البث المباشر

وصايا علوية لأهل عصر الغيبة/حوار مع الشيخ علي الكوراني حول الإضطراب السياسي وعلائم الظهور/لم يعد الشيخ بحاجة للعون

الأربعاء 13 مارس 2019 - 13:54 بتوقيت طهران

(الحلقة : 261)

موضوع البرنامج:
وصايا علوية لأهل عصر الغيبة
حوار مع الشيخ علي الكوراني حول الإضطراب السياسي وعلائم الظهور
لم يعد الشيخ بحاجة للعون


فديتك يا أبن العسكري الى متى

نعاني العنا من كل ذي ترة رذل

فقم يا ولي الله وانهض بعزمة

من الله منصورا على كل مستعلي

لأن ظن بالنصر المؤزر معشر

فإني معد النصر من عالم الظل

ولائي دليلي والمهيمن شاهدي

وعلمك بي حسبي من القول والفعل

فدونك نصري باللسان طليعة

لنصري إذا طالعت نورك يستعلي

أتت من عبيد مت اسما و نسبة

له منك حبل غير منقطع الوصل

فمن علينا بالقبول فإنها

أشق على الأعدا من الرشق بالنبل

عليك سلام الله مبلغ فضله

ومالك من فضل على كل ذي فضل

*******


بسم الله وله الحمد والمجد إله العالمين وصلى الله على صفوته من الخلائق أجمعين محمد واله الطاهرين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين على بركة نلتقيكم في حلقة جديدة من برنامجكم شمس خلف السحاب. رضوان الله على العارف الجليل والفقيه الولائي التقي السيد مهدي بحر العلوم الذي إخترنا لمطلع هذه الحلقة أبياتاً ولائية من شعره في التشوق لمولاه بقية الله المهدي وتجديد البيعة والنصرة له أما باقي فقرات هذا اللقاء فهي:
تربوية عنوانها وصايا علوية لأهل عصر الغيبة
وإجابة من سماحة الشيخ علي الكوراني عن سؤال بشأن: الإضطراب السياسي وعلائم الظهور
ثم حكاية مؤثرة ومعبرة عنوانها هو لم يعد الشيخ بحاجة للعون

*******


نتمنى أن تقضوا مستمعينا الأفاضل أطيب الأوقات مع فقرات البرنامج وندعوكم لمتابعة في فقرة عنوانها:

وصايا علوية لأهل عصر الغيبة


روي عن مولانا أمير المؤمنين – عليه السلام – قال: " للقائم منا غيبة أمدها طويل ... ألا فمن ثبت منهم على دينه ولم يقس قلبه لطول غيبة إمامه فهو معي في درجتي يوم القيامة ".
وعنه – عليه السلام – أنه قال مخاطباً لولده الحسين – سلام الله عليه : " التاسع من ولدك يا حسين هو القائم بالحق المظهر للدين الباسط للعدل ... ولكن بعد غيبة وحيرة لا يثبت فيها على دينه الا المخلصون المباشرون لروح اليقين الذين أخذ الله ميثاقهم بولايتنا وكتب في قلوبهم الأيمان وأيدهم بروح منه ".
وروي في كتاب الغيبة للشيخ النعماني مسنداً عن الامام الصادق – عليه السلام – قال : زاد الفرات على عهد أمير المؤمنين – عليه السلام – فركب هو وإبناه الحسن والحسين، فمر بثقيف فقالوا: قد جاء علي يردّ الماء، فقال علي – عليه السلام – : " أما والله لأقتلن أنا وإبناي هذان وليبعثن الله رجلاً من ولدي في آخر الزمان يطالب بدمائنا وليغيبّن عنهم تمييزاً لأهل الضلالة حتى يقول الجاهل: ما لله في ال محمد حاجة ".

*******


هذه أيها الأعزاء مجموعة من الأحاديث الشريفة التي يخبرنا فيها بطول الغيبة الإمام أمير المؤمنين – عليه السلام – ومن مكنون علم الغيب الذي ورثه من أخيه المصطفى – صلى الله عليه وآله – مما إرتضاه لهم عالم الغيب والشهادة الله تبارك وتعالى.
وقد تقدم في حلقات سابقة الحديث عن طول غيبة المهدي الموعود – عجل الله فرجه – كأحدى أهم خصائص هذه الغيبة إذ إستفاضت أحاديث أهل بيت النبوة – عليهم السلام – في إخبار الأمة بذلك إتماماً للحجة على المنكرين وتقوية لإيمان المؤمنين وتثبيتاً لقلوبهم.
وهذا التثبيت للإيمان الصادق هو ما يدعو له مولانا أمير المؤمنين عليه السلام في أحاديثه المتقدمة، وكأنه يخاطبنا وعموم مؤمني عصر الغيبة بالوصايا التالية:
أولاً : إن أردتم أن تكونوا من رفقائي في الجنة فعليكم أن لا تسمحوا لطول أمد الغيبة بأن يوقعكم في قسوة القلوب.
حافظوا على رقة القلوب بتقوية إيمانكم بأمام زمانكم ودوام إرتباطكم به – عليه السلام – .
ثانياً: عليكم أن تلجئوا الى الله بالوفاء بمواثيق الإيمان بالولاية الحقة فتطلبوا منه عز وجل وبأخلاص أن يثبتكم على الدين الحق ويؤيدكم بروح منه بحيث لا تؤثر عليه الحيرة وطول الغيبة.
ثالثا: إن طول الغيبة المهدوية إمتحان إلهي للخلق يكشف به الحق عن الباطل ويميز به المؤمنين حقاً عن أهل الضلالة فإجتهدوا في التطهر من جميع صفات أهل الباطل والتحلي بصفات المؤمنين حقاً الذي صدقوا ما عاهدوا الله عليه .

*******


نشكر لكم أعزاءنا مستمعي إذاعة طهران جميل إصغاءكم لما تقدم من برنامج شمس خلف السحاب وندعوكم للإستماع الى الإتصال الهاتفي التالي وإجابات ضيف البرنامج سماحة الشيخ علي الكوراني عن أسئلتكم، نستمع معاً:
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم احباءنا وسلام على ضيفنا الكريم سماحة الشيخ علي الكوراني وهو يتفضل مشكوراً بالاجابة عن اسئلتكم للبرنامج معنا على خط الهاتف، سلام عليكم سماحة الشيخ
الكوراني: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المحاور: سماحة الشيخ الاخ ساعد مخلوف او مخلوق عبر البريد الالكتروني بعث برسالة، سؤاله طويل بعض الشيء، الاضطرابات السياسية التي تعيشها المنطقة الاسلامية حالياً هل هي يمكن ان تكون المقصودة بحادث قبيل ظهور الامام المهدي سلام الله عليه، يقول هل اقترب ظهور اليماني والسفياني وموت عبد الله الملك المقصود في افريقيا لعله بهذا المعنى؟ نعم الرجل الاسمر بعد الفتنة الجزائرية وهكذا بعض الحوادث والتطبيقات؟ ماهي اجابتكم سماحة الشيخ عن سؤال الاخ ساعد؟
الكوراني: هذه الاحداث في المنطقة وفي العالم طبعاً لها مشابهات في مراحل متعددة من التاريخ ومايمكنا ان نجزم بها ولكن يمكن ان نأمل ونقول هناك فروق واحداث لم تتحق عبر التاريخ، اليهود لم يكونوا دولة لهم ولم يرجعوا ولم يحشروا في فلسطين ولم يؤتى بهم لفيفاً قبل هذه المدة، الروم لم يحتلوا العراق كما احتلوه في هذه المدة، دخول الانجليز في مطلع هذا القرن لكن لم يكن بهذا الوضوح، الروم نزلوا في الحيرة يعني في النجف واحتلوه وخرجوا كذلك الاحداث التي نراها، ارهاصات اليماني وغيرها وغيرها والحاكم الافريقي الذي قصده الاخ ورد انه حاكم يحكم ويسلم الامر للامام صلوات الله عليه، في عدد من الشعوب بمظاهراتهم عند ظهور الامام صلوات الله عليه يفرضوا التشكيل ويسقطوا حكوماتهم ويشكلوا حكومات موالية للامام سلام الله عليه، نقول لهذا الاخ الكريم لايمكن ان نجزم ونوقت ولكننا نأمل، نأمل لأن هذه الاحداث ومواصفات عصرنا لم تكن في العصور السابقة، نحن نأمل ان نكون قرب ظهور الامام صلوات الله وسلامه عليه وان تتابع الاحداث في اليمن، في الجزيرة، في العراق، في ايران، في فلسطين كما وعدنا النبي والائمة صلوات الله عليهم.
المحاور: سماحة الشيخ يعني ما هنالك قرائن يمكن على اساسها الجزم بأن مثلاً موت عبد الله الذي اشار اليه الاخ انه هو ملك السعودية او ملك الاردن او غيره، مافي قرائن يمكن الاستناد اليها في تحديد مصداق قطعي يعني مئة بالمئة؟
الكوراني: الملك الذي يموت قبل ظهور الامام سلام الله عليه في الحجاز وليس في غيره هذا قطعي وايضاً اسمه عبد الله ومن آل فلان ولكن حتى نجزم انه هو هذا لا، هذا موته يتبعه صراع قبلي وما يتفق بعده على احد فلا يكفي حتى لو ان الان نعي هذا الملك اذا ما سقط النظام وصار صراع ولم يتفقوا على احد لايكون علامة فما عندنا شيء جزمي ونحن لانقول ولانوقت ولكنه العلامات الموعودة نأمل بتحققها ان شاء الله.
 

*******


أيها الأخوات والأخوة، حكاية موثقة ومؤثرة من حكايات الفائزين بالألطاف المهدوية الخاصة، نقدمها لكم ضمن الفقرة التالية وعنوانها:

لم يعد الشيخ بحاجة للعون


مستمعينا الأكارم، ننقل لكم هذه الحكاية من كتاب (عشاق الإمام المهدي) في جزئه حيث نقلها المؤلف عن العبد الصالح الحاج محمد الخزاعي رئيس دائرة خدمة الحرم الرضوي المبارك؛ قال هذا الحاج: في سنة ۱٤۱۲ تشرفت بحج بيت الله الحرام كرئيس لأحد قوافل ضيوف الرحمان، وكان في قافلتنا رجل طاعن في السن من عوائل الشهداء إسمه (الحاج عباس الكاريزنوئي) ، كان الرجل مصاباً بمرض الربو و ضيق النفس الشديد مضطراً لإستخدام جهاز التنفس الصناعي .
وخلال أيام إقامتنا في المدينة المنورة قبل الحج كان يراجع الطبيب بأستمرار للعلاج وذات يوم اخبرونا أنه يحتضر، فسارعنا للذهاب الى غرفته فوجدناه مغمى عليه، وبمعونة جهاز التنفس الصناعي استطعنا بفضل الله معالجته فتحسن حاله قليلاً. وفي مكة المكرمة ادى مناسك العمرة بصعوبة ومشقة بالغة وعندما ذهبنا لعرفات لأداء مناسك حج التمتع ساءت حالته جداً فأضطررنا لنقله الى المستشفى الميداني، وإشتدت حالته سوءً في (منى) وأشرف على الموت، وبعد العلاج السريع أوصانا الطبيب بشدة الإعتناء به بسبب سوء حالته الصحية ... لم يستطع الذهاب معنا لرمي الجمرات فبقي في الخيمة يخدمه بعض الحجاج ... ولكن عندما عدنا بعد رمي الجمرات وتقديم الهدي لم نجده في الخيمة فأشتد قلقنا ...

*******


ويتابع الحاج محمد الخزاعي نقل بقية الحكاية قائلاً: علمنا أن الحاج عباس ذهب – وبعد ذهابنا نحن – بمعية إحدى أرحامه يعينه حاج آخر لرمي الجمرات وهناك ضاع الحاج عباس ...
لم يطل قلقنا كثيراً فبعد فترة وجيزة جاء خدمة القافلة وبعض الحجاج مستبشرين وأخبروني بعودة الحاج عباس الى خيمته فذهبت مسرعاً إليه فوجدته في صحة جيدة ولا أثر لمرض الربو وضيق التنفس عليه ...
سألته عما جرى فأخبرني بسكينة وطمأنينة قائلاً: كنت مع من رافقني الى محل رمي الجمرات ... وهناك فقدتهم فقررت بعد حين العودة الى المخيم وقد إشتدت آلامي لكنني لم أهتد للطريق وقد فقدت القدرة على التركيز فيما حولي ... فمشيت حتى وجدت نفسي في الصحراء بعيداً عن الخيام ... رأيت سيارة واقفة في منطقة خلت من المارة، كانت في السيارة عائلة فأفهمتهم بما أعرفه من العربية أنني أريد ماءً، ولما قدّم لي الأب الماء عرف بأنني من شيعة أهل البيت عليهم السلام فأرجع الماء وطردني فأبتعدت عنهم، فلحقني الأب وقدم لي الماء وهو يقول: اشرب بسرعة وإذهب فأبي غاضب جداً وقد يقتلك ...
حثثت السير لأبتعد عن ذلك الناصبي وبقيت أسير الى قبيل المغرب فساءت صحتي جداً وصعب عليّ التنفس وإستولى عليّ الضعف وأيقنت بالموت دعوت الله بتضرع وتوسلت إليه بأهل بيت نبيه – صلى الله عليه وآله – لاسيما إمام العصر عليه السلام فشعرت بلذة وسكينة إثر هذا الدعاء ورأيت فجأة شجرة قريبة فقلت في نفسي: إنني ميت فلأذهب الى تلك الشجرة لأموت تحت ظلها .

*******


يقول الحاج عباس في تتمه قصته: قبل أن أصل الى الشجرة سمعت صوتاً يناديني بأسمي وبلهجة فارسية، إلتفت الى مصدر الصوت، فشاهدت شاباً يرتدي دشداشة عربية بيضاء وعباءة صفراء مطرزة بحاشيه ... قال لي: تعال يا حاج عباس ...
تقدمت نحوه وأنا أشعر بالخوف لما لقيت من ذلك الناصبي، لكنني عندما وصلت إليه وجدت نفسي – دون إختيار مني – أقبل يده، شممت منه رائحة طيبة لم أشم مثلها من قبل ... قلت في نفسي: لقد نهاني الأطباء من شم العطور، ستسوء حالتي بلا ريب .
فنظر الى الشاب وإبتسم ونفخ على صدري ، ثم قال لي: ماذا تفعل هنا يا حاج عباس أجبت: لقد تهت يا سيدي ولا أعرف محل خيام قافلتي!
لم أستطع أن أذكر له إسم ورقم قافلتي، فذكره هو لي وقال: هل هذا إسم قافلتك قلت نعم ... وقبلت يده للمرة الثانية، فسار معي خطوات قليلة وقال: إنظر الى الأعلى، فنظرت ورأيت البالون الكبير الذي وضعه مركز التائهين قرب خيامنا.
فسألني: هل تستطيع الآن الذهاب الى خيمتك قلت: نعم، إنني أعرف هذه العلامة فقال لي: ارفع رأسك وإنظر اليها جيداً ففعلت وقلت: هي هي العلامة التي عند خيامنا ... ولما إلتفت إليه لم أر أحداً ...
علمت فيما بعد أنني قد ذهبت من منى والمشعر الحرام الى صحراء عرفات وأن الذي أعادني الى خيامنا هو مولاي إمام الزمان – روحي فداه
بكيت بحرقة ولطمت وجهي لشدة تأسفي على فراقه فجائني حاج شيرازي شاب مع والدته كانا قريبين مني وسألني عن سبب بكائي ولطمي فقلت لهما: ألم تريا السيد الذي كان معي بأي إتجاه ذهب؟
أجاب الشاب: أنا لم أر أحداً أما والدته فقالت: لكنني سمعت الحاج يتحدث مع شخص لم أره!
ثم مسحت يدها من خلف عباءتها على يدي ومسحت بها وجهها تبركاً .

*******


يقول الحاج محمد الخزاعي في نهاية هذه الحكاية: وبعد هذه الحادثة تحسنت صحة الحاج عباس بالكامل ولم يعد بحاجة لأدوية معالجة الربو ولا جهاز التنفس الصناعي، بل و ذهب عنه الضعف البدني الذي كان يعاني منه .
لقد شاهدته طوال المدة المتبقية من سفرنا نشيطاً كشاب في مقتبل العمر ولم يعد بحاجة لمعونة أحد حتى إذا أراد الصعود للحافلة !

*******


إنتهي احباءنا مستمعي إذاعة طهران لقاؤنا بكم في هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب شكراً لكم و السلام عليكم.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة