البث المباشر

التمحيص وتقوية البصيرة/حوار مع السيد محمد الشوكي حول الظهور المهدوي المباغت وعلامات الظهور/وكل امامه فدعا له

الإثنين 11 مارس 2019 - 17:43 بتوقيت طهران

(الحلقة: 250)

موضوع البرنامج:
التمحيص وتقوية البصيرة
حوار مع السيد محمد الشوكي حول الظهور المهدوي المباغت وعلامات الظهور
وكل امامه فدعا له

وسوف ينتقم الله العظيم لها

بالقائم المرتجي القمقام ثائرها

أزكي البرايا نجاراً وابن بجدتها

مليكها العدل ناهيها وآمرها

مشيد الحق هادي الخلق منتظرٌ

محجّبٌ بسناه عن نواظرها

فرعُ الائمة بل نفس النبي ومَن

زاكي عناصره والي عناصرها

متي نلاقيك يا ابن العسكري علي

كتائب أنبياها من عساكرها

فتملأ الارض عدلاً بعدما ملئت

بالجور من ظلم باغيها وجائرها

صلي عليك إله العرش ما طلعت

شمس النهار وغابت في دياجرها

مهدي الطالقاني

*******

بسم الله وله الحمد والمجد رب العالمين وأزكي الصلاة والتسليم علي صفوته من الخلائق أجمعين محمد وآله الطاهرين.
مطلع هذه الحلقة كان أبياتاً في البشارة بالمهدي الموعود للأديب الولائي مهدي الطالقاني (رضوان الله عليه). أما الفقرات الأخري في هذه الحلقة فهي:
- حديث عقائدي عن إحدي الخصوصيات المهمة لعصر الغيبة عنوانه: التمحيص وتقوية البصيرة
- تليها إجابة من سماحة السيد محمد الشوكي عن سؤال بشأن: الظهور المهدوي المباغت وعلامات الظهور
- ثم حكاية مؤثرة من حكايات الفائزين برؤية الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة عنوانها: وكل امامه فدعا له

*******

تابعوا البرنامج في فقرته العقائدية التالية التي إخترنا لها العنوان التالي:

التمحيص وتقوية البصيرة

قال مولانا الامام موسي بن جعفر الكاظم (عليه السلام) ضمن حديث عن الغيبة المهدوية: "إذا فقد الخامس من ولد السابع من الائمة، فالله، الله في أديانكم، فانه لابد لصاحب هذا الامر من غيبةٍ يغيبها حتي يرجع عن هذا الامر من كان يقول به، إنما هي محنة من الله إمتحن بها خلقه...".
الحديث الشريف المتقدم رواه الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة، وفي كتاب الغيبة للشيخ النعماني، روي مسنداً عن مولانا الإمام الجواد (عليه السلام) أنه قال: "إذا مات إبني علي، بدا سراجٌ بعده، ثم خفي، فويل للمرتاب وطوبي للغريب الفار بدينه، ثم يكون بعد ذلك أحداث تشيب فيها النواصي".
وروي الشيخ الصدوق في كتاب كمال الدين بأسناده الي الأصبغ بن نباته قال: أتيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فوجدته مفكراً ينكتُ في الارض، فقلت: يا أمير المؤمنين! مالي أراك مفكراً تنكتُ في الارض أرغبة فيها؟
قال: لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا يوماً قط، ولكني فكرت في مولود يكون من ظهري، الحادي عشر من ولدي، هو المهدي يملأها عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، تكون له حيرةً وغيبة يضل فيها أقوامٌ ويهتدي فيها آخرون.
فقلت: يا أمير المؤمنين، وأنّ هذا لكائن؟
فقال: نعم، كما أنه مخلوق وأنّي لك بالعلم بهذا الأمر يا أصبغ، أولئك خيار هذه الأمة مع ابرار هذه العترة.
قلت: وما يكون بعد ذلك؟
قال (عليه السلام): ثم يفعل الله ما يشاء، فإن له إرادات وغايات ونهايات.
هذه نماذج لطائفةٍ من الأحاديث الشريفة التي مهد فيها أئمة العترة المحمدية لغيبة قائمهم المهدي (عجل الله فرجه) وقبل وقوعها بزمنٍ طويل.
وأحد الأهداف المهمة لإخبارهم المسبق عن هذه الغيبة هو تنبيه المؤمنين - بمختلف أجيالهم - الي أن وقوع الغيبة المهدوية وإن إقتضته في الظاهر حملات الإرهاب العباسي يومذاك وحملات الطواغيت الي اليوم للقضاء علي المهدي الموعود (عجل الله فرجه)؛ إلا أن الأمر يرتبط من جهة ثانية بحكمة إلهية كبري في تربية عباده وتمحيصهم وإعداد الصادقين منهم لنيل درجات الكمال السامية بحيث يصفهم الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بأنهم "أخيار هذه الأمة مع ابرار العترة".
من هنا تتضح، إحدي الخصائص المهمة لعصر الغيبة المهدوية، وهي كونه العصر الذي يتميز باشتماله علي أعلي درجات التمحيص لمدعي الإيمان من جهة، وعصر إيصال الصادقين من المؤمنين الي درجات الإيمان السامية من جهةٍ أخري.
إذن هو عصر محنةٍ يمتحن الله عزوجل بها خلقه حسب تعبير الإمام الكاظم (عليه السلام) في الحديث الأول، إمتحاناً يكشف مدي صدق اعتقادهم بالأصول التي أقرها الكتاب والسنة والتي تثبت وجود إمام زمانهم وقيامه بمهام الإمامة في عصر غيبته وينتفع الخلق منه كما ينتفعون بالشمس إذا غيبها السحاب.
فالذي ترسخت في قلبه هذه الأصول وصدق إعتقاده بها لا يسمح للشك والريبة بالنفوذ الي قلبه، فيبقي علي إعتقاده الراسخ بأمام زمانه في غيبته وظهوره فلا تؤثر عليه تشكيكات المشككين، كما يشير لذلك قول مولانا الإمام الصادق (عليه السلام): )من دخل في هذا الدين بالرجال، أخرجه منه الرجال كما أدخلوه، ومن دخل فيه بالكتاب والسنة زالت الجبال قبل أن يزول(.
وكذلك قول مولانا أمير المؤمنين في وصف حاملي العلم الإلهي ضمن حديثه لكميل، حيث يحذر من أن يكون المؤمن: "منقاداً لأهل الحق لا بصيرة له ينقدح الشك في قلبه لأول عارضٍ من شبهه".
إذن يتضح مما تقدم أن الهدف من التمحيص في عصر الغيبة هو تمليك المؤمنين البصيرة الإيمانية الثاقبة والراسخة التي تجعلهم قادرين علي الإرتباط بامام زمانهم والتمسك بولايته رغم أوضاع غيبته وصعوبة اللقاء به (عجل الله فرجه)، لاحظوا ما رواه الشيخ الصدوق في كتاب كمال الدين بسنده عن محمد بن زياد قال: سألت سيدي موسي بن جعفر (عليهما السلام) عن قول الله عزوجل: «أَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً».
فقال: النعمة الظاهرة الإمام الظاهر والباطنة الإمام الغائب.
فقلت له: ويكون في الأئمة من يغيب؟
قال: نعم، يغيب عن أبصار الناس شخصه ولا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره، وهو الثاني عشر منا. ذلك ابن سيدة الإماء الذي تخفي علي الناس ولادته ولا يحل لهم تسميته حتي يظهره الله عزوجل فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.

*******

ندعوكم للإستماع للإتصال الهاتفي التالي الذي أجراه زميلنا وفيه أجوبة عن اسئلتكم للبرنامج:

الظهور المهدوي المباغت وعلامات الظهور

المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم سلام من الله عليكم احبائنا نلتقيكم في الفقرة الخاصة بالاجابة عن اسئلتكم من برنامج شمس خلف السحاب ومعنا مشكوراً للاجابة عنها سماحة السيد محمد الشوكي، سماحة السيد سلام عليكم.
السيد محمد الشوكي: عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.
المحاور: سماحة السيد الاخ احمد زيد يشير الى ما ورد في رسالة الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) الى الشيخ المفيد وما ورد فيها من ان ظهوره (عليه السلام) يكون بغتة، فجأة ويسأل يقول كيف نفهم ذلك على ضوء كثرة الاحاديث الشريفة المتحدثة عن علامات الظهور وبعضها تحدد مدد زمنية بين هذه العلامة وظهور الامام، في هذه الحالة كيف يكون ظهوره (عليه السلام) مفاجئاً؟ تفضلوا سماحة السيد.
السيد محمد الشوكي: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلي على محمد وآل محمد.
الحقيقة بالنسبة الى المقدمة الاولى صحيحة وقد ورد في الروايات ان "مثله مثل الساعة لا تأتيكم الا بغتة" يعني يأتي بصورة مفاجأة صلوات الله وسلامه عليه وطبعاً هذا بصورة مفاجأة وبصورة مباغتة له علاقة بطبيعة الحركة العسكرية للامام صلوات الله وسلامه عليه فيحاول ان يسلب زمام المبادرة من القوى المواجهة للامام والتي تريد التصدي للامام صلوات الله وسلامه عليه بحيث يمنعها من الاستعداد لمواجهته لفترة طويلة فالمباغتة نوع من انواع الخطة العسكرية ربما لظهور الامام صلوات الله وسلامه عليه كما ان التأكيد على المباغتة ايضاً فيه بعد آخر وهو نشر التوقيت الدقيق لظهوره صلوات الله وسلامه عليه اذن نحن امام مجموعة من الروايات تؤكد على ان ظهور الامام صلوات الله وسلامه عليه يأتي بصورة مباغتة وبصورة مفاجأة بحيث تذهل العالم ويقوم بحركة سريعة جداً فيفتح العالم بالعدل ان شاء الله.
في المقابل ايضاً هناك روايات تدل على ان قبل ظهور الامام صلوات الله وسلامه عليه مجموعة من العلامات التي تتحقق وهنا قد يقال بالتنافي بين هذه العلامات والتأكيد على هذه العلامات وبين ظهور الامام المباغت والمفاجئ فكيف يمكن التوفيق بين هذين الامرين طبعاً نحن لانتحدث عن العلامات البعيدة التحقق لأن هذه العلامات البعيدة التحقق طبيعي لاتنافي الحركة المباغتة للامام صلوات الله وسلامه عليه والظهور المباغت ولكن نتحدث عن العلامات القريبة والعلامات الحتمية كالسفياني واليماني والصيحة وما الى ذلك، وقتل النفس الزكية وما الى ذلك من امور اخرى، كيف يمكن التوفيق بين خروجه بصورة مباغتة ومفاجأة وبين هذه العلامات التي ورد التأكيد عليها ايضاً في كلمات النبي واهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم؟
اقول اولاً ينبغي ان نعلم ان هذه العلامات حتمية كما ورد في الروايات الشريفة ومعنى كونها حتمية كما يظهر من بعض الاخبار انها خارجة عن نطاق وعن دائرة البداء والمشيئة يعني شاءت الله يعني ليس خارج عن مشيئة الله ولكن مشيئة الله تعلقت بأن تكون حتمية فهذه العلامات لا شك انها حتمية ولكن حتمية في وقوعها اما في ظهور الامام صلوات الله وسلامه عليه المدة الزمنية هذه خاضعة لمفهوم البداء يعني قد تتحقق هذه العلامات الرئيسية وتحققها حتمي لكن متى يظهر الامام، اي فاصلة زمنية، توقيت ظهوره بعد تحقق هذه العلامات ليس من الحتم يعني ليس من الضرورة ان يكون توقيت ظهوره (عليه السلام) بعد هذه العلامات حتمياً كحتمية وقوع العلامات، قد تقع العلامات ووقوعها حتمي ولكن ظهوره متى صلوات الله وسلامه عليه؟
هذا خاضع لمفهوم البداء ولادليل على حتمية توقيت ظهوره بعد نسبة زمنية يعني، بعد هذه العلامات هذا واحد، اثنين مفهوم المباغتة يعني المباغتة لاتحسب بالدقيقة والثانية وبالساعة وباليوم، اشهر يمكن ان تكون مباغتة يعني مثلاً الامام صلوات الله وسلامه عليه بعد ظهور السفياني وظهور اليماني وهذه الارهاصات في المنطقة يظهر يعني في اشهر بسيطة جداً هذه الاشهر تعتبر مباغتة للقوى الكبرى يعني مثلاً بينه وبين النداء وقلت هذا ليس حتمياً يعني وان هذه المسافة ليست حتمية، يقع ظهوره بعد النداء ولكن هذه المسافة ليست حتمية يمكن ان تكون خاضعة للبداء فبين ظهوره وبين النداء مثلاً قرابة ثلاثة اشهر ونيف، ثلاثة اشهر ونيف هذه الفترة كافية لأن تكون مباغتة للقوى الكبرى التي لن تستطيع في هذه الفترة ان تمهد الارضية الاعلامية والسياسية والعسكرية لمواجهة الامام صلوات الله وسلامه عليه بحيث يقوم بحركة خاطفة تفاجئ الكثيرين وقبل ان يحسب الكثيرون حساباتهم بصورة دقيقة وان يعدوا جيوشهم وخططهم وما الى ذلك بصورة طويلة، اذن حتى مفهوم المباغتة بأسبوع بشهر بشهرين بثلاثة اشهر ايضاً هذه مباغتة تعتبر ولاتحسبها بالثانية وبالدقيقة وبالاسبوع مثلاً، والله العالم بحقيقة الحال.

*******

وكـّل إمامَهُ فدعا له

نقل الحكاية التالية آية الله الشيخ النهاوندي في كتابه العبقري الحسان نقلاً عن كتاب مستدرك بحار الأنوار للعالم الورع آية الله الميرزا محمد العسكري من فضلاء تلامذة المجدد الشيرازي صاحب فتوي ثورة التبغ الشهيرة في ايران.
كتب الميرزا العسكري يقول: قال الشيخ الفاضل والعالم المحقق الشيخ حسن التويسركاني: في بداية شبابي كنت منهمكاً في إكتساب العلوم الدينية في حوزة النجف الأشرف، وكانت أوضاعي المعيشية صعبة للغاية، فقررت الذهاب الي كربلاء المقدسة بنية الدعاء في المشهد الحسيني المبارك لتوسعة الرزق وتيسير أمر زواجي.
وصلت مدينة كربلا ليلاً، فبت فيها قبل أن أذهب للزيارة، لكنني في عالم الرؤيا الصادقة، شاهدت نفسي في الحرم الحسيني في محضر مولاي باهر النور وموفور السرور ولي العصر (أرواحنا فداه)؛ فقال: يا فلان إدعُ الله.
فقلت: يا مولاي، إنما قصدت الحرم بهدف الدعاء.
فقال (عليه السلام) لي: ادعُ الله هنا عند جهة الرأس الشريف.
ويتابع العالم الفاضل الشيخ حسن التويسركاني نقل حكايته وما شاهده في تلك الرؤيا الصادقة، قال (رضوان الله عليه): رفعت يدي ودعوت الله بتضرع.
فقال (عليه السلام: (لا لم تتحقق حالة الدعاء.
فدعوت ثانية بحالةٍ ظننتها أفضل من الأولي، فكرر روحي فداه قوله، فدعوت الله في المرة الثالثة بأجتهادٍ أشد، لكنه (عجل الله فرجه) قال أيضاً: لا لم تتحقق بعد حالة الدعاء.
وهنا قلت له بعد اليأس: يا سيدي، هل يجوز التوكيل في الدعاء؟
أجاب بنعم، فقلت: إذن، أنا أوكلك يا مولاي في الدعاء لي فوافق (عليه السلام) ورفع يديه بالدعاء لي وعندها إستيقظت من النوم.
وكان من لطف الله عزوجل أن أظهر سرعة إستجابة دعاء صاحب الزمان (أرواحنا فداه) لهذا العالم المؤمن والفطن، إذ يحدثنا الشيخ الميرزا محمد العسكري أنه وبعد عودة الشيخ التويسركاني الي النجف الأشرف وصل إليها أيضاً تاجرٌ من أهل مدينة تويسركان زائراً، وعندما إلتقي آية الله الميرزا حبيب الرشتي (قدس سره)، أثني الميرزا الرشتي كثيراً علي الشيخ حسن التويسركاني وكان من طلبته النابهين، ثم قال لهذا التاجر المؤمن: زوج إبنتك من هذا الشاب الطيب.
فوافق التاجر وبعد أيامٍ قليلة تزوج الشيخ حسن وأصبح صاحب دار ومال وتحسنت أحواله المعيشية؛ وذلك ببركة دعاء مولانا ولي العصر (أرواحنا فداه(.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة