عن الامام الحسن عليه قال لمعاوية بعد الصلح: اياك وبغضنا اهل البيت فان رسول الله(ص) قال: لا يبغضنا احد ولا يحسدنا احد الا ذيد أي ابعد يوم القيامة عن الحوض بسياط من النار.
اذن بالمعيار الاساس للارتواء من الحوض المحمدي يوم القيامة هو مستمعينا الاكارم حب اهل البيت عليهم السلام رزقنا الله واياكم صدق مودتهم.
اما سبب الحرمان من حوض الكوثر يوم العطش الاكبر فهو بغضهم والاعراض عن طاعتهم اعاذنا الله واياكم منه اعزاءنا.
اجل وقد روى عن مولانا امير المؤمنين عليه السلام انه قال مخاطباً شيعته: احمد والله على ما اختصكم به من النعم فان ذكرنا اهل البيت شفاء من الاسقام ووسواس الريب وان حبنا رضا الرب والاخذ بامرنا وطريقتنا معنا غداً في حضيرة القدس والمنتظر لامرنا كالمتشحط أي المضرج بدمه في سبيل الله ومن سمع واعيتنا فلم ينصرنا اكبه الله على منخريه في النار.
وقال عليه السلام في حديث آخر: انا مع رسول الله ومعي عترتي على الحوض فمن ارادنا فليأخذ بقولنا وليعمل بعملنا.
ثم قال: فتنافسوا في لقائنا على الحوض فانا نذود عنه اعدائنا ونسقى منه احبائنا واوليائنا ومن شرب منه شربة لم يظمأ بعدها ابداً.
اذن فمودة اهل البيت عليهم السلام واتباعهم ونصرتهم اعزائنا هي باب الارتواء من حوضهم القدسي رزقنا الله واياكم ذلك.

*******

حان الان موعدكم مع خبير البرنامج سماحة الشيخ محمد السند واجاباته عن اسئلتكم الكريمة، فلنستمع للاتصال الهاتفي الذي اجراه زميلنا مع سماحته:

هدايا وسقاية لأهل البرزخ

المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم احبائنا شكراً لكم على طيب متابعتكم لهذه الفقرة من برنامج "عوالم ومنازل" معنا مشكوراً على خط الهاتف خبير البرنامج سماحة الشيخ محمد السند، من الاخت زينب وصلتنا رسالة عبر البريد الالكتروني تسأل فيها عن قراءة الفاتحة لارواح الائمة عليهم السلام هل تجوز وهل يمكن ان تقرأ فاتحة واحدة تهدى لجميع الائمة عليهم السلام؟
الشيخ محمد السند: بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين، من حيث اصل المشروعية او الرجحان لا ريب في ذلك ولا اشكال وعموماً اهداء والصلة بالاحسان الى ائمة الدين والمعصومين وايضاً الآداب العظمى في الدين لكن لا محالة ان الهدية بحسب المهدى والمهدي، فقد ورد في بعض الروايات اهداء ختمة القرآن الى ارواحهم صلوات الله وسلامه عليهم فلا ريب انه من الادب ان يفاضلون عليهم فيما يهدى اليهم من غيرهم ويكون هذا من تمام الادب ونعم الادب.
المحاور: سماحة الشيخ من الاخ خير رسالة عبر البريد الالكتروني يسأل عن حكمة صب الماء على قبر الميت ما هي الحكمة من ذلك؟
الشيخ محمد السند: في الحقيقة قد ورد لدينا في الروايات ان صب الماء حين الدفن طبعاً لا انه بعد صب الماء يعني بعدما يدفن الميت في التو فانه يبعد عنه العذاب ولو كان مستحقاً لذلك العذاب يبعد عنه العذاب، وفي بعض الروايات انه ما دام تراب القبر رطب فالعذاب يبعد عنه، وربما في بعضها يبعد عنه ضغطة القبر وفي بعض الروايات بل قد ورد انه يستحب صب الماء الى اربعين يوماً هذا ما قد ورد عنهم عليهم السلام.
المحاور: سماحة الشيخ من الاخت عذيب عطا عبر البريد الالكتروني سؤال وردنا عن القضاء الحتمي والقضاء غير الحتمي ما هي امثلة القضاء الحتمي هل الموت والحياة من القضاء الحتمي؟
الشيخ محمد السند: في الحقيقة هناك وكما اشارت الآيات والروايات قضاء وقدر وبالنسبة للقدر المحتوم وغير المحتوم وكذلك قد يوصف محتوم وغير محتوم وعلى اي تقدير فان هناك الاسباب والظروف الموضوعية الظروف البيئية وظروف التقدير لاعمال الانسان وشرائط الاحوال تقتضي امراً معيناً ويكون ذلك مبرمجاً في ضمن التقدير للبرنامج الالهي الا انه يدخل على الخط سبب أخر او مانع اخر فيحول دون حصول تلك المقتضيات والاسباب في التأثير مثلاً ربما الانسان يكون صالحاً ولكن يعق بشدة رحمه ويعق اباه فبالتالي هذا يسبب خسران حصول نتائج محاسن الاعمال والعكس قد يكون ربما يكون الانسان سيئاً ومستحقاً لبعض تلك الاعمال السيئة الطالحة الا انه يصادف ان يصدر منه ما هو صلة للرحم واحسان وبالتالي كما في بعض الروايات ما يهتز له العرش سروراًَ او ربما يهتز لها العرش غضباً بحسب المقتضيات كما ورد الينا ان الصدقة تدفع القضاء البلاء المبرم وما شابه ذلك، فان تزاحم الاسباب والمقتضيات او نقول امتزاجات تأثيرات الاسباب بالتالي يحكم فيها الاسباب الاقوى النافذة وبالتالي تنحصر الاسباب المتوسطة وما شابه ذلك، فربما سيكون القضاء بحسب الاسباب الموجودة والظروف والاحوال الموجودة ولكنه يدخل على الخط في مجموعة المحاسبات التكوينية والاثار التكوينية عامل آخر سبب آخر فعل آخر هذا يؤدي نتائج اخرى انفذ واعظم، وهذا هو يفسر ويبرر معنى القضاء والقضاء اعلى درجات وآخره القضاء المحتوم الذي يحسم به الامر.
المحاور: سماحة الشيخ محمد السند شكراً لكم، وشكراً لكم احبائنا وانتم تتابعون مشكورين ما تبقى من فقرات برنامج عوالم ومنازل.

*******

شكراً لكم اعزائنا المستمعين على جميل متابعتكم لفقرات برنامج عوالم ومنازل ومنها الفقرة التالية وهي عبارة عن فقرة قصصية اخترنا لها العنوان التالي:

سقاني الامير بيده فاسلمت

نقلنا لكم في الحلقة السابقة القسم الاول من قصة معبرة روتها عدة من المصادر المعتبرة نقلاً عن العلامة الحلي قدس سره حيث رواها مسندة في كتابه القيم منهاج اليقين، وننقل لكم فيما يلي تتمة هذه القصة بعد ان نذكركم بملخص القسم الاول منها فقد عرفنا منه ان امرأة علوية شردت من مدينة قم اثر هجوم شرس على العلويين فيها في احدى الوقائع وبعد ان استشهد زوجها وابن عمها في تلك الواقعة ووصلت بها رحلة التشرد ان دخلت مدينة بلخ هي وصغيراتها الاربع في يوم شتوي بارد وهي حائرة لا تدري اين تذهب فقصدت وجيه البلدة وعرضت عليه حالها فطلب منها شهوداً على صحة قولها، فغادرت مجلسه بقلب كسير متوجهة الى الله فلحقها رجل اذاه موقف ذلك الوجيه واخذها واطفالها الى منزله وآواها واكرمها ورحبت بها زوجته واطفاله.
ولكن لما حل وقت الصلاة عرفت العلوية ان مضيفها من المجوس فتوجهت ليلتها بالدعاء ان يهديه الله وعياله لدين جدها صلى الله عليه وآله الطاهرين، فلنتابع معاً تتمة ما جرى في تلك الليلة رأى المجوسي في منامه ان القيامة قد قامت والناس قد اشتد بهم العطش في المحشر فطلب الماء فقيل له الماء عند نبي الاسلام واهل بيته فهم يسقون اوليائهم من حوض الكوثر، فقال في نفسه لاقصدنهم عسى ان يسقوني جزاء ايوائي لابنتهم فلما ورد الحوض امر النبي محمد صلى الله عليه وآله الامام علياً عليه السلام ان يسقيه قائلاً: يا علي ان له عليك يداً ومنة قد آوى ابنتك وبناتها فكنهم عن البرد واطعمهم من الجوع وهي الآن مكرمة في منزله قال المجوسي: امرني علي وانا في المنام ان ادنوا منه فدنوت فناولني الكأس بيده فشربت شربة وجدت بردها على قلبي ولم ار شيئاً الذ واطيب منها.
قال الراوي فانتبه المجوسي وهو يجد برد تلك الشربة على قلبه ثم اخبر زوجته برؤياه فقالت له: يا هذا ان الله قد ساق اليك خيراً بما فعلت مع هذه المرأة العلوية واطفالها اليتامى، فقام الرجل واسرج وذهب مع زوجته الى الحجرة التي تسكنها العلوية فسمع صوت دعائها فعلما انها مستيقظة فدخلا عليها واخبراها الخبر فسجدت لله شكراً وقالت: والله لم ازل طول ليلتي اطلب من الله هدايتكم للاسلام والحمد لله على استجابته دعائي فيك.
فطلب منها ان تعرض عليه الاسلام فعرضت عليه اصوله وفروعه فاسلم هو وزوجته ثم اسلمت بناته وكل ما كان في منزله من الجواري والغلمان.
واما ما كان من امر وجيه البلدة فانه رأى في الليلة نفسها مشهد القيامة نفسه وانه اقبل على حوض الكوثر فوجد على سقايته الامام علياً عليه السلام فطلب منه ان يسقيه فقال له اطلب من رسول الله(ص) فاني لا اسقي احداً الا بامره فاقبل على رسول الله(ص) وقال له: يا رسول الله آمر لي بشربة ماء فاني من اوليائكم فقال(ص): له جئني على ما تقول بشهود فقال الرجل وكيف تطلب مني شهوداً دون غيري من امتك؟ فقال(ص) وكيف طلبت الشهود من ابنتنا الغريبة وقد قصدتك لتأويها وبناتها؟ فانتبه الوجيه من نومه وقد اشتد به العطش وهو يجد حرارة شديدة في قلبه مقرونة بحسرة وندم على ما فرط منه في حق تلك العلوية الغريبة.
وبقى ساهراً ليلته يعتصره الندم حتى حل الصباح فخرج يبحث عن العلوية الغريبة فاخبروه بانها في دار المجوسي فذهب اليه فوجد تغيراً في حاله ورآه مرتدياً زي المسلمين فسأله عن ذلك فاجاب: لقد اهتديت ببركة العلوية الى الاسلام فاصبحنا انا وجميع عيالي مسلمين ثم اخبره بما رآه في منامه وما جرى بعد ذلك ثم دخل الوجيه على العلوية واعتذر منها واخبرها برؤياه فبكت وشكرت الله على ما عرفه من حقها.
وطلب منها الانتقال الى منزله فابت وابى مضيفها وقال والله لا تبرحي من منزلي واني قد وهبتك هذا المنزل وكل ما فيه وانا وعيالي جميعاً في خدمتك نرى كل ذلك قليلاً في جنب ما انعم الله به علينا ببركة قدومك ولما يأس وجيه بلخ من قبولها ضيافته عاد الى منزله وبعث اليها باموال وهدايا كثيرة فردته جميعاً ولم تقبل منه شيئاً.
ويبقى مستمعينا الاعزاء ان نشير هنا الى ان الفقيه الحنبلي سبط ابن الجوزي قد نقل قصة قريبة من هذه القصة في كتابه تذكرة الخواص، وقد نقلها عن كتاب الملتقط لجده ابي الفرج ابن الجوزي وهل تحمل العبرة نفسها وتمثل مصداقاً من الاف المصاديق الدالة على شدة الترابط بين اعمال الانسان في الدنيا وطبيعة حياته في منازل الاخرة.

*******

اما الآن فننقلكم مستمعينا الاكارم الى الفقرة الاخيرة من فقرات برنامج عوالم ومنازل وهي كما تعلمون ادبية عقائدية اخترنا لها العنوان التالي:

أومل في حبه شربة

اهتم شعراء الولاء بتصوير مضامين ما هدت اليه النصوص الشريفة بشأن شدة الارتباط بين النجاة في مواقف القيامة وصدق التمسك بالولاية الحقة.
ومن النماذج البليغة لذلك ما تفجرت به قريحة الاديب سعيد بن احمد النبلي المؤدب من شعراء القرن الهجري الخامس حيث قال: 

دع يا سعيد هواك واستمسك بمن

تسعد بهم وتزاح من آثامه

بمحمد وبحيدر وبفاطم

وبولدهم عقد الولا بتمامه

قوم يسر وليهم في بعثه

ويعض ظالمهم على ابهامه

ونرى ولي وليهم وكتابه

بيمينه والنور من قدامه

يسقيه من حوض النبي محمد

كأساً بها يشفى غليل اوامه

بيدي امير المؤمنين وحسب من

يسقى به كأساً بكف امامه

ونرجع مستمعينا الافاضل الى القرن الهجري الثاني وهذه الابيات الرقيقة لاديب الولاء وشاعره السيد الحميري وهو يرجوا فيها الخير من محبه الوصي عليه السلام قال رحمه الله:

اومل في حبه شربة

من الحوض تجمع امناً وريا

اذا ما وردنا غداً حوضه

فادنى السعيد وذاد الشقيا

متى يدن مولاه منه يقل

رد الحوض واشرب هنيئاً مريا

وان يدن منه عدو له

يذده على مكاناً قصياً

وها نحن نصل احباءنا الى ختام هذه الحلقة من برنامج عوالم ومنازل استمعتم لها من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران.
فكونوا معنا مشكورين في لقائنا المقبل الذي يأتيكم في مثل هذا الوقت من الاسبوع القادم، الى حينه نستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة