البث المباشر

الغيبة ومنتحلو الامامة/ قتل الشيطان في الدولة المهدوية/ انما جئت للدعاء لكم

الأربعاء 13 مارس 2019 - 15:11 بتوقيت طهران

(الحلقة:270)

موضوع البرنامج:
الغيبة ومنتحلو الامامة
قتل الشيطان في الدولة المهدوية
انما جئت للدعاء لكم

ياخاتم الغر الميامين الأولى

 

سبقوا البرية في تقى وسماح

 

وممهد الدنيا بإمرة عادل

 

في ضرب مرهفة وطعن رماح

 

ما آن أن يبدو جمالك مشرقا

 

في فتية بيض الوجوه صباح

 

ولواء جدك فوق رأسك خافق

 

بالنصر والإقبال والإنجاح

 

والجيش من تحت اللواء مهلل

 

يختال بين ذوابل وصفاح

 

*******


بسم الله وله الحمد الرحمن الرحيم وأزكى الصلوات وأتم التسليم على مجاري فضله العميم محمد وآله الطاهرين، السلام عليكم أيها الأعزاء. الأبيات المتقدمة كانت من قصيدة للأديب الولائي الشيخ محمد الصحاف من مجموعة أبيات مؤثرة في التشوق لظهور بقية الله المهدي الموعود أنار الله عيوننا وعيونكم بنور طلعته الرشيدة وغرته الحميدة. وفي هذا اللقاء من برنامج شمس خلف السحاب نقدم لكم الفقرات التالية: *عقائدية عنوانها الغيبة ومنتحلوا الامامة * تليها اجابة من خبير البرنامج سماحة السيد محمد الشوكي عن سؤال بشأن قتل الشيطان في الدولة المهدوية * وحكاية عنوانها انما جئت للدعاء لكم * نتمنى من الله لكم أنفع الاوقات وأطيبها مع فقرات البرنامج، ونبدأ بالفقرة العقائدية التي انتخبنا لها العنوان التالي:

*******

 

الغيبة ومنتحلو الامامة


قال امامنا ومولانا أمير المؤمنين سلام الله عليه في خطبة ذكر فيها غيبة الامام المهدي –عجل الله فرجه: "أيها الناس، ان المنتحلين للامامة من غير أهلها كثير ولو لم تتخاذلوا عن مر الحق ولم تهنوا عن توهين الباطل لم يتشجع عليكم من ليس مثلكم ولم يقومن قوي عليكم وعلى هضم الطاعة وازوائها عن أهلها ولكن تهتم كما تاهت بني إسرائيل على عهد موسى –عليه السلام"

*******


ايها الاخوة الأعزاء المتابعون للبرنامج يتذكرون أننا ومنذ عدة حلقات من البرنامج نستلهم بعض الحقائق المعرفية الضرورية المرتبطة بقضية الامام المهدي –أرواحنا فداه – من هذه الخطبة العلوية التي رواها ثقة الاسلام الكليني في كتاب الكافي وفي مقطع هذه الحلقة يعرفنا مولانا أمير المؤمنين علي _عليه السلام_ بالسبب الرئيسي الذي أدى الى غيبة سليله المهدي الموعود والذي يؤدي أيضاً الى طول هذه الغيبة.فما هو هذا السبب؟! الاجابة نجدها واضحة في النص العلوي المتقدم فهذا النص يبين بكل وضوح أن سبب الغيبة وطولها يكمن في عاملين هما: الاول دور (منتحلي الامامة) أي أدعياء قيادة المسلمين من الذين لا تتوفر فيهم شروط الامامة الحقة التي ذكرتها النصوص الشريفة قرآناً وسنة وهؤلاء هم (الأئمة المضلون) الذين ذكرهم النبي الأكرم _صلى الله عليه وآله_ وحذر منهم في كثير من أحاديثه الشريفة المروية من طرق الفريقين: واعتبرهم الخطر الأشد الذي يخاف منه على أمته بعد رحيله – صلى الله عليه وآله – وأن خطرهم أشد من خطر الدجال كما ورد في الأحاديث الشريفة.

*******


ان خطر منتحلي الامامة أو الائمة المضلين يكمن في أمرين، الاول اضلال الناس وابعادهم عن الامامة الالهية الحقة التي يمثلها في عصرنا الحاضر مولانا صاحب الزمان –أرواحنا فداه – وبالتالي اغراقهم في مستنقعات الضلال والابتعاد عن القيم الالهية التي يدعو لها أئمة العترة المحمدية _عليهم السلام_. أما الامر الثاني فان منتحلي الامامة أو الائمة المضلين يجندون كل امكاناتهم كما هو واضح لابادة واستئصال أئمة الهدى المحمدي _عليهم السلام_ لأنهم يرون فيهم _عليهم السلام_ الخطر الأساس الذي يهدد وجودهم وسلطتهم ومطامعهم، ولذلك عملوا في قتل وتشريد أئمة العترة _عليهم السلام_ وهم يهددون باستمرار خاتم الأوصياء _عجل الله فرجه_ بالقتل قبل تحقق الأهداف الالهية المكلف بها عليه السلام. وهذا هو السبب المباشر للغيبة.

*******


أيها الافاضل أما العامل الثاني فهو تهاون المسلمين في مجاهدة الباطل والصبر على مر الحق، وهذا ما سنتحدث عنه في الحلقة المقبلة من البرنامج. المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم احبائنا تحية طيبة، نلتقيكم في هذه الفقرة من برنامج شمس خلف السحاب ومعنا مشكوراً على خط الهاتف للاجابة عن اسئلتكم للبرنامج سماحة السيد محمد الشوكي، سماحة السيد سلام عليكم الشوكي: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته المحاور: سماحة السيد الاخ مجيد كاظم بعث برسالة عبر البريد الالكتروني وفيها سؤال عن معنى قتل الشيطان في زمن الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، ذكرت الاحاديث الشريفة يقول الاخ مجيد كاظم بأن الشيطان يقتل في زمن الامام المهدي عليه السلام وانه اي يوم ظهور الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه هو اليوم المعلوم الذي امهل الله ابليس اللعين اليه، يقول هل ستنتهي وساوس الشيطان، لاتبقى هنالك محفزات للوقوع في الانحرافات؟ تفضلوا سماحة السيد الشوكي: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين المعصومين المحاور: صلوات الله عليهم الشوكي: الحقيقة نعم ابليس طلب من الله تبارك وتعالى ان ينظره الى يوم القيامة فقال " "قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ" (سورة الأعراف۱٤ ) ولكن الله تعالى لم يمهله ولم ينظره الى يوم القيامة فلم يقل نعم امهلتك الى يوم القيامة، ماذا قال ابليس؟ "قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ" (سورة الأعراف ۱٤و۱٥ )"، الى يوم يبعثون؟ لا، الى وقت اليوم المعلوم فأذن هو منظور منظر وممهل الى يوم الوقت المعلوم، ماهو الوقت المعلوم؟ رواياتنا كما عن الصادق صلوات الله وسلامه عليه والرضا وغيرهم من ائمة اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم قالت بأن يوم الوقت المعلوم هو ظهور الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف فقد روى الطبري الامامي في دلائل الامامة والعياشي رحمة الله عليه في تفسيره وغيرهم عن اسحق بن عمار في بعض الاخبار وفي بعض الاخبار عن شخص اخر، عن وهب بن جميع مثلاً، الامام الصادق صلوات الله وسلامه عليه يسأله عن الوقت المعلوم فقال له الامام "ياوهب أتحسب انه يوم يبعث الله فيه الناس؟ لا، ان الله انظره الى يوم يبعث فيه قائمنا فأذا بعث الله قائمنا كان في مسجد الكوفة وجاء ابليس حتى يجثو بين يديه، على ركبتيه فيقول يا ويلاه من هذا اليوم فيأخذ بناصيته فيضرب عنقه فذلك اليوم هوالوقت المعلوم" اذن هذه الرواية وغيرها من الروايات تدل على ان الوقت المعلوم هو ظهور الامام صلوات الله وسلامه عليه وان الامام عليه السلام يقتل ابليس فبعض الباحثين يرى ان هذه الروايات فيها شيء من المجاز والكناية يعني يقتل ابليس بمعنى يقضي على الشر ويقضي على الشرور والفساد ودواعي الفساد وهذا لابأس به الا انه خلاف ظاهر الروايات الشريفة، الروايات الشريفة ظاهرها انه فعلاً يقتل ابليس والله العالم. نعم مقتل ابليس ليس معناه القضاء على الشر تماماً وعلى الفساد لأن الشر والفساد بجميع انواعه ليس مصدره ابليس فقط، هناك النفس الامارة بالسوء وهنالك اهواء الانسان ونوازع الانسان الشيطانية الداخلية، ابليس الحقيقة هو يمثل دور الموسوس ودورالمسول والمزين وليس له سلطة على الناس، هناك النفس واهواء النفس وما الى ذلك، الشيطان اذا صادف هوى النفس كان عاملاً مساعداً على المعصية، هناك النفس المسولة "بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ" (سورة يوسف ۱۸)هناك النفس الموسوسة، هناك النفس الامارة تصل الى مرحلة انها تأمر بالفحشاء والمنكر فمعنى مقتل ابليس ليس معناه خلو الارض والمجتمع الانساني من دواعي الفساد ودواعي الشر، تبقى النفس وغرائز الانسان واهواء الانسان ونوازع الانسان، هذه كلها عوامل فساد، نعم الامام المهدي صلوات الله وسلامه عليه من خلال تربيته للنفوس، من خلال تهذيبه للنفوس يحاول ان يصل بالمجتمع البشري الى مرحلة متقدمة من الكمال والله العالم. المحاور: سماحة السيد محمد الشوكي شكراً جزيلاً، اشارة فيما يرتبط بمجيء ابليس ويجثو بين يدي الامام سلام الله عليه كأنه في ذلك اشارة الى التمثل يعني يتمثل بأعتبار انه يتمثل بهيئة انسانية كما ورد ذلك في حوادث متفرقة، أليس كذلك؟ الشوكي: لا لاحظوا هو بالنسبة الى الجن يعني صحيح هم من جنس اخر ولايراهم الكثيرون ولكن في بعض الاحيان يتمثلون، الشيطان تمثل وفي رويات في يوم بدر ويوم مكيدة اغتيال النبي صلى الله عليه واله وسلم وغير ذلك تمثل الشيطان على شكل انسان، هذا وارد ولكن الائمة واولياء الله لهم القدرة ان يعرفوا الشيطان ويتعاملوا مع الجن.

*******


معكم أيها الاحباء من اذاعة طهران والفقرة الأخيرة من برنامج شمس خلف السحاب وهي حكاية معبرة اخرى من حكايات الفائزين بالألطاف المهدوية.

*******

 

انما جئت للدعاء لكم


أيها الأكارم يوجد في مسجد صاحب الزمان _عليه السلام_ في قرية جمكران من ضواحي مدينة قم المقدسة قسم خاص لتسجيل الكرامات التي يظهرها الله عز وجل في هذا المسجد المبارك. وحكاية هذه الحلقة من الكرامات المدونة في هذا السجل في الصفحة أربع وثلاثين وقد جرت لأحد أهل مودة العترة المحمدية الطاهرة هو الحاح التقي علي أسائي، وقصته شبيهة من جهة بحكاية آية الله العارف الشيخ حسن علي النخودكي الاصفهاني المدفون في الصحن العتيق من المشهد الرضوي وهو صاحب الكرامات المشهورة المجمع على صدقها بين المؤمنين. وقد نقلنا حكايته في لقاء سابق، وننقل لكم اليوم حكاية الحاج علي.

*******


كان الحاج علي أسائي من الملتزمين بزيارة مسجد صاحب الزمان في جمكران ليالي الأربعاء في تلك الأعوام التي كان زوار المسجد قلة. لقد التزم بذلك رغم أنه كان يعيش أزمة مالية في مجال عمله، واستمر حاله على ذلك الى أن وقعت له حادثة غريبة يحدثنا عنها بقوله: كنت أطوي بسيارتي الطريق بين تقاطع مستشفى (فاطمي) وحرم السيدة فاطمة المعصومة _عليها السلام_ فلمحت عند أول زقاق (أرك) سيداً نير الطلعة بهيبة خاصة يقف هناك، وجدت نفسي ودون اختيار مني أضغط على فرامل السيارة لتقف بسرعة فقلت للسيد: تفضلوا بالركوب.. فأجاب بالقبول فتحركت لكنني ووجدت نفسي – ودون اختيار مني أيضاً – أستدير مغيراً مسيري السابق متحركاً باتجاه قرية جمكران. ولما وصلت بالقرب من مسجدها، قال لي ذلك السيد النير الذي لم يتحدث بشيء طول الطريق … توقف هنا. فتوقفت بدون اختيار للمرة الثالثة. فنزل من السيارة وأعطاني خمسة تومانات فرفضت اخذها وقلت لم أبتغ من ايصالك مالاً فقال: خذها لتكون رأسمال ٍ لك في جيبك! أعدت كلامي فأعاد عبارته الأولى ثانية، فقبلت وأخذت المال وقلت له: أسألك الدعاء ياسيد، فقال لي: "انما جئت الى هنا للدعاء لكم" . تحركت بالسيارة قليلاً، ثم تساءلت في نفسي: الى أي جهة ذهب السيد، نظرت الى ما حولي فلم أجد أحداً، فشعرت في قلبي أنني قد تشرفت من دون أن أعلم بلقاء مولاي امام العصر – أرواحنا فداه … وببركة تلك التومانات الخمسة تحسنت أوضاع عملي بالكامل وبصورة مفاجئة.

*******


وفي تتمة حكاية الحاج علي أسائي تظهر له كرامة أخرى تزيد في يقينه في أن ما تفضل به الله عز وجل كان ببركة مولاه صاحب الزمان –عليه السلام: بقيت على تلك الحالة المرفهة الى أن حدث ذات يوم أنني أوصلت أثناء عملي عدداً من المسافرين من أهل يزد الى مقصدهم وعندما أعطوا أجرة النقل كان علي أن أرجع لهم خمس تومانات فلم أجد في جيبي سوى تلك التومانات الخمسة التي استلمتها من ذلك السيد النير فاضطررت لدفعها لهم، واثر ذلك عادت الأزمة المالية لي من جديد وتحت شدة وطأتها خاطبت امام زماني قائلاً: يامولاي أنا لم ارد تضييع رأسمالي السابق، لقد ضاقت علي مسالك العيش فأبعث لي برأسمال جديد أحتفظ به. واثر ذلك كنت أسير بسيارتي في شارع (خاكفرج) بأتجاه مقبرة (وادي السلام) فرأيت رجلاً طاعناً في السن ذا طلعة نيرة، فوقع حبه في قلبي فتوقفت له وأوصلته الى مقصده، وعندما اراد أن يدفع لي الاجرة: قلت: لاحاجة للاجرة … فابتسم وقال: اجعلها رأسمال لك تحتفظ به في جيبك فتذكرت فوراً الحادثة السابقة، ففرحت وأخذتها منه وأنا على يقين أنها من مولاي امام العصر – أرواحنا فداه – وانه قد بعثها بواسطة ملازمه الخضر _عليهما السلام_...فقد غاب الرجل عن ناظري فجأة أيضاً!!

*******


انتهى أحباءنا الوقت المخصص لهذا اللقاء من برنامج (شمس خلف السحاب) شكراً لكم والسلام عليكم.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة