البث المباشر

"سورة القيامة" كاملة مكتوبة مع بيان مختصر للسورة

الثلاثاء 14 نوفمبر 2023 - 14:46 بتوقيت طهران
"سورة القيامة" كاملة مكتوبة مع بيان مختصر للسورة

سورة القيامة، هي السورة الخامسة والسبعون من القرآن الكريم، رويَ عن النبي الأكرم (ص) في فضل قراءتها: من قرأ سورة القيامة، شهدتُ له أنا وجبرئيل يوم القيامة أنه كان مؤمناً بيوم القيامة.

 

بِسْمِ اللهِ الرَّ‌حْمَـٰنِ الرَّ‌حِيمِ

لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴿1﴾ وَلاَ أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ﴿2﴾ أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ﴿3﴾ بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ﴿4﴾ بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ﴿5﴾ يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ﴿6﴾ فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ﴿7﴾ وَخَسَفَ الْقَمَرُ﴿8﴾ وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ﴿9﴾

 

يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ﴿10﴾ كَلاَّ لاَ وَزَرَ﴿11﴾ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ﴿12﴾ يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ﴿13﴾ بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ﴿14﴾ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ﴿15﴾ لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ﴿16﴾ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ﴿17﴾ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ﴿18﴾

 

ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴿19﴾ كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ﴿20﴾ وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ﴿21﴾ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ﴿22﴾ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴿23﴾ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ﴿24﴾ تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ﴿25﴾ كَلاَّ إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ﴿26﴾ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ﴿27﴾ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ﴿28﴾ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ﴿29﴾

 

إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ﴿30﴾ فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صَلَّى﴿31﴾ وَلٰكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى﴿32﴾ ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى﴿33﴾ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى﴿34﴾ ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى﴿35﴾ أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى﴿36﴾ أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى﴿37﴾ ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى﴿38﴾ فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى﴿39﴾ أَلَيْسَ ذٰلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى﴿40﴾

 

مضمون سورة القيامة

سورة القيامة، هي السورة الخامسة والسبعون ضمن الجزء التاسع والعشرين من القرآن الكريم، وهي من السور المكية، واسمها مأخوذ من أول آية فيها. وتتحدث عن المسائل المرتبطة في يوم القيامة، من الموت والانتقال إلى الآخرة، وتصف حال الصالحين والطالحين فيها.

 

ومن آياتها المشهورة قوله تعالى: ﴿أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ﴾ والمعنى: كما أنّ الله قادراً على إعادة بناء العظام الميتة في يوم القيامة، فهو قادر على إنشاء أطراف الأصابع، وهي بصمة كل شخصٍ.

 

ورد في فضل قراءتها روايات كثيرة منها ما رويَ عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم: من قرأ سورة القيامة، شهدتُ له أنا وجبرئيل يوم القيامة أنه كان مؤمناً بيوم القيامة.

 

تسميتها وآياتها

سُميت هذه السورة بــالقيامة؛ على أول آية منها، وفيها يقسَم الله تعالى بيوم القيامة؛ وتسمى أيضاً بسورة ( لا أقسم )،[١] وآياتها (40)، تتألف من (164) كلمة في (676) حرف.[٢] وتعتبر هذه السورة من حيث المقدار من السور المفصلات، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة.[٣]

 

ترتيب نزولها

سورة القيامة من السور المكية،[٤] ومن حيث الترتيب نزلت على النبي صلي الله عليه وآله وسلم بالتسلسل (31)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء التاسع والعشرين بالتسلسل (75) من سور القرآن.[٥]

 

معاني مفرداتها

أهم المفردات في السورة:

(بَنَانَهُ): البنان أطراف الأصابع أو الأصابع كلها.

(فَاقِرَةٌ): الداهية والأمر العظيم.

(رَاقٍ): الراقي: طالب الشفاء.

(مَّنِيٍّ يُمْنَى): المني: هو الماء الذي يتكون منه الجنين، ويمنى بمعنى: يُراق ويُصب.

(عَلَقَةً): العلقة قطعة دم متجمدة.[٦]

 

محتواها

محتوى السورة يتحدث عن المسائل المرتبطة بأشراط الساعة. كما تُشير إلى المسائل المتعلّقة بأحوال الصالحين والطالحين في يوم القيامة، والمسائل المتعلقة باللحظات العسيرة للموت والانتقال إلى العالم الآخر. كما تُشير أيضاً إلى الأبحاث المتعلّقة بالهدف من خلق الإنسان.[٧]

 

من آياتها المشهورة

قوله تعالى: ﴿أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ﴾[٨] جاء في كتب التفسير: أنّ أحد المشركين كان جاراً للنبي صلي الله عليه وآله وسلم فسأل النبي صلي الله عليه وآله وسلم عن أمر القيامة، فأخبره بها، فقال للنبي: لو عاينت ذلك اليوم لم أُصدقك، أو يجمع الله هذه العظام؟ فنزلت هذه الآيات وأجابته على ذلك، ولذا قال فيه النبي صلي الله عليه وآله وسلم «اللهم أكفني شرّ جاري السوء».[٩] والخطوط الموجودة في أطراف الأصابع هي المُعرّفة لشخص الإنسان، ولذا صار بصم الأصابع في عصرنا هذا أمراً علمياً، وبهذه الطريقة يمكن كشف الكثير من السرّاق والمجرمين.[١٠]

قوله تعالى: ﴿لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ﴾[١١] الخطاب فيه للنبي صلي الله عليه وآله وسلم، ومعنى الآية: لا تحرّك بالوحي لسانك؛ لتأخذه عاجلاً، فتسبقنا إلى قراءته ما لم نقرأه بعد، وقيل: إنّ علينا أن نجمعه في صدرك بحيث لا يذهب عليك شيء من معانيه وأن نُثبّت قراءته في لسانك بحيث تقرأه متى شئت.[١٢]

 

فضيلتها وخواصها

وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:

عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم: «من قرأ سورة القيامة، شهدتُ له أنا وجبرئيل يوم القيامة أنه كان مؤمناً بيوم القيامة».[١٣]

عن الإمام الصادق عليه السلام: «من أدمن قراءة (لا أقسم) وكان يعمل بها، بعثه الله مع رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم في قبره بأحسن صورة، يُبشّره ويضحك في وجهه حتى يجوز الصراط والميزان».[١٤]

 

ووردت خواص كثيرة، منها:

عن الإمام الصادق عليه السلام: «قراءتها تُخشِّع، وتجلب العفاف والصيانة، ومن قرأها لم يخف من سلطان، وحُفِظ في ليله ونهاره باذن الله تعالى».[١٥]

--------------

الهوامش

  1. الطوسي، تفسير التبيان، ج 11، ص 425؛ الألوسي، روح المعاني، ج 29، ص 210.
  2. الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1259-1260.
  3. معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313.
  4. الرازي، التفسير الكبير، ج 30، ص 189؛ الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 679.
  5. معرفة، التمهيد في علوم قرآن، ج 1، ص 166.
  6. الموسوي، الواضح في التفسير، ج 16، ص 457-469.
  7. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 19، ص 120.
  8. سورة القيامة: 3-4.
  9. الألوسي، روح المعاني، ج 29، ص 212.
  10. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 19، ص 123.
  11. سورة القيامة: 16-17.
  12. الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 20، ص 119.
  13. الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 4، ص 1724.
  14. الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 679.
  15. البحراني، تفسير البرهان، ج 10، ص 69.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة