البث المباشر

التمسك بالولاية والعبودية الحقة/حوار مع الشيخ علي الكوراني حول بعض خصائص عصر ظهور المهدي الموعود/خاطبته بكلمات أستحي منها

الإثنين 11 مارس 2019 - 17:32 بتوقيت طهران

(الحلقة : 247)

موضوع البرنامج:
التمسك بالولاية والعبودية الحقة
حوار مع الشيخ علي الكوراني حول بعض خصائص عصر ظهور المهدي الموعود (عجل الله فرجه)
خاطبته بكلمات أستحي منها

يا قائم الآل الألي قامت بهـم

كلّ الوري من جاحد أو مسلم

بك سبحت كلّ الخلائق ربّها

ذكر جري من ناطق أو أبكم

بك يستقيم صراط صب المصطفي

فيصير من صلب الصراط الأقوم

بك يدخل المرتاد خيمة ربـّه

بك ساجداً عند العماد الأعظم

بك يلحق الله الوفي لعهده

بالصادقين أولي الصلاح الملزم

مولاي فأقبلني بحسن عطية

يا رأفة الرحمان قابل مريم

إني نذرت الروح - وهي عليلة -

لك فأصطنعها يا كريم وقوّم

وإجعل وجودي كلّه بك حامداً

ومهللاً ومسبحاً بترنم

*******

بسم الله وله الحمد والمجد غاية آمال العارفين ومني الموحدين، وأزكي الصلوات الناميات والتحيات المباركات علي صفوة عباده المخلصين وهداة أحبائه الصادقين محمد وآله الطاهرين.
إفتتحنا هذه الحلقة بمقطع آخر من القصيدة الغراء في معرفة إمام العصر واداب التمسك بولايته.
- ولنا في الفقرة التالية وقفة تأملية عند هذا المقطع تحت عنوان: التمسك بالولاية والعبودية الحقة
- يليها إتصال هاتفي بسماحة الشيخ علي الكوراني وإجابة عن سؤال بشأن بعض خصائص عصر ظهور المهدي الموعود (عجل الله فرجه)
- ثم حكاية أخري من حكايات الفائزين بالألطاف المهدوية عنوانها هو: خاطبته بكلمات أستحي منها

*******

وقفة مع مقطع هذه الحلقة من القصيدة المهدوية الغراء في معرفة إمام العصر، نقدمها لكم تحت عنوان هو:

التمسك بالولاية والعبودية الحقة

هذه المقطع يكمل المقطع السابق لك في بلورة ما ذكرته النصوص الشريفة فيما يرتبط بدور معرفة إمام الزمان والتمسك بولايته (عليه السلام) في تحقق التوحيد الخالص في وجود المؤمن وفي مختلف شؤونه.
المقطع السابق الذي توقفنا عنده في الحلقة الماضية، تحدث عن تحقق التوحيد الخالص لله عزوج في قلب المؤمن من خلال لجؤه الي بقية الله ووليد إمام العصر (عجل الله فرجه) في شؤونه الجهادية خاصة وغيرها عامة لكي يكون طبق ما يرتضاه له الله جل جلاله.
وفي مقطع هذه الحلقة إشارات الي تحقق التوحيد الخالص لله عزوجل في الشأن العبادي، فينطلق أولاً من حقيقة عقائدية أثبتتها كثير من النصوص القرآنية والحديثية وكذلك البراهين العقلية.
هذه الحقيقة المعرفية تقول إن العبادة الحقيقية لله والتسليم له والخضوع والسجود والركوع كل ذلك من المظاهر المعبادية لا يتحقق الا إذا كان مع ولي الله الكامل لأنه وسيلة إنتقال الفيض الإلهي الي العباد بجميع انواعه ومنها التوفيق للعبادة التوحيدية الخالصة.
فمثلما أن الإمام المعصوم في كل زمان هو وسيلة نزول الرزق المادي أو قوت الأجسام كما صرحت بذلك كثير من النصوص الشريفة، كذلك به (عليه السلام) يرزق الله جل جلاله العباد الرزق المعنوي أو قوت القلوب.
وهذا المعني هو أهم معاني الشفاعة في الحياة الدنيا التي يطلبها المؤمن ممن أذن الله بالشفاعة في الحياة الدنيا فضلاً عن يوم القيامة.
كما أن هذه الشفاعة في الجانب العبادي هي أحد مصاديق الإستعانة بالله تبارك وتعالي إذ فيها لجؤٌ وإستعانة بالوسيلة التي أمر الله بالتوسل بها إليه عزوجل. يقول الأديب الولائي:

يا قائم الآل الأولي قامت بهم

كل الوري من جاحد أو مسلم

بك سجت كل الخلائق ربها

ذكر جري من ناطق أو أبكم

بك يرزق الله الخليقة كلها

قوت القلوب وقوت جسم أسلم

بك يستعين العابدون لوردهم

من عاشق لله أو مستسلم

وإستناداً الي هذه الحقيقة العقائدية الثابتة بالأدلة النقلية والبراهين العقيلة ينطلق الأديب الولائي لبلورة ما تذكره الأحاديث الشريفة بشأن ثمار التوسل بأمام العصر (أرواحنا فداه) للوصول الي العبادة التوحيدية الخالصة.
أولي هذه الثمار: أن عبادة المؤمن تصبح علي وفق الطريقة المحمدية الخالية من جميع أشكال التحريف والبدع، أي تصبح عبادة علي الطريقة الإلهية المستقيمة بحيث تجعل المؤمن ثابتاً علي الصراط المستقيم وكأنه جزءٌ منه.
أما الثمرة الثانية: فهي أن المؤمن يرتقي بعبادته الي المراتب السامية التي توصله الي القرب الإلهي، لأنها ستخلو من مختلف أشكال الشرك الخفي والجلي وتبعد العبد عن جميع هذه الأشكال الشركية وتحقق فيه الخضوع والسجود الحقيقي لما يراه من تجليات ربه تبارك وتعالي.
والثمرة الثالثة: هي أن هذه العبادة الحقيقية ستكون تجسيداً للوفاء بالعهد الإلهي وتدخله في حصن التوحيد الخالص الآمن من جميع أشكال الأنحراف، يقول الأديب الولائي:

بك يستقيم صراط صب المصطفي

فيصير من صلب الصراط الأقوم

بك يدخل المرتاد خيمة ربه

بك ساجداً عند العماد الأعظم

بك يلحق الله الوفي لعهده

بالصادقين أولي الصلاح الملزم

وإستناداً الي الحقيقة العقائدية المتقدمة يتضح أدب محوري من أداب التمسك بولاية إمام العصر (عجل الله تعالي فرجه) وهو أن يتوجد المؤمن الي إمامه (عليه السلام) طالباً منه العون والتسديد لكي تكون عبادته لله عزوجل توحيدية منزهة عن جميع أشكال الشرك به جل جلاله أو الإلحاد بأسمائه الذين هم مظاهر رأفته ورحمته وهدايته.
هذا الأدب الولائي هو الذي تجسده الأبيات الختامية لمقطع هذه الحلقة حيث يتوجه المؤمن الي إمام زمانه (سلام الله عليه) بخطابه قائلاً:

مولاي فأقبلني بحسن عطية

يا رأفة الرحمان قابل مريم

إني نذرت الروح - وهي عليلة -

لك فإصطنعها يا كريم وأكرم

وأجعل وجودي كله بك حامداً

ومهللاً ومسبّحاً بترنم

*******

الفقرة التالية من البرنامج وإجابة ضيف البرنامج عن أسئلتكم بشأن القضية المهدوية.

بعض خصائص عصر ظهور المهدي الموعود (عجل الله فرجه)

المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم احباءنا، شكراً لكم على طيب المتابعة لهذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب معنا مشكوراً على خط الهاتف للاجابة عن اسئلتكم سماحة الشيخ علي الكوراني، سماحة الشيخ سلام عليكم.
الشيخ علي الكوراني: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المحاور: سماحة الشيخ الاخت خديجة من البحرين في رسالة عبر البريد الالكتروني تسلم عليكم وعرضت سؤالين بأختصار يعني السؤال الاول تقول فيه هل بالامكان تعريفنا ببعض ما حكم به، الاخت تقول آدم وابراهيم وداود، لا يحتاج الى بينة تشير الى قضية ان الامام (سلام الله عليه) يحكم بحكم داوود؟
الشيخ علي الكوراني: بسم الله الرحمن الرحيم وعليك وعليها السلام وعندنا قاعدة ان الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم كانوا يحكمون بين الناس بالايمان والبينات وثبت عندنا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) انه قال: "انما احكم بينكم بالايمان والبينات"هذه الاصول، المرافعة العالمية ان المدعي عليه البينة والمنكر عليه اليمين هذه اصول المرافعة، الكل مشوا على هذا، عندنا الله عزوجل جعل نبي الله داوود خليفة في الارض وامره ان يحكم قال: يا رب بما احكم.
قال: احكم بين الناس بالظاهر، الايمان والبينات يعني حتى لو يعلم بأنه اثنين اشتكوا احدهم عنده بينة يحكم له بالبينة وذاك ليس حاضراً يحلف يمين المنكر ولن يطعن في البينة المهم بالايمان والبينات.
قال له: يا رب أرني الحكم الواقعي، الله عزوجل اراه نموذجاً من الحكم الواقعي لكن هو يحكم بالظاهر، هذا النموذج يقول له طيب اول قضية تأيتك اصبر ولا تحكم فيها حتى اوحي اليك، جاءوه بسارق شاب سرق من بستان احد صندوق عنب فلما جاءوا به اقر فأوحى الله عزوجل الى داوود يا داوود هذا الشاب هو صاحب البستان وذاك الشايب اقتله هذا قاتل ابيه، اقتله وسلم البستان للشاب واخرجوه مدفوناً في المكان الفلاني واقروه فأقر هذا الحكم الواقعي، صار معروف مثلاً لما اراه الله لداوود يحكم بحكم داوود يعني بالحكم الذي اراه الله نموذجاً منه لداوود هذا معناه، الامام المهدي (سلام الله عليه) تختلف مسؤوليته عن باقي الانبياء اصلاً لا يسأل بينة بل هو يرى، لا يطلب بينة ولا يحتاج لذاكر يمين وانكار، يعرضوا عليه المسألة فيريد الله الواقع ويحكم به.
المحاور: يعني سماحة الشيخ تكون هذه ايضاً من آيات المتوسمين يعني الاخت تسأل عن الارتباط بين هذه القضية وقضية مصداق هذه الاية.
الشيخ علي الكوراني: نعم ربطتها بعض الروايات بقوله عزوجل: «إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ» المتوسمون ورد ايضاً عن الامام الرضا ان كل مؤمن فيه توسم لكن يعطى جزءاً، "اتقوا فراسة المؤمن فأنه ينظر بنور الله او بعين الله" يعطى جزءاً، حالات، حالة جزئية، يرى واقع الامر، يرى الامر قبل حدوثه، واحد بالمئة، اثنين بالمئة، الامام المهدي (سلام الله عليه) لا كاملاً.
المحاور: يعني سماحة الشيخ بالنسبة لأيات المتوسمين بالنسبة للامام المهدي (سلام الله عليه) يعني الامر لا يقتصر بأمر القضاء يعني عام؟
الشيخ علي الكوراني: نعم نعم هذا من علم الامام المهدي (سلام الله عليه) ورد ان الله عزوجل علم كل ما تحتاج اليه الناس حتى في تطوير العلوم.

*******

أما الآن فننقلكم الي أجواء الحكايات الموثقة للفائزين بالألطاف الإلهية ببركة التوسل الي الله عزوجل بوليه صاحب الزمان (أرواحنا فداه)، عنوان حكاية هذه الحلقة هو:

خاطبته بكلمات أستحي منها

نقلنا لكم في الحلقة السابقة الحكاية التي نقلها مؤلف كتاب عشاق الإمام المهدي (عجل الله فرجه) حجة الاسلام القاضي الزاهدي بشأن فوز العبد الصالح الحاج عباس إطمئنان القوجاني بمعونه إمام العصر له وإنقاذه له من الموت المحتم بسبب علي الأرض في شده إزدحام الحجيج حول الجمرات أثناء أداء منسك رمي الجمرات في موسم الحج.
لقد كان توسل هذا الحاج الصالح بأمام زمانه (عليه السلام) بقلبه بعد أن فقد القدرة علي تحريك لسانه بسبب إنقطاع أنفاسه تحت أقدام الحجاج. أستجاب الله له هذا التوسل وجائه بقية الله المهدي وأنقذه.
ولهذا العبد الصالح حادثة توسلية أخري تحمل عبرةً مهمة وعدناكم بنقلها لكم في هذا اللقاء.
هذه الحادثة يرجع تأريخها الي سنة ثمان وأربعين بعد التسعمائة والألف الميلادية، ويومها كان الحاج عباس يعمل موظفاً صحياً في مستشفي مدينة قوچان الايرانية.
في تلك الأيام أصيب الحاج بورمين ظهراً في منطقة الحوض الوسطي وسبباً له الكثير من الآلام.
وبحكم عمله في مؤسسة صحية لجأ الي أنواع العلاجات للشفاء من هذا المرض ولكن دون جدوي.
ولجأ الي أفضل الأطباء الجراحين في مدينته يومذاك وهما الدكتور مرتضوي والدكتور رسول خاني، فأمراً بأجراء تحليلات طبية متنوعة له، ولما شاهداً نتائجها أجمعاً علي إجراء عملية إستئصال فورية للورمين وتقرر إجراء العملية في اليوم التالي لظهور نتائج التحليلات مباشرة، ولكن لم يتم إجراء العملية الجراحية في اليوم التالي!
عندما جيء الحاج عباس القوجاني في اليوم التالي الي المستشفي وإطلع الجراحان علي حالته مجدداً تغير رأسهما بسبب إنتشار التورمين بشدة وأخبراً مرافقيه بضرورة إستئصال جزء أكبر من طرفي الحوض، وأكداً ضرورة الإسراع بأجراء العملية في الغد وإعداد المريض لهذه العملية الجراحية الخطيرة.
ولما علم هذا العبد الصالح بالأمر ساوره قلقً شديدٌ كان منشأه الأساس ما سيؤول عليه حاله بعد العملية الجراحية فيما يرتبط بالقيام للصلاة وإقامتها وأداء سائر العبادات والنوافل التي كان يقبل عليها بشوق! ستصبح جميعاً شاقة له.
يتحدث الحاج عباس القوجاني عن حالته في تلك الليلة وما جري له لاحقا، قال: لكنت ملتزماً في تلك الليالي بالتوسل الي الله عزوجل بأهل البيت المحمدي (عليهم السلام) لا سيما صاحب الزمان (روحي فداه). ولكن توسلي في تلك الليلة كان علي أشده وتوجهت الي مولاي إمام العصر وخاطبته - دون إختيار وبقلب منكسر - بكلمات أستحي الآن من تكرار.
ثم قررت عدم الذهاب الي المستشفي في اليوم التالي.
وبعد أيام خرج من كلا الورمين قيح كثير ثم اختفيا وتحسنت صحتي بالكامل ولله الحمد في الآخرة والأولي.

*******

 

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة