البث المباشر

أنوار عبور صراط القيامة حوار مع الشيخ محمد السند حول منزل أصحاب الأعراف الوصية المحمدية الجامعة سقاة منازل الآخرة

الأحد 31 مارس 2019 - 10:53 بتوقيت طهران

الحلقة 85

الحمد لله على هدايته الى الصراط المستقيم والصلاة والسلام على اعلام صراطه الاقوم محمد وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم احباءنا ورحمة الله، اهلاً بكم في حلقة اخرى من حلقات هذا البرنامج نلتقيكم فيها والموضوعات التالية:
- انوار عبور صراط القيامة
- منزل اصحاب الاعراف
- الوصية المحمدية الجامعة
- سقاة منازل الآخرة

*******

مستمعينا الافاضل، من اهم مواقف ومنازل الانسان المستقبلية التي ينبغي الاستعداد لها هو منزل عبور الصراط، فكيف نستعد لعبوره؟
هذا ما تجيب عنه الاحاديث الشريفة التالية التي ننقلها لكم في الفقرة التالية وعنوانها هو:

انوار عبور صراط القيامة

روي في تفسير فرات الكوفي مسنداً عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: اتاني جبرئيل عليه السلام فقال: أأبشرك يا محمد بما تجوز على الصراط؟ 
قال صلى الله عليه وآله وسلم، قلت بلا، قال: تجوز بنور الله، ويجوز عليٌ بنورك ونورك من نور الله، ويجوز امتك بنور علي ونور علي من نورك، ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور.
وروي عن مولانا الامام الصادق عليه السلام انه قال: ان وليَّ علي عليه السلام يراه في ثلاثة مواطن حيث يسره: عند الموت وعند الصراط وعند الحوض.
وملك الموت يدفع الشيطان عن المحافظ على الصلاة ويلقنه شهادة ان لا اله الا الله وان محمد صلى الله عليه وآله رسول الله في تلك الحالة العظيمة.
وروي عن ابن عباس انه قال: ان على جسر جهنم (يعني صراط يوم القيامة): سبع محابس. 
يسأل العبد عن اولها عن شهادة ان لا اله الا الله.
فان جاء بها تامة جاز الى (المحبس) الثاني، فيسأل عن الصلاة. 
فان جاء بها تامة جاز الى الثالث، فيسأل عن الزكاة. 
فان جاء بها تامة جاز الى الرابع، فيسأل عن الصوم. 
فان جاء به تاماً جاز الى الخامس فيسأل عن الحج. 
فان جاء به تاماً جاز الى السادس فيسأل عن العمرة. 
فان جاء بها تامة جاز الى السابع، فيسأل عن المظالم 
فان خرج منها والا يقال: انظروا، فان كان له تطوع اكمل به اعماله، فاذا فرغ انطلق به الى الجنة.
واخيراًً روي عن مولانا الصادق عليه السلام انه قال: الناس يمرون على الصراط طبقات، والصراط ادق من الشعر واحد من السيف، فمنهم من يمر مثل البرق، ومنهم من يمر مثل عدو الفرس، ومنهم من يمر حبواً، ومنهم من يمر ماشياً، ومنهم من يمر متعلقاً قد تأخذ النار منه شيئاً وتترك شيئاً.
النتيجة المحورية المستفادة من هذه الاحاديث الشريفة هي ان عبور صراط القيامة بسلام وامن مرهون بالتمسك العملي بانوار الهداية والولاية الالهية.
وصدق هذا التمسك يتمثل بصدق الاعتقاد وترسيخ العقائد الصحيحة وصدق العمل والاخذ بما عرفه الانسان من الحق واحكام الله.

*******

اعزاءنا المستمعين نتابع من اذاعة طهران تقديم الحلقة اخرى من برنامج عوالم ومنازل بنقل ميكرفونه الى زميلنا وهذا الاتصال الهاتفي مع خبير البرنامج سماحة الشيخ محمد السند:
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم احباءنا ورحمة الله وبركاته وبخبير برنامج عوالم ومنازل سماحة الشيخ محمد السند، سماحة الشيخ بقي من الحلقة السابقة ضمن اسئلة الاخ ابو سيد احمد من السعودية سؤال فرعي يرتبط بتوضيح عبارة والينا ايابهم وعلينا حسابهم وعلاقة ذلك بموقف اهل الاعراف والذين يحاسبونهم؟
الشيخ محمد السند: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين، في الحقيقة ان الافعال الالهية في القرآن الكريم كثيراً ما تسند الى الساحة الالهية ولكن هذا لا يتنافى مع اسنادها مع الموكلين من الملائكة والحجج الالهية كما هو في الموت ونظيره ومن ثم ما ورد ان الينا ايابهم وان علينا حسابهم من يوكله الله عز وجل في القيام بالحساب ويكون يصدر من احكام ومداينة يوم القيامة ومحاسبة بامر من الله وتوكيد من الله عز وجل يكون هذا بمثابة الحساب الالهي لاهل المحشر، وفي الحقيقة اذا لاحظنا بامعان جداً سورة الاعراف بغض النظر عما ذكره المفسرون بل بالنظر الى ما ورد من اشارات بيانية ودلالية في رواية اهل البيت للايات نلاحظ ان سياق الايات في اصحاب الاعراف تتحدث لنا الآية ٤٤وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ فتسرد الايات الحديث الذي يدور بين أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِبعد ذلك تحدثنا الآية ٤٦ وبينهما يعني بين أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ حجاب وعلى الاعراف رجال يعني مشرفين، اصحاب الاعراف او الذين هم على الاعراف الآية الكريمة تصفهم بصفة هي في الواقع تفوق أَصْحَابُ الْجَنَّةِ وتفوق أَصْحَابَ النَّارِ تصفهم بغض النظر عما ذكره المفسرون انهم هؤلاء المراد منهم الذين هم دون اهل الجنة وفوق اهل النار يرجون لامر الله لا في الحقيقة الايات تشير الى غير ذلك وعلى الاعراف رجال هؤلاء الرجال يعرفون كل من أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ، وهذه معرفة ومقام كبير اللطيف هم يعرفون بنحو التوسم والسيماء وهذا علم لدني من الله عز وجل بحيث يعرفون اصحاب اهل الجنة واصحاب اهل النار ومشرفين عليهم، اذن هم اصحاب مقام الشهادة على الاعمال لان يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ اذن لهم الاشراف على الفريقين، ومن له اشراف على الفريقين لا ريب ان مقامه اعلى منهما اعلى من اصحاب الجنة يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ، ثم تتابع الاية وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلامٌ عَلَيْكُمْ يعني لهم هذا المقام الاشراف وان يسلمون على أَصْحَابَ الْجَنَّةِ يخاطبونهم مما يدلل على ان مقامهم اعلى، ذيل الاية وقع المفسرون في خطأ فيها لم يدخلوها وهم يطمعون ارجعوا الضمير الى اصحاب الاعراف وهذا خطأ فيكون منزلتهم دون اصحاب الجنة وهم المرجون والحالة انه هذا الذيل لم يدخلوها وهم يطمعون راجع الى أَصْحَابَ الْجَنَّةِ، يعني قبل دخول أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الى الجنة وأَصْحَابَ النَّارِ الى النار يشرف اصحاب الاعراف على كلا الفريقين وينادونهم ويسلمون على أَصْحَابَ الْجَنَّةِ، لم يدخلوها وهم يطمعون أَصْحَابَ الْجَنَّةِ واذا صرفت أَصْحَابَ الْجَنَّةِ ابصارهم تلقاء الالتفات يقال له في علم البلاغة وسيما القرآن يكثر من هذا الاسلوب يسمى الالتفات يعني السياق تراه يسند الى جماعة ثم يلتفت ويسند فعلاً وقولاً الى طرف آخر كما يلتفت كما فيما اذا كان هناك من يدير حوار يكثر وينوع الالتفات الى اطراف الحوار بحيث لا يجعل ميكرفون الحوار الى جهة واحدة بل الى جهات متنوعة هذا يعبر عنه الالتفات في علم البلاغة أي يدير الحوار تارة بعد اخرى وثالثة بعد رابعة الى اطراف عديدة من الحوار فلا يظنن ان الضمير يعود الى واحد، فمن ثم هنا في ذيل الآية واذا لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ عاد الضمير الى أَصْحَابَ الْجَنَّةِواذا صرفت أي أَصْحَابَ الْجَنَّةِ ابصارهم تلقاء ابصار النَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ، بعد ذلك شاهد آخر في سورة الاعراف ونادى اصحاب الاعراف رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قالوا ما اغنى عنكم يعاتبون أَصْحَابَ النَّارِ هناك كان من اصحاب الاعراف يهنئون ويبشرون اصحاب الجنة، هنا يعاتبون ويقرعون أَصْحَابَ النَّارِ يعرفونهم، ونادى اصحاب الاعراف رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ يخاطب اصحاب الاعراف الرجال من النار أهؤلاء يخاطبونهم ويشيرون الى اهل الجنة لكن مخاطبين أَصْحَابَ النَّارِ أهؤلاء يعني أَصْحَابَ الْجَنَّةِ انتم يا أَصْحَابَ النَّارِ زعمتم الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ، هم أذن يأذنون لاصحاب الجنة بالدخول، انظر الاية تقول في ذيلها ان أَصْحَابَ الْجَنَّةِ لم يدخلوها كما مر ان الفعل في لم يدخلوها مسند الى أَصْحَابَ الْجَنَّةِ لا لاصحاب الاعراف، ولذلك في ذيل هذه الاية ٤۹ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ هؤلاء اصحاب الاعراف يأذنون لاصحاب الجنة ان يدخلوا ولم يكونوا قد دخلوها، فاذن منشأ الاشتباه لدى كثير من المفسرين وربما من الفريقين انهم لم يلتفتوا الى ما نبهت عليه روايات اهل البيت من لطائف وظرائف التركيب في الايات الكريمة بحيث يعود ان من الواضح ان اصحاب الاعراف هم يشرفون على كل الفريقين ويبشرون أَصْحَابَ الْجَنَّةِ ويقرعون بالتنكيل أَصْحَابَ النَّارِ ومن ثم هم الذين يأذنون لاصحاب الجنة بالدخول للجنة، فمن الواضح ان بيدهم الحساب بتوكيل من الله عز وجل وهم مظهر الفعل الالهي بحيث فعلهم مع الاذن والامر الالهي فعل الله عز وجل، وهم من الواضح انهم من جنس البشر، لان وعلى الاعراف رجال أي من جنس البشر، اذن ثلة من البشرية تحاسب جميع البشر وتعرف جميع اصحاب الجنة وتعرف جميع اصحاب النار من اول خلقة البشرية الى اخرها، ومن الواضح ان لا ريب ان سيد هؤلاء اصحاب الاعراف هو رسول الله كما شهدت بذلك الايات الكثيرة يوم نبعث من كل امة شهيد، وقد صرحت اخر اية من سورة الحج بان اهل بيته الشهداء وهو شهيد عليهم ملة ابيكم ابراهيم هو سماكم من قبل بالمسلمين وفي هذا من نسل ابراهيم الذرية المسلمة التي يخاطبها الله بالقرآن وهم اهل البيت عليهم السلام.
المحاور: عفواً سماحة الشيخ الوقت المخصص لهذه الفقرة انتهى جزاكم الله خيراً على هذه التوضيحات هنالك اسئلة اخرى لو سمحتم نوكلها الى لقاء مقبل انشاء الله، جزاكم الله خيراً مستمعينا الافاضل وتفضلوا بمتابعة ما تبقى من فقرات برنامج عوالم ومنازل.

*******

تابعونا في الفقرة التالية التي اخترنا لها عنواناً هو: 

وصية محمدية جامعة

ما هي اهم الاعمال المعينة للانسان على الاستقامة في سيره على الصراط المستقيم وهذه الاستقامة هي التي تخلصه من اخطار الانحرافات بمختلف اقسامها اخلاقية ونفسية وعقائدية وغيرها؟
الاجابة عن هذا السؤال المحوري والمصيري لكل من يطلب النجاة، نجدها في الاحاديث الشريفة فهي قد ابدت كل الاهتمام بتنبيه الانسان الى كل ما فيه نجاته وبلوغ الحياة الكريمة في الدنيا والاخرة.
وما يجري على الانسان في مواقف ومنازل الآخرة من الميزان والصراط والحوض وغيرها هو المظهر الملكوتي لسيره على الصراط المستقيم في الحياة الدنيا.
لاحظوا احباءنا الحقيقة التالية متجلية في الفقرات التالية من موعظة نبوية بليغة مروية في امالي الصدوق، نتلوها لكم بعد قليل ...
قال صلى الله عليه وآله: عليكم بالورع والاجتهاد والعبادة، وازهدوا في هذه الدنيا الزاهدة فيكم فانها غرارة دار فناء وزوال، فكم من مغتر بها قد اهلكته، وكم من واثق بها قد خانته، وكم من معتمد عليها قد خدعته واسلمته، واعلموا ان امامكم طريقاً مهولاً وسفراً بعيداً وممركم على الصراط، ولابد للمسافر من زاد، فمن لم يتزود وسافر عطب وهلك وخير زاد التقوى، ثم اذكروا وقوفكم بين يدي الله جل جلاله، فانه الحكم العدل، واستعدوا لجوابه اذا سألكم، فانه لابد سائلكم عما عملتم بالثقلين من بعدي، كتاب الله وعترتي.
فانظروا ان لا تقولوا: اما الكتاب فغيرنا وحرفنا واما العترة ففارقنا وقتلنا، فعند ذلك لا يكون جزاؤكم الا النار.
ثم قال صلى الله عليه وآله في تتمة هذه الوصية الجامعة البليغة مبيناً لامته سبيل النجاة في الدنيا والاخرة:
فمن ان يتخلص من هول ذلك اليوم، فليتول وليي وليتبع وصيي وخليفتي من بعدي علي بن ابي طالب.
فانه صاحب حوضي يذود عنه اعداءه ويسقي اولياءه فمن لم يشق منه لم يزل عطشان ولم يرو ابداً، ومن سقي منه شربة لم يشق ولم يظمأ ابداً.
ثم ختم صلى الله عليه وآله موعظته الجامعة هذه بقوله: وان علي بن ابي طالب لصاحب لوائي في الآخرة، كما كان صاحب لوائي في الدنيا.
وانه اول من يدخل الجنة لانه يقدمني بيده لوائي تحته آدم ومن دونه من الانبياء.

*******

رزقنا الله واياكم العمل بهذه الوصية الجامعة ففي ذلك خير الدنيا والاخرة.
اللهم امين، طيب الان ننتقل بمعية احباءنا المستمعين الى الفقرة الختامية في البرنامج وهي ادبية ... اخترنا لها في هذه الحلقة عنواناً هو:

سقاة منازل الاخرة

ومسك ختام هذه الحلقة من برنامج عوالم ومنازل، ابيات عن سبل النجاة في مواقف القيامة.
اخترناها من قصيدة طويلة في مدح اهل بيت النبوة عليهم السلام لابي الفتح محمد بن عبيد الله البغدادي المعروف بسبط ابن التعاويذي والمتوفى سنة ٥۸۲ للهجرة. قال رحمه الله مخاطباً محمد وآله عليهم السلام:

وبكم سقى الله البلاد وانتم

امناؤه في خلقه وثقاته

وعليكم نزل الكتاب مثانياً

وبفضلكم نطقت لنا آياته

ايضل او يصلى لظى من انتم

شفعاؤه والى الصراط هداته

والله لا ورد القيامة ظامياً

من انتم آل النبي سقاته

كلا ولا خاب امرء والاكم

في كفتي ميزانه حسناته

ونبقى في القرن الهجري السادس وهذان البيتان من قصيد للشاعر الاندلسي محمد ابن ابي الخصال المتوفى سنة ٥٤۰ حيث يقول:

بل كيف يثبت من زلت به قدم

على الصراط وما ان يحمل الزللا

ام كيف ترفع مختلاً تقدمه

الى بصير به لا يقبل الخللا

اعزاءنا مستمعي اذاعة طهران انتهى الوقت المخصص لهذا اللقاء من برنامج عوالم ومنازل كونوا معنا في الحلقة المقبلة التي تأتيكم في مثل هذا الوقت من الاسبوع المقبل ان شاء الله، نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة