البث المباشر

طلب الرجعة للجهاد بين يدي المهدي/ حوار مع السيد محمد الشوكي حول الإلحاح في طلب رؤية الامام في غيبته/ وفاز بالنجاة ورضا مولاه

الإثنين 11 مارس 2019 - 16:31 بتوقيت طهران

(الحلقة : 241)

موضوع البرنامج:
طلب الرجعة للجهاد بين يدي المهدي
حوار مع السيد محمد الشوكي حول الالحاح في طلب رؤية الامام في غيبته
وفاز بالنجاة ورضا مولاه

ميعادك (الفجران).. كلّ صادق

كل يطل بوجهك المتبسم

في فجرك الثاني يطل بآية

للعالمين بها قيام النوّمِ

وتدك ارض الله تخرج ثقلها

وكنوزها من كل مغوار كمِي

فتكرُّ انصار الهدى في رجعةٍ

للغرّ فيها غالبات الاسهم

وتغير خيل الله في صبح الصفا

وتطهّرُ الارضون من رجسٍ عمي

فتصير فردوساً تفيض جنانها

من كل رزقٍ بالزكيٍّ الاكرمِ

*******

بسم الله وله الحمد والثناء والمجد الكبرياء والصلاه والسلام على سيد الانبياء وآله الاصفياء، على بركة الله نلتقيكم في حلقةٍ اخرى من برنامج شمسٌ خلف السحاب وقد افتتحناها بابيات من قصيدة مهدوية جامعة لاحد ادباء الولاء المعاصرين اشتملت على بلورة دقيقة لامّهات حقائق معرفة امام العصر وآداب التمسك بولايته (عجل الله فرجه) وقد توقفنا في حلقات سابقة عند عدة من مقاطع هذه القصيدة ونتوقف في هذا اللقاء عند الابيات المتقدمة في فقرة عنوانها:
- طلب الرجعة للجهاد بين يدي المهدي
- تليها اجابة من خبير البرنامج عن سؤال بشأن الالحاح في طلب رؤية الامام في غيبته
- والفقرة الاخيره حكاية اخرى من الحكايات الموثقة للفائزين برؤية الامام عنوانها هو: وفاز بالنجاة ورضا مولاه

*******

كونوا معنا والفقرة العقائدية والعملية التالية ووقفة عند الابيات التي افتتحنا بها هذا اللقاء من قصيدة معرفة امام الزمان (عليه السلام)، عنوان الفقرة هو:

طلب الرجعة للجهاد بين يدي المهدي

في هذه الابيات يُلخص اديب الولاء ما ذكرته او اشارت اليه النصوص الشريفة فيما يرتبط بالظهور المهدوي العام او الفرج العام الذي تحظى به البشرية جمعاء عندما يأذن الله تبارك وتعالى لوليه صاحب الزمان بالظهور واقامة دولة العدل والتوحيد العالمية.
وقد تحدثنا في الحلقة السابقه عن خصوصيات الفرج الخاص او الظهور المهدوي الخاص الذي يمنّ الله به على من استعد له من المؤمنين فيملأه عدلاً وقسطاً وتوحيداً وولاءً حتى يبلغ مرتبة (العصمة الاختيارية) كما يسميها بعض العلماء وهي مرتبة سامية من التكامل التي تتحقق للمؤمنين المخلصين في توحيدهم ببركة التمسك بولاية الامام الحق (عليه السلام).
هذه الخصوصيات تتحقق ايضاً على الصعيد البشري برمّته عند ظهور مولانا صاحب الزمان (عجل الله فرجه) فيظهر ما يسميه آية الله الشهيد الصدر الثاني (رضوان الله عليه) في كتابه تأريخ ما بعد الظهور يظهر المجتمع الكامل وقد تضمنت النصوص الشريفة اشارات عدة الى هذه الحقيقة.
اولى الخصائص التي يبلورها اديبنا الولائي للظهور المهدوي العام هي ظاهرة الرجعة التي تحدثت عنها كثيرٌ من النصوص الشريفة جمعها المجدد الخبير الحر العاملي في كتاب (الايقاظ من الهجعة في اثبات الرجعة) وابرز مصاديق الرجعة هو احياء الله عزوجل لطوائف من المؤمنين استجاب الله دعائهم بطلب الحضور في الدولة المهدوية لنصرة امام الهدى (عليه السلام) وبلوغ مرادهم من طاعة الله عزوجل وطي معارج الكمال والتخلق باخلاق النبي المصطفى والوصي المرتضى عليهم جميعاً صلوات الله وسلامه وهذه من اهم آيات احقيّة مولانا المهدي (عليه السلام) فهؤلاء هم ابرز واهم مصاديق كنوز الله وثقل الارض الذي تخرجه عند ظهور بقية الله (عجل الله فرجه) ويكون لهم دورٌ جهادي حاسمٌ يطهّر الارض من جميع مظاهرالشرك والظلم والجور والفساد يقول اديب الولاء:

في فجرك الثاني تُطلُّ بآيةٍ

للعالمين بها قيامُ النّوّمِ

وتدكّ ارض الله تخرجُ ثقلها

وكنوزها من كلِّ مغوار كمي

فتكرُّ انصار الهدى في رجعةٍ

للغرِّ فيها غالبات الاسُهُمِ

وتغير خيل الله في صبح الصفا

وتطهّر الارضون من رجسٍ عمي

وتستفاد من هذه الابيات عدة من آداب التمسك العملي بولاية امام العصر (عجل الله فرجه) وقد بيّنتها او اشارت اليها عدة من الاحاديث الشريفة، نلخّصها فيما يلي:
اولاً: ان يحرص المؤمن على ان يطلب من الله جل جلاله وبصدق واخلاص وباستمرار ان يرزقه ادراك الظهور المهدوي العام واحيائه ان ادركه الموت قبل ذلك.
وقد حفلت ادعية اهل البيت (عليهم السلام) بالكثيرمن الادعية التي تتضمن ذلك ينبغي ان نحرص على تلاوتها مثل دعاء العهد ومقطع: )اللهم انا نرغب اليك في دولة كريمة( من دعاء الافتتاح الرمضاني، وفقرة )لأبلغ من طاعتك مرادي) في دعاء زيارة الامام المهدي (عجل الله فرجه) وغير ذلك.
ثانياً: كما يستفاد من معرفة الحقيقة المتقدمة أن علي المومنين أن يجتهدوا في التحلي بصفات أنصار المهدي المجاهدين بين يديه (عجل الله فرجه) من الشجاعة الايمانية والكفاءة القتالية وحفظ الاسرار والاخلاص لله جل جلاله في جميع الاعمال والتنزه عن روح الانتقام أثناء الجهاد وحصر الهمة في تطهير الأرض من الظلم والجور والشرك وغير ذلك من صفات جند الله عزوجل.

*******

نواصل من أذاعة طهران تقديم هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب فننقل الميكروفون الي الفقرة الخاصة بالأجابة عن أسالتكم للبرنامج، نستمع معا للأتصال الهاتفي التالي:

الالحاح في طلب رؤية الامام في غيبته

المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم احباءنا وسلام على ضيفنا الكريم في هذه الحلقة سماحة السيد محمد الشوكي، سلام عليكم سماحة السيد.
السيد محمد الشوكي: عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.
المحاور: سماحة السيد الاخت الكريمة خديجة من البحرين بعثت لبرنامج شمس خلف السحاب بسؤال عن حالة عاشتها تقول، نص السؤال اقرأه لو سمحتم تقول هل ورد نهي عن الالحاح في طلب اللقيا بأمام الزمان (عجل الله تعالى فرجه) لأني قرأت في كتاب يضم مجموعة ممن تشرفوا بلقياه (عليه السلام) انه (عليه السلام) يأمر بالصبر على عدم اللقاء به لأن ذلك من عزائم الامور، قرأت ذلك منذ عدة سنين تقول الاخت خديجة والفكرة راسخة عندي بعد ما كنت اتألم وأذرف الدموع طلباً للتوفيق لرؤية صاحب الامر، لا ادري كيف اهذب هذه الحالة وابقي اوراها، اريد المزيد من التوضيح في ادب التوسل به (عليه السلام)؟ تفضلوا سماحة السيد.
السيد محمد الشوكي: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
الحقيقة لاريب ان الشوق لرؤية الامام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف والشوق الى النظر الى طلعته الرشيدة وغرته الحميدة هو من المسائل الايمانية المهمة التي يؤجر عليها الانسان لأنها تحكي:
اولاً: عن ارتباط الانسان المؤمن بصاحب العصر والزمان.
وثانياً: تحكي عن الحب الكبير للامام (سلام الله عليه) وانتم تعرفون ان الحب اذا اشتعل اواره في قلب الانسان والشوق اذا تصاعد في قلبه فلا يطفأ غليل الشوق الا رؤيا المحبوب ولقيا المحبوب فمن الطبيعي جداً ان يحب الانسان صاحب العصر والزمان لأنه هو امام العدل، امام الخير، امام السلام هو حجة الله في الارض ومن الطبيعي ان يشتاق الانسان الى رؤيته ومن الطبيعي في المقياس الايماني ان يسعى الانسان وان يطلب رؤيته، هذا الامر لالبس فيه ولاريب فيه واما ما اشارت اليه الاخت الكريمة فهو مضمون رواية ربما اساءت فهمها وهذه الرواية منقولة في الكثير من كتبنا، عن النوبختي انه قال للسفير الاول ابي جعفر عثمان بن سعيد العمري رحمة الله عليه، النوبختي يقول شكوت الى ابي جعفر محمد بن عثمان السفير الاول شوقي الى رؤية مولانا صاحب العصر والزمان فقال لي العمري، قال لي مع الشوق تشتهي ان تراه يعني انت في حال شوقك اليه هل تشتاق ان تراه؟
فقلت له: نعم.
فقال لي: شكر الله لك شوقك. لما يقول شكر الله لك شوقك معناه ان الشوق الى الامام والى رؤية الامام صلوات الله وسلامه عليه هذا سعي مشكور من قبل الله تبارك وتعالى وعمل مأجور عليه الانسان، فقال لي شكر الله لك شوقك وأراك وجهه في يسر وعافية، ايضاً هو يطلب من الله تبارك وتعالى ان يريه وجه الامام المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) ولو كان طلب رؤية الامام المنتظر ليس امراً محبباً لما كان السفير الاول يدعو الله تبارك وتعالى بأن يري النوبختي احمد بن ابراهيم ان يريه وجه الامام (سلام الله عليه) ولكن قال له: لا تلتمس يا ابا عبد الله ان تراه فأن ايام الغيبة تشتاق اليه ولا تتأل الاجتماع معه، العمري رحمة الله عليه طبعاً بناءاً على تعليمات من الامام (سلام الله عليه) وهذه هي رؤية الامام المهدي (عليه السلام) انه في ايام الغيبة والظاهر انها الغيبة الصغرى لأن الحديث يتم في الغيبة الصغرى وتعرفون ان الغيبة الصغرى الامام لم يكن غائباً غيبة مطلقة، كان يتصل بالجماهير عبر سفراءه وما الى ذلك ففي ايام الغيبة الصغرى يحبذ للانسان ان لا يلح في طلب رؤية الامام ولقيا الامام وليس مجرد الرؤية وانما الاجتماع بالامام يعني لاحظوا الرواية قال فأن ايام الغيبة تشتاق اليه ولا تسأل الاجتماع معه يعني ليس مجرد رؤية وانما كان المنهي عنه او الذي هو غير محبذ هو ان يجتمع الانسان مع الامام بحيث على شاكلة الائمة السابقين كلما ارادوا ان يجتمع مع الامام لأن الامام (عليه السلام) في زمن الغيبة الصغرى كان يعيش ظروف طارئة، ظروف استثنائية، ظروف ضاغطة وهو موجود ومن الممكن الوصول اليه عبر بعض الناس الذين يمكن ان يكونوا جواسيس للظالمين على الامام (سلام الله عليه) فأذن القضية هي في هذه الاطر التي ذكرناها، ان القضية في عصر الغيبة الصغرى وان الذي لا يحبذ للانسان ان يجتمع مع الامام بحيث كالائمة سابقين يذهب ويجلس مع الامام، هذه القضية كما قلنا لن تتناسب مع الظرف الامني للامام صلوات الله وسلامه عليه واما في الغيبة الكبرى فلابأس في ذلك يعني لا بأس في الطلب الانساني ان يرى وجه الامام صلوات الله وسلامه عليه، هذا ما يبدو والله العالم.

*******

أما الآن فقد حان موعدكم مع حكاية هذا اللقاء من برنامج شمس خلف السحاب عنوان الحكاية هو:

وفاز بالنجاة ورضا مولاه

نقل حجة الاسلام والمسلمين الشيخ أحمد القاضي في الجزء الثاني من كتابه عشاق الامام المهدي (عليه السلام) عدة حكايات موثقة من حكايات الفائزين بالالطاف المهدوية الخاصة عن العبد الصالح الحاج أبي الحسن الشريفي وهو من الأخيار الثقاة، ويرجع نسبه الي الصحابي الجليل سلمان المحمدي الفارسي رضي الله عنه، ومن هذه الحكايات الحكاية التي أخترناها لهذا اللقاء وهي تحمل لنا اكثر من درس وعبرة.
ملخص الحكاية هو أن أثنين من علماء طهران وخطبائها وكلاهما من أصدقاء الحاج الشريفي تعاهدا أن يعملا معاً بالحديث الشريف (المؤمن مرأة أخيه ) وتوسلاً الي الله عزوجل بوليه أمام العصر (عجل الله تعالي) فرجه طالبين الأعانة علي ذلك.
فقرراً ان يجتمعا كل أسبوع مرة في خلوة ويعرض كل منهما ما يراه عيبا في صاحبه لكي يعالجه، وببركة صاحب الزمان (عليه السلام) أستمرا علي ذلك مدة حصلا فيها علي نتائج طيبة حيث كان كل منها يتخلص من العيب الذي يتعرف عليه في كل لقاء قبل حلول موعد اللقاء اللاحق وبعد مدة يري أحد هذين العالمين في عالم الرؤيا الصادقة وكأنه يمشي مع صاحبه وهو يناقشه في مبحث علمي لكنه لم يسمع جوابه عن سؤال طرحه وسط النقاش ولما نظر اليه وجده في غفلة النظر الي ثلاث متبرجات يمشين الي يسارهما فغض الرجل بصره عنهن وأشاح بوجهه الي الجهة اليمني فشاهد سيدا بهي الطلعة يشع منه نورٌ بهيج وشديد بحيث يصعب النظر اليه وكان الى جانب هذا السيد شابٌ وسيم ينظر تارة الى السيد واخرى الى ذلك الرجل الذي اغفلته النظرة الى تلك المتبرجات عن مشاهدة ذلك السيد البهي، يقول صاحب هذه الرؤيا الصادقة:
سألت ذلك الشاب عن السيد البهي فأجاب: انه امام العصر (عليه السلام) وهو يراقبك وصاحبك ويتابع عملكما بما تعاهدتما عليه من العمل بحديث المؤمن مرآة اخيه المؤمن!
وعندما علمتُ بهوية هذا السيد البهي! أقتربتُ منه ثم استيقظت من منامي!
وإثر هذه الرؤيا الصادقة ذهب هذا العالم الى صاحبه قبل موعد لقائهما الاسبوعي واخبرهُ بها فزادهُ يقيناً بصدقها. فقد بكى صاحبهُ طويلاً وبحرقة وصارحهُ قائلاً: في الحقيقة إنني مصابٌ منذ مدةٍ بهذا المرض، اذ لا استطيع كبح جماح نفسي الامّارة بالسوء عن النظر الى الاجنبيات اذا مررن بي، إن رؤياك صادقة يا اخي، وها انا أقرر منذ اليوم أن أسعى بكل جهدي لاجتناب هذه المعصية وكبح جماح نفسي لكي أفوز برضا أمام زماني! ولكن الرجل صاحب الرؤيا الصادقة تلك قرر قطع علاقته بصاحبه ولم يذهب ألى لقائهما الاسبوعي مدة الى أن التقاه من غير ميعاد في الطريق ذات يوم فبادرهُ صاحبه بالسؤال: لماذا لم تعد تأتي ألى موعد لقائنا الاسبوعي؟
اجاب الرجل: معذرةً ليس لدي وقت لذلك.
فقال له صاحبه: بل السبب يرجعُ الى تلك الرؤيا الصادقة التي رأيتها ولكن لا بأس عليك، وما أحسن ان تسمع مني ما جرى بعد مااخبرتني بها!
استجاب الرجل لطلب صاحبه وجلس اليه لكي يحدثه بما جرى عليه.
قال الرجل: في اليوم الذي تلا مجيئك لي واخبارك بتلك الرؤيا الصادقة وعند خروجي من المنزل قلت في نفسي: إعلم يا فلان إن امام زمانك يراك ويراقب اعمالك!
وبقيت اكرر هذه العبارة بلساني وانا على يقين من أن مولاي (عليه السلام) يراني، فأحدث ذلك في قلبي أثراً عجيباً، إذ انني وكلما مررت في الطريق بتلك النسوة المتبرجات اجد في نفسي إعراضاً شديداً عنهن يصل حد الشعور بروائح كريهة جدا تنبعث منهن، اي شعرت بحالةٍ متناقضة بالكامل لما كنت اشعر به في السابق عند المرور بهن في الطريق.
والان فأنني اودّ ان اشكرك واخبرك بأنني وببركة التوسل بمولاي صاحب الزمان واستذكار انه (عليه السلام) مطّلعٌ علينا قد نجيتُ من شر تلك المعصية.
وقد علق الحاج الشريفي على هذه الحكاية بعد ان نقلها بأنه قد استفاد هو ايضاً من هذا العلاج في تهذيب النفس على مدى سنين طويلة كما استفاد منه اخرون!

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة