البث المباشر

أركان معرفة إمام العصر/علامة وتخلع العرب أعنتها/إسألني حاجتك

الجمعة 15 مارس 2019 - 14:22 بتوقيت طهران

(الحلقة:279)

موضوع البرنامج:
أركان معرفة إمام العصر
علامة وتخلع العرب أعنتها
إسألني حاجتك

 

خليفة رب العالمين وظله

 

على ساكن الغبراء من كل ديار

 

هو العروة الوثقى الذي من بذيله

 

تمسك لا يخشى عظائم أوزار

 

امام هدى لاذ الزمان بظله

 

وألقى إليه الدهر مقود خوار

 

ومقتدر لو كلف الصم نطقها

 

بأجذارها فاهت إليه بأجذار

 

علوم الورى في جنب أبحر علمه

 

كغرفة كف أو كغمسة منقار

 

فلو زار أفلاطون أعتاب قدسه

 

ولم يعشه عنها سواطع أنوار

 

رأى حكمة قدسية لا يشوبها

 

شوائب أنظار وأدناس أفكار

 

بإشراقها كل العوالم أشرقت

 

لما لاح في الكونين من نورها الساري

 

*******


بسم الله وله الحمد والثناء على أن عرفنا بأمام زماننا الذي تنجي موالاته من ميتة الجاهلية قائم آل محمد صلى الله عليه وآله وأجمعين. السلام عليكم إخوة الايمان ورحمة الله، تحية طيبة نستهل بها لقاء آخراً من برنامج شمس خلف السحاب وقد إفتتحناه بأبيات من قصيدة الشيخ الفقيه العارف البهائي رحمه الله المعروفة بأسم (وسيلة الفوز والأمان في مدح صاحب الزمان عليه السلام). أما فقرات البرنامج الاخرى فهي: عقائدية مستفادة من حديث للإمام الحسين عليه السلام عنوانها: أركان معرفة إمام العصر وإجابة من سماحة السيد محمد الشوكي عن سؤال بشأن: علامة وتخلع العرب أعنتها ثم حكاية مؤثرة عنوانها:إسألني حاجتك

*******


نبدأ اعزاءنا بالفقرة العقائدية التي وضعنا لها العنوان التالي:

أركان معرفة إمام العصر


روي في عدة من مصادرنا الحديثية المعتبرة مسنداً عن مولانا الإمام الحسين عليه السلام قال: في التاسع من ولدي سنة من يوسف، وسنة من موسى بن عمران وهو قائمنا أهل البيت يصلح الله تبارك وتعالى أمره في ليلة واحدة. وقال الإمام الحسين صلوات الله عليه أيضاً: "قائم هذه الأمة هو التاسع من ولدي وهو صاحب الغيبة وهو الذي يقسم ميراثه وهو حي".

*******


يشتمل هذا الحديث الشريف على عدة من أركان معرفة إمام العصر بقية الله المهدي – عجل الله فرجه – حسب عقيدة مدرسة الثقلين القرآن وأهل بيت النبوة – عليهم السلام –. الركن الاول: معرفة هوية امام العصر والمهدي المنتظر وكونه التاسع من ولد الإمام الحسين عليه السلام كما نصّ على ذلك جده النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – في أحاديث عدة صحت روايتها من طرق الفريقين. الركن الثاني: إن له – عجل الله فرجه – غيبة طويلة يظن بسببها بعض الناس أنه مات، أو يعمد البعض وبدوافع متعددة الى الإيحاء لشيعته كذباً بموته لإغفالهم عن الدين الحق. ولأجل تحقيق ذلك يقومون بتقسيم ميراثه وهو حي كما أخبرنا بذلك مولانا الإمام الحسين عليه السلام قبل قرنين من وقوع ما أخبر عنه في الواقع العملي كما جاءت بذلك الروايات الصحيحة. الركن الثالث: من أركان المعرفة الصحيحة بالإمام المهدي التي يبينها لنا إمامنا الحسين – عليه السلام – في حديثه المتقدم، هو الإعتقاد بأجراء الله لسنن الأنبياء – عليهم السلام – في وليه المهدي الموعود – عجل الله فرجه. ولا غرابة في ذلك وقد هدتنا كثير من النصوص الشريفة قرآناً وسنة أن الله عزوجل يحقق على يد خاتم الأوصياء بقيته المنتظر أهداف جميع رسالات الأنبياء سواء في ولادته أو غيبته أو ظهوره – عجل الله فرجه –. وقد ذكر الإمام الحسين عليه السلام في الحديث المتقدم إثنتين من هذه السنن ترتبطان بغيبات الأنبياء عليهم السلام، الأولى سنة نبي الله يوسف الذي غاب عن أهله لكيدهم له وعدم إستعدادهم لنصرته لكنه – عليه السلام – بقي يرعاهم من بعيد. و الثانية سنة نبي الله موسى الذي غاب أيضاً عن مصره وبلده و أهله، عندما عزم فرعون على قتله. وكلا هذين العاملين متوفران فيما يرتبط بغيبة مولانا الإمام المهدي كما هو واضح لمن تدبر في سيرته – عجل الله فرجه –.

*******


أيها الأخوة والأخوات، أما الركن الرابع للمعرفة الصحيحة بمولانا المهدي الموعود – عجل الله فرجه ، فهو الإعتقاد أن أمر الإمام المنتظر في غيبته وظهوره بيد الله عزوجل، وقد شاء الله أن يظهر عدله ودينه على الدين كله بواسطة وليه المهدي، ولذلك فلا يمكن لشيء أن يمنع ذلك. وهذه الحقيقة يشير إليها الامام الحسين عليه السلام بالتنبيه الى إصلاح الله لأمر ظهور وليه المهدي – عجل الله فرجه – في ليلة واحدة.

*******


مستمعينا الأكارم، ندعوكم الآن للإستماع الى الإتصال الهاتفي التالي والإجابة عن أسئلتكم للبرنامج: المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم سلام من الله عليكم احبائنا اهلاً بكم في هذه الفقرة من فقرات برنامج شمس خلف السحاب، معنا عبر الهاتف مشكوراً سماحة السيد محمد الشوكي يتفضل بالاجابة عن اسئلتكم للبرنامج، سلام عليكم سماحة السيد الشوكي: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته المحاور: سماحة السيد مجموعة من الرسائل وردت عبر البريد الالكتروني وبعضها ايضاً اتصالات هاتفية فيما يرتبط بالحوادث التي شهدتها عدة من البلدان العربية بدأً من تونس، مصر، الجزائر، الحركات الثورية الاحتجاجية، ليبيا وغيرها، الاخوة والاخوات يسألون منهم الاخ سامي عن هذه الحوادث، هل ورد ذكرها ضمن علامات ظهور الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف؟ تفضلوا سماحة السيد الشوكي: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين المعصومين المحاور: صلوات الله عليهم الشوكي: الحقيقة عندما نطالع الروايات المتضمنة لعلامات الظهور نلمح فيها ان حالة من الاضطراب وحالة من الفوضى السياسية تعم المنطقة بصورة عامة وهذه الفوضى السياسية حقيقة ربما تكون ناشئة ايضاً من فوضى ثقافية وفوضى اقتصادية وظروف اقتصادية صعبة يمر بها المجتمع الاسلامي بل ربما هذه الفوضى لاتقتصر على العالم الاسلامي وانما هي حالة عالمية نتيجة لكثرة الظلم ونتيجة لتصاعد وتيرة الجور على الارض الذي هو من العلامات الواضحة التي ذكرت في الروايات الشريفة، نتيجة للاحداث الارضية من زلازل وكوارث طبيعية وبيئية تحدثت عنها الروايات الشريفة كثيراً كذلك حوادث عسكرية، اقتتال وماشابه ذلك من حروب، ايضاً الكوارث الصحية، الامراض المعدية والسارية كذلك تحدثت عنها الروايات الشريفة ازمات اقتصادية خانقة يمر بها العالم، غلاء الاسعار، قلة الموارد الطبيعية، حالة من الضنك الشديد الاقتصادي والسياسي هذا الضنك هو الذي يجعل الناس يعني الحكمة من هذا الضنك هو الذي يجعل الناس يتطلعون الى فجر جديد والى امل جديد، ييأسون من الاوضاع ومن الحركات الارضية والتيارات المادية من ان تحل مشكلتهم فيصير توجه كبير نحو الله تبارك وتعالى ونحو الدين ونحو اولياء الله تبارك وتعالى ونحو الامام المهدي صلوات الله وسلامه عليه بحيث تصل البشرية الى حالة من اليأس التام وتتطلع الى هذا الفجر الجديد اذن الفوضى والاضطرابات هي نتيجة طبيعية لهذه الامور التي ذكرتها قبل قليل ويظهر من الروايات انها لاتخص المنطقة الاسلامية وانما هي حالة عالمية، نعم المنطقة الاسلامية سيكون نصيبها اوفر واكثر من هذه المسائل، هذه القضايا واردة في الروايات وواضحة في الروايات لكن المشكلة هو في تطبيقها على الاوضاع الحالية، تعرفون ان المنطقة الاسلامية في تاريخها الطويل مرت بموجات كبيرة من الفوضى وحالات كبيرة من الضيق الاقتصادي والسياسي ومرت بثورات فتطبيق مضامين الروايات على هذه الحالة وعلى هذا المقطع الزمني لايمكن لأحد ان يجزم به والجزم به مجرد تمحل وقول بالظن لايملك احد الدليل على اقامته وانا ادعو الاخوة الكرام ان لايستعجلوا في التطبيق وانا قد نهينا عن الاستعجال في التطبيق وقال الائمة عليهم السلام " هلك المحاضير هلك المحاضير" والمحاضير هم المستعجلون في هذا الامر اذن اقول نحن نفهم من الروايات حالة فوضى سياسية، حالة فوضى اقتصادية، ضنك، جوع، فتن عمياء تقع فيها المنطقة لكن تطبيقها على مقطع زماني معين هذا مالايملك احد الدليل عليه، نحن نأمل ان يكون الفرج قريباً ان شاء الله تعالى المحاور: ان شاء الله الشوكي: ويأتي الامام عليه السلام ليخلص البشرية من الظلم والجور والاضطهاد الذي تعاني منه طوال تاريخها الحقيقة وقد بلغ السيل الزبى. المحاور: سماحة السيد محمد الشوكي هنالك ايضاً سؤال فرعي فيما يرتبط بالعبارة الورادة في بعض الاحاديث الشريفة "وتخلع العرب اعنتها" بهذا المضمون ايضاً رسائل تسأل عن هذه العبارة وعلاقتها بهذه الحوادث والاحداث ولكن الاجابة عن هذا السؤال لو سمحتم نوكلها الى اللقاء المقبل ان شاء الله الشوكي: على بركة الله

*******


أعزاءنا مستمعي إذاعة طهران، أما الآن فقد حان موعدكم مع حكاية هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب وقد إخترنا لها العنوان التالي:

إسألني حاجتك


راوي حكاية هذا اللقاء هو العالم الجليل السيد التقي محمد باقر الموسوي وقد كتبها بخطه على هامش نسخته من كتاب النجم الثاقب لآية الله المحدث الشيخ حسين النوري. كما ذكر ذلك حجة الإسلام الزاهدي في كتابه عشاق المهدي عليه السلام. ويعود تاريخ الحكاية الى حدود سنة ۱۳۷۷ للهجرة أي قبل ما يزيد على أربعة وخمسين سنة قمرية. وقد جرت لأحد العلماء الزهاد المتعبدين من مجاوري الإمام الرضا عليه السلام، كان السيد محمد باقر الموسوي قد أنس برفقته سنين طويلة لزهده وتقواه وورعه. وملخص الحكاية هو أن أحد أهل العلم من أصدقاء الزاهد المشهدي رضوان الله عليه كان قد طلب منه أن يأتي في إحدى الليالي للمبيت في حجرته في مدرسة (خيرات خان) التي كانت يومذاك في جوار الحرم الرضوي وأصبحت جزءً منه اليوم. وافق هذا العبد الصالح على طلب صديقه الذي ذهب الى قريته لزيارة أهله والمبيت عندهم تلك الليلة. أما هذا العبد الزاهد فقد كان ملتزماً بزيارة مرقد الإمام الرضا – عليه السلام – والتعبد لله عزوجل فيه بالزيارة والصلاة وتلاوة القرآن والدعاء وهذا ما واصله في تلك الليلة أيضا ، لكنه غفل عن الوعد الذي قطعه لصديقه على نفسه، ولم ينتبه إلا في وقت متأخر من الليل وفي وقت كانت فيه باب المدرسة الدينية قد أغلقت...

*******


ورغم علمه بأغلاق باب المدرسة قبل تلك الساعة التي توجه فيها مسرعاً إليها، دون أن يغفل هذه المرة عن التوسل الى الله عزوجل بوليه صاحب الزمان –عليه السلام، داعيا أن يعينه للوفاء بوعده. وكان أن استجاب الله له توسله ودعاءه. فعندما وصل المدرسة وجد بابها مفتوحاً خلافاً للمعتاد، فظن للوهلة الأولى أن خادم المدرسة قد نسي إغلاقه ، فدخل المدرسة مسروراً، وكانت المفاجأة ، وكان حصوله على فوق ما كان يرجوه!

*******


يقول الزاهد المشهدي في بيان ما جرى: رأيت عند الحوض الصغير في المدرسة شخصين أحدهما شيخ كبير والثاني شاب، ووجدت نفسي مشدوداً للنظر اليهما، فألتفت الى نور يسطع من وجه الشاب وهو يضيء جو المدرسة، فتعجبت من ذلك، فناداني السيد الشاب بأسمي وسألني عن حالي، فأجبت وقد شعرت بحالة عجيبة، حالتي جيدة. فقال السيد: لديك حاجة، قل ماهي؟ كرر عليّ هذا القول عدة مرات وهو يبتسم، لكنني كنت في حيرة من أمري ولم أتذكر أياً من حاجاتي فقلت: شكراً لكم الفضل. كنت متسمراً في مكاني دون حركة.. ثم توجها الى باب المدرسة، فقال لي الشيخ الطاعن في السن وقد إقترب مني: هل عرفت هذا الرجل؟ أجبت: لا، لم أره من قبل قال: إنه إمام الزمان، فأساله حاجتك. ومرة أخرى لم أتذكر شيئاً ولم أستطع أن أطلب منه شيئاً. حتى خرجا من باب المدرسة، وعندما إنتبهت الى حالي، فركضت مسرعاً خلفهما، وفتحت الباب ونظرت بأمعان لم أر أحداً!

*******


إنتهي أعزاءنا مستمعي إذاعة طهران، لقاؤنا بكم ضمن هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب تقبل الله منكم حسن الإصغاء وفي أمان الله.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة