البث المباشر

حتى يأذن الله/ اللقاء بالإمام في غيبته/ حذاري من التدليس

السبت 16 مارس 2019 - 16:18 بتوقيت طهران

(الحلقة : 293)

موضوع البرنامج:
حتى يأذن الله
اللقاء بالإمام في غيبته
حذاري من التدليس

إلى من المشتكى إلا إليك أبن

عزما إذا ما وعاه (يذبل) يسجدا

هل من غياث لنا إلا بكفك أم

هل غير جودك للعافين غيث ندا

ألست من فيه أبدى الله قدرته

للخلق واختاره دون الأنام يدا

يوم به الروح يدعو قام قائمنا

يخفي ويبدي سناه الغي والرشدا


بسم الله وله الحمد والمجد بارئ الخلائق أجمعين وأزكى صلواته وتحياته على رحمته العظمى للعالمين محمد وآله الطاهرين. السلام عليكم مستمعينا الأفاضل، وأهلا بكم في حلقة اليوم من برنامجكم المهدوي هذا وقد اخترنا لمطلعه أبياتا في التشوق لظهور بقية الله المنتظر عجل الله فرجه وهي من إنشاء الأديب الولائي المبدع الحاج عبد الحسين الشكر النجفي رضوان الله عليه.
ولنا في الفقرة التالية وهي العقائدية وقفة عند حديث الإمام الصادق عليه السلام عن شكل الغيبة المهدوية، عنوان الفقرة هو : حتى يأذن الله
تليها إجابة من سماحة السيد محمد الشوكي عن سؤال بشأن : اللقاء بالإمام في غيبته
والفقرة الثالثة والأخيرة تشتمل على حكاية موثقة عنوانها : حذاري من التدليس
أطيب الأوقات وأنفعها نرجوها لكم إخوتنا مستمعي إذاعة طهران مع فقرات هذا اللقاء من برنامج (شمس خلف السحاب)، كونوا معنا أيها الإخوة والأخوات والفقرة العقائدية التالية وعنوانها هو:

حتى يأذن الله

روى الشيخ الصدوق في كتابي كمال الدين وعلل الشرائع بسنده عن الإمام الصادق عليه السلام: "إن في القائم سنة من يوسف"، قال الراوي: قلت كأنك تذكر حيرة وغيبة. فقال الإمام الصادق عليه السلام في قسم من جوابه: إن إخوة يوسف كانوا أسباطا أولاد أنبياء تاجروا يوسف وبايعوه وخاطبوه وهم إخوته وهو أخوهم فلم يعرفوه حتى قال لهم يوسف: أنا يوسف، فما تنكر هذه الأمة أن يكون الله عزوجل في وقت من الأوقات يريد أن يستر حجته. لقد كان يوسف إليه ملك مصر وكان بينه وبين والده مسيرة ثمانية عشر يوما فلو أراد الله عزوجل أن يعرف مكانه لقدر على ذلك، والله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة تسعة أيام من بدوهم إلى مصر، وما تنكر هذه الأمة أن يكون الله يفعل بحجته ما فعل بيوسف، أن يكون فيما بينهم ويمشي في أسواقهم ويطأ بسطهم وهم لا يعرفونه حتى يأذن الله عزوجل أن يعرفهم نفسه كما إذن ليوسف حين قال: "هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون قالوا أئنك لأنت يوسف، قال أنا يوسف وهذا أخي".
مستمعينا الأفاضل، الحديث الشريف المتقدم هو من أوضح الأحاديث الشريفة المبينة لحقيقة أن غيبة الإمام المهدي أرواحنا فداه لا تعني انقطاعه عن الأمة وعزلته عن الناس. في بداية هذا الحديث يبين إمامنا الصادق عليه السلام أن غيبة خاتم أوصياء النبي الأكرم صلى الله عليه وآله ليست غريبة عن السنن الإلهية، بل إنها جارية ضمن سنن الله عزوجل في تدبير شؤون عباده وقد جرت نظائرها في تاريخ الأنبياء عليهم السلام. والذي أوجب غيباتهم عليهم السلام عن أقوامهم هي مصالح إلهية اقتضتها، فمثلا كان مما اقتضى غيبة نبي الله يوسف عليه السلام هو وضع أسس الدين التوحيدي في مصر من خلال ترتيب الله عزوجل لوصوله إلى منصب (عزيز مصر) المهم، إضافة بالطبع إلى مصالح تربوية أخرى تتعلق بإخوته وغيرهم كان التوصل إليها من خلال التدبر فيما جرى له عليه السلام ولإخوته.
القضية الثانية التي يبينها الإمام الصادق عليه السلام في هذا الحديث الشريف هي التي يشتمل عليها قوله: "فما تنكر هذه الأمة أن يكون الله عزوجل في وقت من الأوقات يريد أن يستر حجته". وفي هذا التعبير إشارة واضحة إلى أن أمر غيبة حجة الله المهدي عجل الله فرجه هو التدبير الإلهي. أما القضية الثالثة مستمعينا الأفاضل فهي أن الله عزوجل إذا أراد ستر حجته فإرادته غالبة على الأسباب الطبيعية، وهذا ما يشير اليه الإمام الصادق عليه السلام من خلال حديثه المفصل عن العوامل المساعدة التي كان ينبغي أن تمكن قوم يوسف من التعرف عليه مثل كونهم كانوا من أولاد الأنبياء أي ذوي مؤهلات وكفاءات خاصة وكذلك تعاملهم معه وقربهم من مقر حكومته.
أعزائنا المستمعين، أما القضية الرابعة التي يبينها الإمام الصادق عليه السلام وهي المحورية فهي التأكيد على أن الغيبة هنا تعني عدم معرفة الناس بهوية الإمام أرواحنا فداه رغم كونه يعيش بينهم، وهذا ما يصرح به الإمام الصادق عليه السلام في آخر حديثه المبارك حيث يقارن حال مولانا بقية الله المهدي عجل الله فرجه بحال يوسف عليه السلام يومذاك قائلا: وما تنكر هذه الأمة أن يكون الله يفعل بحجته ما فعل بيوسف، أن يكون فيما بينهم ويمشي في أسواقهم ويطأ بسطهم وهم لا يعرفونه حتى يأذن الله عزوجل أن يعرفهم نفسه كما اذن ليوسف.
أما الآن أعزائنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران فإلى الإتصال الهاتفي التالي والإجابة عن أسئلتكم للبرنامج.
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم سلام من الله عليكم احبائنا، معكم ومع خبير البرنامج سماحة السيد محمد الشوكي وهو يتفضل مشكوراً بالاجابة عن اسئلتكم، سماحة السيد سلام عليكم
الشوكي: عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
المحاور: سماحة السيد من الاسئلة التي تتردد بأستمرار الى البرنامج وقد اجبنا عنها في حلقات سابقة قضية اللقاء مع الامام المهدي سلام الله عليه في عصر الغيبة الكبرى وهل هذه اللقاءات حقيقية يعني انه مع الامام ام ان هنالك ابدال ام ان هنالك تخيل؟ هذا هو السؤال نطرحه على نحو الاجمال وان اتسع الوقت نضيف له سؤال اخر، تفضلوا اولاً بالاجابة عن هذا السؤال سماحة السيد
الشوكي: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله الطيبين الطاهرين المعصومين
الحقيقة بالنسبة الى رؤية الامام المهدي صلوات الله وسلامه عليه من حيث الامكان، تعرفون ان البحث يقع تارة في مستوى الامكان وتارة على مستوى الوقوع، على مستوى الامكان لايوجد مانع من ان يلتقي الامام صلوات الله وسلامه عليه بمن يشاء وان ييسر الله تعالى رؤية الامام لمن يشاء من عباده لايوجد مانع من عقل او نقل الا ما ذكر من المكاتبة المعروفة "فمن ادعا المشاهدة فكذبوه قبل السفياني"
المحاور: رسالة الامام الى الشمري
الشوكي: وهي الرسالة الاخيرة التي ختم بها السفارة ووردت في هذه الفقرة "فمن ادعا المشاهدة فكذبوه قبل السفياني" هذه الرواية، هذا التوقيع حمله مع تسليم سنده حمله على دعوى النيابة عن الامام صلوات الله وسلامه عليه وليس دعوى المشاهدة. المأمورون بتكذيبه هو من يدعي نيابة خاصة عن الامام وليس مجرد لقاء كما ان هناك احتمال اخر ان القضية ليست منصبة على مشاهدة الامام سلام الله عليه بقدر دعوى تلك المشاهدة يعني يأتي الامام ويتحدث انه التقيت بالامام وقال لي الامام فهذا الادعاء التكذيب فيه وارد مورد الادعاء، على اية حال لايوجد مانع من ان يلتقي الامام كما ذكرنا بمن شاء وان ييسر الله لمن شاء لقيا الامام صلوات الله وسلامه عليه. رزقنا الله واياكم وجميع المؤمنين رؤيته واكرمنا بلقياه وهذا في مستوى الامكان واما على مستوى الوقوع هل ان الذي شاهد الامام او شاهد شخصاً ما يتصور انه هذا هو الامام هل هذا هو الامام فعلاً ام لا؟ الحقيقة لايمكن لايمكن الجزم بذلك يعني لايمكن لأحد ان يجزم بأنه مجرد التقى شخصاً ما انه التقى الامام صلوات الله وسلامه عليه، نعم هناك قرائن معينة، قرائن حالية ان صح التعبير يمكن ان يتأكد الانسان من خلالها ان من رآه هو الامام صلوات وسلامه عليه. هذا بصورة اجمالية فيما يرتبط بهذا السؤال.
المحاور: سماحة السيد هنالك شطر اخر في رسالة الاخ احمد عبد الحسين وهو ان قضية ما ذكره بعض العلماء من ان هذه اللقاءات مع بعض ملازمي الامام سلام الله عليه؟
الشوكي: نعم نعم تعرفون ان لله اولياء وايضاً ان للامام سلام الله عليه خدام ولله جنود السموات والارض فقلت ان للانسان ممكن رؤية الامام صلوات الله وسلامه عليه بحد ذاتها ممكنة، قد البعض يقول كيف وهو غائب؟ اذا كان بأمكان الانسان ان يلتقيه فما معنى الغيبة؟ لاقطعاً ليس بهذه الطريقة خصوصاً ما نرى كل من هب ودب يقول رأيت الامام صلوات الله وسلامه عليه وكل من اراد ان يراه رأه فما معنى الغيبة اذن؟ لا وانما في ظروف خاصة اذا اراد الامام صلوات الله وسلامه عليه واذا علم المصلحة في ذلك وهي القضية اولاً مرتبطة بذلك الشخص وليس كل من هب ودب وفي كل ظرف يمكن ان يلتقي بالامام وايضاً مرتبطة بالامام اذا رأى مصلحة في ذلك واراد ذلك فيقرر ان يلتقي به صلوات الله وسلامه عليه اذن المسئلة من ناحية الامكان ممكنة بشروطها وظروفها لكن من ناحية الوقوع هل يمكن للانسان ان يجزم بأن ما رآه فعلاً هو الامام ربما يكون شخص من الاشخاص، ولي من الاولياء، ربما لاادري ربما يكون لاادري ملك من الملائكة يتمثل له عندما يستغيث مثلاً الله يبعث ملكاً يتجسد، هذا كله ممكن يعني فالجزم بأن من رأه هو الامام، نعم الا كما ذكرنا ببعض القرائن الحالية التي تحف باللقاء والتي يطمئن الانسان من خلالها انه قد رأى الامام فعلاً. هذا ما يبدو لي والله العالم بحقيقة الحال
المحاور: جزاكم الله خيراً سماحة السيد محمد الشوكي الوقت المخصص للفقرة انتهى لو سمحتم نوكل سؤال الاخت التي رمزت بأسمها بسين هاء ان شاء الله الى لقاء مقبل، شكراً لكم
الشوكي: على بركة الله حياكم الله
أيها الإخوة والأخوات، معكم ومع حكاية أخرى من حكايات الفائزين برؤية الطلعة المهدوية الرشيدة والغرة الحميدة، عنوان الحكاية هو:

حذاري من التدليس

الحكاية التالية منقولة من كتاب (حياة آية الله العظمى الشيخ الأراكي رضوان الله عليه)، وقد نقلها العلامة الجليل آية الله السيد نور الدين الآراكي قدس سره الشريف، ويرجع تاريخها إلى عهد الفقيه البارع والعبد الصالح الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر مؤلف موسوعة (جواهر الكلام) التي تعد من أهم الموسوعات الإستدلالية في فقه مدرسة أهل البيت عليهم السلام. قال آية الله السيد نور الدين الآراكي رضوان الله عليه: جاء أحد رجال الدين للعلامة صاحب الجواهر وطلب منه أن يعطيه إجازة يشهد فيها بأنه مجتهد في العلوم الشرعية، ولم يكن العلامة صاحب الجواهر يعطي مثل هذه الإجازة لأحد وقد عرف عنه ذلك، إلا أن هذا الرجل كان يريد العودة من النجف الأشرف إلى وطنه وهو يحمل إجازة أو شهادة الإجتهاد من كبير مجتهديها الشيخ صاحب الجواهر.
ويتابع آية الله السيد نور الدين الآراكي نقل هذه الحكاية قائلا: تعددت مراجعات هذا الرجل للعلامة صاحب الجواهر وهو يصر على أن يكتب له إجازة الإجتهاد إلا أن إصراره لم يثمر وبقي العلامة صاحب الجواهر يرفض منحه هذه الإجازة. وبعد أن رأى الرجل عدم جدوى إصراره طلب من العلامة أن يكتب له أي إجازة شاء، فكتب له إجازة بالتصدي لما يعرف بالمصطلح الحوزوي بالأمور الحسبية، فأخذ الرجل الإجازة وهي مختومة بختم العلامة صاحب الجواهر. ثم كان أن تصرف الرجل في نص هذه الإجازة وأضاف إليها كلمات يفهم منها أن هذه الإجازة تشتمل على شهادة من صاحب الجواهر باجتهاده.
وعاد هذا الرجل إلى وطنه وهو يحمل هذه الإجازة المزورة وكان يعرضها على الناس ويصور نفسه كمجتهد يحظى بتأييد وشهادة كبير مجتهدي النجف الأشرف بإجتهاده!!. وبسبب ذلك حظي هذا الرجل بإحترام كبير من أهل وطنه كان يظهر في تعاملهم معه بالتبجيل في أي محفل أو مجلس يدخله أو عند مروره بالسوق وغيره؛ وأصبح مرجعا لهم بالأمور الشرعية. لكن هذا الرجل لاحظ أن كاسبا كبير السن كان يتجاهله ولايظهر له الإحترام الذي اعتاده من الآخرين بسبب حمله لإجازة الإجتهاد من العلامة صاحب الجواهر، هذا التجاهل أثار حفيظة الرجل ولم يستطع أن يكبت غيضه فذهب إلى ذلك الكاسب وسلم عليه وقال: لماذا تتجاهلني ولاتحترمني مثل بقية الناس؟ أجاب الكاسب: وعليك السلام أيها المدلس في إجازة صاحب الجواهر. صعق الرجل مما سمعه وسأل الكاسب عن كيفية علمه بذلك، فقال: لقد قال مولاي إمام االعصر أرواحنا فداه: لقد دلست وزورت في إجازة العبد الصالح صاحب الجواهر، وعقاب ذلك أن تلبث في النار خمسين حقبا! وعندما سمع الرجل بذلك أعرض عن الرئاسة وتاب الى الله وأخذ يرشد من يراجعه من أهل بلده إلى تقليد المجتهدين الصالحين.
مستمعينا الأفاضل، بقي أن نشير أن الحقب وجمعه (أحقاب) هو المدة الزمنية التي ورد ذكرها في سورة النبأ، وقد ذكر بعض المفسرين أنها تعادل ثمانين عاما. وبهذه الملاحظة نختم حلقة اليوم من برنامج شمس خلف السحاب استمعتم لها من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران، شكرا ودمتم في رعاية الله.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة