البث المباشر

بركات تشمل أهل الدنيا والآخرة سرّ إهدنا الصراط المستقيم حوار مع الشيخ محمد السند حول ما الذي نطلب؟ وأين نجده الشفيع المقدم

الأحد 31 مارس 2019 - 10:56 بتوقيت طهران

الحلقة 86

الحمد لله اللطيف الخبير والصلاة والسلام على امنائه في خلقه وشفعاء دار البقاء محمد وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم احباءنا ورحمة الله، ها نحن نلتقيكم على بركة الله مرة اخرى في رحاب هذا البرنامج.
تشتمل جولتنا في هذا اللقاء اعزاءنا على موضوعات تحمل العناوين التالية: 
- بركات لسكنة كل المنازل
- سرّ اهدنا الصراط المستقيم
- ما الذي نطلب؟ واين نجده
- الشفيع المقدم

*******

ولنبدأ معاً جولة هذا الاسبوع بالفقرة التالية التي تحمل العنوان التالي:

بركات لسكنة كل المنازل

من الاعمال الصالحة التي حثت عليها النصوص الشريفة مستمعينا الافاضل هي زيارة اهل القبور المسنونة في مجتمعات المسلمين.
ففيها كثير من الثمار المباركة تعود على الاحياء الزائرين وكذلك على الموتى المزارين فضلاً عن الثواب الجميل الذي اعد لها.
في هذه الفقرة نرجع الى الروايات الشريفة لنرى ما الذي كان يقوله اهل بيت العصمة عليهم السلام عند القيام بهذه العبادة المستحبة.
ومما لا شك فيه اعزاءنا المستمعين ان التدبر في هذه الروايات الشريفة يعرفنا بجملة من تلك الثمار المباركة.
كما انه يعيننا على اداء هذه العبادة بصورتها الفضلى من خلال الاقتداء بسيرة الاسوة الحسنة، كونوا معنا وهذه الروايات الشريفة.
روي ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان اذا مر على القبور قال: السلام عليكم من ديار قوم مؤمنين وانا ان شاء الله بكم لاحقون.
وروي انه صلى الله عليه وآله وقف على قتلى اهل بدر وقد جمعوا في قليب فقال: صلى الله عليه وآله: يا اهل القليب انا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً؟!
وهنا قال المنافقون: ان رسول الله يكلم الموتى!! 
فنظر اليهم فقال: لو اذن لهم في الكلام لقالوا: نعم (وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً)، وان خير الزاد التقوى.
وروي ان امير المؤمنين عليه السلام دخل المقابر فقال مخاطباً اهلها: يا اهل التربة ويا اهل الغربة اما الدور فقد سكنت.. واما الاموال فقد قسمت فهذا خبر ما عندنا وليت شعري ما عندكم؟
ثم التفت عليه السلام الى اصحابه وقال: لو اذن لهم في الجواب لقالوا: ان خير الزاد التقوى.
وكانت الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام تأتي قبور الشهداء كل غداة سبت، فتأتي قبر حمزة فتترحم عليه وتستغفر له.
ولنختم هذه الفقرة بهذين الحديثين الشريفين وهما من غرر احاديث هذا الباب.
الاول روي فيه ان محمداً بن مسلم قال للامام الصادق عليه السلام الموتى نزورهم؟
فقال عليه السلام: نعم وهنا سأله ابن مسلم: فيعلمون بنا اذا اتيناهم؟
فقال عليه السلام: أي والله انهم ليعلمون بكم ويفرحون بكم ويستأنسون اليكم.
فقال ابن مسلم سائلاً عن صيغة لزيارة اهل القبور والدعاء لهم فقال: فأي شيء نقول اذا اتيناهم؟
اجاب عليه السلام قل: اللهم جاف الارض عن جنوبهم وصاعد اليك ارواحهم ولقهم منك رضواناً واسكن اليهم من رحمتك ما تصل به وحدتهم وتؤنس به وحشتهم انك على كل شيء قدير.
اما الحديث الثاني فهو مروي عن مولانا الامام الكاظم عليه السلام قال: اذا دخلت المقابر فطأ القبور فمن كان مؤمناً استروح الى ذلك ومن كان منافقاً وجد المه!

*******

الاسئلة التي تبعثونها للبرنامج يجيب عنها خبيره سماحة الشيخ محمد السند. فلنستمع معاً على اجابته عن بعضها في الاتصال الهاتفي التالي الذي اجراه زميلنا:-
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم، سلام من الله عليكم احباءنا شكراً لكم على طيب متابعتكم لفقرات برنامج "عوالم ومنازل" معنا مشكوراً على خط الهاتف سماحة الشيخ محمد السند وهو يتفضل مشكوراً بالاجابة عن اسئلتكم، سماحة الشيخ من الاخ من هولندا (ق ن) يسأل عن سر التأكيد على عبارة اهدنا الصراط المستقيم وتكرارها في الصلوات، يقول هل هذا ينفع في عبور الانسان لصراط يوم القيامة؟
الشيخ محمد السند: بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين، الحقيقة ان التأكيد والتوصية في سورة الحمد الذي يقرأها المسلمون في كل يوم على اقل تقدير عشر مرات في صلواتهم نعم هي ليست عبط وانما تؤكد على ان المسلم بعد اقراره بمضمون الشهادتين في مطلع سورة الحمد حيث اشتملت على التوحيد والبسملة وصفات الله والاقرار بالمعاد، والاقرار بالنبوة هي إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ان التشريع والاستعانة بالهداية التشريعية من الباري وهو عبر توسط النبوة الا ان رغم كل ذلك هذه هي مرحلة ابتدائية في طريق النجاة والصراط الهداية بل لابد حين اذن اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين، لان هؤلاء الذين انعم عليهم هداة في هذه الامة مبرؤون مبعدون من قبل الله تعالى عن الغضب او عن الضلالة فمعصومون من جهة العمل ومن جهة العلم وبالتالي لهم اهلية ان يكونوا هداة لهذه الامة واللازم على هذه الامة بعد دخولها الى حضيرة الاسلام ان تدخل في حضيرة الايمان، وسلوك الصراط المنجي ليوم القيامة باتباع هؤلاء الهداة اهدنا الصراط المستقيم، هذا الصراط هو الصراط الذين، فاذن هذا الصراط صراط هداة هادين مهديين هداة لهذه الامة لابد على الامة اتباعهم لكي تنجو ويكتب لها الفوز والنجاة فلا يكتفى بمجرد ظاهر الاسلام الاقرار بالشهادتين لانه اتفق المسلمون اجمع على ان النجاة في الآخرة بالايمان لا بمجرد ظاهر الاسلام، فهذا التأكيد الكثير دلالة على لزوم تحصيل الايمان وعدم الاكتفاء بظاهر الاسلام والاقرار باللسان بل لابد من تحصيل الايمان والايمان لا يتحصل الا باتباع واقتداء والائتمام بائمة هداة ومن ثم ان سورة الحمد قد اشتملت على الامامة انها ركن من اركان العقيدة عقيدة الايمان وان كان الانسان قد يدخل بالشهادتين في ظاهر الاسلام الا انه لا يدخل الايمان والنجاة في الاخرة الا بالائتمام بالهداة والهادي هو الامام لانه احد معاني الامامة ان يكون هادي امام هادي والمأموم مهتدي بذلك الامام الهادي، فهذا تأكيد هام اصيل قرآني في اعظم سورة قرآنية وهي سورة الحمد على اصل الامامة والائتمام بالامام واتباعه وسلوكه لكي ينجي الانسان بالاخرة ويتم له النجاة، من ثم هناك هناك ارتباط وثيق يشير اليه القرآن الكريم بين الاقتداء بالائمة الهداة الذين نصبهم الله تعالى هداة لهذه الامة مع السلوك الاخروي في البرزخ وفي القيامة ومن ثم ورد في الاحاديث الكثيرة النبوية علي قسيم الجنة والنار علي حبه جنة وان ولاية اهل البيت لها آثار في القبر ولها آثار عند الاحتضار ولها آثار في البرزخ ولها آثار في عرصات يوم القيامة ولها آثار في سرعة العبور على الصراط وعدم الانزلاق والهوي في جهنم، فهذه امور كلها شاهد على ان امامة اهل البيت عليهم السلام والامامة والهداة الذين نصبهم الله هداة نعم الائتمام بهم والاهتداء بهم له ارتباط عضوي بنيوي تكويني مع البرزخ والاخرة ودخول الجنة والنجاة من النار.
المحاور: سماحة الشيخ محمد السند شكراً جزيلاً، وشكراً لكم احباءنا تفضلوا مشكورين لمتابعة ما تبقى من فقرات برنامج عوالم ومنازل.

*******

كونوا معنا اعزاءنا والفقرة التالية التي اخترنا لها عنواناً هو:

ما الذي نطلب واين نجده

من جوامع مواعظ اهل بيت النبوة عليهم السلام للنجاة في مختلف عوالم ومنازل الحياة تلك الموعظة البليغة المروية عن مولانا الامام الصادق عليه السلام والتي رواها الشهيد رضوان الله عليه في مجموعته.
تبين هذه الموعظة الصادقية البالغة اكثر الاعمال تأثيراً في النجاة في كل موقف من مواقف حياة الدنيا وحياة الاخرة.
نتدبر معاً في فقرات هذه الوصية الصادقية الحكيمة بعد قليل ...
قال مولانا الصادق عليه السلام: طلبت الجنة فوجدتها في السخاء وطلبت العافية فوجدتها في العزلة ولا يخفى احباءنا ان المراد هنا هو بالطبع العزلة بمعناها الايجابي المتضمن لاداء حقوق الخلق والخالق.
ثم قال عليه السلام: وطلبت ثقل الميزان فوجدته في شهادة ان لا اله الا الله محمد رسول الله.
وواضح ان المطلوب هو ترسيخ صدق الاعتقاد بالعقائد الحقة بمقتضاها القلبية والعملية.
ثم قال عليه السلام: 
وطلبت السرعة في الدخول الى الجنة فوجدتها في العمل لله تعالى.
وطلبت حب الموت (أي حب لقاء الله) فوجدته في تقديم المال لوجه الله.
وطلبت حلاوة العبادة فوجدتها في ترك المعصية.
وطلبت رقة القلب فوجدتها في الجوع والعطش.
وطلبت نور القلب فوجدته في التفكر والبكاء.
وطلبت الجواز على الصراط فوجدته في الصدقة.
وطلبت نور الوجه فوجدته في صلاة الليل.
وطلبت فضل الجهاد فوجدته في الكسب للعيال.
وطلبت حب الله عز وجل فوجدته في بغض اهل المعاصي.
وطلبت الرئاسة فوجدتها في النصيحة لعباد الله.
وطلبت فراغ القلب فوجدته في قلة المال.
وطلبت عزائم الامور فوجدتها في الصبر.
وطلبت الشرف فوجدته في العلم.
وطلبت العبادة فوجدتها في الورع.
وطلبت الراحة فوجدتها في الزهد.
طلبت الرفعة فوجدتها في التواضع.
وطلبت العز فوجدته في الصدق.
وطلبت الذلة (أي التذلل لله جلت عظمته) فوجدتها في الصوم.
وطلبت الغنى فوجدته في القناعة.
وطلبت الانس فوجدته في قراءة القرآن.
وطلبت صحبة الناس فوجدتها في حسن الخلق.
وطلبت رضا الله فوجدته في بر الوالدين.

*******

لشفيع المقدم

ولنختم هذا اللقاء اعزاءنا بهذه الابيات التوسلية الجميلة للاديب الولائي كاظم العاملي رحمه الله التي ختم بها احدى قصائده الحسينية قال رحمه الله:

الهي بحق المصطفى وابن عمه

وبضعته الزهراء وابنيهما ارحم

وبالتسعة الغر الميامين فاستجب

عائي وانت المحسن المتكرم

وخذ بيدي فضلاً فما كسبت يدي

عظيم ولكن فيض عفوك اعظم

ثم يخاطب رضوان الله عليه محمداً وآله عليهم السلام مستشفعاً بهم قائلاً:

ويا سادة تهدي السبيل وقادة

بهم يبتدي الذكر الجميل ويختم

لشيعتكم مني المودة والصفا

وعندي لشانيكم نصال واسهم

فلا تذروني حائماً حول حوضكم

اذا الناس منهم واردون وحوم

ولا تحرموني من شفاعتكم غداً

وانتم الى الله الشفيع المقدم

فعودوا الى العبد الضعيف بنظرة

بها عنه يوم البعث يعفو ويرحم

وها نحن اعزاءنا نصل الى ختام هذه الحلقة من برنامج عوالم ومنازل استمعتم اليها من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران.
كونوا معنا مشكورين في لقاءنا المقبل الذي يأتيكم في هذا الوقت من الاسبوع المقبل بعون الله ومشيئته. فالى حينه نستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة